10-05-2024 04:31 PM بتوقيت القدس المحتلة

تفاصيل معركة حلب واستراتيجية الطرفين

تفاصيل معركة حلب واستراتيجية الطرفين

تعيش مدينة حلب منذ اربعة أشهر على واقع معركة طاحنة أريد لها ان تكون بداية الحسم العسكري والسياسي في المدينة الاقتصادية في سورية والتي تتميز بموقع قربها من تركيا


تعيش مدينة حلب منذ اربعة أشهر على واقع معركة طاحنة أريد لها ان تكون بداية الحسم العسكري والسياسي في المدينة الاقتصادية في سورية والتي تتميز بقربها من تركيا، والتي أريد لها في البداية ان تكون عاصمة حكومة انتقالية في منطقة حظر جوي أطلسي خططت لها تركيا وقطر وفرنسا بالتحديد، لكن مجريات المعركة على الأرض وتداخل العوامل السياسية والدينية والقومية جعل من هذه المعركة عبثية بالمعنى السياسي والاستراتيجي، وقد دخل الأكراد على خط المعركة منذ ثلاثة أسابيع بعد انسحاب القوات السورية من قرى وبلدات كردية في الشمال السوري باستثناء المدن الكبرى مثل القامشلي والحسكة وبعض الموانع العسكرية المهمة والثكنات الكبرى.

وكانت الجماعات المسلحة قد أعلنت منذ أربعة أشهر معركة الحسم في المدينة ولكن الوضع بقي مراوحا مكانه دون ان يحرز المسلحون اي تقدم أو حسم، وبعد هذه المدة الطويلة أصبحت المدينة مقسمة الى اربعة أقسام هي التالية:

  1. قسم يخضع لسيطرة الدولة السورية ويقع شرق المدينة بشكل خاص.
  2. قسم يخضع لسيطرة المسلحين ويقع شمال غربي المدينة.
  3. الأحياء الكردية التي تخضع لسيطرة مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
  4. قسم فيه تداخل بين الطرفين المتقاتلين دخل عليه مؤخرا خط تماس بين الأكراد والمسلحين على أطراف حي الشيخ مقصود وأطراف الأشرفية.

منذ أربعة أشهر، أعلن المسلحون عن بدء معركة الحسم في حلب ودون تفسيرات عسكرية منطقية حولوا المعركة من شرق المدينة التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري الى المناطق الغربية حيث ركز المسلحون خلال الشهر الماضي هجماتهم على حاجز دوار الليرمون الذي يحمي مبنى المخابرات الحوية الواقع غربي جمعية الزهراء دون ان يتمكن المسلحون من السيطرة على المبنى.

في جنوب غرب المدينة أيضا، تمكن المسلحون من السيطرة على "الفوج 46" وحاولوا التمدد الى شرق المدينة في حي الميدان لكن دون أية نتيجة على الأرض.

الجيش العربي السوري يتبع منذ معركة "الفوج 46" استراتيجية الضربات الاستباقية لمناطق تواجد المسلحين، ويركز على دخول حي الصاخور الذي يعتبر منطقة مرور استراتيجية مهمة حيث أن السيطرة عليه تحقق هدفين استراتيجيين في حسم المعركة ضد المسلحين:

  • شق مناطق المسلحين الى نصفين في جبهة الأحياء القديمة وحي صلاح الدين وأحياء بستان الباشا والهلك شمالي شرقي المدينة.
  • السيطرة على طريق حلب الدولي .

وقد نجح الجيش السوري الأسبوع الماضي بإحراز تقدم جيد في أحياء الريف الشمالي للمدينة وحقق عدة اختراقات لحي بستان الباشا وحي الشيخ خضر بعد حملة قصف عنيف. وتعتبر معركة بستان الباشا حيوية لحسم المعركة كون الحي يطل على فرع المداهمة المهم بالنسبة للدولة السورية. ويركز المسلحون هجماتهم على مركز المداهمة الواقع بين حي الميدان وحي بستان الباشا، ويحيط بهذا المبنى مباني حكومية عديدة، لذلك ليس من السهل السيطرة على هذه المنطقة التي تشهد معارك يومية.

ويشن المسلحون هجماتهم في هذا المنطقة من محورين:

  1. من جهة مبنى دار المعلمين والمباني المحيطة به وبينها مدارس عديدة.
  2. عبر الطريق الذي يصل حي بستان الباشا بحي الميدان.

في نفس الوقت يركز الجيش السوري جزءا من عملياته على دوار الجندول الذي يربط مدينة حلب بالريف الشمالي الغربي امتدادا نحو تركيا. ويعمد الجيش الى قصف هذا الدوار الذي يؤمن إمدادات المسلحين في المدينة والتي تأتي من تركيا عبر الريف الشمالي الغربي.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه