قصيدة للشاعر الفلسطيني صلاح أبو لاوي بعنوان "اعتذار متأخّر جدّاً إلى أبي عبد الله الحسين"
قصيدة للشاعر الفلسطيني صلاح أبو لاوي بعنوان "اعتذار متأخّر جدّاً إلى أبي عبد الله الحسين بن علي"
اعتذار متأخّر جدّاً
إلى أبي عبد الله الحسين بن علي
.
.
.
اعتذار متأخر جدّاً
.
.
جراحكَ
أمْ مدىً يمشي على دمهِ
أم الحنّاء يهبطُ مِنْ
أعاليهِ
نديّاً خافقاً سمحا
أمَ انّ قلوبَنا عَرَجَتْ
إليك - وقد رأتك إمامها -
جرحى
أمَ اْنّ سماءك الأولى
وأنت شهيدُ هيبتها
تظلّلنا
ومنذ الطعنة الكبرى
فلا تُمحى
تدورُ بنا ..
تدور ولا يزالُ القاتلونَ
يراودون الأرضَ عن أسمائها الفصحى
تدورُ
وكلّما ضاقتْ عليّ صرخْتُ
يا الله .. يا الله..يا الله
ثمّ أدرتُ نحوكَ كربلائي مثقلاً بالصمتِ
والطرقاتُ تنزفني
فأسرعُ حاملاً جَسَدي
إليكَ .. تجيرني منّي
ولا إلّاك يعلو حِلمهُ صرحا
أجيئك دمعةً حيرى
يتيمَ الروحِ
كالتاريخِ منذ رحلتَ
مغلولاً إلى عُنُقي
وخيلي في غبار الوهْمِ تائهةٌ
فلا ضبْحاً ولا قدْحا
أجيئك والبلادُ تغيّرتْ ألوانها وأبي
تخلّى يا أبي عني
أشدّ الليل من أنيابِ قسوتهِ
فيسرقني
ويغرز في دمي رمحا
أجيءُ وثوب أمّي لا يزال يجولُ في خَلَدي
وصيّتها :
" رضايَ عليك يا ولدي
بلادك جرحنا العالي
نزيفكَ، فابْقِها جُرحا"
حكايا الليلِ
يافا بين دمعتها
وبين الخيلِ
صوت البحرِ
لون الفجرِ
رائحة التراب البكْرِ
حلم رجوعها ، إيمانها ، وأنينها في السرِّ
وقفتها على بوابة (الزينكو)
تتابع خطوتي نُصحا
جراحكَ أمْ جراحي
أمْ هما ضوءانِ يلتقيانِ في الأرض الغريبةِ
قوسَ أحلامٍ
وقدْ جفّتْ ضروع الضوءِ فالتحما
على شرْقٍ غفا
صُبحا
أنا يا سيّد الشهداءِ
لا أرثيكَ
لا أرثي حبوبَ القمح إن وقعتْ على أرضٍ
ففاض الكونُ من جرّائها قمحا
ولا أرثيك إذْ أرثيكَ
إنّ دَمَاً بنى عرشاً على الآفاقِ من آصال هيبتهِ
لَيُعييني
إذا حاولتُهُ مَدْحا
ولكن جئتُ معتذراً
وخلفي الدّهرُ
يزحفُ من شتات القهرِ
نحوكَ
طالباً صفحا