المدرسة الإسلامیة هي مدرسة الإنسانیة والقیم الإنسانیة، ومدرسة إشاعة الرحمة والمروة و الأخوة الإنسانیة... مدرسة معیارها في الحقوق الاجتماعیة هو: «لن تقدس أمة لا یؤخذ
حقوق الإنسان في فکر الإمام الخامنئي (1)
المدرسة الإسلامية هي مدرسة الإنسانية والقيم الإنسانية، ومدرسة إشاعة الرحمة والمروة و الأخوة الإنسانية... مدرسة معيارها في الحقوق الاجتماعية هو: «لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متمتع».
الإمام الخامنئي
17/09/2009
الفصل الأول: حقوق الإنسان في الإسلام
أولا: معيار حقوق الإنسان في الإسلام
ثانيا: أساس حقوق الإنسان في النظام الإسلامي
ثالثا: الإسلام ضمانة حقوق الإنسان
رابعا: مکانة المرأة في حقوق الإنسان الإسلامية
أ- الحقوق السياسية للمرأة في الإسلام
ب- دور المرأة في المجتمع
ت : ظلم المرأة في البيئة العائلية
ج : القضية الأساسية للمرأة
خامسا: التعادل في الحقوق الإنسانية بين المرأة والرجل
سادسا : معارضة الاستکبار للإسلام بذريعة حقوق الإنسان
الفصل الأول: حقوق الإنسان في الإسلام
أولا: معيار حقوق الإنسان في الإسلام
المدرسة الإسلامية هي مدرسة الإنسانية والقيم الإنسانية، ومدرسة إشاعة الرحمة والمروة و الأخوة الإنسانية... مدرسة معيارها في الحقوق الاجتماعية هو: «لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متمتع». الشخص الخالية يداه من المال و القوة في المجتمع يجب أن يستطيع أخذ حقه من القوي – ذي المال و القوة – بلا أية مشکلة. هذه هي رسالة الإسلام. و هذا هو المجتمع الإسلامي الصحيح. هذه الرسالة هي التي تجتذب إليها الشعوب اليوم. أي مکان من العالم يدار اليوم بهذه الطريقة؟ أية ديمقراطية أم أية ليبرالية، أم أية حقوق إنسان مزعومة تستطيع اليوم طرح مثل هذا الشيء و السير علي هداه؟ إنما يعملون اليوم بالاتجاه المعاکس.
ثانيا: أساس حقوق الإنسان في النظام الإسلامي
الفکر الذي يعرضه نظام الجمهورية الإسلامية اليوم علي العالم فکر جد جديد و قائم علي أساس الدين. تعود العالم في تحليلاته و رؤاه المادية علي فصل الحداثة عن الأفکار الإلهية و المعنوية و جعلهما في قطبين متقابلين. أي شيء ديني و معنوي – سواء کان إسلامياً أو غير إسلامي – ينتمي للماضي و هو بالتالي شيء رجعي. و کل شيء جديد و حداثي فهو بالضرورة علي الضد من الدين و ليس بالشيء المعنوي. هذا تصور خاطئ للدين.
الأمر اليوم علي العکس من ذلك، فالعدالة الاجتماعية التي تطرحها الجمهورية الإسلامية و حقوق الإنسان بالنحو الذي يطرحه الإسلام أرقي بکثير مما يطرح في العالم الديمقراطي. العدالة الاجتماعية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أکثر تقدماً و تطوراً من الشيء الذي تطلقه ما يسمي بالاشتراکية. حقوق الإنسان و الحريات الفردية في إيران أکثر تقدماً مما يطرح فيما يسمي بالديمقراطية، و هذا ما يؤيده العالم.
ثالثا: الإسلام ضمانة حقوق الإنسان
العالم الإسلامي لا يحتاج علي صعيد الديمقراطية و حقوق الإنسان إلي وصفات الغرب المغلوطة و المنسوخة عدة مرات. الديمقراطية مدرجة في التعاليم الإسلامية، و حقوق الإنسان من أبرز ما يقوله الإسلام. الإسلام هو المحامي عن حرمة الإنسان و حقوقه، و هو ضمانة الأخلاق و الفضيلة، و المنادي بالأمن و الاستقرار. أقبح الأکاذيب و ألأم التهم هي ما يرتکبه الذين يضعون الإسلام علي الضد من حقوق الإنسان و التحضر و الأمن، و يجعلون من ذلك أداةً لتبرير تعطشهم الظالم للقوة و التسلط علي الشعوب المسلمة.
