22-11-2024 07:02 AM بتوقيت القدس المحتلة

حقوق الإنسان في فکر الإمام الخامنئي (3)

حقوق الإنسان في فکر الإمام الخامنئي (3)

ما من مدرسة ترفع مکانة الإنسان و قیمته بقدر ما یفعل الإسلام. من المبادئ الإسلامیة التي تطرح دوماً في تعریف الإسلام مبدأ ((تکریم الإنسان)).

حقوق الإنسان في فکر الإمام الخامنئي (3)

ما من مدرسة ترفع مکانة الإنسان و قيمته بقدر ما يفعل الإسلام. من المبادئ الإسلامية التي تطرح دوماً في تعريف الإسلام مبدأ ((تکريم الإنسان)).

الإمام الخامنئي

17/09/2009

 

الإمام الخامنئي حفظه اللهالفصل الثالث: إيران و حقوق الإنسان

أولا: حقوق الإنسان في نظام الجمهورية الإسلامية

ثانيا: حرية الصحافة في نظام الجمهورية الإسلامية

أ-  ضرورة التوعية في النظام الشعبي

ب-  الصحافة في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية

ثالثا: حرية الصحافة الرأسمالية

رابعا : شرط تعددية الصحافة الحرة

خامسا: الواجب الأهم للصحافة في النظام الإسلامي

سادسا: ضرورة الإشراف علي الصحافة

عدم الانفعال السياسي في قضايا حقوق الإنسان

مراقبة إيران لحقوق الإنسان في الغرب و بالعکس

 

الفصل الثالث: إيران و حقوق الإنسان

أولا: حقوق الإنسان في نظام الجمهورية الإسلامية

حقوق الإنسان تضمن في ظل الإسلام والحكومة الإسلامية. الإسلام هو الذي يقول: ((إن الحکم إلّا لله أمر ألا تعبدوا إلّا إياه)). هذا الحکم يلغي أية حکومة ظالمة. ليس من حق أحد أن يحکم الناس، إلّا إذا کان يتمتع بمعايير مقبولة ويکون الناس قد وافقوا عليه. الإسلام نصير لحقوق الإنسان. ما من مدرسة ترفع مکانة الإنسان و قيمته بقدر ما يفعل الإسلام. من المبادئ الإسلامية التي تطرح دوماً في تعريف الإسلام مبدأ ((تکريم الإنسان)). حقوق الإنسان يمکن الدفاع عنها و يمکن أن تعد حقوقاً للإنسان في ظل الإسلام. الإسلام هو الذي دافع بأحکامه – کل أنواع الأحکام... سواء الأحکام القضائية و الجزائية أو الأحکام المدنية، و الحقوق العامة و القضايا السياسية – عن حقوق الإنسان، و ليس ما يقولونه و يسمونه خداعاً حقوق إنسان.

تتهم البلدان الغربية الجمهورية الإسلامية بأنها لا تراعي حقوق الإنسان. و يقصدون بذلك تطبيق الحدود الإسلامية باعتبار أن جمهورية إيران الإسلامية تطبق الحدود الإسلامية. يقول القرآن: ((و تلك حدود الله و من يتعد حدود الله)). الله يتهدد کل من يتعدّ حدوده.

نظام الجمهورية الإسلامية يناصر حقوق الإنسان و لا يقعد لينتظر الغربيين يأتون و يعلمونه حقوق الإنسان أو يوصونه بالالتزام بحقوق الإنسان! الجمهورية الإسلامية تلتزم بحقوق الإنسان بدافع من دساتير الإسلام، لأن ذلك من مبادئ الإسلام. لکن الشيء الذي يطرحه أولئك مجرد خداع و کذب. ذاك عن مناصرتهم لحقوق المرأة، وهذا عن مناصرتهم لحقوق الإنسان! المستکبرون و المستبدون و ناهبو العالم و غير الآبهين لحقوق الشعوب وساقحو مصالح الشعوب الضعيفة، ومحتلو أراضي البلدان الضعيفة يرفعون اليوم راية ما يسمي الدفاع عن حقوق الإنسان و حقوق المرأة! واضح أن الشعوب المسلمة لا يمکنها الاکتراث لهذه الأقاويل. إنها لمفخرة لأحکام الإسلام النيرة أن تستطيع المرأة المسلمة التعبير عن نفسها بشجاعة واستقلال في هذا العصر و في عالم يضجّ بأمواج الإعلام الخاطئ المنحرف من کل الجهات. هذه من برکات الإسلام. التربية الإسلامية و الثورية للمرأة المسلمة مبعث فخر و مباهاة للجمهورية الإسلامية.

ثانيا: حرية الصحافة في نظام الجمهورية الإسلامية

أ- ضرورة التوعية في النظام الشعبي

النظام الشعبي – الذي يتدخل الشعب في نسيجه الأصلي – ليس في غني عن وعي الجماهير. يجب علي مثل هذا النظام توعية جماهيره.. يجب عليه تزويدهم بالقدرة علي التحليل و إمدادهم بالوعي و المعلومات اللازمة و المفيدة و المعارف الضرورية. الوعي بالنسبة لمثل هذا النظام ضروري و واجب کالماء و الهواء وهکذا هو نظام الجمهورية الإسلامية. کلما زاد وعي الناس کلما انتفع هذا النظام أکثر. إذن، يحتاج هذا النظام إلي توعية الجماهير.

