08-11-2024 08:50 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 01-12-2012: قتلى سوريا اللبنانيون يسلطون الضوء من جديد على طرابلس

الصحافة اليوم 01-12-2012: قتلى سوريا اللبنانيون يسلطون الضوء من جديد على طرابلس

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدّة عناوين كان أبرزها التوتر الامني الذي ساد شمال لبنان وتحديداً مدينة طرابلس بعد انباء عن مقتل 22 لبنانياً توجهوا للقتال في سوريا

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدّة عناوين كان أبرزها التوتر الامني الذي ساد شمال لبنان وتحديداً مدينة طرابلس بعد انباء عن مقتل 22 لبنانياً توجهوا للقتال في سوريا، اما دولياً  فكتبت الصحف عن التطورات الاخيرة في سوريا وتطور الازمة في مصر والحشد الاخواني اليوم دعماً لمرسي.

السفير

تناولت صحيفة السفير اليوم التوترات في طرابلس على خلفية مقتل لبنانيين في سوريا، أما دولياً فكتبت الصحيفة عن تطورات الازمة السورية وخطة الابراهيمي، ودخول الازمة المصرية اسبوعها الثاني مع تظاهرة الاخوان اليوم دعماً للرئيس مرسي.

الجيش لاحتواء التوتر في طرابلس .. و«المستقبل» لتمرير مهرجانه!
«كميـن تلكلـخ»: مقتـل 22 لبـنانيـاً

وكتبت تقول السفير"برز تطوّر أمني لافت للانتباه، أمس، زجّ بمدينة طرابلس والشمال، في أتون البركان السوري، وذلك مع إعلان مصدر امني عن مقتل 22 إسلاميا من أبناء الشمال معظمهم من طرابلس وضواحيها بينما كانوا متوجهين للقتال إلى جانب المعارضة السورية المسلحة، بينما بقي مصير البعض من المجموعة المؤلفة من ثلاثين شابا مجهولا حتى الآن.


وألقى هذا الحدث ـ المجزرة بوطأته على طرابلس، فأربك قياداتها السياسية والأمنية ومختلف «الكوادر الشعبية» في التبانة والقبة والمنكوبين، وفرض حالة طوارئ حقيقية في جبل محسن، وطرح أسئلة إزاء صدقية الكثير من المواقف التي أعلنت سابقا، وتنصل أصحابها من إرسال السلاح والمسلحين الى الأراضي السورية للقتال ضد النظام، لا بل كان هؤلاء يرددون دائما أن مشكلتهم مع «حزب الله» أنه يقاتل على الأراضي السورية ضد المعارضة، بينما هم يلتزمون شعار «النأي بالنفس» الذي ترفعه الحكومة الميقاتية!


واذا كان الانخراط اللبناني في الصراع السوري معروفا سياسيا وأمنيا وأحيانا بالصوت والصورة، قبل الواقعة ـ المجزرة، فانه مع هذا التطور النوعي يكتسب بالدم المراق لباقة من الشباب المغرر بهم، بعدا سياسيا وأمنيا خطيرا، خاصة في ظل تقارير تملكها مراجع رئاسية وأمنية تتحدث عن انتقال مئات المقاتلين يوميا، ذهابا وإيابا، عبر الحدود الشمالية والشرقية، للقتال الى جانب المعارضة السورية.


ولعل التساؤلات الكبرى دارت منذ الإعلان عن مقتل الاسلاميين، حول الجهة المحرضة والراعية التي تولت نقل هؤلاء الشبان من طرابلس الى الحدود السورية، خصوصا أن صغيرهم لم يتمّ العشرين من عمره، واما كبيرهم فلم يتجاوز الخامسة والعشرين، والانكى ان بعض هؤلاء الشبان ذهبوا الى «المجزرة» من دون معرفة أهاليهم.
ووفق الرواية الأمنية الشمالية التي توافرت لـ«السفير» عن هذه الحادثة، فان نحو 30 شابا ينتمون الى تيارات اسلامية متشددة (لبعضهم أشقاء في تنظيم «فتح الاسلام»)، شوهدوا للمرة الأخيرة في طرابلس بعد أداء صلاة فجر أمس الجمعة، وذلك قبل أن يتوجهوا دفعة واحدة الى أحد المعابر غير الشرعية في عكار عند الحدود اللبنانية ـ السورية.
وتضيف الرواية أن المجموعة «تسللت من هناك مع آخرين من جنسيات غير لبنانية باتجاه بلدة تلكلخ، وأقامت في منزل يعود لأحد قيادات المعارضة السورية في البلدة، وذلك استعدادا للانتقال الى العمق السوري للمشاركة مع مجموعات أخرى في عمل عسكري مقرر مسبقا ضد مواقع الجيش السوري النظامي».


