للغربیین الیوم ملف أسود وأیدي سوداء في مجال حقوق الإنسان، ومع ذلك یریدون أن یعلموا العالم الإسلامي ما هي حقوق الإنسان وما هي حقوق المرأة و یدعوهم للسلام!
حقوق الإنسان في فکر الإمام الخامنئي (2)
للغربيين اليوم ملف أسود وأيدي سوداء في مجال حقوق الإنسان، ومع ذلك يريدون أن يعلموا العالم الإسلامي ما هي حقوق الإنسان وما هي حقوق المرأة و يدعوهم للسلام!
الإمام الخامنئي
17/09/2009
الفصل الثاني: حقوق الإنسان في الغرب
أولا: الملف الأسود للغرب في مجال حقوق الإنسان
ثانيا: الانتهازية باسم حقوق الإنسان
ثالثا: المرأة في الرؤية الغربية
خامسا: أکذوبة مناصرة حقوق الإنسان
سادسا: أوربا أکبر منتهك لحقوق الإنسان
سابعا: حقوق الإنسان الإنجليزية
الفصل الثاني: حقوق الإنسان في الغرب
أولا: الملف الأسود للغرب في مجال حقوق الإنسان
للغربيين اليوم ملف أسود وأيدي سوداء في مجال حقوق الإنسان، ومع ذلك يريدون أن يعلموا العالم الإسلامي ما هي حقوق الإنسان وما هي حقوق المرأة و يدعوهم للسلام! الذين أشعلوا في غضون عشرين سنة حربين عالميتين وقتلوا الملايين من البشر، و الذين صنعوا القنبلة الذرية و قتلوا بها آلاف البشر، و الذين ارتکبوا في أفريقيا و أمريکا اللاتينية و آسيا کل هذه الجرائم و قتلوا البشر هناك، و جرائمهم هذه لا تنسي أبداً – لن ينسي أحد البريطانيين في الهند، و لا الفرنسيين في الجزائر، و لا غيرهم في البلدان الأخري – و الذين حرضوا صدام حسين ومدّوه بالأسلحة الکيمياوية أصبحوا الآن شرطة تسيطر علي الأسلحة الکيمياوية في العالم! کما لو أن أکبر المهربين يصبحون مسؤولين عن مکافحة التهريب!..
ثانيا: الانتهازية باسم حقوق الإنسان
الأجهزة الإعلامية التابعة للصهيونية وأمريکا، و التابعة في الواقع للرأسماليين الناهبين الدوليين و غالباً ما تکون وسائل الإعلام ملکاً لهم، يخدعون البشرية اليوم، و يتظاهرون بالدفاع عن الديمقراطية و الحال أنهم يکذبون مائة بالمائة. و يتظاهرون بالدفاع عن حقوق الإنسان بينما هم يتحدثون بخلاف الواقع مائة بالمائة و يکذبون بالکامل. الشيء الذي لا تفکر به هذه الشرکات و الکارتلات الدولية و لا تعير له أدني احترام هو حقوق الشعوب و حقوق الإنسان.
ثالثا: المرأة في الرؤية الغربية
لاحظوا أن المرأة لم يکن لها في أوربا و في البلدان الغربية إلي ما قبل فترة حقوق مالية. في بداية القرن العشرين و رغم کل تلك المزاعم و الادعاءات التي أطلقت، ورغم ذلك السفور العجيب الغريب الذي تفاقم في الغرب باستمرار، و مع ذلك الاختلاط الجنسي المنفلت اللامتناهي الذي کانوا يعدونه احتراماً و قيمة للمرأة، إلّا أن المرأة لم يکن لها استخدام الثروة التي تمتلکها بحرية! لم تکن تمتلك مالها مقابل زوجها. أي إن المرأة التي تتزوج ستکون ثروتها و أملاکها و مالها لزوجها، و لا يحق لها التصرف في ممتلکاتها. إلي أن منحوا تدريجياً حق الملکية و حق العمل للمرأة حتي أوائل القرن العشرين. هذه القضية من أبسط حقوق الإنسان لکنهم حرموا المرأة منها. إننا ندين العالم الغربي الذي أهان المرأة الإنسان طوال کل هذه العصور الماضية و إلي اليوم.
