أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 04-12-2012
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 04-12-2012
فايننشال تايمز: خطر الانزلاق بالتدخل في سوريا 4- 12- 2012
كتبت صحيفة فايننشال تايمز أن الدعاوى لفعل شيء في سوريا تتزايد بدرجة كبيرة في الولايات المتحدة وأوروبا لدرجة أنها قد تجد لها آذانا صاغية قريبا. والخطوة الأولى، التي يمكن أن تأتي بسرعة إلى حد ما، ستكون تزويد المعارضة السورية بالأسلحة. والثانية -التي في طور الدراسة العملية- ستكون فرض منطقة حظر طيران شمالي سوريا حيث لقي نحو أربعين ألف شخص مصرعهم بالفعل خلال الصراع الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه بدأ يصل إلى "مستويات جديدة ومرعبة من الوحشية". فخلال الأيام القليلة الماضية قصف نظام الأسد مستشفى في حلب مما تسبب في كثير من الوفيات. ولكن قبل أن يساعد الغرب الثوار بالأسلحة أو الضربات الجوية هناك أسئلة هامة تظل بحاجة لإجابة. وأهمها هل سيضع التدخل حدا للصراع؟ أم إنه قد ينقله فقط إلى مرحلة جديدة يتورط فيها الأميركيون والأوروبيون بشكل مباشر؟ ويشير الكاتب إلى أن أنصار التدخل في سوريا يقدمون حججا من خلال الجغرافيا السياسية وهي أن سقوط نظام الأسد سيشكل ضربة لإيران. وبعض الأميركيين يخشون أنهم بتخلفهم عن الآخرين يؤكدون فكرة تراجع النفوذ الأميركي. ويتساءلون كيف يمكن لدولة صغيرة مثل قطر أن يكون لها تأثير أكبر على سوريا من القوة العظمى الوحيدة في العالم؟ وقال إن إجابة واحدة على هذا السؤال هي أن القطريين أقل حساسية بكثير بشأن تمويل الجماعات الجهادية المختلفة التي تقاتل بشار الأسد. ويعارض أنصار التدخل ذلك بتجنب المشاركة، فالغرب يؤكد أن الجهاديين بالتحديد هم الذين يكتسبون قوة داخل تحالف قوى المعارضة التي تقاتل في سوريا. وعلى نفس المنوال يجادل أنصار التدخل بأن كل الكوابيس الغربية الأخرى -تفتيت البلد والتطهير العرقي للمجتمعات المسيحية والعلوية- تصبح أكثر احتمالا كلما طال أمد الصراع. ومن جانبه قال جيمس دوبينز -من مؤسسة راند، وهي مؤسسة فكرية لها علاقات وثيقة بالجيش الأميركي- إن فرض منطقة حظر طيران سيشكل لطمة قوية ضد نظام الأسد الذي يعتمد بشكل متزايد على القوة الجوية. ويشير إلى أنه في السنوات الأخيرة فرضت أميركا بنجاح مناطق حظر طيران فوق البوسنة وكوسوفو وأفغانستان وليبيا والعراق دون أن تخسر طائرة واحدة. ويعتقد دوبينز أن بإمكان الولايات المتحدة تدمير 80% من القوة الجوية السورية على الأرض خلال 24 ساعة، حيث تقوم صواريخ كروز والطائرات بدون طيار وطائرات الشبح بكل العمل. وقالت الصحيفة إن أنصار التدخل يعتقدون أيضا أن الاعتراضات القانونية للعمل العسكري يمكن تفاديها. فأي جهد لتدخل مسلح مفوض من قبل الأمم المتحدة سيصطدم بالفيتو الروسي والصيني. لكن إذا اعترف الأميركيون والأوروبيون بائتلاف المعارضة السورية، الذي تشكل مؤخرا في الدوحة، كحكومة شرعية للبلاد، فحينئذ يمكنهم قانونا تزويدها بالمقاومة العسكرية بدون الحاجة إلى قرار أممي. ويرى الكاتب أن أكبر حجة باقية ضد التدخل هي أن العواقب لا تُحصى. وحتى إذا عجل قصف الغرب بنهاية نظام الأسد فلن يعلم أي أحد ماهية تركيبة القوى التي ستأتي للسلطة في سوريا، أو ما إذا كانوا سيستمرون في القتال من أجلها للسيطرة على البلد. والخطر هو أن الحملة الجوية للغرب قد لا تنهي القتال في سوريا لكنها ستغير فقط اتجاه الصراع. ولمنع ذلك قد يشعر الغرب حينئذ بأنه مجبر على إرسال "قوة استقرار" كبيرة إلى سوريا. لكن أي حديث من هذا القبيل يثير فورا أشباح العراق وأفغانستان. وقال الكاتب إن كل هذه الترددات والاعتراضات تغضب أنصار التدخل. كما يحتج أحدهم "نحن بالفعل نتجه نحو دولة فاشلة أجزاء منها تحت سيطرة المليشيات الجهادية. ماذا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك؟" وردا على ذلك يجيب مسؤول أميركي بقوله إن "أي شخص يقول إن تدخل الغرب لا يمكن أن يجعل الأمور أسوأ في سوريا يفتقر ببساطة إلى الخيال". وعلق الكاتب بأن هذا رد قوي لكنه قد لا يسود إلى الأبد.
