أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الأحد 02-12-2012
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الأحد 02-12-2012
عناوين الصحف
- النهار
المفقودون في تلكلخ مقابل رهائن حلب؟
إجراءات مشدّدة لمهرجان طرابلس وتجمّع صيدا
عدد الضحايا 4 والجيش يجري اتصالات بالجانب السوري
لقاء عابر بين ميقاتي والسنيورة في مكتب رئيس الجمهورية
- المستقبل
4 قتلى في كمين "تلكلخ" ومعتقلان وعدد كبير في عهدة "الجيش السوري الحرّ"
أربعون الوفاء لوسام الحسن في طرابلس اليوم
- الحياة
جبهة الانقاذ تدرس الزحف الى القصر وهجوم عنيف للاسلاميين على موسى والبرادعي وصباحي
مرسي يتشجع بـ«عرض القوة.. ويتحدى المعارضة بالدعوة إلى الاستفتاء
- الشرق الأوسط
مرسي يستبق حكم "الدستورية" باستفتاء على الدستور
مئات الآلاف من الإسلاميين يشاركون في مسيرة "الشريعة والشرعية".. و"التحرير" يلوح بالزحف للقصر الرئاسي
أبرز المستجدات
- النهار: المفقودون في تلكلخ مقابل رهائن حلب؟ إجراءات مشدّدة لمهرجان طرابلس وتجمّع صيدا عدد الضحايا 4 والجيش يجري اتصالات بالجانب السوري لقاء عابر بين ميقاتي والسنيورة في مكتب رئيس الجمهورية
تحيي طرابلس بعد ظهر اليوم ذكرى مرور اربعين يوما على اغتيال اللواء وسام الحسن مثقلة بتداعيات هذه الذكرى من جهة، وبالغموض المقلق الذي اكتنف مصير اكثر من 25 شاباً من ابنائها وقعوا ضحية مكمن لهم في تلكلخ قبل يومين، من جهة اخرى. ووسط تضارب واسع في الروايات والمعلومات المتناقضة حول المفقودين او الضحايا من ابناء المدينة زاد تفاقمه عقب 48 ساعة من شيوع خبر المكمن، برز ما ذكرته جهات متابعة لهذا الملف في بيروت لـ"النهار" امس من ان ثمة تشابها في ما جرى مع شبان الشمال وما سبق ان واجهه المخطوفون اللبنانيون في حلب الذين انتهى امرهم بأن اصبحوا رهائن في اعزاز. ولفتت هذه الجهات الى ان الامر تكرر مع شبان الشمال ليتبين لاحقا ان لا صحة للمعلومات التي تحدثت عن مقتل 21 شاباً، وتساءلت عما اذا كانت هناك صلة بين حادث تلكلخ والمخطوفين في اعزاز. وافادت معلومات "النهار" من طرابلس ان عدد الشبان الذين وقعوا في المكمن هم 25 ينتمون الى مناطق مختلفة في المدينة والشمال. ومن بوادر التحرك لكشف مصيرهم الخيمة التي نصبها ذوو خمسة شبان في باحة مسجد المنكوبين، محذرين من التصعيد في حال لم تتحرك اجهزة الدولة لجلاء مصيرهم. ولوحوا بامكان قطع الطريق الدولية غدا في منطقة البداوي في حال لم ينجلِ مصير ابنائهم. وفي كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية في القبة، دعا زملاء الطالب مالك الحاج ديب، وهو من الشبان الذين ذهبوا الى سوريا، الى اقفال الكلية غدا للمطالبة بكشف مصيره. وافادت معلومات ان عدد الضحايا هو أربع، فيما وقع 3 في الاسر. اما بقية الشبان فقد وصلوا الى "الجيش السوري الحر". وقد عمد ذوو الشبان الى سحب اوراق نعيهم بعد تبلغهم معلومات تفيد بأنهم احياء. وعلم ان الجيش اللبناني يقوم باتصالات مع الجانب السوري من اجل كشف مصير الشبان واعادتهم الى لبنان اياً تكن حالهم. واتخذ الجيش اجراءات في المناطق التي تفصل بين باب التبانة وبعل محسن، فيما شهد شارع سوريا عودة الى الحياة الطبيعية امس.وليلاً ذكرت معلومات ان المكمن الذي أوقع بالشبان نصب على الجانب اللبناني من الحدود في منطقة تلكلخ، وان من دبره هو الشخص الذي كان يتولى تسهيل عبور الشبان.وأوضح منسق تيار "المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش لـ"النهار" ان المهرجان الذي دعت اليه قوى 14 آذار بعد ظهر اليوم في طرابلس احياء للذكرى الاربعين لاستشهاد اللواء وسام الحسن قائم في موعده "وسط تجاوب عالٍ للمشاركة فيه”. ووصف المعلومات حول مصير الشبان في سوريا بأنها "متضاربة والاهالي يتلقون معلومات متناقضة مما يشير الى غموض في القضية. ولم يعد امام الأهالي إلا المطالبة بمعرفة حقيقة مصير ابنائهم”. ورجح "ان يكون الشبان قد تعرضوا لاستدراج من أناس خدعوهم ليقعوا في المكمن”.
صيدا
وفي السياق الأمني ايضاً، أكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ان الاجراءات الامنية في شأن احياء ذكرى اللواء الحسن في طرابلس كما في شأن التجمع الذي سينفذه اليوم في صيدا الشيخ أحمد الأسير وانصاره، قد اتخذت. واوضح ان اتصالات أجريت على أعلى المستويات لتأمين الانضباط والتحرك ضمن القوانين والانظمة في صيدا، مشدداً على انه لن يكون هناك قطع للطرق والجيش سيكون بالمرصاد لأي محاولة للاخلال بالأمن. وأعلن مجلس الأمن الفرعي في صيدا ان خطة أمنية محكمة وضعت للحفاظ على سلامة المشاركين في التجمع والمسيرة ومنع حصول أي صدامات.
