تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدّة عناوين كان أبرزها التدهور الامني الذي عاشته طرابلس امس، وتطورات الازمة المصرية وما شهدته شوارعها من تظاهرات
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدّة عناوين كان أبرزها التدهور الامني الذي عاشته طرابلس امس، وتطورات الازمة المصرية وما شهدته شوارعها من تظاهرات ومواجهات بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه على وقع التخوف من "حرب أهلية".
السفير
ركزت صحيفة السفير حديثها على تطورات الاوضاع الامنية في طرابلس المتوترة منذ يومين، كما تحدثت الصحيفة تطورات الازمة المصرية وتحذير المعارضة من حرب اهلية.
طرابلس الضحية: «فشة خلق» تسفر عن 6 قتلى و55 جريحاً!
جولة «كمين تلكلخ» تعاند المعالجات الأمنية والسياسية.. وتستمر
وكتبت السفير تقول "لم تصل أصداء المعالجات السياسية والأمنية، التي نشطت طيلة نهار أمس، وأنتجت قراراً سياسياً بوقف إطلاق النار بضمانة الجيش اللبناني، إلى «المتحاربين» الجيش في جميع مناطق طرابلس، إلا أنه سرعان ما عادت الاشتباكات لتشتد على المحاور الممتدة بين التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن، معلنة عدم انتهاء الجولة الـ14 للعنف، وطارحة أكثر من علامة استفهام حول هوية المتحكم الفعلي بالأرض.
ثمة نقاش بين الأوساط الطرابلسية حول مدى تماسك المدينة في ظل ما تشهده من أعمال عنف، وأيضاً حول مستقبلها، ومن يضمن، بعد انتهاء الجولة الحالية التي أعقبت «كمين تلكلخ»، ألا يتكرر السيناريو نفسه عند أي حدث محلي أو إقليمي.على خطوط التماس الرئيسية في طرابلس. وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي سجل بعد الظهر، خاصة بعد الانتشار الكثيف لوحدات وفي ظل هذا النقاش، فإن الأوساط الطرابلسية لم تفهم أسباب تحويل عاصمة الشمال «فشة خلق» عند أي احتقان، وهو الأمر الذي ترك ويترك تأثيراته على تركيبة المدينة وعلى تنوعها وعيشها، وبدأ يرسم سلسلة علامات استفهام حول دور طرابلس اليوم وغدا، وتأثير ما يجري فيها على لبنان عموما، وعلى كثير من الاستحقاقات المقبلة.
وإذا كانت الجولة الرقم 14 قد أسفرت عن مجزرة (6 قتلى وأكثر من 55 جريحا) لا تقل وزنا عن حجم المجزرة التي وقعت في «كمين تلكلخ» مع تبدل في الظروف بأن قتلى تلكلخ ذهبوا بأقدامهم يطلبون النصر أو الشهادة، أما ضحايا طرابلس فاستهدفتهم نيران القناصة ظلما وعدوانا، فإن ذلك لا يعفي من عودة البحث عن الجهة أو الجهات التي ساهمت بارتكاب المجزرتين، سواء عبر إرسال الشبان الى حتفهم، ومن ثم التحريض والشحن وصولا الى فتح المعركة التي يراها البعض للتغطية على ما جرى.
وهذا يستدعي بالضرورة سؤالا عن مصير الاستنابات القضائية إذا تم تسطيرها بحق من أرسلهم ومن عبث بأمن المدينة ومصيرها.