مجلة اتلانتيك الأميركية: الأردن رفض طلباً إسرائيليا لضرب منشآت سورية 3- 12-2012
يتزايد القلق حول احتمالية استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد أعدائه المتزايدين بسرعة كبيرة؛ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حذرت الأسد من أن استخدام مثل هذه الأسلحة الكيماوية يعتبر تجاوزا للخط الأحمر الأميركي: “لن أخوض في تفاصيل ما يمكن أن نقوم به في حال ثبوت أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولكن يكفي أن أقول بأننا نخطط لاتخاذ إجراءات”. هذا المستوى الجديد من القلق دفع بتقارير إعلامية ذكرت بأن قوات الأسد بدأت بنقل أسلحة كيماوية، وفقاً لديفد سانجر وإيريك شميت في صحيفة التايمز. ونقل سانجر وشميت في تقاريرهما عن مسؤول أمريكي قوله بأن هنالك نشاط لتحضير بعض الأسلحة الكيمائية المفترضة، رغم أن المسؤول الأميركي رفض تقديم تفاصيل حول ما تتضمنه تلك التحضيرات. الولايات المتحدة ليس البلد الوحيد القلق من إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية؛ مسؤولي استخبارات في بلدين مختلفين أبلغاني مؤخراً أن الحكومة الإسرائيلية تقدمت إلى الحكومة الأردنية مرتين بخطة لتدمير العديد من مواقع الأسلحة الكيميائية في سورية. وفقاً لهذين المسؤولين، إسرائيل سعت للحصول على موافقة الأردن لقصف هذه المواقع، ولكن الأردنيين حتى الآن رفضوا منح هذا الإذن. إسرائيل، بالطبع، قادرة على مهاجمة هذه المواقع دون الموافقة الأردنية (في عام 2007 القوات الجوية الإسرائيلية دمرت مفاعلاً نوويا سورياً)، ولكن مسؤولاً أخبرني بان الإسرائيليين قلقين حيال التداعيات المحتملة لمثل هذا الهجوم على الأردن. وأضاف المسؤول بأن “عددا من المواقع ليس بعيداً عن الحدود، ولكن على الأردن أن تكون حذرة حيال إزعاج النظام وخصوصا أن الأردن تدرك أن السوريين سيشتبهون في تورط الأردن في الهجمة الإسرائيلية”. مصادر استخباراتية ذكرت أن الطيارات الإسرائيلية بدون طيار تقوم بدوريات مستمرة على الحدود الأردنية السورية، كما أن الطائرات الإسرائيلية والأمريكية بدون طيار تراقب أي مواقع مشتبه بها لأسلحة كيميائية سورية. وذهبت هذه المصادر للحديث عن سياق الطلب الإسرائيلي: “أنت تعرف الإسرائيليين، أحيانا يريدون أن يقصفوا فوراً، ولكنهم أبلغوا من الجانب الأردني أن الوقت لم يكن مناسباً”. الطلبات الإسرائيلية كانت خلال الشهرين الماضيين من خلال وسطاء للموساد موفدين من قبل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو، بحسب هذه المصادر. (سألت السفارة الإسرائيلية في واشنطن للتعليق على هذا الموضوع، ولكني لم أتلق رداً). يتم التعاون بين الأردن وإسرائيل بشكل مستمر حول الشؤون الأمنية، والأردن نفسه أصبح مركزاً للنشاط المقاوم للأسد. مصادر قالت أن الولايات المتحدة والأردن وحلفائهم الخليجيين أنشأوا غرفة عمليات حربية منسقة من قبل دائرة المخابرات العامة في الأردن التي تقوم بتنظيم الجهود “لغربلة” النشطاء السوريين ذوي الميول الجهادية، وتزويد أولئك ممن ليس لديهم علاقات أو ميول جهادية بالتدريب والمعدات. “غرفة العمليات الحربية” أنشأت لاحتواء التأثير التركي والقطري الداعم للمقاتلين الأكثر تديناً ضد نظام الأسد. المخابرات الأردنية قلقة كذلك من الخلايا السورية النائمة بين اللاجئين السوريين في الأردن وبالقرب من مخيم الزعتري وفي المدن الأردنية، التي تعتبر الآن منزلا لعشرات الآلاف من اللاجئين.
الغارديان البريطانية: إسرائيل تواصل تحدي أوروبا وتوسع مستوطنات القدس 4- 12- 2012
ومن جريدة الغارديان نطالع موضوعا عن المستوطنات الإسرائيلية تحت عنوان "إسرائيل تواصل التحدي بتوسيع المستوطنات رغم إدانة الاتحاد الأوروبي". وكتبت الصحيفة "واصلت إسرائيل تحديها للخلاف السياسي مع خمس دول أوروبية حول خططها لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية بشكل غير قانوني وحذرت هذه الدول من أن القرار الإسرائيلي يقتل أي جهود لإعادة عملية السلام والتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في المستقبل". وأضافت الجريدة "تم استدعاء سفراء إسرائيل في بريطانيا وفرنسا واسبانيا والسويد والدانمرك وإبلاغهم إدانة هذه الدول لقرار تل أبيب توسعة وتطوير مستوطنات في القدس الشرقية حيث مثل ذلك زيادة في الصدع ليس فقط بين أوروبا وإسرائيل، بل أيضا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة". وتقول الجريدة "رغم تزايد العزلة الدولية قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "سنواصل التزامنا بتحقيق مصالحنا القومية رغم الضغط الدولي ولا تراجع عن القرار الذي اتخذناه". وكتبت الجريدة انه كانت هناك اقتراحات صباح الاثنين في كل من لندن وباريس باستدعاء سفيريهما من تل أبيب لكن متحدثا باسم الحكومة البريطانية قال "نحن لا ننوي اتخاذ أي إجراء أخر خلال هذه المرحلة والموقف الآن أننا بوضوح نعرب عن قلقنا من هذه الإجراءات لكننا لن نتخذ قرارات إضافية الآن".