في بعبدا
أما على الصعيد السياسي، فعلمت "النهار" ان الرئيس فؤاد السنيورة أبلغ أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال لقائهما في قصر بعبدا وجهة نظر قوى 14 آذار من الحوار والتي لم يتسن له أن يبلغها اليه مباشرة بسبب سفره الى واشنطن ثم الى الامارات، وهي أن المعارضة تقدر جهود الرئيس سليمان في الدعوة الى الحوار. وقال له: "لقد شاركنا مراراً في الحوار. لكن الطرف الآخر يريد فقط الصورة وليس الالتزام، بدليل انه لم يكن قد جفّ بعد حبر "اعلان بعبدا" حتى بادر الأمين العام لـ"حزب الله" الى ارسال طائرة "أيوب" والمقاتلين الى سوريا”. وسأل السنيورة: "أي جدوى من الحوار في ظل حكومة تغطي المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟". وشدد على "ان لا مفر من مجيء حكومة حيادية انقاذية تزيل التوتر وتشرف على اجراء الانتخابات النيابية المقبلة”. ورد رئيس الجمهورية على ما طرحه الرئيس السنيورة بأن الدستور لا يخوّله تغيير الحكومات، والأمر منوط بالأكثرية النيابية. ولما انتهى اللقاء وهمّ السنيورة بمغادرة مكتب الرئيس سليمان، حضر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، فجرت مصافحة بينه وبين السنيورة. وسأل ميقاتي سليمان عما إذا كان تلقى معطيات ايجابية تسهل انعقاد اجتماع هيئة الحوار، فرد السنيورة: "لم يتغير شيء. فموقف 14 آذار ما زال هو هو، وفي مضمونه ان لا عودة الى الحوار قبل تغيير الحكومة".
- الديار: اللقاء بين السيد نصرالله والنائب جنبلاط لم يعد مستحيلاً
النائب وليد جنبلاط يملك دينامية كبيرة وقدرة رهيبة على التنقل من مكان الى مكان وجمع التناقضات،فهو من اعطى الاكثرية ل 8 اذار لتشكل حكومة 14 اذار تعتبرها مشكلة على البلد وهي قاطعت كل المؤسسات الدستورية حتى سقوطها وجنبلاط يملك مفتاح حلها ولكنه لا يستعمله.علاقته مع حزب الله وصلت الى القطيعة مرات ومرات لكنه قادر على اصلاحها ويبدو ان ملامح لقاء بينه وبين السيد نصرالله تلوح بالافق، حيث اشار النائب علاء ترو إلى أنه "كان هناك عتب من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على ما قاله جنبلاط عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة إذ لا حاجة لهذه الثلاثية بعد أن يصبح سلاح المقاومة في أمرة الجيش، وقد أوضح له الأمر". مشدداً على أن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يتحفظ على لقاء جنبلاط وهناك ظروف أمنية تمنع اللقاء والتواصل وليس شيئاً آخر".مما يعني بان اللبنانيين سيستيقظون صباح ليسمعوا في نشرات الاخبار ان السيد نصرالله والنائب جنبلاط اجتمعا ليلا.
- الشرق الأوسط: تضارب في المعلومات بشأن مصير اللبنانيين الذين تعرضوا لكمين نظامي في تلكلخ.. وشقيقان منهما اتصلا بأهلهما.. الضاهر لـ «الشرق الأوسط»: الشبان في العشرينات من العمر ولا علاقة لـ«تيار المستقبل» بهم
تضاربت المعلومات لليوم الثاني على التوالي أمس بشأن مصير 17 إسلاميا لبنانيا يتحدرون من شمال لبنان، قيل إنهم قتلوا قرب الحدود اللبنانية - السورية، قرب بلدة تلكلخ السورية، بكمين نصبته لهم القوات السورية النظامية، خلال توجههم إلى حمص، لمساندة «الجيش السوري الحر» في قتاله ضد النظام.وبينما لم يتبين مصير الشبان، الذين طال التضارب في الروايات عددهم أيضا مع تأكيد مصادر شمالية أن المجموعة ضمت 25 شابا لبنانيا، أفادت معلومات بأن أفراد المجموعة لم يقتلوا جميعهم، في وقت حرص فيه «تيار المستقبل»، ذو الغالبية الشعبية في منطقة طرابلس وعكار، على التأكيد على أنه لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالشبان الذين لا ينتمون إلى أي تيار حزبي أو سياسي.ونقلت «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، في معلومات قالت إنها «غير مؤكدة»، أن «العدد الأكبر منهم ما زال حيا ومنهم من عادوا إلى لبنان، وعرف منهم شابان من آل سرور وآخر يدعى عبد الرحمن الأيوبي من مدينة طرابلس». وذكرت أن «الشابين حسان سرور وشقيقه اتصلا بأهلهما وأكدا أنهما نجيا من كمين القوات السورية الذي نصب داخل الأراضي اللبنانية»، بحسب تعبيرهما.وقال سرور للقناة عينها، خلال اتصال هاتفي مباشر معه، إن «الكمين للمجموعة اللبنانية حصل داخل الأراضي اللبنانية وإنه يوجد في منطقة حدودية»، بينما نفى شاب يدعى لقمان الأيوبي أنه كان في عداد المجموعة وتمكن من الفرار وأخبر بما حصل مع الشبان، موضحا أنه «لم يذهب إلى سوريا وهو موجود في طرابلس ولم يغادر لبنان».