صورة عجوز يمسك بعصاه و يبرك على ظهره ثقل الزمان.. ويعشعش على وجهه تجاعيد الأيام.. وكأنه صورة عتب صامت على الجمهور الذي لم يهتم كثيرا بالمعارض الفنية والثقافية والدولة التي تحضر بشكل خجول .
صورة عجوز يمسك بعصاه و يبرك على ظهره ثقل الزمان.. ويعشعش على وجهه تجاعيد الأيام.. وكأنه صورة عتب صامت على الجمهور الذي لم يهتم كثيرا بالمعارض الفنية والثقافية والدولة التي تحضر بشكل خجول .
الفن فعل إنساني ينطوي على الإبداع ، وليس المحاكاة ، والفن يعبر عن مشاعر وأفكار إنسانية ،ولهذا قررت شركة S. P. M. FAIR Organizer"" تنظيم معرض معرض فنّ العيش ART OF LIVING/2012 في الفورم بيروت وكان الإفتتاح يوم الاربعاء الماضي في 29/11/2012، الشركة المنظمة إعتبرت أنه حدثا مهما للأثاث والديكور الداخلي بحيث يقدم فرصة فريدة للحصول على لمحة عامة ويعرض أحدث المنتجات والابتكارات من اتجاهات في قطاع الديكور ويشكل مناسبة خاصة للمهندسين المعماريين، والديكور العام.
وشارك في المعرض أكثر من 71 شركة و62 من الفنانيين التشكيليين والنحاتين والمصورين،الطابق الأرضي كان لشركات الأثاث والإضاءة والديكور ، اما الطابق الأول فخصص للفن التشكيلي والتصوير والنحت .
الفنان التشكيلي برنار رنو شارك بالرسم المباشر "ولادة لوحة" وهي تحمل الرقم 139 وانجزها بأقل من ساعة خلال الإفتتاح وأمام الجمهور وموضوعها عن الفنّ الداخلي لان المعرض هو للمفروشات .
وشارك رنّو ب16 عمل بمقاييس كبيرة تحكي عن الطبيعة والمرأة .
رنّو اعتبر في تصريح لنا أن الناس دائما يتفاعلون مع الرسم المباشر بشكل كبير ورأى أن التنظيم على مستوى دولي ولكن اما بالنسبة للحضور فهو ليس بالشكل المأمول .
الفنان التشكيلي وسام حمزة قال "إن الفن رسالة ترسل بعدة لغات في المادة المستخدمة و المدرسة الفنية و اللون ليصل الى المشاهد عبر مكان يتلائم معه وينسجم فيه ، فالعلاقة قوية بين اللوحة التشكيلية و المكان الاخير الي توضع فيه وجميل جدا ان تحاكي اعمالنا التشكيلية كل المؤسسات المعنية في الديكور و العمارة و التصميم لتتجانس و تقدم عملا رائعا متكاملا".
وأضاف" أعمالي كانت دراسات حقول و طبيعة من عدة أماكن بالالوان المائية التي أعشق فيها اسقاط الضوء على الورقة البيضاء وصولا الى تدرج الشفافية واللون".
الفنانة التشكيلية ليلى قانصو قالت"لقد شاركت بمعرض الفورم بيروت والذي يحمل عنوان "الفن للحياة" ولكنني أشعر أنه لم يوصل الفكرة بوضوح ،فالمنظمون قاموا بتنسيق فني لعرض الأثاث المنزلي و المطابخ و صالات قطع حمامات, مع أن حقيقة الفن و جوانبه تواجدت في الطابق الثاني المتواضع نسبيا".
وتحدثت قانصو عن تقصير من قبل المنظمين بالنسبة الى استراتجية و تخطيط القسم الفني في المعرض.
وقالت قانصو"تفاجأنا من عدم وجود الصحافة المرئية و المكتوبة او المصوريين الصحفيين او حتى مصورين من قبل الفورم، كذلك عدم وجود انارة كافية ".
الفنانة التشكيلية أحلام عباس قالت " شاركت بمجموعة من اللوحات المنفذة بالاكريليك التي تحوي طابع موتيفي شعبي زخرفي بدون قواعد هندسية او موضوع محدد لتكون متناسبة مع بعض الجدران ذات اللون الواحد والهادئ ومفروشات شرقية كما ان تتفاعل مع اسم المعرض الذي يصيغ العلاقة بالعرض الجميل و الضخم بين اعمالنا و المفروشات و حتى جدران المنزل وحتى عالم الديكور و العمارة ".