ب- الصحافة في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية

الصحافة بالنسبة لنظام الجمهورية الإسلامية ليست قضية شکلية و تشريفية. و إذن، زيادتها و تنوعها و جودتها من المهام الرئيسية في هذا النظام. الصحافة ظاهرة ضرورية و لازمة و لا مندوحة منها لمجتمع إيران و أي مجتمع يروم أن يعيش حياةً طيبة کريمة. للصحافة ثلاثة واجبات رئيسية: واجب النقد و الإشراف، و واجب الإعلام الصادق الشفاف، و واجب طرح الآراء و تبادلها في المجتمع.

إذا فقد المجتمع الصحافة الحرة الراشدة و الأقلام الحرة الفاهمة فسيفقد الکثير من الأمور الأخري. وجود الصحافة الحرة أحد مؤثرات رشد الشعب وهو في الوقت نفسه من أسباب هذا الرشد. بمعني أن رشد الشعب و حريته تفرز الصحافة الحرة الراشدة و في مرحلة ثانية تساعد الصحافة الحرة الراشدة بدورها علي زيادة رشد الشعب.

حرية الأقلام و حرية التعبير عن الرأي من الحقوق الأکيدة للشعب و الصحافة. هذا مما لا شك فيه إطلاقاً و هو من المبادئ المصرح بها في الدستور. طبعاً ثمة إلي جانب هذه القيمة قيم و حقائق أخري يجب أن لا تسحق بحرية الصحافة و حرية الأقلام. الميزة الکبري هي أن يستطيع المرء الحفاظ علي الحرية، و يدرك في الوقت نفسه الحقيقة، و تکون له صحافة حرة من دون أن تعتورها تلك الآفات. هکذا ينبغي التحرک و التقدم.

ثالثا: حرية الصحافة الرأسمالية

لا توجد في کل أوربا حتي صحيفة واحدة يمکن القول إنها ليست ملکاً للرأسماليين! أية صحيفة تمتلکها الطبقات المتوسطة و الضعيفة من الشعب حتي يکتشف المرء من حريتها حرية تلك الطبقة؟ من هم الذين يمتلکون الصحف؟ الکارتلات و الطبقات الکبري و أصحاب الرساميل. أي إنها حرية الرأسمالي کي يقول ما يريد، و يشوِّه سمعة من يريد، و يضخّم من يريد، و يجرّ الرأي العام إلي أي اتجاه يشاء! فهل هذه حرية؟.. 

رابعا: شرط تعددية الصحافة الحرة

الرصيد الرئيس لأية وسيلة إعلامية هي الثقة العامة التي تتوفر عن طريق الاهتمام بالقيم و عقائد الأکثرية و الحفاظ علي کرامة النظام و شرفه، و الصدق في التعبير. إذا کانت الصحافة أداة تنوير کما جاء في الدستور، و أخذت مصالح البلاد بنظر الاعتبار، و کتبت لصالح الجماهير، و لصالح الدين فالأفضل أن تکون أکثر فأکثر.

خامسا: الواجب الأهم للصحافة في النظام الإسلامي

الواجب الأهم للصحافة في النظام الإسلامي هو دورها الثقافي في تعريف القيم و الدفاع عن المبادئ المقبولة من قبل الأمة الثورية في إيران، و رفع مستوي وعي الجماهير و معرفتهم. في الوقت الحاضر، و خصوصاً بعد اندحار المارکسية الکامل، راح الاستکبار الغربي يستخدم أکثر ما يستخدم الأساليب الثقافية لبسط سيطرته السياسية و الإلحادية علي الشعوب الثورية. و التصدي المناسب للغزو الثقافي الغربي في أبعاده المختلفة يجب أن يقف في المقدمة من برامج وسائل الإعلام العامة.

سادسا: ضرورة الإشراف علي الصحافة

التوصيات المتکررة للصحافة و وسائل الإعلام إنما هي من أجل أن تتعامل مع قضايا البلاد بمسؤولية عالية. ينبغي عدم العمل للعدو و تسهيل مهماته، وإيجاد ذات الشيء الذي يريده هو في المناخات الفکرية و الثقافية للمجتمع و داخل البلاد عبر الصحافة و وسائل الإعلام و المنابر التي تخاطب الجماهير. هذا خطأ کبير جداً. و إذا حصل عمداً فهو خيانة کبيرة، و إذا حصل بسبب الغفلة فهو خطأ کبير. يجب التبصر و التدقيق کثيراً.