نيويورك تايمز: مصير مفجع لعملاء إسرائيل 3- 12- 2012
قالت الصحيفة الأميركية الاثنين إن تواطؤ بعض الفلسطينيين في قطاع غزة مع إسرائيل يودي بهم إلى مصير "مفجع"، ووصفت ما يتعرض له هؤلاء من عمليات قتل على يد الحكومة الفلسطينية المقالة بأنها "محنة مثيرة للشفقة". ففي تقرير لمراسلها في مدينة رفح، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الجناح العسكري لحركة حماس وضع حدا لحياة سبعة ممن يشتبه بأنهم عملاء لإسرائيل أثناء معارك الأيام الثمانية التي دارت بقطاع غزة الشهر المنصرم. وتقول الصحيفة إن إسرائيل رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة لتعقب "الإرهابيين"، فإن العنصر البشري يظل يمثل أداة رئيسية في حصولها على المعلومات الاستخبارية التي تتيح لها توجيه ضربات بدقة، على غرار الهجوم الذي شنته وأودى بحياة أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). أما حماس -تضيف نيويورك تايمز- فإنها تنظر إليهم على أنهم أعداء من الداخل، وأن إعدامهم بهذا الشكل العلني ودون محاكمات ليس سوى "وسائل سيكولوجية فعالة" لانتزاع فروض الولاء والطاعة وإخماد أي تمرد. ونسبت الصحيفة إلى رجال مخابرات وخبراء سابقين القول إن العديد من هؤلاء العملاء هم أناس يكدون في حياتهم وتبتزهم الحكومة الإسرائيلية وتجندهم لخدمتها. ويجري تجنيد بعضهم على سبيل المثال عندما يتقدمون بطلبات للعلاج الطبي في إسرائيل أو بحثا عن أوضاع معيشية أفضل أو سعيا للحصول على إفراج مبكر من السجون الإسرائيلية. وقال يعقوب بيري -وهو رئيس سابق لجهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي (الشين بيت)- إن إسرائيل رغم ما لديها من تكنولوجيا، بحاجة إلى معلومات ضرورية على الأرض، الأمر الذي لا يتأتى لها إلا بمساعدة من عنصر بشري، على حد تعبيره. وأضاف أن إسرائيل تدفع للعملاء الفلسطينيين أموالا لتغطية مصروفاتهم أو راتبا ضئيلا "لن يجعلهم أغنياء أبدا".
التايم الأميركية: هل يسعى نتنياهو لقتل حل الدولتين؟ 3- 12- 2012
تساءلت مجلة تايم عن مآلات خطوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بناءَ ثلاثة آلاف وحدة سكنية بالقدس الشرقية، وقالت: هل يحاول نتنياهو أن يجعل حل الدولتين خيارا مستحيلا؟ ويستشهد التقرير بما وصفه الخبير الجيولوجي داني سيدمان من أن بناء المنازل الجديدة يعني نهاية للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتشير المجلة إلى أن المشروع الاستيطاني الجديد الذي أعلنت عنه حكومة نتنياهو يوم الجمعة من شأنه أن يقسم الضفة الغربية نفسها إلى نصفين، ويفصل شمالها عن جنوبها ويجعل تسمية القدس عاصمة عربية للفلسطينيين أمرا مستحيلا. ويرى سيدمان الذي يعد جهة استشارية لدى العديد من السفارات الأجنبية بشأن الاستيطان وحدود القدس، أن المشروع سيؤدي إلى خلق حقائق على الأرض تقتل حل الدولتين، مشيرا إلى أن الأمر لا يعني فقط تغيير اللعبة بل إنهائها. وتلفت مجلة تايم النظر إلى أن رد الفعل في الداخل والخارج إزاء مشروع نتنياهو كان سريعا وسلبيا، وقالت إن بريطانيا وفرنسا استدعتا سفراء إسرائيل لديها للاحتجاج على ذلك المشروع، في خطوة غير مسبوقة كما تقول. ومن جانبها أدانت واشنطن تلك الخطوة الإسرائيلية بعد وقت قصير من خطاب تضامن مع إسرائيل ألقته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس. وفي الداخل الإسرائيل، تساءلت وسائل الإعلام من اليسار واليمين عن سبب الإعلان عن خطوة قد تزيد من عزلة إسرائيل، ولا سيما بعد تصويت في الأمم المتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو. فقد كتب بن درور في صحيفة معاريف "بدلا من تقديم الشكر للإدارة الأميركية على دعمها اللافت يوم الخميس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاءت الصفعة على الوجه يوم الجمعة مع الإعلان الإسرائيلي عن بناء الآلاف من المنازل الإضافية". ويقول سيدمان إن الإدارة الأميركية حذرت نتنياهو علنا يوم الجمعة قائلة "رجاء لا تقوموا بذلك"، ولكن نتنياهو تجاهل ذلك بشكل صارخ.
معهد واشنطن: شهادة أمام الكونغرس: نزاع غزة ونهاية السلام الذي دام أربعين عاماً - روبرت ساتلوف - لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي 30- 11- 2012
في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 2012، أدلى المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الدكتور روبرت ساتلوف بشهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بعنوان: "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها: التداعيات على الأمن الإقليمي والمصالح الأمريكية". وفيما يلي شهادته:"
شهدت الأيام الأخيرة تحولاً هاماً في تاريخ الشرق الأوسط الحديث - وهي عبارة لا أقولها بسهولة. وهنا أجلب اهتمام اللجنة إلى الأحداث المحددة المرتبطة بنزاع غزة ولكن بصورة أقل من السياق الذي حدث فيه الصراع ونهايته.
✭ إن هجمات «حماس» الصاروخية ضد القدس ومحيطها خلال النزاع الأخير شكّلت المرة الأولى التي تتعرض فيها عاصمة إسرائيل لهجوم بصواريخ بعيدة المدى من قبل جيش عربي منذ حرب 1947-1949.
✭ مع إطلاق الصواريخ من غزة وسيناء والقذف بالمدفعية من سوريا وجميعها خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2012، فإن إسرائيل كانت تتعرض لهجوم بأسلحة بعيدة المدى عبر ثلاثة حدود دولية لأول مرة منذ حرب عام 1967.
✭ إن احتمالية صعود الإسلاميين في سوريا، بقيادة «الإخوان المسلمين»، باعتبارهم القوة المهيمنة في المعارضة العسكرية [لنظام] بشارالأسد ولعبهم دور رائد في نظام ما بعد الأسد تثير الاحتمالات بأن القاهرة ودمشق ستخضعان لحكم حلفاء أيديولوجيين للمرة الأولى منذ ما قبل حرب عام 1973.
✭ إن بيان المرشد الأعلى لـ جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر الأسبوع الماضي - وهو الشخص الذي أقسم أمامه رئيس مصر الحالي بالولاء - والذي دعا فيه إلى الجهاد ضد إسرائيل عندما يحقق المسلمون الوحدة المطلوبة، في الوقت الذي يتم فيه تسليح «حماس» وغيرها من قوات "المقاومة" لمواصلة القتال ضد إسرائيل، جاء ليمثل التصريح الأكثر عداءً واستفزازية من قبل زعيم مصري منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.
✭ إن زيارة الأمير القطري ورئيس الوزراء المصري ووزير الخارجية التونسي لقطاع غزة في تشرين الثاني، تبرز تطبيع علاقات «حماس» مع السياسات العربية وأخطر تحد للإجماع العربي في دعم "منظمة التحرير الفلسطينية" وربيبتها "السلطة الفلسطينية"، منذ توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993.
إن كل عنصر من هذه العناصر يستحق بمفرده تمحيصاً حذراً وتحليلاً دقيقاً، حيث إن لكل موضوع أسبابه الفريدة وتداعياته العسكرية والسياسية المحددة. وبالنظر إليها مجتمعة فإنها تشكل تحولاً كبيراً في تكوين السياسات في الشرق الأوسط. وفي الواقع، أعتقد أنه من المناسب أن ننظر إلى صراع غزة على أنه يمثل بداية عهد جديد في الشرق الأوسط - عهد يتسم بنهاية السلام الذي دام أربعين عاماً في المنطقة. أعلم أنه من غير الملائم أن ننظر إلى الشرق الأوسط - وهو المنطقة وثيقة الارتباط بالإرهاب والاغتيالات والتفجيرات الانتحارية والانتفاضات والحروب الأهلية؛ المنطقة التي نشأ فيها صدام حسين ومعمر القذافي وروح الله الخميني وأسامة بن لادن - على أنها كانت تنعم بـ "السلام على مدار أربعين عاماً". لكن هذا هو ما اتسمت به تحديداً العلاقات البينية بين إسرائيل والدول العربية خلال الفترة منذ حرب تشرين الأول 1973. لقد اتسم تاريخ إسرائيل خلال السنوات الخمس والعشرين الأولى من استقلالها بحروب مع دول عديدة تخللتها فترات متقطعة لدبلوماسية غير ناجحة. فقد غزت ست جيوش عربية إسرائيل الوليدة في عام 1948؛ وحاربت إسرائيل أربعة جيوش عربية في حزيران 1967، كما شارك اثنا عشر جيشاً عربياً، بدرجات متفاوتة، في حرب عام 1973. وخلال الأربعين عاماً منذ ذلك الحين، لم تدخل إسرائيل أي حرب ضد دولة عربية. وكثيراً ما اتسم تاريخها خلال هذه الفترة بدبلوماسية ناجحة تخللتها فترات متقطعة وقعت خلالها أعمال إرهابية وحروب غير متماثلة مع الفاعلين من غير الدول.
