لا يقيمون أي تكريم خاص للمرأة. حينما يتعلق الأمر بعمل العامل و إنتاجه لا يفرقون بين المرأة و الرجل. يمتصّون من المرأة عملها إلى حيث تسمح مصالح ربّ العمل
"لا يقيمون أي تكريم خاص للمرأة. حينما يتعلق الأمر بعمل العامل و إنتاجه لا يفرقون بين المرأة و الرجل. يمتصّون من المرأة عملها إلى حيث تسمح مصالح ربّ العمل"
الإمام الخامنئي
08/02/2010
الفصل الثاني: المرأة في الثقافة الغربية
أولاً: المرأة في الفنون و الآداب الغربية
ثالثاً: مظلومية المرأة في المجتمعات الغربية
خامساً: مفهوم حرية المرأة في الثقافة الغربية
سادساً: نهضة الدفاع عن المرأة في الغرب
سابعاً: اضطهاد المرأة في العائلة
ثامناً: التكريم في شكل الإهانة
تاسعاً: معارضة ثقافة المرأة المسلمة
عاشراً: ملكية المرأة في الثقافتين الغربية و الإسلامية
أولاً: المرأة في الفنون و الآداب الغربية
يعاني الغربيون من الإفراط و التفريط في تشخيصهم لطبيعة المرأة و كيفية التعامل معها. بل إن النظرة الغربية للمرأة قائمة أساساً على عدم المساواة و عدم التعادل. الشعارات التي ترفع في الغرب شعارات فارغة و لا تنمّ عن الواقع. ثمة في الغرب أفكار و وعي حول المرأة مصدرها و منبتها أوربا نفسها. و أينما تلاحظ إنما انتقلت إلى هناك من أوربا. لا يمكن فهم الثقافة الغربية من هذه الشعارات. ينبغي البحث عن الثقافة الغربية في الآداب الغربية. أصحاب الاطلاع على الشعر الأوربي، و الروايات و القصص و المسرحيات الأوربية يعلمون أن المرأة كانت في عيون الثقافة الأوربية مخلوقاً من الدرجة الثانية منذ القرون الوسطى و ما بعد ذلك و إلى أواسط القرن العشرين! و كل ادعاء يدعونه خلافاً لذلك إنما هو بخلاف الواقع. ما هي النظرة للمرأة و ما هي اللغة و النفس الذان جرى التحدث بهما عن المرأة في مسرحيات شكسبير الإنجليزي و في سائر الأعمال الأدبية الغربية؟! الرجل في الآداب الغربية سيد المرأة و المسيطر عليها، و لا تزال بعض نماذج هذه الثقافة و آثارها باقية إلى اليوم.
لم يظلم الأوربيون المرأة في مجال العمل و النشاط الصناعي و ما إلى ذلك، بل في ميدان الفنون و الآداب أيضاً. ما هي النظرة للمرأة في القصص و الروايات و لوحات الرسم و مختلف أنواع الفنون؟ هل جرى الاهتمام بالجوانب الإيجابية و القيم السامية في المرأة؟ هل جرى الاهتمام بتلك العواطف الرقيقة و روح المودة و العطف التي أودعها الله في المرأة - طباع الأمومة و تربية الأولاد و رعايتهم - أم بالجوانب الشهوانية و على حد تعبيرهم الغرامية؟ (و هذا التعبير خاطئ و غير صحيح، فهذه شهوات و ليست حباً و غراماً). هكذا أرادوا أن يعوّدوا المرأة و يربّوها: كائن استهلاكي.كائن استهلاكي سخي و عامل قليل التوقعات و الطلبات و زهيد الأجور. في القصص الغربية و الأشعار الأوربية كثيراً ما يقتل الزوج زوجته بسبب اختلاف أخلاقي من دون أن يلومه أحد! و البنت في بيت أبيها ليس لها حق أي اختيار أو انتخاب. ما يلاحظ في نفس هذه المسرحيات هو: بنت تجبر على الزواج، و امرأة تقتل على يد زوجها، و عائلة تعيش المرأة فيها تحت أقسى الضغوط. هذه هي الأحوال المشهودة هناك، و هذه هي الآداب الغربية. و قد استمرت هذه الثقافة إلى أواسط القرن العشرين، مع أن حركات باسم تحرير المرأة انطلقت منذ نهايات القرن التاسع عشر.