وفي سياق متصل، أكد عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم، أنه «لا معلومات مؤكدة عن عدد القتلى، غير أن ما هو مؤكد أن عدد القتلى أقل بكثير من الذي يتم تداوله، وأن عددا كبيرا منهم وصل إلى أيد أمينة من الجيش السوري الحر».وشدد، خلال حديث تلفزيوني، على أن «الشبان اللبنانيين الذين قتلوا في سوريا ذهبوا إليها بطريقة فردية أو بطريقة عشوائية أو بتنسيق في ما بينهم وليس هناك أي جهة إسلامية تحتضنهم أو تدربهم أو تسلحهم». وأعرب عن اعتقاده بأنهم «ذهبوا لأن لديهم أقرباء هناك، ولما رأوا المجازر التي يرتكبها النظام تحركت فيهم الغيرة على إخوانهم السوريين فذهبوا لنصرتهم»، لافتا إلى «وجود شكوك حول بعض الأشخاص من عكار وشوا بهم إلى النظام السوري فتم التنكيل بهم».وبينما لم يصدر أي موقف لبناني رسمي تعليقا على هذه الحادثة، تطرق الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس إلى الموضوع من دون أن يسميه، فدعا الشباب اللبناني إلى «عدم تكرار ما فعله جيل الشباب من قبل وألا يتورطوا في مغامرات عسكرية خارج لبنان، لأهداف عير متوافق عليها وطنيا». وقال، خلال إطلاق «الوثيقة السياسية الشبابية في لبنان»: «آن الأوان لتخلي الشباب عن العيش بالولاء للآخرين، سواء كان الولاء للأحزاب أو لدولة أخرى، كما أنه لا يجوز أن يهدر الشباب عمرهم ليعلقوا ورقة على الجدار، ولا يمكن أن يطالب الشباب بالكرامة داخل فكر أحادي، لذا يجب التخلص من الخوف».من ناحيته، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد الضاهر لـ«الشرق الأوسط» أمس أن المجموعة «ضمت قرابة 25 شابا، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، يتحدرون من طرابلس، تحديدا من باب التبانة وأبو سمرا وباب الرمل، إضافة إلى آخرين من عكار والضنية»، مشددا على أنهم «لا ينتمون لأي تنظيم سياسي أو حزبي، لكنهم يعرفون بعضهم البعض وقرروا الذهاب من تلقاء أنفسهم».وأشار الضاهر إلى معلومات عن «مقتل أربعة منهم، واعتقال اثنين، وبينما مصير أربعة منهم لا يزال مجهولا، وصل بقية أفراد المجموعة إلى الجيش السوري الحر»، لافتا إلى أن المجموعة «ذهبت إلى سوريا لمناصرة الشعب السوري والوقوف إلى جانبه في وجه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري». وقال إن «إعلان حزب الله موقفه علنيا بدعم النظام السوري وقتاله إلى جانبه، خلق ردود فعل سلبية لدى شريحة واسعة من مناصري ثورة الشعب السوري، وهو ما دفع هؤلاء الشباب المتحمسين للذهاب إلى سوريا»، معتبرا أن «عملهم يشرف أهلهم ومنطقتهم وكل مناصر ومؤيد للشعب السوري في وجه آلة القتل».ويتزامن مقتل الشبان اللبنانيين مع بث وسائل إعلام لبنانية، ناطقة باسم فريق «8 آذار»، تسجيلات صوتية للنائب في «كتلة المستقبل» عقاب صقر، المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يتحدث فيها عن تمرير أسلحة للمعارضة السورية. لكن الضاهر شدد على أن «موقف (تيار المستقبل) من ثورة الشعب السوري واضح جدا، بحيث أعلن أنه يقف إلى جانب الشعب في مواجهة النظام إعلاميا وسياسيا ومن خلال المساعدات الإنسانية والتحركات التضامنية. أما في ما يتعلق بموضوع السلاح فموقفه كذلك واضح وما يتم تسريبه عن النائب صقر ربما جاء في إطار المفاوضات لإطلاق سراح اللبنانيين المختطفين في سوريا وكلنا نعلم الجهود التي يقوم بها صقر مكلفا من الرئيس الحريري في هذا السياق». وقال الضاهر إن «صقر سيعلن موقفه في الأيام القليلة المقبلة وسيكون له رد شاف».وفي سياق متصل، أشار عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل»، النائب الأسبق مصطفى علوش، إلى أن هناك «تضاربا» بشأن أسماء اللبنانيين الذين قتلوا في تلكلخ، ولفت إلى أن «الوضع في سوريا أصبح مفتوحا لتدخل الجميع وهناك أذى كبير قام به النظام السوري تجاه اللبنانيين وبالأخص في طرابلس والشمال»، نافيا نفيا قاطعا وجود «أي اسم من عناصر (تيار المستقبل)، فهناك قرار بعدم المشاركة المباشرة في القتال في سوريا». وشدد على أنه «من المهم ألا نستدرج إلى وضع يريده النظام السوري، وفتح الجبهة هو خدمة لبشار الأسد ويقضي على ما يراد له معنى من استشهاد أبناء المدينة».وقال عضو «كتلة المستقبل» النائب معين المرعبي إن «عددا من الشبان من أبناء مدينة طرابلس المتحمسين جدا لنصرة أهلهم من الشعب السوري الحر قرروا الذهاب إلى سوريا لمساندة أهلهم هناك وتعرضوا لكمين نصبته لهم القوات النظامية السورية مما أدى إلى مقتل العديد منهم، بينما نجا آخرون».وأكد، في تصريح لوكالة «كونا»، أن الشبان «لا ينتمون إلى (تيار المستقبل)، وهم غادروا لبنان بطريقة غير منظمة وغير مخطط لها وباستخفاف ولم يكونوا مسلحين ونصب لهم الكمين وهم داخل حافلة لنقل الركاب».