الا ان المفاجأة تجلت في ان القوات النظامية السورية قد سبقت وصولهم بنصب كمين في المكان نفسه، وقع فيه الاسلاميون الثلاثون، ما أدى الى مقتل 22 منهم وأسر ثلاثة، فيما تمكن واحد منهم من الفرار، وقام بابلاغ بعض الاهالي في طرابلس بما حصل (ترددت ليلا معلومات أن عدد الناجين من الكمين قد يكون أكبر).


وما يلفت الانتباه في هذا الأمر، أن تلكلخ تعتبر من البلدات التي يسيطر عليها النظام بشكل شبه كامل وهي تمارس حياتها من دون أية خروق أمنية، وبالتالي كانت تجابه كل المحاولات السابقة للدخول اليها برد عنيف من الجيش السوري المنتشر على طول الحدود، وهذا يؤشر الى احتمالين:


الأول، افتقاد المجموعة الاسلامية المتشددة، الى المعلومات والدراية والخبرة الكافية حول طبيعة المنطقة لا سيما من الناحية العسكرية.
الثاني، ان يكون قد غرر بأفراد المجموعة ووقعوا ضحية عمل أمني مخابراتي أدى الى محاصرتهم وقتلهم دفعة واحدة (يجري الحديث عن فواتير وأموال قد تكون دفعت لبعض «العقول المدبرة» وليس للمغرر بهم).
واكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مجموعة من 30 مقاتلا وقعت صباح امس، في كمين للقوات السورية في بلدة تل صارين على طريق تلكلخ. وتلت ذلك اشتباكات، ونقل عن اهالي المنطقة وناشطين ان لا اثر للمقاتلين، و«لا يعرف ما اذا كانوا قد قتلوا او أسروا». وابلغ مصدر امني وكالة «رويترز» ان المقاتلين اللبنانيين كانوا برفقة تسعة سوريين بالاضافة الى ليبيين ومصريين ويمنيين.

وارخى هذا الحادث حالة من التوتر الشديد في طرابلس، ووضع الطرابلسيون أيديهم على قلوبهم خشية أن تشهد مدينتهم جولة جديدة من العنف في المناطق الساخنة التقليدية بين التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن، على خلفية مقتل الشبان الاسلاميين في سوريا.


وتردد أن القتلى اللبنانيين الذين عرفت اسماؤهم حتى الآن هم: أحمد نبهان (السويقة)، محمد المير وعبد الله الزاهد (القبة)، حسان سرور وحسين سرور (شقيقان من التبانة)، عبد الرحمن الأيوبي ومحمد الرفاعي وقاسم العمري (أبي سمراء)، يوسف أبو عريضة، عبد الحكيم إبراهيم، بلال الغول وعلي الحاج ديب (المنكوبين في البداوي)، خضر علم الدين (المنية)، مالك الحجلي، عبد الحميد الآغا، عبد الرحمن الحسن، فراس كنج، مصطفى خير الدين وشخص لبناني من آل المرعبي لم تعرف كامل هويته، بالاضافة الى الشاب الفلسطيني محمد مسلم الحاج وهو من سكان التبانة.


ورافق التوتر تجمعات في شوارع عاصمة الشمال وظهور مسلح في بعض الأحياء الداخلية، وإطلاق نار كثيف ورمي عدد من القنابل في شارع سوريا، كما سجل نزوح بعض القاطنين على خطوط التماس.
ومواكبة لهذا الطارئ، عقدت سلسلة اجتماعات لعدد من «الكوادر الشعبية الاسلامية في التبانة» لمناقشة الحدث، الذي اعتبره أحد «الكوادر» بأنه «لن يمر مرور الكرام»، مؤكدا أنه سيكون له تداعيات على المستوى الأمني.


