ماذا قال عبد الله الثاني لوجهاء مدينة الكرك حول دور الأردن المستقبلي في سوريا؟
يعيش الأردن حاليا أوضاعا اقتصادية صعبة أثرت على الاستقرار السياسي والأمني وأدت الى تظاهرات في غالبية المدن واضطرابات أمنية في أربد وبعض المخيمات الفلسطينية لأول مرة يوم أمس الخميس.
مصادر أردنية مطلعة قالت في حديث نقلا عن عدد من الاشخاص الذين حضروا لقاء العاهل الاردني مع مجموعة من الشباب انه قال خلال اللقاء ان حدود الاردن الشمالية مع سورية سيكون لها دور مهم في الفترة القادمة.
وتضيف المصادر الأردنية أن هذه التصريحات للعاهل الاردني تطابقت مع امور تجري على الارض فشهود عيان في العقبة الميناء الوحيد للاردن جنوبي المملكة قالوا ان ارتالا من الدبابات الامريكية يتم انزالها في ميناء العقبة وارسالها الى حدود الاردن الشمالية مع سورية .
وشكا القادمون من العقبة ومدن جنوبية اردنية الى عمان من ازدحام الطريق بالشاحنات التي تنقل الدبابات من العقبة الى المناطق الشمالية المحاذية السورية .
وفي لقاء جمع العاهل الاردني مع شخصيات من مدينة الكرك جنوبي الاردن في غداء اقامه عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الاردني الذي وقع معاهدة وادي عربة مع الكيان الصهيوني، قال العاهل الاردني في رده على سؤال لاحد الحضور حول الوضع في سورية :ان الوضع في سورية يربك الاردن والاردن لم يعد يحتمل مزيدا من الضغوط الامريكية والخليجية عليه وخاصة في ظل الازمة الاقتصادية التي يعاني منها .
واضاف العاهل الاردني انه وحسب معلوماته لم يبقى لدى سورية من احتياطي عملات صعبة سوى اربعة مليارات دولار وهذا برأيه لا يكفيها في ظل الازمة التي تمر بها .
وقال احد الحضور ان العاهل الاردني ارتبك عندما تم توجيه السؤال له وبدا على وجهه علامات التوتر وانه اسهب في شرح الضغوطات التي يتعرض لها الاردن، وطلب من الحضور التكاتف واخذ دورهم في شرح الضغوطات على الاردن للناس جراء موقف "الحياد" الذي اتخذه الاردن، وان انتقاله الى موقف الشريك في الازمة السورية هو جراء الضغوطات عليه مشددا على خطورة المرحلة المقبلة .
ورغم نفي وزير الاعلام الاردني سميح المعايطة لتغير موقف بلاده من الازمة السورية، قال مطلعون ان الاردن بدأ يتسلم دور تركيا في الازمة السورية وانه اعلن المنطقة العسكرية الشمالية منطقة امنية عسكرية مغلقة ورفع حالة التأهب في هذه المنطقة ومنع المهربين من ان يسلكوا طرق التهريب المعتادة الى درجة ان اشتباكات جرت بين المهربين والجيش الاردني .
وقالت مصادر مطلعة ان المخابرات الاردنية تجري منذ فترة اتصالات ولقاءات تنسيقية مع ما يسمى الجيش السوري الحر حيث يتم الاتفاق على طرق تهريب الاسلحة الى درعا المحاذية للحدود مع الاردن ومن درعا يتم توزيع السلاح على بقية المناطق السورية .
ولفتت المصادر الى استقبال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة لكل من رئيس الوزراء السوري الفار رياض حجاب و"المعارض " السوري رياض سيف واجرائه محادثات معهما حول ما سيتم طرحه في اجتماع "المعارضة السورية " في الدوحة والذي عقد قبل ايام .
وقال سياسيون اردنيون ان تحول الموقف الاردني سيكون بديلا لتركيا التي وصلت الى حائط مسدود في الازمة السورية ولذلك فضلت الانسحاب فكان البديل الاردن .
وقالت شخصيات سياسية ان موقف ودور الاردن الجديد سيكون بمثابة انتحار للنظام الاردن وخاصة ان الازمة السورية تسير باتجاه التسوية السياسية .
وقالوا ان الاردن يدخل على خط الازمة السورية في الربع ساعة الاخيرة .
وربطت شخصيات سياسية بين توريط الاردن بالملف السوري ليكون بديلا عن تركيا بما يجري على الملف الفلسطيني والحديث المتصاعد عن اعادة الضفة الغربية للاردن .
ويبدو ان حديث اعادة الضفة الغربية للاردن جديا وخاصة ان العاهل الاردني عندما سئل في غداء الكرك عن امكانية اعادة الضفة الغربية للاردن، قال احيل السؤال للدكتور عبدالسلام المجالي الذي حضر لقاءً في رام الله حضره شخصيات فلسطينية منها رجل الاعمال الفلسطيني منيب المصري اضافة الى مسؤولين "اسرائيليين" تم خلال هذا الاجتماع بحث اعادة الضفة الغربية للاردن من خلال كونفدرالية اردنية فلسطينية.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه