سيرة ووصية الشهيد عبد الرسول بيضون
الشهيد عبد الرسول رضوان بيضون من بلدة الشهابية، ولد عام 1977، وقضى طفولته في بلدته وكانت هواياته لعب كرة القدم والسباحة. وكان منذ الطفولة ذا شخصية هادئة ومتزنة، وقد تعلم الصلاة في سن الثامنة.
توقف عن متابعة دراسته بسبب الاوضاع الاقتصادية وكان يساعد اباه في عمله. وتميز عبد الرسول بروح ايمانية عالية وكان مواظبا على الادعية وعلى الصيام المستحب.
في سن السادسة عشرة انضم الى صفوف حزب الله حيث خضع لدورات ثقافية وعسكرية وشارك في العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة الاسلامية والتي اجهز في بعضها بنفسه على عدد من جنود العدو الصهيوني.
في كانون الاول 1998 واثناء قيام مجموعة من المقاومة بينها الشهيد عبد الرسول بزرع عبوة على طريق يمر عليها جنود العدو، قام جنود العدو بتطويق مجموعة المقاومة، فدارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، استطاعت خلالها المجموعة المقاوِمة الانسحاب وارتفع عبد الرسول شهيدا في تلك المواجهات.
من وصيته:
السلام على شهيد كربلاء المخضّب بالدماء، وقتيل العبرات، وسحيق العاديات، ومن قطع رأسه وعلّق فوق الرماح، ومن بكاه الأنبياء (ع).
السلام على سيدي ومولاي صاحب الزمان(عج)، سيدي ومولاي يا صاحب الزمان حتى متى سيطول الانتظار؟ سيدي هذه العيون قد أعماها البكاء، متى سيدي نطلب بثأر جدك؟
السلام على الإمام الموسوي روح الله الخميني (قده)، والسلام على الشمس الساطعة السيد الإمام علي الخامنئي (دام ظلّه).
إخوتي: اعلموا أن هذه الدنيا زائلة وكل (ما فيها) إلى زوال، ولا يبقى للإنسان منها إلاّ عمله الصالح.
إخوتي: إن هذه الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة هذه الدنيا وسيلة للوصول إلى الآخرة، لا يوجد لجند الإسلام هزيمة في أي وقت، فالشهادة ليست هزيمة، وكذلك النصر، فأنتم إما أن تنتصروا أو تصلوا إلى الشهادة، وفي كلتا الحالتين يكون النصر لنا، نحن نستطيع (أن ننتصر) بالدم.
إلى أمي الحنون: أرجو منكِ يا أمي أن لا تبكي عليَّ، إذا كان لا بد من الدموع فعلى سيد الشهداء الإمام الحسين (ع).
أختي العزيزة: أهدي سلامي إليكِ، أرجو منكِ الدعاء في الصلاة والاستغفار لي، وأرجو منك يا عزيزة قلبي...
إلى أبي الطيب: أطلب منك الالتزام بخط ولاية الفقيه، وأوصيك بتقوى الله، وأن تكون مصيبة الإمام الحسين (ع) المثل الأعلى أمامك، وأطلب منك السماح، وإن الله مع الصابرين.
"ألا وإن الدنيا قد تصرمت وآذنت بوداع وتنكر معروفها وأدبرت حذَّاء، فهي تحفر بالفناء سكانها، وتحذر بالموت جيرانها، وقد أمرَّ منها ما كان حلواً، وكَدِر منها ما كان صفواً، فلم يبق منها إلاّ سملة كسملة الإداوة، وجرعة كجرعة المقلة، لو تمزَّزها الصَّدْيَان لم ينقع، فأزمعوا عباد الله الرحيل عن هذه الدار، المقدور على أهلها الزوال، ولا يغلبنكم فيها الأمل ولا يطولن عليكم فيها الأمد ..."([2]).
إخواني: اعلموا أن هذه الدنيا زائلة، وكل شيء إلى زوال، ولا يبقى للإنسان منها إلاّ عمله الصالح.
إخواني: اعلموا أن هذه الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة، اجعلوا هذه الدنيا وسيلة للوصول إلى الآخرة.
إخواني: لا يوجد لجُند الإسلام هزيمة في أي وقت، فإن الشهادة ليست هزيمة، وكذلك الانتصار، فإما (أن) تنتصروا وإما (أن) تصلوا إلى الشهادة، وفي كلتا الحالتين يكون النصر لنا.
إلى أهلي وإخوتي وإخواني جميعاً: بعشقنا للشهادة في سبيل الله ننال عزّتنا وكرامتنا، تابعوا مجالس العزاء للإمام الحسين (ع) ليكون كل يوم كربلاء، دافعوا عن ولاية الفقيه وتمسكوا بها لأنها حبل الله المتين، حافظوا على نهج الإمام الخميني (قده) والثورة الإسلامية، كونوا يداً واحدة، ورصّوا الصفوف تحت راية لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، عليٌ بالحق وليّ الله، دافعوا عن المقاومة الإسلامية وجاهدوا في صفوفها حتى النصر المبين، واقلعوا إسرائيل من الجذور، وحرروا المقدسات، وحرروا القدس الشريفة والأماكن المقدسة، حافظوا على دماء الشهداء لأنها أمانة في أعناقنا، أطلب المسامحة من جميع الإخوة والأخوات وخصوصاً أهالي بلدتي التي عشت فيها أيام حياتي.