الثقافة الرومانية السائدة إلي عصرنا هذا تنسجم و تتكيّف مع كل شيء باستثناء شيئين أو ثلاثة. من هذه الأشياء الاستثنائية - و ربما كان أهمها - الحفاظ على الانضباط و الحرمة بين الجنسين، أي التعفف و صيانة النفس حيال الشيء الذي يسمونه الحرية الجنسية. إنهم متعصبون و متشددون ضد هذه الصيانة للغاية. ليس من المهم أن يفعلوا أي شيء آخر. فالرجعي من وجهة نظرهم هو من يؤكد على هذا الجانب. إذا انفصلت المرأة في بلدٍ ما عن الرجل بفاصلة معينة فسيكون هذا ناقضاً للتحضر! و هم صادقون فحضارتهم القائمة على أنقاض الحضارة الرومانية ليست سوى هذا. بيد أن هذا الشيء خطأ من الناحية القيمية، و عكسه هو الصواب.
ثالثاً: مظلومية المرأة في المجتمعات الغربية
المرأة على مستوى مجتمع له ثقافة كالثقافة الغربية، ينظر إليها كوسيلة لالتذاذ الرجال، لا كشخصية مستقلة تريد أن لا تتدخل في شؤون الآخرين، و تظهر كشخصية مستقلة لنفسها. يُنظر إليها هناك ككائن يجب عليه تنظيم سلوكه بما يروق الرجال في الشوارع و الأسواق و بحيث تتحمل الحركات القبيحة للرجال الأجانب الغرباء في سلوكهم و أقوالهم و جولاتهم! هذا هو وضع المرأة في البيئات الاجتماعية. طبعاً، هناك استثناءات، إلا أن هذا هو السياق العام. لا يقيمون أي تكريم خاص للمرأة. حينما يتعلق الأمر بعمل العامل و إنتاجه لا يفرقون بين المرأة و الرجل. يمتصّون من المرأة عملها إلى حيث تسمح مصالح ربّ العمل. بمعنى أنهم لا يلاحظون المرأة كجنس ينبغي مراعاته في التحركات اليومية العنيفة. و في المقابل حينما يريد جنس الرجل الالتذاذ بالمرأة توفر له الكثير من الإمكانات و لا تمتلك المرأة وسيلة للدفاع عن نفسها.
اعتقد أن الميل إلى الموضة و التبرج و اللحاث وراء كل جديد و الإفراط في التزيّن و الاستعراض أمام الرجال من أكبر عوامل انحراف المجتمع و انحراف النساء. من أجل أن يصنع الغربيون من المرأة الكائن الذي يرغبون فيه فهم بحاجة دائماً إلى ابتكار موضات و إشغال الأنظار و القلوب و الأذهان بهذه الأمور الظاهرية التافهة. إذا انشغل الإنسان بهذه الأمور فكيف و متى سيهتم للقيم الحقيقية؟ لن يجد المجال للاهتمام بها. المرأة التي تفكر بأن تصنع من نفسها وسيلة للفت أنظار الرجال متى ستجد الفرصة للتفكير بالطهر الأخلاقي؟ المستعمرون الأوربيون لا يرغبون في أن تتحلى نساء العالم الثالث بأفكار نيرّة و مبدئية. يريدون أن يسيروا هم نحو الأهداف الكبرى و توجيه أزواجهم و أبنائهم نحوها. على النساء الشابات في المجتمع الإسلامي الحذر بجد للتعرف على هذه الأحابيل الخفية الخطيرة جداً للثقافة و الأفكار الغربية، و اجتنابها و فصل المجتمع النسوي عنها و تحذيره منها.
