يرى مراقبون بأن الوقت قد حان لأن يتخذ الرئيس باراك أوباما خطوة مهمة في مستهل ولايته الثانية، بتعيين امرأة لقيادة وكالة التجسس.
مع شغور منصب رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه"، عقب استقالة ديفيد بتريوس، على ضوء علاقة خارج إطار الزوجية، يرى مراقبون بأن الوقت قد حان لأن يتخذ الرئيس باراك أوباما خطوة مهمة في مستهل ولايته الثانية، بتعيين امرأة لقيادة وكالة التجسس.
وعددت تارا مالار، الباحثة بمؤسسة أميركا الجديدة والمحللة العسكرية السابقة بوكالة الاستخبارات، عشرة أسباب تبرر بها أهمية تعيين امرأة لرئاسة "سي آي أيه"، وهي بحسب المقالة التي كتبتها خصيصاً لـCNN كالتالي:
1- إن الخطوة ستلهم المزيد من النساء لاقتحام عالم السياسة الخارجية والتجسس الذي يحتكره الذكور، فحسب تقرير صدر في العام 2009 تحت عنوان "النساء في الأمن الدولي" في الجنس الناعم يشكل قرابة 13 في المائة فقط من قيادات أجهزة الاستخبارات، وما بين 21 و29 في المائة من بين القوى العاملة في أهم وزارات تناط إليها مسؤوليات الأمن العام مثل وزارتي الخارجية والدفاع.
2- أبرزت الانتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من نوفمبر/تشرين الأول الجاري، بأن الأمريكيين يتطلعون لتولي المزيد من النساء مراكز حكومية رفيعة، وهن يشكلن ما نسبته 20 في المائة من أعضاء مجلس الشيوخ، وهو معدل غير مسبوق، كما يتوقع أن تحتل النساء نحو مائة مقعد بالكونغرس المقبل.
3- تزايد الأدوار المهمة للنساء خلف كواليس الحرب على الإرهاب، فقد لعبن أدوارا بارزة في مطاردة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، فقد لحظ مايك شوير، أول رئيس لأول وحدة أنشئت خصيصاً لتقفي أثر بن لادن، بأن التحليلات الاستخباراتية للخبيرات بالجهاز كانت وراء اعتقال كبار قيادات القاعدة عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، كما أن خبير القاعدة ومحلل شبكة CNN لشؤون الأمن، بيتر برغن، كتب قائلاً: "الأدوارة البارزة للنساء في ملاحقة بن لادن كانت بمثابة انعكاس للتحول الثقافي الأكبر لوكالة الاستخبارات المركزية خلال العقدين الماضيين.
4- تعيين امرأة قد يساعد على صعيد العلاقات العامة لتلميع صورة الجهاز على الشبهات التي لحقت بجهاز الاستخبارات والجيش عقب استقالة بتريوس والتحقيق مع قائد قوات التحالف بأفغانستان، الجنرال جون آلان.
5- الآن هو الوقت المناسب لتولي امرأة رئاسة الاستخبارات في ظل هوس الأمني والتغطية الإعلامية المكثفة لاستقالة بتريوس والهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وهو هوس أججته بعض الأفلام السينمائية المعروضة حاليا مثل "آرغو" و"سقوط السماء" و"زيرو دارك ثيرتي."
6- الخطوة ستحفز المزيد من النساء للانضمام إلى أجهزة الأمن القومي، فضمان عالم آمن في عالم تتزايد تعقيداته ويعج بالتهديدات يتطلب من قيادات أجهزة الاستخبارات تجنيد أفضل الكوادر وأكثرها مهارة.. فالتربيت برفق على نصف السكان ليس بكاف.
7- سيكون لتولي النساء المزيد من المناصب القيادية بالأجهزة المعنية بالاستخبارات والأمن انعكاسات إيجابية فالتنوع قد يضفي تجديداً على أجواء وميكانيكية عمل تلك الأجهزة للأفضل.
8- توفر الكوادر المؤهلة لتولي المنصب، منها على سبيل المثال للحصر، النائب السابقة بمجلس النواب، جين هارمان، التي رأست لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، وترأس حالياً "مركز وودرو ويسلون" والسيناتور ديان فينستاين، رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ووزيرة الخارجية الحالية، هيلاري كلينتون، والسابقة، كوندليزا رايس.
9- تولت النساء مناصب قيادية بارزة في عدد من الدول وعلى أمريكا اللحاق بالركب، فقد تولين الرئاسة أو رئاسة الحكومة في دول مثل سويسرا، والدنمرك، وألمانيا، وأيسلندا، والأرجنتين، بجانب الهند وأستراليا وبريطانيا وإسرائيل.. فأمريكا مازالت متخلفة في هذا الشأن.
10- بمجرد تعيين امرأة لرئاسة جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية سينفتح الباب على مصراعيه لدخول المزيد من الكوادر الموهوبة، فمنذ تعيين الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، مادلين أولبرايت كأول امرأة تتولى حقيبة الخارجية، توالت على المنصب عقب ذلك كوندليزا رايس وهيلاري كلينتون.
وفي مقالة نشرت مؤخراً بصحيفة "نيويوركر" الأمريكية، كتب الصحافي ستيف كول قائلاً: "لم تسلم الولايات المتحدة قيادة أي من وكالة الاستخبارات المركزية، أو البنتاغون أو مكتب التحقيقات الفيدرالية سوي لقادة بيض، وهو سجل مخز ومناف للعقل، وبالتالي فأن تولي امرأة زمام قيادة جهاز التجسس سيعتبر اختراقاً بكل ما تعنيه الكلمة، بحسب مالار التي لا تعبر المقالة سوى عن ارآئها الخاصة.