ابرز ما تناولته الصحف اللبنانية اليوم الاثنين 3/12/2012 التطورات الامنية على الساحة اللبنانية، وغليان العالم العربي
مواضيع متنوعة تناولتها الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 3/12/2012 وسط غليان شعبي وامني يلف العديد من دول الشرق الاوسط.
وركزت الصحف اللبنانية على ذكرى اربعين اغتيال اللواء وسام الحسن، والتطورات المتعلقة بالملف السوري وابرزها قضية اللبنانيين الذين قتلوا خلال تسللهم الى الداخل السوري، فيما حضرت التطورات على الساحة المصرية.
السفير
صحيفة السفير اللبنانية افردت مساحة لمتابعة الارتدادات الامنية للازمة السورية، كما افردت مساحة ايضا لمتابعة التطورات على الساحة العربية من سوريا الى مصر والكويت.
بقيت الأنظار مشدودة في عطلة الأسبوع إلى متابعة الارتدادات الأمنية للأزمة السورية وللاحتقان المذهبي والسياسي، فتجاوزت صيدا بنجاح الاختبار الجديد الذي خضع له شارعها، بينما بقيت طرابلس تتأرجح بين هبة باردة وأخرى ساخنة في انتظار اتضاح مصير أفراد مجموعة الإسلاميين اللبنانيين الذين وقعوا في كمين تلكلخ.
وما بين هذا الملف الأمني وذاك، فُتحت من جديد شهية الأجهزة الأمنية، ولا سيما شعبة المعلومات، على «داتا» شبكة الاتصالات الخلوية في لبنان، مع فارق خطير هذه المرة، تمثل في عدم الاكتفاء بطلب تسليمها حركة الاتصالات، كما كان يحصل في السابق، ليصل الأمر إلى مستوى غير مسبوق، في خطورته وتداعياته، مع طلب الشعبة الاطلاع على محتوى كل الرسائل النصية الخلوية المتبادلة بين جميع المواطنين، على مدى الشهرين اللذين سبقا اغتيال اللواء وسام الحسن، إلى جانب الحصول على كلمات المرور (باسورد) لشبكات «الإنترنت» و«الفايسبوك» التي يستعملها اللبنانيون، ما يعني انكشافاً شاملاً للأمن الفردي، بحجة حماية الأمن القومي!
صحناوي: الطلب مرفوض
وقال وزير الاتصالات نقولا صحناوي لـ«السفير» إن الوزارة تلقت طلباً بالحصول على محتوى الرسائل النصية وكلمات المرور (باسورد) لشبكات «الإنترنت» و«الفايسبوك» العائدة إلى اللبنانيين، على مساحة كل لبنان، محذراً من أن الموافقة على هذه الاستباحة ستجر المزيد لاحقاً.
وأكد أنه رفع هذا الطلب إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء من أجل درسه، «مع توصية من قبلي برفضه ورده»، آخذاً على الهيئة القضائية المختصة بالنظر في طلبات الأجهزة الأمنية أنها تكتفي بتسجيل موقف عابر، بينما المطلوب أن تكون أكثر فعالية في صون الدستور وحقوق المواطنين.
شربل: أتفهّم الضرورات
وقال وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» إن شعبة المعلومات طلبت بالفعل الحصول على محتوى جميع الرسائل النصية المرسلة على مدى كل لبنان، خلال الشهرين اللذين سبقا اغتيال اللواء وسام الحسن، موضحاً أن الهيئة القضائية المختصة رفضت إعطاء الإذن بالاطلاع على مضمون رسائل الـ(sms)، لتعارض الأمر، من وجهة نظرها، مع الحريات الشخصية والخصوصيات الفردية التي يحميها الدستور، فرُفع إليها طلب آخر بالحصول على مضمون رسائل الـ(sms)، ضمن محافظتين حصراً، من بينهما جبل لبنان.
وأكد شربل أنه يتفهم حاجة الأجهزة الأمنية إلى الرسائل النصية، لأنها ضرورية من أجل الوصول إلى خيوط في جريمة اغتيال الحسن، لافتاً الانتباه إلى أن حصول الأجهزة على رسائل الـ(sms) المتبادلة بين اللبنانيين لا يعني أن مضامينها جميعها ستُكشف وأن خصوصيات الشعب اللبناني ستكون مستباحة.