خامساً: مفهوم حرية المرأة في الثقافة الغربية
الشعار المرفوع في الغرب هو بالدرجة الأولى حرية المرأة. تشمل الحرية معنى واسعاً جداً، فهي التحرر من الأسر، و هي إلى ذلك التحرر من الأخلاق - فللأخلاق بدورها قيود و حدود - و هي كذلك الحرية من النفوذ القائم على استغلال ربّ العمل الذي يستخدم المرأة بأجور أقل، و هي أيضاً الحرية من القوانين التي تلزم المرأة أمام زوجها. الحرية يمكن أن تطرح بكل هذه المعاني. و في هذه الشعارات التي ترفع بخصوص المرأة هناك طيف واسع من هذه المطالبات و التي يتناقض بعضها تناقضاً تاماً مع بعضها الآخر أحياناً. فما معنى هذه الحرية؟
ما يفهم من الحرية في العالم الغربي هو غالباً و للأسف الحرية بمعناها المغلوط و المضرّ. أي التحرر من القيود و الالتزامات العائلية، و التحرر من النفوذ المطلق للرجل، و الحرية حتى من قيد الزواج و تشكيل الأسرة و تربية الأبناء عندما تفرض أهداف شهوانية عابرة، و ليس الحرية بمعناه الصحيح. لذلك نرى أن من الأمور المطروحة في العالم الغربي قضية حرية الإجهاض، و هي نقطة مهمة جداً، و مع أن لها ظاهراً جد بسيط و صغير لكنها في باطنها جد خطيرة و ثقيلة. هذه هي الوسائل و الشعارات و المطالبات المطروحة في الغرب غالباً. لذلك يسمونها نهضة تحرير المرأة.
العالم الاستكباري الزاخر بالجاهلية مخطئ حين يتصور أن قيمة المرأة و اعتبارها يكمن في تبرجها للرجال حتى تتصفحها الأعين الوقحة و تستمتع بها و تبدي إعجابها بها. الوضع السائد اليوم في الثقافة الغربية المنحطة باعتباره »تحرير المرأة« يقوم على أساس استعراض المرأة أمام الرجل حتى يستمتع بها جنسياً.. حتى يتلذذ بها الرجال و تغدو المرأة وسيلةً لحصولهم على اللذة. هل هذه حرية للمرأة؟ الذين يدعون في عالم الحضارة الغربية الجاهل الغافل أنهم أنصار لحقوق الإنسان هم في الحقيقة ظالمون للمرأة.
سادساً: نهضة الدفاع عن المرأة في الغرب
حينما تنطلق نهضة لصالح المرأة في مناخ ظالم للمرأة أشد الظلم فمن الطبيعي أن تمنى بحالات تفريط كردة فعل على الطرف المقابل، لذلك شاع الفساد و الانحلال باسم تحرير المرأة في الغرب طوال عقود إلى درجة أن المفكرين الغربيين أنفسهم اصيبوا بالهلع منه! المخلصون و المصلحون و العقلاء و أصحاب الهمّ المتحفزون في البلدان الغربية اليوم فزعون و قلقون لما يحصل في بلدانهم، و هم طبعاً أعجز من أن يستطيعوا الوقوف بوجه ما يحصل و الحؤول دونه. باسم خدمة المرأة وجّهوا أعنف الضربات لحياة المرأة. نسفوا أركان العائلة عبر التحلل و إشاعة الفساد و الفحشاء تحت طائلة التحرير غير المشروط للاختلاط بين المرأة و الرجل. الرجل الذي يستطيع إطفاء شهواته في المجتمع بكل حرية و المرأة التي بوسعها الارتباط في المجتمع مع مختلف الرجال دون أي إشكال أو مؤاخذة، لن يكونا أبداً أزواجاً جديرين جيدين داخل العائلة. لذلك انهارت مؤسسة العائلة.
الحقيقة أن نهضة الدفاع عن المرأة في الغرب كانت حركة متسرعة و غير منطقية و قائمة على الجهل و غير معتمدة على السنن الإلهية و لا على فطرة المرأة و الرجل و طبائعهما، و أفضت بالتالي إلى الإضرار بالجميع. فقد أضرت بالمرأة و أضرت أيضاً بالرجل، و كان ضررها على المرأة أكبر. هذا شيء لا يقبل التقليد. هذه ثقافة لا ينظر لها أحد في بلد إسلامي و يروم أن يتعلم منها شيئاً.. ينبغي نبذها.