- المستقبل: 4 قتلى في كمين "تلكلخ" ومعتقلان وعدد كبير في عهدة "الجيش السوري الحرّ" أربعون الوفاء لوسام الحسن في طرابلس اليوم
تواصلت الاستعدادات الشعبية في أكثر من منطقة لبنانية لا سيّما في شمال البلاد، لإحياء الذكرى الأربعين لاستشهاد اللواء وسام الحسن ورفيقه المؤهل أوّل أحمد صهيوني، بمهرجان جماهيريّ تنظّمه قوى الرابع عشر من آذار الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، في معرض رشيد كرامي الدوليّ في طرابلس، وفاء لمن كانت له إسهامات ساطعة على طريق كشف شبكات التجسّس والتخريب والإرهاب، ومطالبة بمعرفة من يقف وراء جريمة الاغتيال، كما كلّ الاغتيالات المتسلسلة السابقة، وإحقاق العدالة. هذا، ومن المنتظر أن تُلقى 6 كلمات في المناسبة، واحدة لأهل الشهيد، وأخرى لأمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري، وكلمات للنواب نهاد المنشوق ومحمد كبارة وسمير الجسر، ولمفتي عكار الشيخ أسامي الرفاعي. وكانت مدينة طرابلس عادت أمس الى حركتها الطبيعية، ولو في ظلّ هدوء حذر، وفتحت مؤسساتها ومحالها التجارية، بعد أن لفّها أول من أمس توتر في منطقة باب التبانة وجوارها، إثر وقوع مجموعة من أبنائها في كمين مسلّح للنظام السوريّ في منطقة تلكلخ. وكان الاجتماع الذي عُقد ليل أول من أمس في منزل عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة وضم قيادات سياسية وأمنية قد أسهم في معالجة الوضع في المدينة، من خلال التأكيد على دور الجيش في ضبط الأمن وحماية الاستقرار، وعدم السماح لأي جهة بزعزعة الاستقرار الأمني. وتقاطعت معلومات المعنيين على أن حصيلة ضحايا الكمين في تلكلخ هي 4 قتلى، وأضاف عضو "كتلة المستقبل" النائب خالد الضاهر أن "عدد قتلى الكمين 4 أشخاص، وهناك اثنان معتقلان والباقون مفقودون أو فارون"، فيما أوضح الشيخ نبيل رحيم أن "العدد الكبير من هؤلاء الشباب بات في عهدة الجيش السوري الحرّ". من جهته، أشار النائب محمد كبارة الى أن "لا معلومات دقيقة حتى الآن في شأن مقتل الشبان" آملاً ألا ينعكس ما حصل على الاحتفال الذي تنظّمه "قوى 14 آذار" في أربعين الشهيد الحسن، وأوضح أن "هؤلاء الشبّان ذهبوا الى سوريا للقتال بسبب تورّط حزب الله في قتل الشيوخ والأطفال والنساء في سوريا"، لكنه توقع "مشاركة شعبية كثيفة، لأن الناس ضد القتل وسياسة الإجرام"، نافياً أي علاقة لتيار المستقبل بهؤلاء الشباب الذين ذهبوا الى سوريا باندفاع شخصي وإيماني ومن دون علم ذويهم، تعاطفاً مع الشعب السوري المضطهد"، مشدّداً على أنّ "حزب الله هو من يخالف سياسة النأي بالنفس لأنه يشارك في القتال الى جانب النظام السوري". أما النائب خالد الضاهر فأكد أن "الجيش السوريّ الحرّ ليس في حاجة الى مقاتلين الى جانبه"، مطالباً شعوب العالم بدعمه بالأسلحة والعتاد، ومطالباً الشباب في لبنان "بعدم الزجّ بنفسه في الحوادث الجارية، مع تقديره لغيرتهم واستشهادهم دفاعاً عن الحق، لكننا نرفض أن يتدخلوا على الأرض". ومن جهته، لفت منسق الأمانة العامة لـ"قوى 14 آذار" النائب السابق فارس سعيد الى أنه "منذ أن ثُبت أن حزب الله متورط في القتال داخل سوريا، هناك إصرار من قبل الجو الإعلامي المنتمي الى فريق 8 آذار من أجل القول إن 14 آذار متورطة أيضاً في القتال هناك، وأنه لا يمكن لأحد أن يلوم أحداً". وجزم بأنه "ليس هناك أي قرار لدى 14 آذار بأن يكون هناك تدخل عسكري بالشؤون الداخلية السورية"، مطالباً الحكومة بأخذ "قرار بتدبير إداري وزاري يضع الحدود اللبنانية السورية بعهدة الجيش اللبناني من جهة، والأمم المتحدة من جهة أخرى، كي نضع حداً لهذا السجال". ويأتي ذلك، في وقت نبّه فيه المفوض الأوروبي المسؤول عن الأسواق الداخلية والخدمات ميشال بارنييه، بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى أنّ "لبنان في وضع صعب نظراً للتنوع السكاني والطائفي فيه، ولتأثره الشديد بما يجري حوله، في الجنوب والشرق والشمال". وأكد أن "لبنان بحاجة الى انتباه الاتحاد الأوروبي وتضامنه معه، وهذا ما جئت الى لبنان من أجله". وشدّد على "دعم الاتحاد الأوروبي ومواكبته لقضية النازحين السوريين في لبنان والمنطقة، وهي قضية إنسانية واقتصادية صعبة".
سليمان
في هذا الوقت، جدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الإصرار على "إجراء الانتخابات النيابية والعمل على إقرار قانون عصري جديد ينسجم مع روح الدستور"، كما اعتبر أنه "من الضروري الضغط على الأقطاب والمرشحين بالوسائل الديموقراطية بغية انتاج وعي جديد يأخذ في الاعتبار احتياجات الجيل الجديد وتطلعاته لمخاطبة المستقبل بروح التقدّم البعيد عن العصبيات التي تنشئ أصوليات أو تحفظ مواقع سياسية أو حزبية أو فئوية".