ما تتصورون ((القيم الأمريکية))؟ يطرح الأمريکيون مبادئ معينة علي أنها المبادئ الأمريکية و يقولون هي مبادئ عالمية شاملة. المبادئ هي حرية الإنسان و حرية الفکر، و کرامة الإنسان و حقوق الإنسان و ما إلي ذلك. هل هذه مبادئ أمريکية؟! هل هذه هي خصائص المجتمع الأمريکي اليوم؟! و هل هذه سمات الحکومة الأمريکية في الوقت الحاضر!؟ أليست هذه الحکومة هي التي أبادت سکان أمريکا الأصليين؟ أليست هي التي أبادت الهنود الحمر؟ أليست هذه الحکومة و العناصر المؤثرة فيها هي التي أخذت ملايين الأفارقة من داخل بيوتهم لتستعبدهم، و أختطفت بناتهم و فتيانهم للرقّ، و تعاملت معهم لسنين طويلة في إطار أفظع الفجائع؟ من أکثر الأعمال الفنية مأساوية اليوم عمل عنوانه ((کوخ العم توم)) الذي يصوِّر حياة الرق في أمريکا، وهو عمل لا يزال حياً رغم مضي ما يقرب من المائتين عام عليه. هذه هي حقيقة أمريکا و الحکومة الأمريکية. هذا هو النموذج الذي عرضه النظام الأمريکي علي العالم... ليس فيه حرية للإنسان، و لا مساواة بين أبناء البشر.
أية مساواة؟! لا تزالون لا تعملون بالمساواة بين الأسود و الأبيض. لا يزال العرق الأحمر إلي اليوم يعدّ لديکم نقطة ضعف لدي الشخص عند التوظيف الإداري. يقولون إن المبادئ الأمريکية عالمية شاملة. و من أنتم حتي تسمحوا لأنفسکم بوضع مبادئ عالمية شاملة لکل الإنسانية؟ أي منطق هذا الذي يقول إن مبادئنا مبادئ عالمية شاملة و من لم يقبلها في العالم يجب أن نقصفه بالقنابل. هل هذا منطق شعب حر؟! هل هذا منطق حکومة تؤمن بکرامة الإنسان حقاً؟! هکذا يکذبون علي البشرية؟.
خامسا: أکذوبة مناصرة حقوق الإنسان
من الذي لا يعلم أن شعار الدفاع عن حقوق الإنسان و الديمقراطية الذي يطلقه ساسة البيت الأبيض ليس إلّا خداع و کذب مفضوح؟. النظام الأمريکي الذي ارتکب أکبر عدد من الاغتيالات طوال الأعوام المتمادية، و مارس أشد أنواع العداء للحکومات المستقلة في آسيا و أفريقيا و أمريکا الجنوبية، دافع عن أکثر الحکومات الانقلابية المفروضة رجعيةً، و صدّر أکبر الکميات من الأسلحة الفتاکة إلي جميع أنحاء العالم، و أوفد أخطر الإرهابيين إلي ميادين عملهم أو ربّاهم و رعاهم في أحضانه و قتل و خضّب أکبر عدد من الأبرياء العزّل بدمائهم، و حرم أکثر شعوب العالم مظلوميةً - أي الشعب الفلسطيني - من حقوقه الإنسانية الطبيعية، و قدم لأفظع الأنظمة في العالم أي النظام الصهيوني أعظم المساعدات و حافظ علي النظام البهلوي الفاسد المتجبر لعشرات السنين و مارس أبشع الخيانات و الجفاء ضد شعب إيران علي الصعد الاقتصادية و العسکرية و السياسية، و الآن يتهم النظام الإيراني الشعبي المستقل الحرّ بمناصرة الإرهاب و انتهاك حقوق الإنسان و إنتاج أو بيع الأسلحة!
الحکومة الأمريکية منذ عام 1945 م و إلي اليوم ساهمت في إسقاط أربعين حکومة مستقلة لم تکن تابعة لأمريکا، و تدخلت عسكرياً في أكثر من عشرين حالة! و قد رافقت كل هذه التدخلات بلا استثناء مجازر جماعية و فجائع کبري. و قد نجحوا في تحقيق أهدافهم في بعض الأحيان و لم ينجحوا في أحيان أخري. و من الأمثلة علي ذلك القصف النووي لليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، و حرب فيتنام، و تلك الحروب الدامية، و الفجائع التي لا تنسي التي انتهت بإخفاق أمريکا. و هناك أيضاً مثال تشيلي، و مثال إيران نفسها في إنقلاب 28 مرداد – حيث جاء المأمور الأمريکي إلي طهران و عمل و خطط، ثم أعلنوا هم أنفسهم عن ذلك و نشروا وثائقه المتوفرة الآن للجميع – و کذا الحال في العديد من الأماکن الأخري.