وفي موازاة ذلك، تسارعت الاتصالات السياسية والأمنية على أعلى المستويات لاحتواء التوتر، وترافق ذلك مع اتخاذ الجيش اللبناني تدابير استثنائية، بينها تسيير دوريات راجلة ومؤللة وأقامة حواجز ثابتة وقطع الطرق المؤدية الى جبل محسن، خصوصا في ظل المعلومات التي تحدثت عن إصرار بعض المجموعات المسلحة في طرابلس على فتح جولة عنف جديدة مع «الحزب العربي الديمقراطي» في جبل محسن الذي حضر إليه من حكر الضاهري في عكار أمين عام «الحزب العربي الديمقراطي» النائب السابق علي عيد لمتابعة الأمور على الأرض، خصوصا أن مسؤول العلاقات السياسية في الحزب رفعت عيد موجود حاليا في أميركا.
وأكدت مصادر الحزب أنها لن ترد على ما تتعرض له من إطلاق نار وقنابل، وأنها تترك معالجة الأمور لقيادة الجيش اللبناني.


وعقد ليل أمس اجتماع في منزل النائب محمد كبارة ضم قيادات سياسية وأمنية جرى خلاله البحث في التطورات الأمنية في المدينة، وأكد المجتمعون على دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في ضبط أمن المدينة واستقرارها، والأخذ على يد كل من تسوّل له نفسه تعريض سلامة المواطنين للخطر.
وقال النائب كبارة لـ«السفير»: «إذا كان هؤلاء الشبان قد استشهدوا في سوريا، فهم مصدر فخر للمدينة، ولا يجوز أن يكون استشهادهم سببا لفلتان أمني لا يخدم سوى المتربصين شرا بطرابلس».


وقالت مصادر شمالية متابعة ان «تيار المستقبل» سيكون معنيا حتى مساء يوم غد الأحد بممارسة الضغط على «كوادر التبانة» من أجل ضبط النفس، بغية تمرير استحقاق مهرجان احياء ذكرى الأربعين للواء الشهيد وسام الحسن، بغية عدم تكرار تجربة التشييع في العاصمة، وما تلاها من محاولة لاقتحام السرايا الكبيرة.
وأبدت المصادر نفسها تخوفها الشديد من إمكان عودة عقارب الساعة الى الوراء، وحذرت من دخول مناطق طرابلس في جولة عنف جديدة، لا سيما في ظل الاحتقان غير المسبوق في المدينة، وفقدان القوى السياسية والأمنية السيطرة على كثير من المجموعات المسلحة التي باتت لها توجهاتها وأجندتها الخاصة، الأمر الذي قد يؤدي الى اتساع رقعة المواجهات المسلحة وربما هذه المرة الى خارج المدينة.


وفي ساعة متأخرة من الليل، شكك مرجع أمني لـ«السفير» في إمكان أن يكون الشبان قد قتلوا جميعهم، مؤكدا أنهم تعرضوا لكمين من القوات النظامية السورية في تلكلخ، وقتل بعضهم وفُقد البعض الآخر، مشددا على ضرورة الانتظار لحسم مسألة مقتل الجميع.

دمشق تتحدث عن آلاف «الإرهابيين» قرب المطار
الإبراهيمي يحذر من دولة فاشلة في سوريا

حذر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، من تحول سوريا إلى دولة فاشلة إذا لم يتم التفاوض حول حل سياسي ينهي الأزمة، مكررا دعوته إلى نشر قوات حفظ سلام في سوريا، بينما تحدث مصدر امني سوري عن وجود آلاف «الإرهابيين» في الغوطة الشرقية قرب مطار دمشق الدولي، موضحا أن الأمر يحتاج إلى «بضعة أيام لاستعادة المنطقة».


وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان واشنطن تدرس وسائل زيادة مساعدتها للمعارضة السورية، لكنها امتنعت عن توضيح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، على غرار ما فعلت فرنسا وبريطانيا.