شربل
وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل اعتبر أمس أنه كوزير للداخلية ليس أمامه الآن "سوى قانون انتخابات على أساس 1960، أي قانون القضاء الذي كان معمولاً به قبل الطائف" وأضاف "سأدعو الأسبوع المقبل الناخبين وأبدأ بعرض لوائح الشطب واللوائح الانتخابية لأن قراري هو إجراء الانتخابات في حزيران في يوم واحد، في كل لبنان، والانتخابات ستجري في وقتها، في بداية حزيران"، وأعتبر أنّه بالنسبة لقانون الانتخابات "سيكون على أساس 1960، وأما تعديله أو تبديله بقانون آخر فلم يعد عندي بل بات عند المجلس النيابية والكتل النيابية وهي التي تقرّر". وفي وقت أقرّ فيه مجلس الأمن الفرعي في الجنوب "خطة أمنية محكمة" من أجل مواكبة التظاهرة التي دعا اليها الشيخ أحمد الأسير اليوم، انطلاقاً من عبرا الى مستديرة مرجان في صيدا مروراً بمنطقة القياعة، أشار شربل الى أن "اتصالات أجريت على أعلى المستويات لتأمين الانضباط والتحرّك ضمن القوانين والأنظمة"، وشدّد على أنّ "لا قطع للطرقات ولا مظاهر مسلّحة"، وأكّد بأنّ "الجيش اللبناني اتخذ الإجراءات الأمنية وسيكون بالمرصاد لأي محاولة للإخلال بالأمن" في صيدا.
مواقف
بالتوازي، شدّد النائب بطرس حرب على أنّ "أي عبث في تاريخ الاستحقاق الانتخابي هو جريمة بحق لبنان"، مذكّراً بأنّه "استحقاق يفرضه القانون على وزير الداخلية ولا يمكن للأخير عدم الدعوة لإجرائها، وأي موقف معاكس بحاجة لقانون من مجلس النواب". وأضاف "أنا من رأي البطريرك بشارة الراعي أن الانتخابات يجب أن تحصل، فضرب دورية الانتخابات تعني ضرب النظام". أما عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني فاعتبر أن "دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري مقرر لجنة الإدارة والعدل لعقد جلسة للجنة يجعل منه فريقاً في الأزمة السياسية"، لافتاً الى أن "قوى "14 آذار" "تطالب بري بعدم السماح لأحد بأخذه الى مكان لا يريده". وأشار الى "أن قوى"14 آذار لن تشارك في أي جلسة للجان النيابية لمناقشة ودراسة قانون الانتخاب إذا كانت الحكومة مشاركة فيها". وعبّر عن احترام واعتزاز قوى "14 آذار" لبري، مطالباً إياه "بأن يكون رئيساً للمجلس خارج الاصطفاف السياسي لأن لديه القدرة على الحفاظ على المجلس". أما عضو الكتلة النائب سمير الجسر فشدّد على أن "دعوات اللجان النيابية للاجتماع بدعوة من مقرريها هي دعوات خاطئة"، لافتاً إلى أن "المقررين يستندون على طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذا خطأ قانوني ونحن نحاول الاجتماع ببري لتوضيح الأمر".وأوضح "القرار المتخذ هو بمقاطعة أي اجتماع للجان المشتركة بحضور الحكومة"، مشدداً على أن "موقفنا هو من الحكومة وليس المجلس النيابي لأن المجلس هو ساحتنا الحقيقية كمعارضة وهذه الحكومة لا تستطيع وقف عمليات القتل وهناك خطر على النواب للاجتماع".
- الديار: أقوى مخابرات هي لحزب الله وتيار المستقبل.. التنسيق مفقود بين الاجهزة.. كيف التنسيق بين مخابرات حزب الله ومخابرات الدولة
كشف اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن ان في البلاد مخابرات لجهتين في لبنان، واحدة لحزب الله والاخرى لحزب المستقبل. وفي الظاهر يبدو ان الحاج وفيق صفا هو المسؤول عن امن حزب الله، وفق ما هو مُعلن، او يكون هنالك مسؤول آخر لا يظهر بل يكون الحج وفيق صفا ضابط الاتصال بين الافرقاء وحزب الله.وفي المقابل، هنالك الشهيد اللواء وسام الحسن الذي كان رئيس جهاز مخابرات لفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، وعملياً كانت هذه المخابرات هي لتيار المستقبل بالدرجة الاولى، واذا كانت مخابرات حزب الله تتبع للسيد حسن نصرالله امين عام حزب الله، فان مخابرات فرع المعلومات كانت تتبع للرئيس سعد الحريري على المستوى العام، بالنسبة لفرعي المخابرات لحزب الله وتيار المستقبل.وقد جاء تعيين العقيد عماد عثمان، ليؤكد ان شعبة المعلومات محسوبة كلياً على الرئيس سعد الحريري لان العقيد عماد عثمان محسوب مئة بالمئة على الرئيس الحريري وهو من اقرب المقرّبين اليه.وبالتالي نحن امام منظر يعطينا صورة عن الواقع، فمخابرات الجيش ليس لديها الفاعلية الكبرى، كما ان مخابرات الامن العام ليس لها سلطة واسعة، مع ان القانون يعطيها، لكن اللواء عباس ابراهيم لم يظهر حتى الان بمظهر رئيس فرع المخابرات، او رئيس جهاز المخابرات، يعرف كل ما يدور في البلاد، على الاقل، أتكلم انا عن الظاهر وليس عن المخفي.وبالنسبة لجهاز امن الدولة لا يبدو ايضا فاعلاً وفعّالاً، بل يبدو انه يتحرك وسط ضعف في الحركة، وفي الاضطلاع على المعلومات، يبرز في الساحة بقوة جهاز مخابرات حزب الله وجهاز شعبة المعلومات.