السبب وراء کل ذلك هو الشرکات الاقتصادية الکبري، و أصحاب المال الکبار في أمريکا، و الأحزاب المتعطشة للسلطة، و مجاميع النفوذ الصهيونية، و الشخصيات المعيوبة فکرياً و أخلاقياً ممن يمسکون بأيديهم زمام الأمور. إنه ملف جد ثقيل، و ماضٍ جد مخز. هذه ليست بالأمور الصغيرة. ليس مهماً بالنسبة لهؤلاء سحق البشر، و الثروات، و العدالة و غير ذلك من الفجائع الإنسانية. أيّ من هذه الأمور لا تقف عقبةً في طريقهم. طبعاً من أجل حفظ ظاهرهم الأنيق يستخدمون إمکاناتهم الإعلامية المکثفة. عبّر البعض عن ذلك بــ ((الصوت الأعلي))، وهو تعبير صائب. يحاولون بأصواتهم الأعلي تنظيم الأجواء في العالم بحيث يعتّمون علي الفجائع التي يرتکبونها و يظهرون أنفسهم بوصفهم مناصرين للسلام و الديمقراطية، و حقوق الإنسان.
في زمان رئاسة جورج بوش الأب و نتيجة للظلم الجلي الذي مورس ضد الزنوج نشبت اضطرابات هائلة في بعض الولايات الأمريکية، و لأن الشرطة لم تستطع مجابهة الحدث، نزل الجيش إلي الساحة. وفي عهد رئيس الجمهورية الأمريکي التالي تجمع أکثر من ثمانين شخصاً من فرقة الداوديين – وهي فرقة مسيحية تعارض سياسات الحکومة الأمريکية – في بيت من البيوت و لم يخرجوا منه رغم إنذار الشرطة، و إذا بهم يحرقون هؤلاء الثمانين شخصاً بالنار وهم أحياء أمام أنظار الرجال و النساء و الأطفال. و مع ذلك لم يصدر عنهم أي رد فعل! هذه هي مراعاتهم لحقوق الإنسان! في عهد رئاسة جمهورية جورج بوش الإبن قتلت أمريکا في شمال أفغانستان – حينما احتلوا هذا البلد – عدداً کبيراً من السجناء في أحد السجون حينما فتحوا النار عليهم، هذا ما عدا القنابل التي ألقتها علي رؤوس الأهالي العزّل و الفجائع التي ارتکبتها في المدن. و انتشر الخبر في العالم لکن الامبراطوريات الخبرية لا تسمح ببقاء مثل هذه الأخبار و رسوخها في أذهان الناس. لذلك لملموا الخبر فوراً. انتهاك حقوق الإنسان من قبل الأمريکيين في أمريکا نفسها أكثر من أي مکان في العالم. لکنهم مع ذلك يتهمون شعب إيران، و الحکومة الإيرانية، و النظام الإسلامي بانتهاك حقوق الإنسان! يرفع راية حقوق الإنسان أناس هم أنفسهم أکبر منتهکي حقوق الإنسان!..
سادسا: أوربا أکبر منتهك لحقوق الإنسان
الحکومات الأوربية ارتکبت طوال القرن الأخير أکبر و أکثر انتهاکات حقوق الإنسان. و حتي لو نظرنا للمسألة فيما يتعلق بما قبل المائة عام الأخير لکان الأمر کذلك. في غضون المائة سنة الأخيرة علي الأقل أشعل هؤلاء السادة الأوربيون حربين عالميتين زاخرتين بالمفاسد. إشعال حربين عالميتين طاحنتين أمر يعود إلي عشرات الأعوام الماضية، و لکن حتي في الزمن الراهن، من الذي أوجد مصانع الأسلحة الکيمياوية في العراق بکل ما أفرزته من فجائع؟ البلدان الأوربية نفسها. من الذي أنشأ التأسيسات النووية لإنتاج قنبلة ذرية في العراق من أجل تهديد المنطقة برمتها؟ إنها البلدان الأوربية. من الذي يمهّد و يبرّر لجرائم إسرائيل و هي ترتکب جرائمها يومياً؟ هذه البلدان الأوربية نفسها.
سابعا: حقوق الإنسان الإنجليزية
أشاع الإنجليز عن أنفسهم في العالم أنهم أهل تسامح و مرونة. لقد شاهد العالم تسامح الإنجليز في العراق! الدخول إلي بيوت الناس بالبنادق، و إفساد حياتهم الآمنة، و إبکاء الأطفال الصغار بإرعابهم، و فتح النار علي مظاهرات الناس في بغداد و الموصل و المدن الأخري التي لم نتلقّ أخبارها. هذه هي ديمقراطيتهم و صفحهم، و إنسانيتهم، و رعايتهم لحقوق الإنسان! هذه مشاهد للعبرة يجب أن نفهمها.