يکتب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لمالک الأشتر في کتابه المعروف ( رقم 331 في نهج البلاغة ) أن کن مع الناس کذا و کذا، و لا تکن معهم کالذئب الذي يروم افتراسهم. ثم يقول بعد ذلك: «فإنهم صنفان، إما أخ لك في الدين و إما نظير لك في الخلق» .. أي إنهم بشر مثلك. و هکذا نري أن الإسلام غير مهم بالنسبة للإمام علي في مقام الدفاع عن المظلوم و إحقاق حقوق الإنسان. المسلم و غير المسلم لهما هذا الحق. لاحظوا أي منطق رفيع هذا و أية راية شامخة رفعها الإمام علي (ع) في التاريخ. و إذا بالبعض في العالم اليوم يتشدقون باسم حقوق الإنسان، و ما ذلك منهم إلاّ محض کذب و رياء، فهم لا يراعون حقوق الإنسان علي أية رقعة من الأرض حتي في بلدانهم، ناهيك عن مراعاتهم لها في أنحاء العالم الأخري! حقوق الإنسان بالمعني الحقيقي عبّر عنها و عمل بها الإمام أمير المؤمنين علي ذلك نحو. يقرّر الإسلام حقوقاً حتي للمجرمين. ليس من حق أحد شتم الشخص الذي يُراد له أن يُعدم. عقابه هو الإعدام و الشتيمة شيء زائد و هي ظلم و انتهاك لحقه و يجب الحيلولة دونها.
هذا هو أسلوب التعامل مع شخص حکم عليه بالإعدام، فما بالك بالسجين و ما بالك بالمتهم المطلوب للعدالة، و ما بالك بشخص لم تثبت عليه التهمة إنما توجد حوله بعض الظنون؟! ينبغي مراعاة حقوق الإنسان و الحق الذي قرره الله تعالي لکل واحد من البشر... يجب مراعاة هذه الحقوق بخصوص کافة الأفراد و في جميع الحالات و بشکل کامل.
رابعا: مکانة المرأة في حقوق الإنسان الإسلامية
أ- الحقوق السياسية للمرأة في الإسلام
في الإسلام، جري تکريس بيعة المرأة، و ملکيتها، و مشارکتها، في هذه الصعد السياسية و الاجتماعية الأساسية: «إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علي أن لا يشرکن بالله»... النساء کن يأتين و يبايعن الرسول. لم يقل رسول الإسلام ليأتِ الرجال و يبايعوا و کل ما يتفق عليه الرجال ستضطر النساء لقبوله. کلا، قال إن النساء أيضاً يبايعن و يشارکن في قبول هذه الحکومة و الموافقة علي هذا النظام الاجتماعي و السياسي. الغربيون متأخرون عن الإسلام في هذا المجال ألف وثلاثمائة سنة.
ب- دور المرأة في المجتمع
إذا استطاع البلد تعريف المجتمع النسوي بالمعارف التي أرادها الاسلام اعتماداً علي التعاليم الإسلامية، فسوف يتضاعف تقدم البلاد و رقيها و رفعتها عدة أضعاف. في أية ساحة تدخلها المرأة بشکل مسؤول يتضاعف التقدم عدة أضعاف. خصوصية المشرکة النسوية في الميادين المختلفة هي أن المرأة حينما تدخل الساحة سيدخل معها زوجها و أبناؤها. مشارکة الرجل لا تعني مشارکة ذويه، بيد أن مشارکة المرأة تعني هذا الشيء.
ت- ظلم المرأة في البيئة العائلية
إذا لم يسمحوا للمرأة باکتساب العلم و الدراسة و تحصيل العلم و المعرفة فهذا ظلم. إذا کانت الظروف بحيث لا تجد المرأة بسبب کثرة العمل و الضغوط المختلفة فرصة للرفع من مستواها الأخلاقي و الديني و المعرفي، فهذا ظلم. إذا لم تتوفر للمرأة إمکانية استخدام ما تملکه بشکل مستقل و بإرادتها فهذا ظلم. إذا فرض علي المرأة عند الزواج زوج معين و لم يکن لها هي دور في اختيار زوجها و لم يعتن لإرادتها و ميلها و رغبتها، فهذا ظلم. إذا لم تستطع المرأة سواء حينما تعيش في البيت مع عائلتها أو عندما تنفصل عن زوجها أن تتزود من أبنائها عاطفياً بالمقدار اللازم، فهذا ظلم. إذا کان للمرأة موهبة معينة – موهبة علمية مثلاً أو موهبة في الاختراعات و الاکتشافات، أو موهبة سياسية أو موهبة في النشاط الاجتماعي – لکنهم لم يسمحوا لها بتفجير هذه الموهبة و تثميرها فهذا ظلم.