وبالتالي، فان المخابرات في لبنان كقوة رئيسية تبدو عند حزب الله وعند تيار المستقبل، والسيد حسن نصرالله امين عام حزب الله يعرف اكثر من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة معلومات امنية، من خلال الجهاز الذي أنشأه حزب الله أمنياً وبات موجوداً في كل الوزارات، وفي كل الاجهزة، وفي كل الاماكن، ويضطلع ويعرف بالامور ويحصل على الوثائق، ويلاحق شبكات ويتابع حركة الاجانب، وبالتالي يرفع تقاريره الى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي هو مضطلع اكثر من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان واكثر من الرئيس نبيه بري واكثر من الرئيس نجيب ميقاتي، لان هؤلاء الرؤساء يحصلون على معلومات من الدولة، بينما حزب الله يحصل على معلومات من الدولة ومن خارجها، وبالتالي يستطيع نصرالله اتخاذ قراره على اساس معطيات ووقائع هي اكبر بكثير مما لدى الرؤساء والوزراء. وبالتحديد الرؤساء الثلاثة ووزيري الدفاع والداخلية.وفي المقابل، فان شعبة المعلومات في زمن اللواء الشهيد وسام الحسن، كان الرئيس سعد الحريري يعرف اكثر من الرؤساء الثلاثة، واكثر من وزير الدفاع والداخلية لان شعبة المعلومات كانت امكانياتها كبيرة، ومتواصلة مع مخابرات اجنبية وعربية، اضافة الى انتشارها في كل المناطق اللبنانية، وجمع المعلومات، وعديد عناصرها الفين ومئتي عنصر، اضافة الى آلاف من العملاء الذين يتعاطون مع شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي. ولذلك فان الرئيس سعد الحريري كان يضطلع على امور لا تصل الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ولا وزير الداخلية والدفاع، بل تبقى محصورة بين رئيس شعبة المعلومات والرئيس سعد الحريري.وهكذا سيكون الامر بعد تعيين العقيد عثمان، حيث ان العقيد عثمان سيفعل تماماً ما كان يفعله الشهيد اللواء وسام الحسن، من تزويد الرئيس سعد الحريري بالمعطيات والمعلومات، على مستوى اتصال شعبة المعلومات بالمسؤولين الامنيين في دول اوروبا واميركا، وبالمسؤولين الامنيين في الدول العربية، اضافة الى التقصّي عن الداخل اللبناني بكل تفاصيله، وبالتالي يحصل الرئيس سعد الحريري على المعلومات مئة بالمئة، بينما يحصل الرؤساء الثلاثة ووزيري الداخلية والدفاع على 60 الى 70% من المعلومات.ومن ظواهر الامور ان اجتماعاً حصل بين العقيد عماد عثمان والحاج وفيق صفا، وهذا الاجتماع ما هو الا للمعرفة وبداية الاتصال والتنسيق بما يظهر انهما الجهازين الاكثر فعالية على الساحة اللبنانية.وجهاز امن حزب الله يتفاعل مع جهاز المخابرات الايراني، ويتواجد معه في مناطق كثيرة حيث توجد طائفة شيعية، وغير طائفة شيعية، وله علاقات جهاز امن حزب الله مع دول كثيرة، ويتبادل معها المعلومات، وينسّق اعمالاً أمنية، هي اكبر من جهاز امن حزبي على الساحة اللبنانية بالمستوى العادي، انما هو جهاز مخابرات اقوى من اجهزة امن الدولة، ومخابرات الجيش والامن العام.اما بالنسبة لشعبة المعلومات، فينطبق عليها الامر ذاته، وهي انها على اتصال وتواصل اولي واساسي مع المجلس الوطني السعودي للامن، الذي يرأسه الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، وتنسيقه الاساسي هو مع المجلس الوطني للامن السعودي. ومن خلاله يتبادل المعلومات وينسّقان عملهما، اضافة الى ان شعبة المعلومات لها علاقات مع المسؤولين الامنيين في السفارات، اضافة الى الوفود الامنية التي تأتي الى لبنان في زيارات رسمية، اضافة الى النشاط الذي كان يقوم به اللواء الشهيد وسام الحسن، والان سيقوم العقيد عماد عثمان بالاتصال بمخابرات الدول الاوروبية واميركا وغيرها، بشكل يجعل جهاز شعبة المعلومات يضطلع على اكثر كمية من المعطيات، لكن ولاء الحج وفيق صفا هو ولاء للسيد حسن نصرالله وهذا طبيعي، وولاء العقيد عماد عثمان هو للرئيس سعد الحريري، وهو امر غير طبيعي.لكن لا نقول عنه انه ليس مع الدولة او ضد الدولة، بل نقول انه يقوم بواجباته، وينسق مع اللواء اشرف ريفي انما في متابعة الامور واتخاذ القرارات، القرار الرئيسي يأتي الى اللواء ريفي والى العقيد عثمان والى الرئيس سعد الحريري مباشرة في شؤون كثيرة.اما الشؤون الروتينية، والشؤون التفصيلية على مستوى قوى الامن الداخلي او غيرها فلا يتعاطى بها الحريري بل يقررها المدير العام لقوى الامن الداخلي بقرار منه واحياناً بالتشاور مع وزير الداخلية مروان شربل.على هذا الاساس، يبرز الخلل الكبير في تركيبة مخابرات لبنان. فمخابرات الجيش تحصر عملها في مكافحة الارهاب ومتابعة امن العسكريين، وما اذا كانوا يدخلون الاحزاب او غيرها، وما يقومون به، اضافة الى معلومات في المناطق تأتيهم من مخبرين بموازنة عادية.