سابعاً: اضطهاد المرأة في العائلة
اليوم أيضاً حينما تتزوج إمرأة من رجل و تذهب إلى بيت الزوج، يتغيّر حتى لقبها و تكتسب لقب الزوج. تحتفظ المرأة بلقبها طالما لم تتزوج، فإذا تزوّجت تحوّل لقبها إلى لقب زوجها. هذا هو المرسوم و الدارج عند الغربيين، و لم يكن الوضع هكذا في إيران و لا هو اليوم على هذا المنوال. في الثقافة الغربية حينما تتزوج المرأة و تذهب إلى بيت الزوج بكل أملاكها و أموالها فلن يُسلّم للرجل جسمها فقط، بل و جميع أموالها و ممتلكاتها التي جاءتها من أبيها و عائلتها! هذه حقيقة لا يمكن للغربيين إنكارها. هذا شيء كان دارجاً في الثقافة الغربية حيث إذا توجهت المرأة إلى بيت زوجها كان الزوج مسلّطاً حتى على روحها و حياتها! لذلك كثيراً ما ورد في القصص الغربية و الأشعار الأوربية أن الزوج يقتل زوجته بسبب اختلاف أخلاقي من دون أن يلومه أحد على فعلته! و البنت في بيت أبيها ليس لها الحق في أي انتخاب. طبعاً كان الاختلاط بين المرأة و الرجل آنذاك أيضاً دارجاً و حراً إلى حدّ ما في أوساط الغربيين، بيد أن الخيرة في الزواج و انتخاب الزوج كان بيد الأب تماماً.
في داخل العوائل الغربية تُظلم حتى المرأة التي تعمل موظفة و تعود - كما هو الحال بالنسبة لزوجها الموظف - إلى البيت في ساعة معينة! كيف تُظلم؟ لأن هذين الشخصين أحدهما رجل و الآخر إمرأة. هما شخصان يعملان ثم يأتيان مساءً و ينامان و يستيقظان صباحاً ليذهبا إلى العمل مرة أخرى. و الحال أنهما ليسا رجلين، إنما أحدهما رجل و الآخر إمرأة. المرأة و الرجل يحتاج كلّ منهما إلى أشياء مختلفة. يُظلم الرجل أيضاً، غير أن الشخص الذي يُظلم بالتأكيد و بشكل مضاعف هو المرأة، لأن الرجل الذي هو زوج هذه المرأة له علاقاته العاطفية و الجنسية مع نساء أخريات، له علاقات صميمية و حميمة جداً ليست أقل مما له مع عائلته! هذه أعنف ضربة توجّه للمرأة. تريد المرأة أن يكون لها مع شريك حياتها علاقات عاطفية صميمية قريبة، و أن يكونا أقرب إلى بعضهما من أفراد العالم كله. هذا هو أول شيء سلب من المرأة في تلك العوائل!
ثامناً: التكريم في شكل الإهانة
يلاحظ أحياناً أن المرأة تكرّم بشكل من الأشكال في المجتمعات الغربية. مثلاً حينما يحترمون نجمات السينما و الفنانات و الجميلات في مسابقات الجمال.. هذا شكل من أشكال ذلك التكريم. التكريم في مقام الإهانة، و الإهانة على شكل تكريم، و لهذه الحالة أمثلتها الواضحة في الحياة الخاصة للأفراد و بوسع الإنسان أن يجدها و يفهم ما معنى »الإهانة على شكل تكريم« و »التكريم في شكل الإهانة«. التكريم على شكل إهانة من مشكلات القضية. إذا وقعت المرأة على جادة العلاقة بين الرجل و المرأة ستكون كما كانت في الزمن البهلوي و النظام الشاهنشاهي الظالم. أي إنها ستتجه صوب التعري في المجتمع و الموضات المختلفة و التبرج بأشكاله المتنوعة و الإفراط في الزينة و التجميل. التجميل في حدوده المعقولة محبّذ و مفهوم تماماً و الإسلام لا يعارضه. و لكن في حدوده غير المعقولة و على شكل مسابقات و تنافس و حسد، و على شكل ربط لشخصية المرأة بهذا الجمال و التبرّج فكل هذه حالات انحراف و على العكس تماماً من أهداف الثورة الإسلامية الإيرانية بخصوص المرأة.