وقال الإبراهيمي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ان «المواجهة العسكرية في سوريا مستمرة من دون هوادة»، مشيرا إلى أن «انهيار الوضع الأمني في سوريا بدا أكثر وضوحا، خلال اليومين الماضيين». وأعلن أن «الحكومة ما زالت تنظر إلى نفسها على أنها السلطة الشرعية، بينما تصر قوى المعارضة على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمقربين منه، قبل الحديث عن أي تسوية».


وأضاف ان «النزاع العسكري توسع إلى كل أجزاء سوريا الجغرافية، وقوات المعارضة أصبحت تسيطر على مناطق أوسع من البلاد، وبعضها ذات أهمية استراتيجية، وبحوزتها أنواع جديدة من الأسلحة، لكن الحكومة لا تزال واثقة بان لديها اليد الطولى».
وحذر الإبراهيمي من أنه «إما أن يتوصل السوريون إلى تسوية سياسية وإما أن تتحول سوريا إلى دولة فاشلة في حال استمرار الأزمة، مع كل ما يمكن توقعه من تداعيات لذلك عليها وعلى المنطقة»، لكنه شدد على أن «أحدا لا يريد أن يرى دولة فاشلة في سوريا وتلاشي مؤسسات الدولة والحرب الأهلية واستمرار تهريب السلاح».


وأوضح أنه من النقاشات التي أجراها مع مسؤولي دول المنطقة استنتج أنها «غير قادرة على وضع خطة سلام تخرج سوريا من أزمتها خلال وقت قصير»، لذلك رأى أنه «لم يعد لنا سوى الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن. هنا في هذا المكان يمكن خلق عملية قابلة للتحقق لإطلاق عملية تفاوض سياسية بناء على خطة جنيف ومبادرة سلفي كوفي أنان»، مكررا «من أجل أن تكون خطة جنيف فعالة يجب أن تترجم عناصرها بقرار من مجلس الأمن». ودعا إلى «نشر قوات حفظ سلام قوية في سوريا من خلال مجلس الأمن».


وقالت مصادر في الأمم المتحدة، لـ«السفير»، إن المعلومات تشير إلى أن الوضع سيتدهور أكثر في سوريا، وأن الإبراهيمي يتخوف من «صوملة» سوريا، إذا انهارت المؤسسات بالكامل، ولذلك فإن هناك حاجة لإرسال قوة سلام معززة إلى سوريا. وأشارت إلى أن طبيعة المرحلة الانتقالية في سوريا تفرض تأمين حد أدنى من الاستقرار، وأنه لم يتم بلورة خطة رسمية نهائية حتى الآن، حيث أنها لا تزال عبارة عن أفكار، ولم تتحول إلى مشروع قرار دولي بعد.
وأكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمام الجمعية العامة، «دعم الحكومة السورية الكامل لمهمة الإبراهيمي واستمرار استعدادها للتعاون معه»، مضيفا ان «نجاح أي جهد دولي يتطلب إلى جانب دعم الحكومة السورية له، إلزام الدول الداعمة للمجموعات المسلحة بوقف تسليح وتمويل وتدريب وإيواء هذه المجموعات، والكف عن التحريض على رفض الحوار الوطني الشامل».


