تم أمس في "البيال" افتتاح فاعليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ56 على التوالي في ظاهرة تعددية. كأنها من تتويجات رسالة العاصمة بيروت والزمن الجميل، زمن الشغف والالتزام والتجديد

تم أمس في "البيال" افتتاح فاعليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ56 على التوالي في ظاهرة تعددية. كأنها من تتويجات رسالة العاصمة بيروت والزمن الجميل، زمن الشغف والالتزام والتجديد، الزمن الذي يبقى فيه الكتاب المكان الوحيد للحرية والديموقرطية، لدوره الابداعي، الذي لا يقل تأثيراً عن وظيفته التجديدية السياسية والفكرية والاجتماعية.

مهرجان الكتاب يكسر الرتابة الواقعة في اوساط البلد على المستويات كافة وظاهرة البرودة السياسية والاجتماعية والصحية ويجيء شعار جميل على واجهة "دار رياض الريس": "احمل كتابك واتبعني..". ويجيء بكل حيويته ليجدد المناخ الحي. المهم ان معرض كتاب بيروت طوى صفحة اخرى، بنبرة مرتبطة بالزمن الجديد والاصوات الجديدة والمدينة الجديدة، اي بثقافة جديدة تنادي بروح المقاومة وتنتظر من يؤديها ويحتضنها .

كلمة ميقاتي ركزت على عالم الفضيلة والاعتدال والوسطية والعمل على تعزيز دور الدولة وعدم التورط في الخارج من دون تحمل مسؤولية التغيير وصوغ خطاب آخر يلاقي الزمن الاخر، وزمن الاجتماع والقضايا الاخرى والكتاب الطالع من الحرية والكرامة الانسانية والديموقراطية والحلم العربي الذي يحطم المعجزة.

الحفل الافتتاحي حفل بنبرة مختلفة في دورته السادسة والخمسين وشدد رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم منظم المعرض على الظروف العربية المستجدة الحافلة بالتغيير والامل بالتطوير، مذكراً بولادة المعرض في العام 1956 بظروف ستولد مشروع نهضتها واليوم يتطلع المعرض ليكون في قلب التحولات الكبرى وبانخراط مع المرحلة النهضوية الثانية. اما نقيب اتحاد الناشرين سميرة عاصي فدعت سلطات النظام العربي الجديد القائم على نبرة الربيع العربي "ان تعتبر من ان اقصاء الثقافة ومنابرها كان سبباً رئيسياً في سقوط الانظمة السابقة".

بعد الكلمات والاعلان عن جوائز لجنة التحكيم جال الحضور الرسمي في اجنحة المعرض بمشاركة عربية هي الاوسع وبمواكبة لجديد دور النشر التي تبذل جهوداً كبيرة وحثيثة لتبقى صناعة مزدهرة وتسجل محطات مهمة من الانتاج والمواكبة وبحواس جديدة غير مكتملة تؤكد الانخراط العميق والايجابي في مرحلة ما بعد الثورات العربية ليكون الكتاب تكريساً مطلقاً ضد القمع والقتل والانقسامات والمجازر والاستبداد.

تظاهرة سنوية مبهجة تشكل مساحة للتفكير والتأمل والاهم اعلان بيروت انتماءها العميق للحرية وكتابها والتزامها الحي عنوان المعرض الذي يجمع دور النشر العربية ويجمع حواس المدينة العربية الحديثة بكل اطيافها وشرائحها وتلاوينها وفئاتها.