تاسعاً: معارضة ثقافة المرأة المسلمة
ما الذي يعادونه أكثر في المرأة المسلمة؟ يعادون حجابها. إنهم يعادون أكثر ما يعادون شادر المرأة المسلمة و حجابها الصحيح. لماذا؟ لأن ثقافتهم لا تتقبل هذا الشيء. هكذا هم الأوربيون. يقولون إن على العالم تقليدنا في كل ما فهمناه و توصلنا إليه! يريدون تغليب جاهليتهم على معرفة العالم. يريدون الترويج للمرأة بشكلها الأوربي، و هي صرخات الموضة و الاستهلاك و التبرج أمام أنظار العموم و جعل الشؤون الجنسية بين الرجل و المرأة ألعوبة و لهواً.. يريدون ترويج هذه الأشياء عن طريق النساء. و أينما تُعارض هذه الأهداف الغربية ترتفع صرخاتهم، و هم إلى ذلك قليلو الصبر و الطاقة! هؤلاء المتشدقون الغربيون إذا عورضت مبانيهم المقبولة لديهم أبسط معارضة تراهم لا يطيقون ذلك.
و قد استطاعوا التأثير في كل أنحاء العالم باستثناء المناخات الإسلامية الحقيقية. في العالم الفقير في أفريقيا و أمريكا اللاتينية و شرق آسيا و غيرها استطاعوا إشاعة نماذجهم من تبرّج و تجميل و استهلاك و جعل المرأة ألعوبة. و المكان الوحيد الذي لم تصب فيه سهامهم أهدافها هو المناخات الإسلامية و مظهرها البارز المجتمع الكبير في الجمهورية الإسلامية. لذلك يحاربونها بشدة.
عاشراً: ملكية المرأة في الثقافتين الغربية و الإسلامية
إلى ما قبل ستين أو سبعين سنة كانت المرأة في كل أوربا و البلدان الغربية تحت هيمنة الرجل - إما رجلها أو رجل آخر كصاحب المعمل أو المزرعة - و لا مفرّ لها من ذلك، و لم تكن تتمتع بأي حق من الحقوق الأساسية للإنسان في مجتمع متحضّر. لم يكن لها حق التصويت و الملكية و التعامل. ثم جرّوا المرأة إلى ساحة العمل و الحياة و النشاط و الاجتماعي. حينما قرروا للمرأة حق الملكية في أوربا - طبقاً للدراسات الدقيقة لعلماء الاجتماع في أوربا ذاتها - كان ذلك بسبب حاجة المعامل - التي بدأت لتوّها تعمل بتقنيات حديثة - إلى العمال، و كانت هناك شحّة في العمال و شعور بالحاجة إليهم. لذلك من أجل إقحام النساء في المعامل و الانتفاع من طاقاتهن العمالية - و طبعاً كانوا يعطون النساء أجوراً أقل دوماً - أعلنوا أن من حق المرأة الامتلاك! في مطلع القرن العشرين منح الأوربيون المرأة حق الملكية، لكنهم في الوقت ذاته وفّروا جميع الأسباب لانزلاق المرأة و تركوها ضائعة لا ملاذ لها وسط ملابسات المجتمع و تعقيداته. هذه هي النظرة المتطرفة الخاطئة الظالمة حيال المرأة في أوربا و الغرب.
بيد أن المسألة ليست على هذه الشاكلة في الإسلام. المرأة في الإسلام لها حق امتلاك ثروتها رضي زوجها بذلك أم لم يرضَ، و رضي والدها بذلك أم لم يرضَ. بوسعها إنفاق ثروتها و مالها و مدخراتها و لا علاقة لأحد بذلك. العالم متخلف عن الإسلام في ما يتصل بالاستقلال الاقتصادي للمرأة 13 قرناً. قال الإسلام هذا الشيء قبل 13 قرناً.