ميدانيات
لا تزال مناطق واسعة من سوريا تعاني لليوم الثاني على التوالي من انقطاع في الاتصالات الهاتفية والانترنت، في وقت تستمر الاشتباكات في مناطق قريبة من مطار دمشق الدولي.
وأكدت مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري غيدا عبد اللطيف أن الحركة في المطار طبيعية. وقالت، في تصريح لوكالة «فرانس برس»، ان «مطار دمشق الدولي يعمل بشكل طبيعي وان الطريق إليه ومنه آمنة بنسبة مئة في المئة».
وأوضح مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس» أن القوات النظامية تمكنت من «إعادة الأمن إلى الجانب الغربي من طريق مطار دمشق، بالإضافة إلى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلوكها»، إلا انه أشار إلى أن «الجزء الصعب لم ينته وهو السيطرة على كل الجانب الشرقي من الطريق»، موضحا «يريد الجيش السيطرة على المناطق التي تقع شرق المطار (الغوطة) حيث يوجد آلاف الإرهابيين، وسيحتاج الامر إلى عدة أيام».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، ان «الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية السورية ومسلحين في محيط بلدات داريا وعربين وعقربا وببيلا وبيت حسم في ريف دمشق، وتترافق مع قصف من القوات النظامية السورية وغارات جوية على هذه المناطق، القريبة إجمالا من طريق المطار».
وقال ديبلوماسي غربي في دمشق لوكالة «رويترز»، انه يعتقد ان تصعيد القتال في محيط دمشق جزء من عملية هجومية حكومية هدفها تأمين وعزل وسط العاصمة الخاضع لسيطرة السلطة عن المناطق الريفية التي يسيطر عليها المسلحون.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق ان قافلة للأمم المتحدة كانت تغادر مطار دمشق تعرضت لإطلاق نار لم يعرف مصدره، لليوم الثاني على التوالي، موضحا أن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا. والقافلة جزء من قوة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الجولان السوري المحتل. وكان جنديان نمساويان أصيبا بالرصاص لدى توجه قافلتهما، أمس الأول، إلى مطار دمشق للعودة إلى النمسا.

الإسلاميون يستعرضون قوتهم اليوم .. ويحشدون للاستفتاء الدستوري
مصر: «حلم الشهيد» تحاصر مرسي .. والمعارضة تلوّح بالعصيان

انتفض ميدان التحرير، أمس، مجدداً ضد ديكتاتورية «الإخوان»، إذ احتشد عشرات الآلاف من مناصري القوى الوطنية المصرية، يوم أمس، في مهد «ثورة 25 يناير»، ليجددوا رفضهم للخطوات الاقصائية التي اتخذها تيار الإسلام السياسي، بجناحيه «الإخواني» والسلفي، والتي تجاوزت قرارات الثاني والعشرين من تشرين الثاني التي أصدرها مرسي، لتصل إلى مسودة الدستور المصري التي أقرّتها الجمعية التأسيسية في ساعة متقدمة من الفجر، بعد إقرار موادها بشكل متسرّع لم يراعِ انسحاب ممثلي القوى المدنية والكنائس المصرية.


وبات واضحاً أن الهوة التي ساهم الإعلان الدستوري ومسودة الدستور في تعميقها، لم تعد مقتصرة على الاستقطاب السياسي، إذ بدأت تنعكس بشكل خطير على الشارع المصري، المنقسم بين ميدان التحرير، حيث يتبدّى إصرار قوى المعارضة على المضي في التحرك حتى النهاية، وبين ميدان النهضة في الجيزة الذي يتوقع أن يشهد اليوم تظاهرة حاشدة لتيار الإسلام السياسي الحاكم، وسط مخاوف من أعمال عنف، لاحت بوادرها مساء أمس في أكثر من مكان، وخصوصاً في مدينة الإسكندرية التي شهدت مواجهات عنيفة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه.


وفي ما يذكر بسياسات نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك تجاه معارضيه، مضى «الإخوان المسلمون» وحلفاؤهم السلفيون في تحديهم للقوى المدنية، حيث أنهت الجمعية التأسيسية، التي يهيمن عليها الإسلاميون، فجر أمس، التصويت على المسودة النهائية للدستور المصري الجديد.


وأعلن رئيس الجمعية التأسيسية المستشار حسام الغرياني أن أعضاء الجمعية اقروا البنود الـ234 في مسودة الدستور، والتي طرحت عليهم في جلسة ماراثونية بدأت بعيد ظهر أمس الأول، واستمرت حتى الفجر.
وسيقدم النص الذي اقر بالإجماع، بحسب الغرياني، اليوم الى الرئيس المصري لينظم خلال أسبوعين استفتاء للمصادقة عليه، حتى يحل محل الدستور السابق الذي الغي بعد سقوط حسني مبارك.
وتعترض القوى المدنية والكنيسة على النص المقترح لأسباب عدة، من بينها أنه لا يشمل ضمانات كافية للحريات العامة وحرية التعبير والصحافة والحريات النقابية، ويفتح الباب أمام السلطة التشريعية لوضع قوانين تتيح مصادرة الصحف وتعطليها وحل النقابات.