ج- القضية الأساسية للمرأة
ليست القضية الأساسية للمرأة هل إنها تعمل أو لا تعمل. المسألة الأساسية للمرأة هي تلك التي محقت اليوم في الغرب للأسف، ألا و هي الشعور بالهدوء و الأمن و إمکانية إبداء المواهب و عدم التعرض للظلم في المجتمع و العائلة و في بيت الزوج و في بيت الأب و ما إلي ذلك.
خامسا: التعادل في الحقوق الإنسانية بين المرأة و الرجل
الإسلام نصير التکامل الإنساني. لا فرق بين المرأة و الرجل في نظر الإسلام علي الإطلاق. المرأة و الرجل جزءان من الوجود الإنساني. لا فرق بينهما أبداً من الناحية البشرية و الإلهية. غاية الإسلام من الدفاع عن حقوق المرأة هي أن لا تتعرض المرأة للظلم، و لا يعتبر الرجل نفسه حاکماً يتصرف في مصير المرأة. ثمة حدود و حقوق في العائلة. للرجل حقوقه و للمرأة حقوقها، و هذه الحقوق عادلة و متوازنة جداً.
الأخلاق الإنسانية هي المهمة بالنسبة للإسلام. و تفجر المواهب هو المهم. المهم هو النهوض بالواجبات الملقاة علي عاتق أي شخص أو أي جنس، و هذا ما يستلزم طبعاً معرفة الطبائع.
و الإسلام يعرف طبيعة المرأة و طبيعة الرجل بشکل جيد. المهم في الإسلام هو التعادل أي مراعاة العدالة المحضة بين أفراد البشر، و من ذلك العدالة بين جنسي المرأة و الرجل. المساواة في الحقوق مهمة، لکن قد تختلف أحکام المرأة عن أحکام الرجل في بعض المواطن کما قد تختلف طبيعة المرأة عن طبيعة الرجل في بعض الخصائص. إذن، المعارف الإسلامية تنطوي علي أکبر قدر من الحقائق و الواقع المتصل بالفطرة و الطبيعة البشرية في خصوص المرأة و الرجل.
سادسا: معارضة الاستکبار للإسلام بذريعة حقوق الإنسان
هدف الأعداء العالميين – الاستکبار و علي رأسه أمريکا و سائر الأذناب و الأعداء الصغار – في أية نقطة من العالم من معارضتهم للثورة الإسلامية الإيرانية هو أن يعارضوا الإسلام. إنهم يعارضون الإسلام لأن الإسلام يقصّر يد الناهبين. يعارضون الإسلام لأنهم يعتبرونه عاملاً يقصّر أرجل الکلاب السائبة التي راحت تنهش خزائن هذا البلد و خيراته. يعارضون الإسلام و يشيعون أنه يعارض حقوق الإنسان. هدفهم أن يسقطوا الإسلام من العيون. هذا في حين أن الإسلام حامل لواء حقوق الإنسان. ما معني حقوق الإنسان؟ أليس الفلسطينيون الذين شردهم الصهاينة الخبثاء من بيوتهم و ديارهم في هذا الشتاء القارس، أليسوا ببشر؟ ألا تصدق حقوق الإنسان عليهم؟ أليس أبرز مادة في الميثاق العام لحقوق الإنسان – الذي يتشدق به هؤلاء السادة – أن کل إنسان حرّ في بيته و يحقّ له اختيار سکنه؟ إذن، لم دخلوا عليهم بيوتهم و طردوهم منها؟! أليست فلسطين داراً للفلطينيين ؟ أهذه هي حقوق الإنسان؟ أليس الفلسطينيون بشراً؟ من ذا الذي لا يدرك اليوم أحابيل أدعياء حقوق الإنسان و أکاذيبهم الخبيثة؟
العنف و اللاعنف لازم و ملزوم طبعاً. في موطن ما يجب أن تمارسوا العنف، و في موضع آخر يجب أن لا تمارسوه. بعض الذين يرغبون بالتشدق بحقوق الإنسان و اللاعنف علي مستوي العالم يرتکبون أسوء صنوف العنف و أقبح أعمال القتل، ثم يتحدثون عن المرونة و مکافحة العنف و ما إلي ذلك! التحدث عن العنف أو اللاعنف بالإطلاق کلام مفتعل. حقيقة الأمر أنه يجب التصرف بنحو حاسم و دون مسامحة و إذا اقتضت الضرورة بعنف في المواطن المناسبة، و لکن ينبغي في مواطن أخري التصرف بمنتهي المرونة و اللطف و الاحترام. ينبغي المحافظة علي هذه الأمور إلي جانب بعضها.