وكذلك مخابرات الامن العام ومخابرات امن الدولة، وقد يكون لمخابرات الامن العام قدرة على معرفة المعلومات بشأن الاجانب اكثر من غيرها، بعدما تولى اللواء عباس ابراهيم رئيس جهاز الامن العام، وبات يتابع نزلاء الفنادق وحركة الاجانب في لبنان، ويعرف عن تحركهم اكثر من غير اجهزة.انما كل المعلومات تصبّ بالنتيجة في لبنان عند جهازين للمخابرات، جهاز مخابرات حزب الله وجهاز مخابرات شعبة المعلومات، الذي مرجعه السياسي والاستراتيجي الرئيس سعد الحريري دون الدخول في التفاصيل، ودون التجنّي على شعبة المعلومات، بل ان شعبة المعلومات تعتبر عملياً موصولة بالرئيس سعد الحريري على المستوى الاستراتيجي وبالسعودية. وعلى مستوى العمل الاستراتيجي فان حزب الله يرتبط بمخابرات ايران، ومخابرات شعبة المعلومات ترتبط بالمخابرات السعودية.كيف يمكن للدولة عندها أن تسير وتتخذ القرارات اذا كان الرئيس نجيب ميقاتي يعرف 30 او 40% من المعلومات التي يوصلها الى امين عام حزب الله حسن نصرالله، او الى الرئيس سعد الحريري، وكيف يمكن لرئيس الجمهورية ان يأخذ القرار هو او رئيس مجلس النواب او وزير الدفاع او وزير الداخلية اذا كانت نصف المعلومات تحجب عنهم ولا يعرفون بقية المعلومات، وبالتالي فان اركان الدولة اللبنانية تنقصها الوقائع والمعطيات كي يكونوا بمستوى قادة حزب الله وتيار المستقبل لاتخاذ القرار.ثم ان الخطورة في الامور هي ان المخابرات اصبحت مذهبية، فمخابرات حزب الله هي مخابرات ترتكز على العنصر الشيعي بالدرجة الاولى، وان كانت تستقي معلوماتها من مسيحيين ومسلمين سنّة ودروز، واجهزة في الدولة يرأسها عناصر واشخاص من غير الطائفة الشيعية، الا ان خلية المخابرات الحقيقية التي تدرس الملفات والسجلات، هي شيعية بامتياز.كذلك فان شعبة المعلومات وان كانت شعبة تابعة للدولة ومؤلفة من ضباط من كل الطوائف، من الدروز والشيعة والسنّة والموارنة والروم الارثوذكس، فان ذلك لا يلغي ان رئيس شعبة المعلومات يحتفظ بمعلومات خاصة به، نتيجة اتصالاته، ويحجبها عن ضباط لا يريد ان يضطلعوا عليها، ويوصل هذه المعلومات الى الرئيس سعد الحريري، وبالتالي هكذا اصبحت المخابرات في لبنان، مخابرات مذهبية، وان كانت تعرف كل الاخبار عن بقية الطوائف وعن بقية الوزارات والاجهزة في لبنان.فمخابرات حزب الله هي شيعية بالنتيجة على المستوى الداخلي، وشعبة المعلومات قرارها سنّي مرتبط باللواء اشرف ريفي وبالرئيس سعد الحريري، وترتكز بفكر غير ظاهر لكنه معمّق ويتعمّق في عقل رئيس شعبة المعلومات وهو عقل سنّي. ويشعر تلقائيا رئيس مخابرات حزب الله ان المنافس له هو رئيس شعبة المعلومات من الطائفة السنية. ويشعر رئيس شعبة المعلومات ان المنافس والمواجه له والذي يستطيع ان يعرف اكثر هو الطرف الشيعي، فان هذا الوضع أدى الى جعل المخابرات في لبنان مذهبية التكوين، الى حدّ ما، ومذهبية المرجع الاعلى بشكل واضح، انما لا تعطي انطباع عند الناس انها مذهبية لان احداً لم يشعر بعد بعمل مذهبي من قبل مخابرات حزب الله او مخابرات شعبة المعلومات. لكننا نتحدث عن تكوينهما، وهذه خطورة على الدولة اللبنانية ان تكون المرجعية لمخابرات اساسية في لبنان، واحدة شيعية واخرى سنية، وبالتالي فان العمل الفعلي المخابراتي لا يكون يستند الى عمل وطني شامل، يتعلق بمصلحة لبنان كله، بل تأتي مصلحة الطرف او المذهب او العمل الحزبي قبل المصلحة اللبنانية العامة، مع احترامنا لحزب الله وشعبة المعلومات وسعد الحريري وتيار المستقبل، الا انهما كفريقان سني وشيعي يفكران بالدرجة الاولى، مهما كانوا متعلقين بلبنانيتهم، فانهم يبقون من الطائفة الشيعية ومن الطائفة السنية، ونشأتهم شيعية وسنية، ومرجعيتهم سنية وشيعية، وبالتالي تأتي مصلحة مذاهبهم دون ان يشعروا قبل المصلحة الوطنية اللبنانية العامة، وهذا امر طبيعي نظرا لتكوينهم ونشأتهم، وتركيبة احزابهم، وتركيبة علاقاتهم، فالذي ينظر الى العقيد عماد عثمان، يعرف تماماً أن الرئيس سعد الحريري جاء به الى شعبة المعلومات، وعيّنه اللواء ريفي، وبالتالي فان العقيد عثمان يشعر ان مرجعه والذي اوصله الى المركز هو الرئيس سعد الحريري وليس رئيس الجمهورية ولا رئيس المجلس ولا رئيس الحكومة ولا وزير الداخلية ولا وزير الدفاع، بل أوصله الرئيس سعد الحريري. وبالتالي فولاءه الاول للرئيس سعد الحريري.اما بالنسبة للحج وفيق صفا، فانه بطبيعة تكوينه وطبيعة عمله وطبيعة نشوئه وتدرجه داخل حزب الله، فهو يشعر ان ولاءه وانتماءه وفكره وعقيدته هي عقيدة حزب الله، وبالتالي كونه حزب وليس تابع للدولة، وكونه في حزب ديني يؤمن بعقيدة دينية محددة، فان ولاءه هو لامين عام هذا الحزب السيد حسن نصرالله وبالتالي فهو يعمل بالدرجة الاولى لمصلحة حزب الله، ويكون مرجعه السيد حسن نصرالله.