ومن الأسئلة المطروحة: الى متى سيبقى القرار السياسي في طرابلس معطلا على خلفية الحسابات الانتخابية التي تخشى خسارة بضعة أصوات ممن يتسببون بإبقاء جرح المدينة نازفا ومن كل مناطقها بدون استثناء؟
الى متى سيبقى الجيش اللبناني ومعه الأجهزة الأمنية مجرد قوات فصل بين المسلحين لا قوات ردع لمنع العبث الأمني الذي بات أشبه بنظام حياة للعاصمة الثانية؟
الى متى سيبقى هذا الجرح الطرابلسي مفتوحا، وأين أصبح الحديث عن المصالحة المنشودة؟
وفي حال نجن المساعي، اليوم، من إنهاء الجولة الـ14، فمتى ستكون الجولة الرقم 15 وتحت أي عنوان، في وقت تعب فيه أبناء طرابلس من العدّ، ومن إحصاء أعداد قتلاهم وجرحاهم، كلما دعت الحاجة الأطراف السياسية لتوجيه الرسائل لبعضها البعض بدماء الفقراء.
في المحصلة، وعلى أمل أن تكون المعالجات حقيقية وجدية، ويكون ملف العبث المستمر بأمن طرابلس قد طوي، فضلا عن فك ارتباطه بما يجري في الداخل السوري، ولو أن ذلك من سابع المستحيلات في ظل استمرار اشتعال النيران السورية.
ميدانيا
وكانت طرابلس قد شهدت ليلة حامية الوطيس، حيث عنفت الاشتباكات واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وتنقلت بين الحارة البرانية، سوق القمح، سوق الخضار، طلعة العمري، الشيخ عمران، بعل الدراويش، والملولة، السيدة، الأميركان، الشعراني، والبقار، في وقت استمر فيه الجيش اللبناني بالقيام بدورياته المؤللة والرد على مصادر النيران ونجح في التخفيف من حدة الاشتباكات في كثير من المحاور التي شهدت في فترة ما قبل الظهر هدوءا حذرا مع استمرار في أعمال القنص.
لكن الوضع سرعان ما تأزم بعد الظهر وعادت الاشتباكات العنيفة الى ما كانت عليه، الأمر الذي بدأ يؤشر الى إمكانية انفلات زمام الأمور في ظل تبادل القصف من الطرفين بالقذائف الصاروخية التي ترددت أصداؤها في مختلف أنحاء طرابلس.
اجتماع سياسي ـ أمني
هذا الواقع استدعى عقد اجتماع للقيادات السياسية في منزل النائب محمد كبارة ضم وزير الدولة أحمد كرامي ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأحمد الصفدي ممثلا الوزير محمد الصفدي والنواب: سمير الجسر، معين المرعبي، خالد الضاهر، مدير فرع المخابرات في الشمال العميد عامر الحسن، والمشايخ: كنعان ناجي، سالم الرافعي، بلال بارودي، وزكريا المصري.
ثم انضم الى الاجتماع قادة المحاور الساخنة، حيث أشارت القيادات السياسية الى خطورة ما يجري في طرابلس، داعية الجميع الى التحلي بالوعي والحكمة، مؤكدة أنه من غير المسموح أن تبقى الأوضاع على حالها، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، وتسليم مقاليد الأمور الى الجيش اللبناني لضبط الأمور.
وفي الوقت الذي طلبت فيه القيادات السياسية من الكوادر الميدانية إبلاغ جميع المسلحين بضرورة إخلاء الشوارع، تلا النائب كبارة بيانا رأي فيه «أن ما يجري من استهداف أمني لطرابلس هو في إطار إضعاف المدينة».
وقال كبارة: «لقد طلب المجتمعون وقف إطلاق النار سريعا وفورا، وسحب كل المظاهر المسلحة من الشارع، وأكدوا أن ما يحصل هو حلقة من مسلسل استهداف المدينة وأمنها واستقرارها، وأجمعوا على ضرورة تفويت الفرصة مجدداً على أعداء طرابلس ولبنان في إثارة الفتنة وإراقة الدماء خدمة لمشاريع إقليمية باتت معروفة».
