دفنت أطفالي وفق وصيّتهم... في قلبِ غيمتهم...كانت تمر مذعورةً فوق بيتهم
قصيدة "أنظّف الحائط من بكائهم" للشاعر الفلسطيني أنور الخطيب
دفنت أطفالي وفق وصيّتهم
في قلبِ غيمتهم
كانت تمر مذعورةً فوق بيتهم
دفنتهم، كأنني أبذر قمحاً في حقلهم
أو أطيّر الفراشات في سمائهم.
***********
دفنتهم في تراب نجومهم
وعدت إلى حجارتهم
اتكأت على ركامهم
وقلت لقلبي: نَمْ..
هي فرصة لتنام
لا صوتَ في دارهم
لا شجارَ..
لا أناشيدَ لا صداع
ولا أسئلةً عن حصارهم.
**********
قلت لقلبي: "لا تقلق، نمْ،
فكل هذا الدمار افتراضيٌّ
غدا، أو بعد ساعة أو دقيقتين
حين تصحو من موتهم
يكون الشياطين قد قصفوا
أبناء جارهم،
تصبح الحرب تفاعلية
فتمضي مرة ثانية إلى قبورهم
***********
يأتيني صوت امرأة تموت
تسأل عن أصواتهم:
"يا صاحبي..أينهم؟"
يناديني الصوت من تحت ركامهم:
"ياااااااا صااااااااحـ بـ ي"..
أستيقظُت بعد لحظةٍ..
وبعد لحظة ونصف
دفنت صاحبتي في غيمة ثانية
تحت نجمة عاشرة
كانت تمر مذعورةً ببيتها
وقلت: ليغسلا بعضَهما
**********
وقلت للقلب: "نَمْ
هي فرصة لتنام عند أقدامها
وأقدامهم" ....
اتكأتُ على صوتها
وأصواتهم،
أسندتُ رأسي على حجرٍ
همست له:
"متى يُنطقكَ اللهُ يا صاحبي
متى، أنظّف الحائط من بكائهم؟"..