وأشار إلى أن المراد هو الاطلاع على محتوى الرسائل النصية العائدة حصراً للأرقام الهاتفية التي يرتاب المحققون في حركتها، وفي طبيعة التواصل بين أصحابها، بعد التدقيق في مسارها وتحليل المعطيات المتعلقة بها، لا سيما وأن المجرمين في الجرائم الكبيرة باتوا يستعيضون عن الاتصال الهاتفي المباشر بالرسائل النصية، مؤكداً أن الأرقـام الهاتفية للرؤساء وقادة الأحزاب والشخصيات البارزة لا تُدرج ضمن لوائح الـ«داتا» التي تُعطى للأجهزة.
اللجنة القضائية
وأبلغ مصدر في اللجنة القضائية المختصة «السفير» أن اللجنة رفضت منح الإذن بالاطلاع على محتوى رسائل الـ(sms) العائدة إلى كل المشتركين اللبنانيين في الهاتف الخلوي، لأن ذلك يشكل انتهاكاً فاضحاً للدستور وخصوصيات الشعب اللبناني.
كمين تلكلخ
على صعيد آخر، لا يزال الغموض يكتنف قضية مقتل الشبان اللبنانيين الإسلاميين في بلدة تلكلخ السورية، إثر وقوعهم في الكمين الذي نصبه لهم الجيش السوري النظامي، بعد خروجهم من طرابلس عبر الحدود اللبنانية ـ السورية بهدف «الجهاد» إلى جانب المعارضة المسلحة فجر يوم الجمعة الماضي، ضمن مجموعة ضمت نحو ثلاثين شخصاً.
ومع غياب المعلومات الرسمية الحاسمة، بقي العدد الحقيقي والنهائي للقتلى موضع تضارب، ليتراوح بين 21 و16 و4، علماً أن الإعلام السوري الرسمي أشار إلى سقوط 21 لبنانياً بين قتيل وجريح في الكمين المذكور، فيما أبلغ وزير الداخلية مروان شربل «السفير» أن الجيش اللبناني يؤدي دوراً رئيسياً في التواصل مع الجهات المختصة في سوريا لتجميع المعطيات حول حقيقة ما حصل في تلكلخ ومعرفة مصير الشبان اللبنانيين. وأشار إلى أنه ليس صحيحاً أن كل أفراد المجموعة اللبنانية قد قتلوا، لافتاً الانتباه إلى أن معلوماته تفيد بأنهم توزعوا بين من قُتل وأُسر وجُرح وهرب.
بري قلق
وقال الرئيس نبيه بري لـ«ألسفير» إنه قلق من ارتفاع منسوب تورط بعض الأطراف اللبنانية في الأحداث السورية، مبدياً أسفه لمقتل عدد من الشبان اللبنانيين في تلكلخ مؤخراً، ومشيراً إلى أنه يعز علينا أن يسقط هذا الدم اللبناني في سوريا، بهذه الطريقة. واعتبر أن ما جرى يؤكد مرة أخرى وجوب المضي في سياسة النأي بالنفس، لأن أي خيار آخر سيكون مكلفاً جداً، والوقائع على الأرض تثبت ذلك.
وإذ تخوّف بري من أن يطول عمر الفتنة في سوريا، حذر من تداعيات الزلزال السوري على لبنان إذا استمر البعض باستسهال اللعب فوق فالقه، مضيفاً: لقد فرّطنا بفرصة ثمينة كي نُثبت شخصيتنا. ونبّه إلى أن المدة الفاصلة عن موعد جلسة الحوار المقبلة في 7 كانون الثاني المقبل ستكون محفوفة بالمخاطر والتحديات، وعلينا التنبه والتحلي بأعلى درجات اليقظة لنحمي البلد، حتى يبقى ما نتحاور عليه.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يقبل برفع الحصانة عن النائب عقاب صقر، على خلفية التسجيلات الصوتية المنسوبة إليه بشأن تسليح المعارضة السورية، أجاب: إذا جاءني ملف موثق من النيابة العامة بهذا الصدد، فأنا سأدرسه، ثم يُبنى على الشيء مقتضاه.
مصادر ميقاتي: حرام..
وقالت مصادر الرئيس نجيب ميقاتي لـ«ألسفير» تعليقاً على مقتل الشبان اللبنانيين إن جوهر سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة كانت تهدف إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وتحصينه من المخاطر الخارجية وعدم إقحام اللبنانيين في هذه الصراعات، وأضافت: حرام استمرار الرهان على الوضع السوري لتحصيل مكاسب سياسية داخلية وهذا رهان خاطئ.