من هنا کان الإشراف علي الصحافة واجبا و مهمة ضرورية. هذا هو نص الدستور و قانون الصحافة و القانون العادي. من دون الإشراف لن يتحقق يقيناً المطلوب و المصالح الوطنية المرتجاة من الصحافة. يتصور بعض الأشخاص أن الرأي العام منطقة حرة لا قيود فيها و بوسعهم أن يفعلوا فيها ما يشاءون. ليس الرأي العام فأرة مختبر ليتاح لکل من هبّ و دبّ أن يفعل به ما يشاء و ينال من إيمان الناس و عواطفهم و معتقداتهم و مقدساتهم بتحليلاته الخاطئة و إشاعاته و تهمه و أکاذيبه. هذا غير صحيح. إذن الإشراف ضروري حتي لا تقع تلك الأمور. هذا أمر واجب.

عدم الانفعال السياسي في قضايا حقوق الإنسان :

أکثر ما تعتمد عليه الحکومات المستکبرة اليوم علي الصعد الثقافية و السياسية هو بث حالة الانفعال حيال الافکار الغربية. يثيرون الضجيج حول قضايا المرأة، و حقوق الانسان، و الديمقراطية، و حرکات التحرر، من أجل فرض الانفعال علي الجانب الآخر. أکبر خطأ هو أن نتحدث حول هذه القضايا التي يثيرون الضجيج حولها بطريقة نتوخي منها إرضاءهم. هذا هو الانفعال. الذين لا يعيرون أي اهتمام و قيمة لحقوق الانسان بالمعني الحقيقي، جعلوا منها هراوة يضربون بها علي رؤوس الآخرين! أصبحت أمريکا رائدة حقوق الإنسان في العالم! قبل الحرب کانت الحکومة العراقية في نظر الامريکان تخدم الارهابين. في سنة الستين و الواحد و ستين و الاثنين و ستين استطاع المقاتلون الإيرانيون البواسل ترکيع العدو، وإرجاعه الي الحدود، و اضطر العدو البعثي من أجل مواجهة الجنود الإيرانيين إلي استخدام الاسلحة الکيمياوية و باقي أسلحة الدمار الشامل – أي أن يرتکب جرائم حرب – و في تلك الآونة شعرت الحکومة الامريکية أن عليها دعم الجبهة العراقية لتستطيع الحکومة البعثية ممارسة دورها الخياني أمام نظام الجمهورية الاسلامية. في الأعوام التي استخدمت فيها الحکومة العراقية الأسلحة الکيمياوية أخرجوا أسم العراق من قائمة الدول الراعية للإرهاب!

هکذا هي حال دعمهم و مناصرتهم لحقوق الانسان! هذه الحکومات المستکبرة و مثالها امريکا هي أکبر رصيد و سند لانتهاك حقوق الانسان في کل مکان من العالم. ثم يأتون ليتشدقوا بحقوق الانسان و ينحتوا منها هراوة ضد الشعوب و الحکومات التي يريدون الاصطدام بها! و إذا ظهر من هذا الطرف أشخاص يتحدثون حول حقوق الانسان بما يرضي أولئك فهذه سياسة خاطئة جداً. هذا معناه الانفعال و التخبط أمام العدو.

و کذا الحال بالنسبة لقضية المرأة. بعد إقامة دولة الحق استطاعت النساء في ايران الإسلامية بفضل من الله أن يجدن شخصيتهن الحقيقية الي حد کبير، و يشارکن في الميادين المختلفة، و يعبرن عن عظمة روح المرأة المسلمة. و إذا بهولاء يکتبون و يثيرون الضجيج حول تضييع حقوق المرأة في الجمهورية الإسلامية. علي العالم الغربي تقريب أفکاره من نظام الجمهورية الاسلامية. عليهم تصحيح آرائهم المغلوطة الباطلة بشأن قضايا المرأة، و حقوق الانسان، و الحرية، و الديمقراطية، و الاقتراب من الآراء الاسلامية. لقد أثبت الشعب الإيراني أنه غير مستعد إطلاقاً للتراجع حتي خطوة واحدة أمام وقاحة الاعداء و جشعهم و مطاليبهم، أو التخلي عن المباني الإسلامية من أجل رؤي الأعداء و إرضائهم. هذا منهج صحيح.

مراقبة إيران لحقوق الإنسان في الغرب و بالعکس :

إذا کان ثمة قلق بشأن حقوق الإنسان – و نحن بدورنا قلقون علي حقوق الإنسان في البلدان الأوربية – ليوفد ممثلون من الجانبين و يراقبوا و ينظروا.. ليأتوا هم إلي هنا و نبعث نحن أيضاً ممثلين إلي هناك ليروا کيف هو واقع حقوق الانسان في سجونهم و محاکمهم و في تصرفاتهم الحکومية و الاجتماعية و المدنية، و إلي أي مدي تراعي حقوق الانسان هناك؟ هذا اقتراح منطقي و جيد جداً، و من المناسب جداً أن يتقبله الأوربيون. هذه المشاريع سوف تتقدم بالعلاقات بين نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية و الغرب إلي الأمام، و سوف ترفع حالات القلق لدي الجانبين.