وأضاف كبارة: يؤكد المجتمعون ضرورة وقف كل الممارسات المسلحة من كل الأطراف وقفاً تاماً وناجزاً، والتشديد على الجيش اللبناني والقوى الأمنية القيام بدورها كاملا لحفظ الأمن وحماية المواطنين في طرابلس والقيام بكل ما يلزم لإعادة الحياة الطبيعية الى المدينة. كما يؤكد المجتمعون أن ما يحصل من خلل أمني بشكل متلاحق في طرابلس لن يكون له أي أفق في أية معادلة سياسية أو إقليمية، وبالتالي فإن على كل الأطراف أن تتحلى بالوعي والمسؤولية وأن تعالج المشاكل مهما كانت ومهما كبرت تحت سقف الدولة والمؤسسات.
وأكد كبارة أن الاجتماعات ستبقى مفتوحة لمعالجة أي خلل يمكن أن يحصل، خصوصا أن لا مصلحة لأي طرف في طرابلس إلا بالأمن والاستقرار، داعيا الحكومة اللبنانية الى دفع بدل إيواء العائلات المهجرة من المناطق المنكوبة وتحمل مسؤولياتها تجاههم.
وليلا علمت «السفير» أن اجتماعا عقد في التبانة ضم النائب كبارة وضباطاً من قيادة الشمال العسكرية، وعدداً من «الكوادر الشعبية» فيها، وذلك بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، حيث جرى التشديد على ضرورة سحب كل المظاهر المسلحة من الشوارع. وإثر الاجتماع كثف الجيش اللبناني من انتشاره في كل أحياء التبانة، لا سيما عند بعض النقاط الساخنة.
انتشار الجيش
وكان الجيش اللبناني قد استقدم عند الخامسة من عصر أمس، تعزيزات إضافية، ونفذ انتشارا كثيفا على مختلف المحاور ولم يتوان عن الرد على مصادر النيران، الأمر الذي فرض هدوءا حذرا خرقته في ساعات الليل بعض الرشقات النارية وتعامل معها الجيش اللبناني الذي أكدت قيادته عبر مديرية التوجيه أنها تصدّت لمصادر النيران، ونفذت بعض المداهمات، وأقامت حواجز تفتيش وأوقفت خمسة أشخاص يشتبه بإطلاقهم النار وضبطت معهم بعض الأسلحة وأحالتهم الى القضاء المختص.
وأشارت قيادة الجيش الى جرح اثنين من العسكريين خلال القيام بالمهمات الموكلة إليهما، وأن بعض الآليات العسكرية تعرضت لإطلاق النار.
فيصل كرامي
وكان الوزير فيصل كرامي، قد أجرى اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد جان قهوجي، مثنيا على «الدور الذي يقوم به الجيش في حفظ الأمن والاستقرار ودرء الفتنة، وإشاعة الطمأنينة لدى المواطنين، لا سيما في ظل المخاوف والخشية التي تنتاب الناس من تفاقم الأوضاع الأمنية نحو الأسوأ»، آملا «متابعة هذه الإجراءات والخطوات بحزم وشدة لما فيه مصلحة المواطنين والشمال والوطن». ولفت كرامي النظر الى أن التحريض الحاصل والمستمر لا بد أن ينفجر في مكان ما وقد انفجر في طرابلس.
«تجمع العلماء»
من جهته، رأى «تجمع العلماء المسلمين» في بيان حول أحداث طرابلس أننا «كنا قد حذرنا سابقا من أن يعمد البعض، خاصة أولئك الذين ينفخون في أبواق الفتنة، إلى استغلال الواقع المأساوي لمقتل عدد من شباب الشمال في سوريا لفتح معركة داخلية مع جبل محسن لا فائدة منها سوى إراقة مزيد من الدماء وإيقاد نار الفتنة أكثر وتنفيذ مخطط جهنمي يهدف إلى نقل ما يحصل في سوريا إلى بلدنا الذي يجب أن يبقى بعيدا عن هذه الأحداث. وأشار الى «ان الذي يجب أن يحمل مسؤولية مقتل هؤلاء الشباب هم من غرر بهم وأرسلهم إلى هناك في معركة ليست من مصلحة بلدنا».
المعارضة المصرية تحذر من «حرب أهلية» وتربط الحوار بسحب الإعلان الدستوري وت?