وفي حين أن الفرق بين هذين الواقعين قد لا يكون كبيراً للأم الحزينة أو الزوجة الأرملة أو الطفل اليتيم، إلا أن الفرق عميقاً على المستوى الاستراتيجي. فعلى مدار الأربعين عاماً الماضية، لم تشهد إسرائيل أي هجوم من إحدى الدول على حدودها. وجاء التهديد الرئيسي على حدودها من الفاعلين من غير الدول، مثل «حزب الله»، ومن تجدد التهديدات داخل الدولة نفسها كالتمرد والإرهاب، والعصيان الذي وقع مرتين وعُرف باسم الانتفاضتين الأولى والثانية. كما واجهت إسرائيل تهديدات من مناطق أكثر بعداً، حيث كانت هدفاً لصواريخ طويلة المدى أطلقها صدام حسين وللتهديد المزدوج الذي تمثله إيران من خلال الإرهاب وطموحاتها النووية. بيد أن هناك اختلافاً أصيلاً بين الضرورة الملحة وواقع الحرب الإقليمية والتحديات التي واجهتها إسرائيل على مدار السنوات الأربعين الماضية. والواقع أن هذا الاختلاف هو الذي منح إسرائيل الحرية والقدرة على التطور من اقتصاد متدهور وشبه مفلس بمستوى العالم الثالث إلى دولة أصبحت في مصاف القوى الاقتصادية والتكنولوجية الأولى على مستوى العالم والظهور خلال ذلك كأصل استراتيجي هام للولايات المتحدة. ومع الدعم السياسي القوي التي تحصل عليه «حماس» من الدول الإقليمية، فقد ينظر المؤرخون المستقبليون إلى نزاع غزة على أنه الحلقة الأولى في عهد جديد من تجدد المنافسة وربما النزاعات بين الدول على الساحة العربية الإسرائيلية. وهذا لا يشير إلى أن حرباً متكاملة بين العرب وإسرائيل قد أصبحت وشيكة - بل على العكس من ذلك. فأعداء إسرائيل المحتملين، مثل مصر التي يقودها الإسلاميون وسوريا ما بعد الأسد بقيادة إسلامية قد تستنفدهم أولويات أخرى، مثل تسوية المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الداخلية أو حل النزاعات العرقية المحلية، لسنوات أو حتى عقود قادمة. وهذا التركيز على المشاكل الداخلية قد يخفي، لفترة طويلة، التحوّل الاستراتيجي الحاصل حالياً - وهو تحوّل قد تجد فيه دولاً اعتادت أن تتشارك في المصالح الاستراتيجية لمنع نشوب صراع مباشر بين الدول، سبلاً تكتيكية لتأجيل الصراع إلى يوم آخر. لكن هذا لا يجعل من هذا التحول أمراً أقل واقعية أو تهديداً، سواء لمصالح إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وما يجعل هذا التطور مروِّعاً بشكل خاص بالنسبة لأصدقاء إسرائيل هو أنه يضع الدولة اليهودية في قلب اتجاهين كبيرين يرسمان معالم ما يمكن أن يطلق عليه "الشرق الأوسط الجديد - الجديد". فـ "الشرق الأوسط القديم - الجديد"، وهو منطقة سلام وتجارة وتعاون إقليمي، قد بلغ ذروته في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما كان الإسرائيليون محل ترحيب في أي مكان من الرباط إلى مسقط. أما "الشرق الأوسط الجديد - الجديد" فهو المنطقة التي ترسم معالمها التهديدات المزدوجة الناجمة عن الطموحات الإيرانية بالهيمنة على المنطقة وانتشار التطرف السني الراديكالي، وهي تمثل مساحة شاسعة لا يرحب فيها بالإسرائيليين فحسب بل إنهم [اضطروا] إلى بناء أسوار على طول حدودهم لعزل أنفسهم عن الاضطرابات المحيطة بهم. وفي بعض أجزاء المنطقة، مثل سوريا والبحرين، يتقاتل هذان الاتجاهان مع بعضهما البعض، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء. بيد، وجد هذان الاتجاهان طريقة لتوحيد القوى على الساحة العربية الإسرائيلية، وفقاً لما اتضح من تقسيم العمل بين قيام إيران بتوفير الصواريخ والأسلحة الى «حماس»، وتوفير الدعم السني (المصري- القطري- التركي- التونسي) السياسي النامي لـ «حماس». وحقيقة أن هذين الاتجاهين - اللذين يقاتلان بعضهما البعض بشراسة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط - يمكنهما أن يجدا أرضية مشتركة في معركتهما ضد إسرائيل، لا تبشر بالخير بالنسبة للوضع الاستراتيجي لإسرائيل في المستقبل. وفي الواقع أنه نظراً إلى تدخل إيران على الساحة العربية الإسرائيلية من خلال رعايتها لـ «حزب الله» وتسليح «حماس» و"الجهاد الإسلامي" فقد يكون من الضروري تغيير المصطلح التقليدي المعروف بـ "النزاع العربي الإسرائيلي" إلى "النزاع الإسلامي الإسرائيلي" والذي يؤكد عن وجه حق على الطبيعة الرجعية للديناميات الإقليمية الحالية. ورغم هذا التحول المزعج في الأحداث، إلا أن هناك الكثير مما تستطيع الولايات المتحدة فعله، بشكل أحادي ومع شركاء، للتخفيف من هذا التحول السلبي وتعزيز المصالح الأمريكية فيما يتعلق بالأمن والسلام. وفي هذا الصدد، أقدم هذه الملاحظات الموجزة:
✭ تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل: إن حقيقة انتهاء نزاع غزة بدعم قوي من قبل إدارة أوباما لإسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس - بالصورة التي كان عليها هذا الدعم عند بداية النزاع - له أصداء استراتيجية، سواء في إيران أو في الدول العربية التي تشارك إسرائيل خوفها من هيمنة إيران ومن طموحاتها النووية. والواقع أن العجز عن توفير الدعم الواضح والعلني لإسرائيل في هذه الأزمة كان من شأنه أن يزيد من احتمال اتخاذ إسرائيل إجراء أحادي الجانب ضد البرنامج النووي الإيراني، وتوافق الدول العربية مع أهداف إيران الإقليمية. ومن المهم بالنسبة لواشنطن أن تستغل هذا الاستعراض الإيجابي للتعاون الثنائي من أجل ضمان امتلاك إسرائيل للأدوات التي تحتاجها لردع أي مغامرة إضافية على طول حدودها، بما في ذلك تقديم المزيد من الدعم لنظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ، وأيضاً لكي يعلم اللاعبون الإقليميون أن ذلك التعاون يمتد إلى مجال التعاون العملياتي والتنسيق في مواجهة التهديد النووي الإيراني من جميع جوانبه.
