بين حب قضية الإمام الحسين، عليه السلام، والإيمان بها، وبين شغف الفن والإبداع وتوصيل الرسائل عبره، ولد «المرسم البحريني» عندما أطلقه الفنان البحريني عباس الموسوي، الذي تبنى مبادئ الثورة الحسينية
بين حب قضية الإمام الحسين، عليه السلام، والإيمان بها، وبين شغف الفن والإبداع وتوصيل الرسائل عبره، ولد «المرسم البحريني» عندما أطلق الفنان البحريني عباس الموسوي، الذي تبنى مبادئ الثورة الحسينية عن طريق الفن منذ 13 عاماً، مشروعه العاشورائي، دامجاً بين نهضة تاريخية وفنٍّ معاصر. خيمة «المرسم الحسيني» في وسط العاصمة البحرينية المنامة، تستقطب آلاف الزوار سنوياً، كما أن عدد المشاركين فيها يزداد عاماً بعد عام، والمشاركات تتطور نوعياً من ناحية الرسم والأفلام والمحاضرات والجداريات وغيرها.
كما أقيم في الخيمة اختبارات لفحص الدم للزائرين، بالإضافة إلى تقديم إرشادات صحية من قبل فريق استشاري طبي، وإقامة مسابقة أفضل صورة عاشورائية للمصوّرين الشباب، بمشاركة أجنبية. وقال رئيس اللجنة العليا المنظمة لمشروع الإمام الحسين الفني، الفنان التشكيلي عباس الموسوي لـ«السفير» إن «المهرجان الذي انطلق قبل 13 عاماً، يستلهم رؤيته من مضامين عاشوراء السامية، حيث انتصر الخير على الشر، والحق على الظلم، والوحدة على الانقسام».
وأضاف الموسوي «لقد سعى الإمام الحسين، وبذل دمه وكل التضحيات الجسام من أجل الدين، ومن أجل أن ينتصر الخير والعدل والسلام، ونحن نستلهم كل مفردات المشروع من شعار الحسين (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي)، وهذا الشعار يفرض علينا أن نحقق الإصلاح في شتى الجوانب الاجتماعية، لأن الإصلاح لا يقتصر على بعدٍ واحد. من هنا انبثقت رسالة المشروع، أن عاشوراء هدفها الارتقاء بالإنسانية إلى عالم الصفاء والفضيلة والطهارة».
وانطلق النشاط هذا العام مع بداية شهر محرم، وشارك فيه عدد من جمعيات المجتمع المدني المعنية بالصحة والعلاقات الاجتماعية، وافتتح البرنامج بتدشين لوحة «الحسين ... رمز السلام» للفنان الموسوي، بالإضافة لندوة إحياء ثقافة الوقف.
وأقامت إدارة الأوقاف الجعفرية 48 مضافة في المنامة، وعيادة الإمام الحسين. وقال الموسوي «استطاع مشروع الإمام الحسين أن يحقق نقلة نوعية في العمل الاجتماعي والثقافي والفني المستلهم من وحي النهضة المباركة التي قام بها سيد الشهداء، وتفعيل القيم السامية التي سعى إليها الإمام الحسين من خلال عاشوراء». وأضاف إن «المشروع يركّز على كثير من المفردات المهمة والتي تستلهم من وحي عاشوراء، وتعكس الجانب الحضاري والشمولي لهذه الذكرى التي تحاكي عطاء الإسلام والإنسان»، مشيراً إلى أن «ذكرى عاشوراء انطلاقة متجددة من أجل الإبداع وتطوير الواقع الاجتماعي والثقافي».
أما المدير التنفيذي للمشروع رضوان الموسوي فقال لـ«السفير» إنه «يعتبر عاشوراء فرصة للجميع للتلاقي على مبدأ الحق والعدالة ومحاربة الظلم، وفي المرسم الحسيني نوصل هذه المبادئ عن طريق الفن والإبداع وإشراك المجتمع والاعتزاز بالثقافة الإسلامية التي جاءت من أجل خير الناس».
وأكد أن «الأعداد الكبيرة التي تتوافد على المرسم يومياً خلال الأيام العشرة الأولى من محرم، تحمّسنا للعمل في كل عام على تطوير ما يتم تقديمه في هذا المرسم من فعاليات تثقيفية وفنية ترتبط بحياتنا اليومية».