كما تعترض على مادة في الدستور تؤكد أنها تفتح الباب لتفسيرات متشددة لـ«مبادئ الشريعة الإسلامية»، فقد تمت الموافقة بالإجماع خلال جلسة الجمعية التأسيسية على المادة الثانية للدستور التي تنص على ان «مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع»، وهي مطابقة للمادة الثانية التي كانت موجودة في الدستور السابق، لكن المادة 219 من المسودة النهائية للدستور نصت على أن «مبادئ
الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة»، ما يفتح الباب لتفسيرات واسعة بما في ذلك الأكثر تشدداً.


واستبق «حزب الحرية والعدالة»، الجناح السياسي لـ«الإخوان»، و«حزب النور» السلفي، الدعوة إلى الاستفتاء على الدستور الجديد، بإطلاق حملات للتصويت بـ«نعم» على المسودة المقرّة، وذلك في مختلف المحافظات المصرية، فيما أعلنت السلفية الجهادية وأنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل وبعض الشيوخ السلفيين رفضهم للدستور لأنه «ضد الشريعة الإسلامية»، مؤكدين أنهم سيحشدون الشعب لرفضه في الاستفتاء. «حلم الشهيد»
في هذا الوقت، شهد ميدان التحرير وباقي ميادين مصر وشوارعها تظاهرة مليونية حملت شعار «حلم الشهيد»، ودعت إليها القوى الوطنية للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري وحل الجمعية التأسيسية.


وخرجت مسيرات من عدة مناطق في القاهرة باتجاه ميدان التحرير. كما خرجت تظاهرات مماثلة في عدة محافظات مصرية، شمالاً في الإسكندرية وكفر الشيخ، وشرقا في السويس والإسماعيلية، وجنوباً في أسيوط.
وفي ما يشير إلى عودة حماس الانتفاضة، سد متظاهرون مداخل الميدان بأسلاك شائكة وحواجز حديدية، وطلبوا من القادمين إليه إبراز بطاقات الهوية. وأقام متظاهرون ثلاثة أبراج مراقبة في طرفين من الميدان وداخله، فيما انتشرت خيام المعتصمين في أرجاء ميدان التحرير .


وألقى زعيم «التيار الشعبي» حمدين صباحي، ورئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي وممثلون آخرون عن القوى الوطنية خطابات تجاوب معها المتظاهرون بشكل كبير.
وقرر البرادعي وصباحي والمرشح الرئاسي السابق عمرو موسى الاعتصام شخصياً في التحرير حتى تحقيق المطالب الأساسية والعودة إلى ما قبل الإعلان الدستوري والدخول في حوار وطني جاد.
وفي كلمة ألقاها في الميدان، قال البرادعي إن مشروع الدستور الحالي «فاقد للشرعية من حيث الشكل والمضمون»، مطالباً بتوافق وطني حول تشكيل جمعية تأسيسية جديدة «تؤسس لبناء نظام ديموقراطي حقيقي» و«بالعمل على مواجهة حالة الاستقطاب» التي تعصف بالبلاد.
وقال البرادعي إن «العصيان المدني هو الخيار الأوحد لإسقاط مشروع الدستور الجديد والإعلان الدستوري».
وفي تغريده له على موقع «تويتر»، اعتبر البرادعي أن «شرعية النظام المصري تتآكل»، مضيفاً ان «ما يقوم به الرئيس واللجنة التأسيسية الآن هو انقلاب على الديموقراطية».
وتعرض مرسي لموقف محرج بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد الشربتلي في ضاحية التجمع الخامس حيث يسكن، حيث اعترض عشرات المصلين على دعوة خطيب المسجد بتأييد رئيس الجمهورية في ما يصدره من قرارات. وهتف المصلون «يسقط يسقط حكم المرشد»، في إشارة الى المرشد العام لجماعة «الإخوان» محمد بديع.