✭ منع تحقيق «حماس» نصراً سياسياً: سوف يتم تقويض إنجاز وقف إطلاق النار في غزة لو أدى ذلك إلى استغلال «حماس» للنزاع الأخير لتحسين موقفها السياسي مقابل السلطة الفلسطينية. فعلى الرغم من مشاكلها - على كثرتها - إلا أن السلطة الفلسطينية هي كيان سياسي يختلف جوهرياً عن «حماس» كما أن قيادتها تدعم أجندة سياسية مختلفة تماماً عن تلك التي تدعمها «حركة المقاومة الإسلامية». فـ «حماس» ملتزمة بشن حرب أبدية ضد إسرائيل، وترى الدبلوماسية كأداة في هذا الصراع. أما السلطة الفلسطينية فقد تخلت عن العنف والصراع المسلح؛ وفي حين أن دبلوماسيتها الحالية، بما في ذلك سعيها المتهور في الأمم المتحدة، تقوِّض التزامها بالتوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني يكون قائماً فقط على التفاوض، إلا أنه ينبغي على المرء ألا يقلل من حقيقة أن السلطة الفلسطينية لا تزال تدعم الدبلوماسية وليس العنف كأداة لتحقيق أهدافها. ومن المهم بالنسبة لإدارة أوباما أن تعمل مع رام الله والقدس وعواصم عربية وأوروبية داعمة لضمان عدم انهيار السلطة الفلسطينية بسبب غياب الدعم المالي العربي، على نحو يقوِّض بذور التعاون الأمني والعلاقات الاقتصادية القليلة التي لا تزال تشكل ركائز الروابط الإسرائيلية الفلسطينية. كما من المهم بالنسبة لإدارة أوباما أن تمنع «حماس» من استغلال شعبيتها المترتبة على مواجهة إسرائيل لإضعاف الخيار الدبلوماسي الذي تدعمه السلطة الفلسطينية، على الأقل من الناحية النظرية. وقد يشمل ذلك، على سبيل المثال، إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن المتابعة المنطقية لمناورته في الأمم المتحدة ستكون من خلال استئناف المفاوضات - المتعثرة منذ فترة طويلة - مع إسرائيل دون شروط مسبقة.
✭ تحفيز السلوكيات المعتدلة من "مصر الجديدة": من بين النتائج الأكثر أهمية لنزاع غزة ظهور مصر بقيادة الإسلاميين كلاعب محوري في "الشرق الأوسط الجديد - الجديد". ومن الناحية الأيديولوجية، فإن الرئيس محمد مرسي وحكومته يتشاركان رؤية عالمية أقرب لـ «حماس» منها إلى واشنطن. ومع ذلك، لعب مرسي دوراً "بناءاً"، على حد تعبير الرئيس أوباما، في إنجاز وقف إطلاق النار في غزة. والسبب وراء ذلك بسيط - ففي ضوء المشاكل الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها مصر، خلص مرسي من حساباته إلى أن خسائره من المساعدات الأمريكية والدعم للحصول على قروض دولية بمساعدة الولايات المتحدة إذا ما تصرف كأيديولوجي صريح ستفوق مكاسبه لو أنه أسهم في وقف إطلاق النار. وقد نجح خلال ذلك في خفض مستوى توقعات واشنطن من مصر- حيث أنهى جميع الاتصالات السياسية مع إسرائيل وخفّض من مستوى العلاقات بين مصر وإسرائيل وجعلها قاصرة على الغرف المغلقة بين مسؤولي الاستخبارات والجيش، على سبيل المثال، كما أنه يستخدم المصطلح إسرائيل فقط عندما ينطق عبارات مثل "العدوان الإسرائيلي". ورغم ذلك فإن الدرس المستفاد للإدارة الأمريكية يمثل أهمية حيوية - وهو أنه في حين قد يستحيل التلطيف من أيديولوجية جماعة «الإخوان المسلمين»، فإنه من الواضح للعيان إمكانية تخفيف سلوكها السياسي من خلال الاستغلال الذكي للنفوذ الأمريكي. وهناك حاجة الآن إلى تطبيق هذا المبدأ على جميع جوانب العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر، مع التركيز بشكل خاص على "السلام الاقليمي" و "التعاون الاستراتيجي" التي هي قضايا مركزية جداً للمصالح الأمريكية. وفي سياق غزة، يجب أن يشمل ذلك ربط جزء من المساعدات العسكرية الخارجية لمصر بتدابير مكافحة الإرهاب في سيناء وجهود مكافحة التهريب لمنع إعادة إمداد «حماس» بالأسلحة. إن الفشل في القيام بذلك سيؤدي بدون شك إلى تقويض احتمالات استمرار وقف إطلاق النار. وبصورة أكثر تعبيراً، أود أن أغتنم هذه الفرصة لكي أسترعي انتباه اللجنة إلى تقرير جديد حول هذا الموضوع كتبه فريق عمل مكون من عضوين أحدهما يمثل الحزب الجمهوري والآخر الديمقراطي، أصدره معهد واشنطن في الثامن والعشرين من تشرين الثاني. وقد كتب التقرير العضو الجمهوري السابق في مجلس النواب الأمريكي فين ويبر والمستشار السابق في البيت الأبيض خلال إدارة أوباما غريغوري ب. كريغ. وعنوان التقرير "تعاطي دون أوهام: بناء علاقة قائمة على المصالح مع مصر الجديدة". ويدعو ويبر وكريغ في تقريرهما إلى تعزيز سياسة طرح مجموعة من الخيارات على القادة المصريين من شأنها أن تمنحهم الفرصة للتصرف بشكل مسؤول كزعماء وطنيين مسؤولين بدلاً من قادة تحفزهم إلهامات دينية، وقد خلص تقريرهما إلى التوصيات التالية على وجه التحديد:
1. بأن يوافق الرئيس الأمريكي على أن يقر الكونغرس بأن مصر تفي بمجموعتين محددتين جيداً من الالتزامات - فيما يتعلق "بالسلام الإقليمي" و "التعاون الاستراتيجى الثنائي"، - كشرط لاستمرار تقديم المساعدات الأمريكية وتوفير الدعم السياسي للقروض الدولية.