في اطار هذا الواقع، كيف يمكن ضبط الامن في لبنان، وكيف يمكن العمل على انشاء مركزية امنية تعود اليها الاجهزة الامنية وتنسّق فيما بينها، والكلام هنا هو عن جهاز الامن القومي يضم مديرية مخابرات الجيش، مديرية مخابرات الامن العام، شعبة المعلومات لقوى الامن الداخلي، وجهاز امن الدولة. وتكون هذه الاجهزة تابعة لامانة الامن القومي وتنسّق فيما بينها، ويكون لها اطار قانوني سليم، بينما الان، فالاجتماع الامني الذي يسمّى الاجتماع المركزي للامن ويرأسه وزير الداخلية فهو ليس له اطار قانوني سليم وهو غير قانوني، ذلك ان وزير الداخلية لا يستطيع ان يأمر لا قائد الجيش ولا مدير مخابرات الجيش، كما انه لا يستطيع أن يأمر رئيس جهاز أمن الدولة، بل ان شعبة المعلومات ومديرية الامن العام تقع ضمن صلاحية وزير الداخلية، وضمن حدود معينة، لان الذي جاء الى الامن كمدير عام للامن العام والذي وصل الى رئاسة شعبة المعلومات، وهما اللواء عباس ابراهيم والعقيد عماد عثمان يشعران ان الوزير مروان شربل هو وزير في حكومة مؤقتة، وانهما الدائمان هم في جهازهم في المخابرات، اضافة الى شعورهم بالولاء ضمن اطار الوظيفة لوزير الداخلية والتراتبية. لكن فعلياً يتصرفان بمبادرات منهم اوسع من عمل وزير الداخلية، فمدير عام الامن العام يقابل سفراء ويقوم بمهمات في دول في العالم، وهو غير قادر على اطلاع وزير الداخلية على كل شاردة وواردة، ومن هنا يصبح لديه حرية حركة غير مقيدة الا اذا اراد وزير الداخلية التشدّد في الامر وعندها تقع مشكلة بينه وبين مدير عام الامن العام.اما بالنسبة لرئيس جهاز امن الدولة، فهو تابع لرئيس الحكومة، ورئيس الحكومة في الظرف الحالي غير مهتم بالامن، ومعلومات امن الدولة وما تأتي به من تقارير، لان الرئيس ميقاتي يبحث اموراً استراتيجية الان تتعلق بوضعه الاوروبي واستمرارية حكومته، وبوضعه العربي واستمرارية حكومته. وامن الدولة غير قادر على جلب معلومات عن موقف الخليج العربي ازاء حكومة الرئيس ميقاتي، وغير قادر على جلب معلومات اوروبية اميركية عن موقف هذه الدول من حكومة الرئيس ميقاتي.ولذلك ينحصر عمل جهاز امن الدولة ضمن الوزارات والداخل اللبناني وهو امر يأتي في الدرجة الثانية عند رئيس الحكومة.ولنعد الى الاساس، فالأساس هو وجود جهازين مخابرات في لبنان يتصارعان على معرفة المعلومات، وعلى الاضطلاع وعلى تزويد كل حزب بمعلومات اضافية، ويعتبران انفسهما انهما يتصارعان على الساحة اللبنانية، من أجل تركيز وضع كل مذهب ينتمي اليه هذا الجهاز أو ذاك. ذلك ان شعبة المعلومات تتواصل بقوة مع الاصوليين والسلفيين والاسلام السياسي المعتدل وغيرهم. كما ان مخابرات حزب الله تتواصل مع واقع حزب الله كله ومع حركة امل ومع الطائفة الشيعية، كذلك تتواصل مع جمهور عون وتبحث دائماً في أمن عون والاجهزة التابعة له من وسائل اعلامية وغيرها، وعما اذا حصل اختراق ضد العماد عون، لانه من خلال العماد عون يمكن الوصول الى حزب الله. كذلك فان حزب الله يقيم علاقات مع حركات اصولية سنية وغيرها، هذا على المستوى الداخلي، اما على المستوى الخارجي، فبات واضحاً ان مستوى زيارة لاريجاني الى لبنان واجتماعه مع الفصائل الفلسطينية ومع الاحزاب اللبنانية انما هو قرار ايراني بأن ايران لن تتخلى عن لبنان، وستلعب دورا كبيرا في الانتخابات القادمة، وانها ستدعم حزب الله بقوة في المرحلة القادمة ايضاً، ويكون حزب الله الذراع القوي لايران في لبنان عسكرياً ومخابراتياً وأمنياً.وفي المقابل، لم يأتِ الامير بندر الى بيروت، لكنه يقوم باستدعاء من خلال شخصيات سعودية امراء او مسؤولين، باستدعاء شخصيات لبنانية الى السعودية والتباحث معها ودراسة وضع لبنان، رغم ان الامير بندر اصيب بضربة قوية نتيجة اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن، الذي كان يُعتبر اليد اليمنى او المنسّق الاول في لبنان مع الامير بندر، وحتى خارج الساحة اللبنانية. وبالتالي فان الامير بندر يتابع من السعودية وضع الساحة اللبنانية، ويريد ان تكون الساحة اللبنانية ساحة توجد فيها اكثرية نيابية وشعبية مدعومة من السعودية وتكون اقوى من قوة حزب الله على الساحة اللبنانية.اما الجهازان اليوم، فهما في واقع انتظار الازمة السورية، وايران تقول لحزب الله ان نظام الرئيس الدكتور بشار الاسد قوي وان ايران ستدعمه وان على حزب الله ان يدعمه كي يستمر ويبقى، اما بالنسبة لشعبة المعلومات، فان المجلس الوطني السعودي يقول لها ان نظام الرئيس الاسد سيسقط وانه لن يستمر في الحكم، وان المدة المتبقية قد تكون حوالي 6 اشهر او شهر بالزائد او شهر بالناقص.لكن الرئيس الاسد بنظر السعودية سيسقط، وعندها سيكون هنالك مجال لدعم الطائفة السنية في لبنان، بشكل أكبر، أولاً لان الدعم السوري سيتوقف عن حزب الله بصورة مباشرة، كما ان التنسيق بين الاجهزة الامنية السورية وج?