وقال شاهد عيان إن «المشكلة بدأت حين دعا الخطيب الى تأييد مرسي، وهو ما اعترض عليه عشرات المصلين»، الذين أخذوا يهتفون ضد «الإخوان»، مضيفاً أن «الخطبة لم تكتمل إذ أقيمت الصلاة على عجل.. بعدها حاول مرسي تهدئة المصلين والتواصل مع المعترضين»، من دون جدوى، ما اضطر الرئيس إلى الخروج من الباب الخلفي للمسجد.
وقال شاهد عيان آخر إن أكثر ما استفز المصلين أن خطيب الجمعة قارن مرسي ومعارضيه بالنبي محمد والكفار.


تظاهرة الإسلاميين
ويستعد الإسلاميون اليوم لاستعراض قوتهم في تظاهرة ستنظم في ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، تحت شعار «مليونية الشرعية والشريعة» تأييداً لمسودة الدستور وقرارات مرسي.
ويخشى كثر في مصر من أن تتحول «مليونية الشرعية والشريعة» إلى أعمال عنف، خصوصاً بعدما انتشرت في منطقة الجيزة منشورات ولافتات تقول إن أهالي المنطقة يرفضون التظاهرة، فيما توعد بعضها بالتصدي للمشاركين فيها، بحسب ما أفاد شهود عيان.
يأتي ذلك، في وقت اندلعت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمرسي في الإسكندرية حيث تبادل العشرات من الطرفين إلقاء الحجارة في منطقة سيدي جابر.


تلويح بالعصيان
في هذا الوقت، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم كافة القوى الوطنية، بعد اجتماع عقد مساء أمس في مقر «حزب الوفد»، أنها تدرس بكل جدية الاستجابة لمطالب الشعب بالزحف إلى قصر الاتحادية والاعتصام هناك لحين تحقيق مطالبهم، محملة مرسي المسؤولية عن الأزمة التي تشهدها البلاد.
وأكدت جبهة الإنقاذ الوطنية على «حق القوى الثورية في استخدام كل خطوات التصعيد بما فيها الدعوة لإضراب عام أو عصيان مدني لجميع فئات المجتمع من عمال وفلاحين وموظفين، في القطاع العام والخاص، لينضموا إلى الموقف المشرف الذي اتخذه القضاة ضد الرئيس مرسي بما يضرب شرعيته في مقتل»، حسبما نقل موقع صحيفة «المصري اليوم» عن المتحدث باسم الجبهة حسين عبد الغني عقب انتهاء الاجتماع.
وفي ما يعد اتساعا للاحتجاجات، أوصت الجمعية العمومية لنادي قضاة مجلس الدولة بتعليق العمل في المحاكم حتى إلغاء هذا الإعلان، وقررت عدم الإشراف على الاستفتاء على الدستور.


كما قرر عدد من الصحف الخاصة والحزبية الاحتجاب عن الصدور يوم الثلاثاء المقبل، فيما قررت ثلاث قنوات تلفزيونية فضائية تسويد شاشاتها يوم الأربعاء احتجاجا على الإعلان الدستوري وعلى الدستور الجديد.
وذكرت «اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير» أن الصحف التي ستحتجب هي «المصري اليوم»، «التحرير»، «الوطن»، «الصباح»، «اليوم السابع»، «الشروق»، «الوفد»، «الأهالي»، «الأسبوع»، «الأحرار»، «الفجر»، فيما وافقت قنوات «اون تي في» ، و«دريم»، و«سي بي سي» على تسويد شاشتها."



النهار


صحيفة النهار تناولت توترات الشمال معتبرة ان الغموض لف قضية اللبنانيين الذين سقطوا في سوريا أما دولياً فتحدثت الصحيفة عن الازمة السورية وحديث الابراهيمي عن الحل السياسي في سوريا، كما كتبت الصحيفة عن تطورات الازمة المصرية.

طربلس تهتزّ عشية مهرجان وسام الحسن
غموض يكتنف مصير 21 سقطوا في تلكلخ

وكتبت تقول الصحيفة "اهتزت طرابلس مساء امس بالمعلومات التي تحدثت عن مقتل نحو 21 شابا من ابن