قال متعاملون في سوق الصرف اليوم إن الجنيه السوداني انخفض لمستوى قياسي أمام الدولار في السوق السوداء
قال متعاملون في سوق الصرف اليوم إن الجنيه السوداني انخفض لمستوى قياسي أمام الدولار في السوق السوداء وقد يواصل هبوطه في ظل تبدد الآمال في استئناف سريع لصادرات نفط جنوب السودان عبر أراضي السودان، فقد بلغ سعر الدولار اليوم 6.5 جنيهات في السوق السوداء مقارنة بـ6.3 جنيهات قبل أسبوع، ويقل هذا السعر كثيرا عن السعر المتداول في السوق الرسمية وهو 4.4 جنيهات لكل دولار.
وأضاف أحد المتعاملين -الذي رفض نشر اسمه- أنه يعتقد أن معدل الصرف سيصل إلى سبعة جنيهات بنهاية العام الجاري، مضيفا أن هناك فجوة آخذة في الاتساع بين العرض والطلب على الدولار، وحاول البنك المركزي على مدى الأسابيع القليلة الماضية تهدئة الوضع متعهدا أكثر من مرة بإمداد السوق المحلية بالعملات الأجنبية.
واستبعد متعاملون حدوث أي تحسن في المعروض من الدولار في السودان في المدى القريب، وأوضح أحد المتعاملين في السوق السوداء التي أصبحت السوق الرئيسية "لا توجد حاليا دولارات في الخرطوم والأمر يزداد سوءا يوما بعد يوم، ومن غير الواضح على الإطلاق متى ستستأنف الصادرات النفطية".
نصف القيمة :
وأخذت قيمة الجنيه السوداني في التراجع منذ انفصال دولة جنوب السودان لتحرم الخرطوم من ثلاثة أرباع إنتاجها النفطي، هذا الأخير كان مصدرا أساسيا لإيرادات الخزينة والاحتياطي من النقد الأجنبي، وقد عمد البنك المركزي السوداني إلى خفض قيمة الجنيه إلى النصف تقريبا في يوليو/تموز الماضي، سعيا منه لتقليص الهوة في السعر بين السوقين الرسمية والسوداء.
واتفقت دولتا السودان وجنوب السودان في سبتمبر/أيلول الماضي على استئناف تصدير النفط، غير أن استمرار الخلافات بشأن مسائل حدودية أمنية حال دون بدء تنفيذ الاتفاق النفطي، ويجري الجانبان محادثات في الخرطوم هذا الأسبوع لمحاولة إيجاد اتفاق بشأن المسائل الأمنية.
وكان من المقرر أن تستأنف جوبا إنتاج النفط منتصف الشهر الماضي على أن تصل أول شحنة إلى الأسواق في يناير/كانون الثاني المقبل، إلا أن دولة الجنوب أجلت ضخ نفطها متهمة الخرطوم بإعاقة استئناف إنتاج النفط، ومن جانبه يشترط السودان تسوية الجوانب الأمنية على الحدود قبل ضخ البترول.