أنباء عن مئات القتلى .. ومصر تعيد تسيير رحلاتها الجوية
معـركـة دمشـق: كـرّ وفـرّ .. والجيـش يتـقـدم
زياد حيدر
أعلن مصدر سوري مسؤول، لـ«السفير» أمس، عن تحقيق الجيش السوري «نتائج جيدة ومتقدمة» في حملته العسكرية في البلدات والقرى في الغوطة الشـرقيـة في ريف دمشق، في الساعات الماضية، من دون أن يُحكم السـيطرة الكاملة عليها، وهو ما اكدته أيضاً مصادر حقوقية معارضة.
ويبدو أن القوات السورية استطاعت تحييد طريق مطار دمشق الدولي، الذي كان المسلحون حاولوا قطعه الخميس الماضي، حيث أعلنت شركة الطيران المصرية، أمس، إعادة تسيير رحلاتها إلى دمشق وحلب بعد أن كانت اوقفتها الخميس الماضي، وذلك بعد تأمين القوات النظامية السورية الطرق التي توصل إلى المطارين.
وقال رئيس شركة مصر للطيران رشدي زكريا، في بيان أمس، إن «الشركة ستستأنف الرحلات الجوية إلى دمشق وحلب بدءاً من اليوم بعد توقف استمر ثلاثة أيام بسبب تدهور الوضع الأمني. وأوضح أن «القرار يأتي بعد تنسيق مع السفارة المصرية في دمشق ومكتب مصر للطيران في سوريا والتأكد من استقرار الظروف الأمنية في الوقت الراهن في سوريا، خصوصاً على الطرق المؤدية إلى مطاري دمشق وحلب».
وقال المصدر السوري، في اتصال مع «السفير»، إن الجيش ركز عملياته في اليومين الماضيين على مناطق الست زينب وحجيرة وداريا والحجر الأسود وعقربا ومحيط طرق المطار الدولي، إضافة إلى مناطق سكا ودوما والعب. وشهدت تلك المناطق كثافة نيران عنيفة، ارتفع منسوبها بشكل ملحوظ في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ووفقاً للمصدر فإن «عدد خسائر الطرف الآخر كبيرة جداً»، من دون أن يحدد رقماً تقريبياً، لكن مواقع انترنت مقربة من السلطة تحدثت عن 200 قتيل للمعارضة في مناطق الغوطة الشرقية على أقل
تقدير، وهو رقم توقع سكان من تلك المناطق أن يكون أكبر نظراً لحجم المعارك الحاصلة. وعُرضت صور لقتلى ذكور عراة الصدر وملتحين على موقع «فايسبوك» قيل إنها من مناطق الغوطة الشرقية.
وتشكل المناطق القريبة من قلب العاصمة التهديد الرئيسي في الاشتباكات الدائرة، الأمر الذي يفسر منسوب العنف الذي تشهده. ولا تبعد أطراف داريا سوى مئات الأمتار عن محيط حي المزة المعروف. كما لا تبعد بلدات وقرى مثل بيت سحم وعقربا سوى كيلومترات قليلة عن المطار، وعشرات الأمتار عن طريقه الحيوي جداً.
لذا رفض المصدر ما تناقلته وسائل إعلام عن سيطرة الجيش على مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مشيراً إلى أن «العملية مستمرة، ولا يمكن توقع موعد محدد لإنهائها». وتمتد مناطق الغوطة لعشرات الكيلومترات، وتحيط بمداخل دمشق الجنوبية والشرقية، وتشكل البساتين نصف جغرافيتها، فيما تشكل البلدات المتلاصقة النصف الآخر، وتضم بغالبيتها مسلمين محافظين إضافة إلى شركس يعملون بالزراعة وأنواع مختلفة من الحرف اليدوية.
ووفقاً لوكالة الأنباء السورية (سانا) فقد «أوقعت القوات المسلحة السورية العشرات من إرهابيي جبهة النصرة بين قتيل ومصاب في زملكا وداريا والشيفونية بريف دمشق». وذكرت الوكالة أسماء بعضهم، ومنهم أبو علي خبية الذي وصفته «بأحد أخطر الإرهابيين في المنطقة». وأضافت إن «وحدات من القوات المسلحة اشتبكت مع مجموعات إرهابية كانت ترتكب أعمال قتل وتخريب وسلب ونهب قرب الإطفائية ودوار الزيتون في مدينة داريا، وأوقعت العشرات من أفرادها بين قتيل ومصاب»، مشيرة إلى حصول عمليات مشابهة في بلدتي سكا وزملكا في الغوطة الشرقية.
وقال معارضون لوكالة «رويترز» إن الجيش اقتحم