2. بأن يشرح الرئيس أوباما وزعماء الكونغرس للمصرين من خلال محادثات خاصة ورسائل عامة "شروطاً إضافية غير رسمية"، أي مدى الصعوبة التي ستواجهها الولايات المتحدة في الحفاظ على علاقة وثيقة ذات منفعة متبادلة مع حكومة تتراجع على مسار الديمقراطية الدستورية أو متورطة في انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان أو تتخذ إجراءات ضد المرأة والأقليات الدينية.
3. بأن تستخدم الإدارة الأمريكية جزءاً من المساعدات العسكرية لمصر - ما لا يقل عن 100 مليون دولار كبداية، وتزداد مع مرور الوقت - بغية تحفيز جهود أكثر طموحة في مجال مكافحة الإرهاب في سيناء، نظراً للأهمية الملحة لهذه المسألة وأهميتها العاجلة لمصالح الولايات المتحدة.
4. بأن تتعاطى الإدارة مع أكبر طيف ممكن من الفاعلين السياسيين في مصر، وخاصة المعارضة غير الإسلامية. وهذا ليس سبيلاً فقط للوقاية من الانطباع السائد بأن واشنطن هي التي أتاحت صعود «الإخوان» إلى السلطة، بل إن تعزيز المعارضة غير الإسلامية يمثل أيضاً أفضل فرصة لدفع الإسلاميين الحاكمين في اتجاه أكثر اعتدالاً.
وبالنظر إلى هذه الأمور مجتمعة، يشير تقرير ويبر وكريغ إلى أن بناء علاقة عمل مع مصر استناداً إلى مساومة استراتيجية واضحة - مع عرض مزايا للتعاون وجزاءات لعدم الامتثال - يصب في مصلحة كلا البلدين. وأوصي لكم قراءة التقرير.
✭ التعجيل بسقوط نظام بشار الأسد: من بين التبعات المؤسفة لنزاع غزة أنه حوّل الانتباه عن الحرب الإقليمية الملتهبة ذات التبعات الاستراتيجية الكبيرة جداً - وهي القتال في سوريا. إن نتيجة الصراع في سوريا سيكون لها تأثير هائل على شكل السياسات الإقليمية لسنوات مقبلة. وللأسف، يصعب في هذه المرحلة رؤية أي نتائج جيدة - فالخيارات تتراوح من السيئ إلى الأسوأ. ومن وجهة نظري، لا يوجد أي احتمال بأن يخرج الأسد منتصراً، بمعنى استعادة دوره السابق باعتباره السيد بلا منازع لسوريا آمنة ومُذعِنة. لكن مع بذل إيران وحلفائها من «حزب الله» قصارى جهدهم لدعم الأسد من خلال إقحام أنفسهم في مواجهة عرقية تستعدي العلويين والمتعاونين معهم ضد سكان البلاد من الأغلبية السنية، فإن كل يوم يمر يبدد الآمال بتكوين نظام ما بعد الأسد يحظى بشعبية عريضة وتعددية وإجماع ويكون متعدد الطوائف. وفي غضون ذلك، ورغم أن جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا كانت ستلعب دوماً دوراً هاماً في ترتيب سوريا ما بعد الأسد، إلا أن كل يوم يمر يثير احتمالية متزايدة بأنه سيكون للجهاديين السنة الأكثر تطرفاً دور مهيمن في النظام اللاحق. إن مصلحة أمريكا تتمثل في إسقاط نظام الأسد بأسرع وقت ممكن، وإتاحة إحداث تغيير يكون أكثر استساغة، بحيث يكون التغيير الجذري المزعزع للاستقرار أقل احتمالاً. إن تردد إدارة أوباما في دعم القوات المعارضة للأسد مع الإمداد الحصيف للأسلحة والحماية هو - من وجهة نظري - خطأ في الحسابات بحجم استراتيجي. ووفقاً للتقارير الأخيرة القادمة من سوريا، هناك احتمال حقيقي ببدء تصدع جيش النظام. وقد تتكشف النتيجة النهائية ببطء أو، بدلاً من ذلك، ربما تتجلى بسرعة مذهلة. إن فرصة تشكيل بيئة ما بعد الأسد سوف تكون بأيدي الفاعلين الذين لعبوا أدواراً محورية في إسقاط الأسد. لقد تأخر الوقت بالنسبة للولايات المتحدة ولكن لم يفت الأوان بعد لعمل شئ ما.