كما شاركت بصور فوتغرافية دون اي اضافات ديجيتل و هي لبيوت العصافير على بناء قديم في منطقة الحمرا بيروت و صورة عن حرفة صناعة السلال في الشام .
الفنانة التشكيلية ريما كبي قالت إنها"كانت تتوقع إفتتاحا اهم للمعرض ،اما بالنسبة للحضور وتفاعل الزائرين مع الفنانين فهو جيد ولكن الإقبال على الشراء وهنا احصر الملاحظة "باللوحات الفنية " فالمبيع شبه معدوم ".
الفنانة التشكيلية اللبناني دعد أبي صعب سوقي قالت"بالرغم من طغيان الطابع التجاري على المعرض فقد خصص المنظمون مساحة لعرض اعمال فنية تشكيلية مختلفة الاساليب والمستويات ادت الى مزيد من التفاعل بين الفنون التشكيلية والفنانين من جهة وبين جمهور من جميع شرائح المجتمع من جهة اخرى، وهنا تتمثل الناحية الايجابية اذ ان قلة من الناس تزور صالات العرض المخصصة لتتذوق الفن التشكيلي".
أما عضو الهيئة الإدارية في جمعية الفنانين اللبنانين للرسم والنحت السيدة هلا غرز الدين فشاركت بلوحه تمثل السماح والغفران، باﻹضافة إلى أربع منحوتات متنوعة.
وقالت"هناك تعدد في مستويات المشاركين ونحن في الجمعية حصلنا على ركن نوعا ما مستقل"،ورأت أنه من حسنات المعرض انه يجذب فئات متنوعة من الرواد.
منتديات جمعية إبداع للفنون والتصوير والغرافيك شاركت أيضا في المعرض
المصور وسام المقداد قال "إنها تجربة جديدة ومعرض يضم العديد من الفنانين التشكيليين المهمين ، وهذا تحدي بالنسبة لي كمصور لأن مشاركات المصورين ما زالت خجولة جدا في مثل هذه المعارض ، الحضور جيد على مدار الساعة والناس تتذوق الفنون بشكل كبير".
الفنانة التشكيلية ايفا هاشم اعتبرت ان المشاركة المعرض يمتاز بمشاركة اسماء لامعة من الفنانيين وهذه مشاركتها الخامسة في هذا المعرض السنوي من جهة التنظيم اعتبرت انه رائع والحضور مميز وهو فرصة للتلاقي والتواصل مع الفنانيين الآخرين للتعاون بمشاريع مستقبلية بحسب قولها.
مصممة الغرافيك إيمان دعيبس قالت " شاركت بتصميمين موضوعهما الندم و التحرر من الذنوب بعد إستجابة التوبة"،أما بالنسبة للحضور من الجميل أن ترى هذا الإقبال الواسع من الناس على الفنون المتنوعة من لوحات رسم, غرافيك , نحت و حتى تصوير فوتوغرافي .. و كذلك التنوع في المواضيع المختارة من كل فنان و الأساليب المختلفة تظهر الإحترافية و التميز في كل لوحة .. حيث لا تشبع الروح من التمعن و إعادة التجول لرؤية المزيد مما فات من رؤيته أول مرة و ثاني مرة ".
المصورة زهرة حريصة رأت المعرض بأنه فكرة جميلة خاصة ان"الفن يلّون الحياة ويبهج النفس ويعبر عن الافكار والإتجاهات" ، وبالنسبة لمشاركتها قالت "شاركت بصورة لعجوز يتكئ على عصاه وكأنه غير مبال لما يحدث من ضجيج هنا وهذه الصورة لفتت نظر الكثير من الحضور خاصة انها تحمل معاني إنسانية كبيرة.
واضافت"ان الاستفادة من الحضور والمشاركة في مثل هذه المعارض كبيرة بحيث يشكل فرصة للتواصل والتعارف على الفنانيين في مختلف انواع الفنون ".
مما لا شك فيه أن الفن هو المفتاح لحياة أجمل وأرقى وأنقى وهو دائرة الفرح التي يدور فيها التعبير والإحساس والإبداع والجمال وفكرة المعرض "فن للعيش" فكرة جميلة ورائعة بشرط أن تتكامل مع إيمان الجهة المنظمة بأهمية الفن كفن ورعاية الدولة المؤثرة والجلية لهذا المجال .