✭ الحيلولة دون انهيار الأردن: من بين المصالح الأمريكية الرئيسية الأخرى التي طغت عليها حرب غزة هو مواجهة خطر تعمق حالة عدم الاستقرار في الأردن الذي يعد من ركائز السلام في المنطقة وشريكاً مع الولايات المتحدة في جبهات عديدة. فالأردن يواجه مجموعة شاقة من التحديات المحلية والدولية. فعلى الساحة الداخلية، اتحدت أطياف المعارضة التي عادة ما تكون على خلاف مع بعضها البعض - والمتمثلة في حركة إسلامية تحت قيادة فلسطينية و "الحراك" المكونة من سكان الضفة الشرقية وتحت قيادة علمانية إلى حد كبير - اتحدت هذه الأطياف في انتقادها لما تراه كفساد رسمي وإدارة اقتصادية خاطئة. وقد أسفر ذلك عن قيام أكبر احتجاجات شهدتها المملكة منذ سنوات عديدة. أما على الساحة الخارجية، فيخشى الأردن من التعرض لضغوط جراء صعود القوى الإسلامية في البلدان المجاورة - مصر وسوريا و كذلك «حماس» التي تزداد شعبيتها. وفي حين أن الأردن استفاد بشكل كبير من الدعم الاقتصادي الأمريكي السخي، إلا أن إحدى مصادر دعمها الرئيسية الأخرى الذي كان يوفر مساعدات خارجية وهي السعودية قد جف لأسباب غير مفهومة، مما أرغم المملكة الأردنية على إقرار تدابير تقشفية مؤلمة تفاقم من أزماتها السياسية. ويستطيع الأردن التغلب على هذه التحديات لو أنه واجه كلاً منها منفصلاً، لكن يبدو أنها تتوالى تتراً على المملكة في وقت أصبحت فيه قدرة الأردن على امتصاصها محدودة. وبالنسبة لإدارة أوباما، فإن ضعف التزام الأردن نحو التوجه الموالي للغرب والمؤيد للسلام، ناهيك عن ضعضعة الاستقرار في الأردن، قد يكون بمثابة ضربة كارثية لمصالح الولايات المتحدة قد تزيد من احتمالية عودة النزاع بين الدول على الساحة العربية الإسرائيلية. ومن المهم بالنسبة لواشنطن أن تضمن مساعدة أصدقاء الأردن الحاليين والسابقين، بما في ذلك الرياض من أجل اتخاذ تدابير الآن، قبل فوات الأوان، للحفاظ على الاستقرار في الأردن.
هذه هي أكثر الأولويات السياسية إلحاحاً على الساحة العربية الإسرائيلية. أما فيما هو أبعد من ذلك، فهناك الكثير مما تستطيع أن تفعله الولايات المتحدة لمواجهة التحدي المزدوج المتمثل في طموحات الهيمنة الإيرانية وانتشار التطرف السني الراديكالي. ولكن هذه المواضيع هي خارج نطاق جلسة اليوم. وآمل أن تتاح لي الفرصة للتطرق إلى هذه القضايا على نطاق أوسع في مناسبة أخرى.
عناوين الصحف
سي بي اس الأميركية
• معلومات استخبارية أميركية تشير إلى نشاط سوري في مخازن الأسلحة الكيميائية.
• الأمم المتحدة تدعو إسرائيل لفتح برنامجها النووي للتفتيش.
وول ستريت جورنال
• الولايات المتحدة تحذر سوريا بشأن الأسلحة الكيماوية.
• إسرائيل تشعر بالضغط بشأن المستوطنات.
واشنطن بوست
• أوباما يحذر سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية فيما تتصاعد المخاوف.
الديلي تلغراف
• إيران تستولي على طائرة أمريكية بلا طيار فوق مياه الخليج.
• أوباما يحذر سوريا من غاز الأعصاب.
• بريطانيا تشير إلى أنها يمكن أن تفرض عقوبات دبلوماسية حقيقية على إسرائيل.
• مصدر أمريكي: النظام السوري يجهز غاز "السارين".
الاندبندنت البريطانية
• خطط الاستيطان الإسرائيلية تهدد حل الدولتين.
الغارديان البريطانية
• الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للسماح بدخول المفتشين النوويين.
• باراك أوباما يحذر سوريا من "عواقب" استخدام أسلحة كيميائية.
• الأمم المتحدة تسحب موظفيها غير الضروريين من سوريا.
• إسرائيل ترفض التراجع عن بناء المستوطنات.
جيروزاليم بوست
• أستراليا تنضم إلى جوقة البلدان التي تنتقد المستوطنات.
• سوريا تنفي أي نية لاستخدام الأسلحة الكيماوية.
نيويورك تايمز
• الأسد يعاني من نكسات في القتال والدبلوماسية.
• الولايات المتحدة تحذر سوريا بشأن الأسلحة الكيميائية.
• 5 دول أوروبية تستدعي المبعوثين الإسرائيليين.