أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 07-12-2012
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 07-12-2012
الديلي تلغراف: ساعة الصفر وخطر التدمير الشامل
كتبت روث شيرلوك مراسلة الصحيفة في بيروت قائلة إن "دمشق تواجه خطر التدمير الشامل". تقول شيرولك إن المعارضة السورية المسلحة تستعد لحملة "ساعة الصفر" التي يخططون فيها لدخول دمشق، مما يزيد من احتمال تدمير دمشق بصورة تامة في الشهور المقبلة. وتضيف إنه بينما تتقاتل القوات الحكومية مع المعارضة المسلحة على مشارف دمشق، قال محلل في دمشق للتلغراف إن القتال سيهزم طموحات الجانبين. وقال بيتر هارليغ وهو مدير مشروع برنامج الشرق الأوسط في "مجموعة الأزمة الدولية" للصحيفة "دمشق قد تتعرض لدمار تام. النظام متحصن في بعض مناطق دمشق والمعارضة السياسية غير قادرة على تقديم صورة للمستقبل أو للخروج من الأزمة". ويضيف "قد تشهد دمشق قدر الدمار نفسه الذي شهدته بلدات أخرى ولكن الأمر سيكون أكثر سوءا عن غيرها، فما الذي قد تجنيه عن تدمير مركز السلطة؟" ومع تقدم المعارضة المسلحة من المدينة، حذرت الولايات المتحدة من أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يستخدم أسلحة كيميائية ضد السوريين. وإضافة إلى خطر الإبادة بالأسلحة الكميائية، يحذر هارلينغ من أنه في حال فشل المعارضة السياسية في توحيد صفوفها ومد يد التسوية للموالين للحكومة، فإن محاولات دخول دمشق لن ينجم عنها سوى إخفاق وحمامات دم. وقال هارليغ للصحيفة إن سوريا قد تتحول إلى دولة فاشلة. وأضاف لا يمكن ترك المعارضة المسلحة تشن هجمات على العاصمة دون توحيد صفوف المعارضة السياسية.
نيويورك تايمز: تحذير أوباما للأسد بشأن الكيميائي يثير جدلا 7- 12- 2012
أشارت نيويورك تايمز إلى الجدل الذي تثيره تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن التحذيرات التي سبق أن وجهها الرئيس باراك أوباما للرئيس السوري بشارالأسد بشأن تفكير الأخير باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه أو جيرانه، وتساءلت فيما إذا طرأ تحول جديد بموقف واشنطن. وأوضحت الصحيفة الأميركية أن أوباما سبق أن حذر الأسد إزاء القيام بأي خطوات يكون من شأنها محاولة استخدام الأسلحة الكيميائية التي لديه، وأن الرئيس الأميركي اعتبر أي محاولة من جانب نظام الأسد لنقل هذه الأسلحة أو التفكير باستخدامها خط أحمر يتطلب تدخلا وردا فوريا أميركيا. وأضافت أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين في إدارة أوباما بشأن الأسلحة الكيميائية السورية توحي وكأن هناك تحولا في سياسة أوباما تجاه هذه المسألة الخطرة، موضحة أن التصريحات الأميركية الجديدة تحذر الأسد في حال استخدامه هذه الأسلحة ضد شعبه أو جيرانه، ولم تعد تحذره إزاء محاولة نقلها أو التفكير في استخدامها. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن أوباما كان حذر في العشرين من آب الماضي من وقوع الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري في أيدي الأشخاص الخطأ، مضيفة أن وزير الدفاع ليون بانيتا أعرب البارحة عن القلق الأميركي بعد حصول بلاده على معلومات استخباراتية خطرة بشأن تفكير النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، وخاصة مع تقدم المعارضة خصوصا باتجاه دمشق. وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض ينفي أي تحول بالسياسة الأميركية إزاء الموقف من سوريا، ونسبت إلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور قوله البارحة إن ثمة ارتباكا في تفسير بعض عبارات أوباما. وأوضح أن أوباما لم يقصد بالخط الأحمر نقل الأسلحة الكيميائية السورية من مكان إلى آخر تحت سيطرة النظام الحاكم، ولكنه قصد انتقالها ووقوعها بأيدي جماعات متطرفة مثل حزب الله اللبناني الذي يحتفظ بمعسكرات تدريب قرب مواقع تلك الأسلحة. وأضافت نيويورك تايمز أن التبدل في المواقف والسياسات في المواجهات العالمية ليس أمرا جديدا، مشيرة إلى أن إسرائيل سبق لها أن بدلت من مواقفها تجاه أزمة النووي الإيراني، وتجاه المدى الذي يمكن أن تصل إليه إيران بشأن طموحاتها النووية قبل أن تفكر إسرائيل بشن هجوم ضد المنشآت النوويية الإيرانية. وأوضحت أن التغير والتحول في تفسير عبارات أوباما بشأن الأسلحة الكيميائية السورية ربما يدللان على مدى الصعوبة التي يواجهها أوباما وهو يحاول أن يجد طرقا وقائية تمنع الأسد من استخدام هذه الأسلحة، وذلك في ظل محدودية الخيارات الأميركية المحتملة. وأضافت أن بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يرون أن بعض المحاذير تتمثل في عدم إمكانية توجيه ضربات وقائية أو قصف وتدمير المواقع التي تحتوي على مخازن كيميائية في سوريا بشكل يكون آمنا. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عسكري أميركي رفيع طلب عدم ذكر اسمه قوله إن محاولة قصف وتدمير مخازن الأسلحة الكيميائية بسوريا ستكون لها نتائح خطيرة بنفس خطورة نتائج استخدام نظام الأسد نفسه لهذه الأسلحة، وأضافت أن بعض المسؤولين الأميركيين يقولون إن بعض هذه المخازن الكيميائية موجود قرب الحدود الأردنية، وأن أي هجوم عليها من شأنه الإضرار بدولة حليفة لأميركا. وأشارت إلى احتمال شن إسرائيل ضربة وقائية ضد مخازن السلاح الكيميائي بسوريا، خاصة في ظل الخشية من وقوعها بأيدي حزب الله، وإلى أن إسرائيل سبق أن شنت هجمات وقائية ضد المفاعل النوي العراقي عام 1981 وضد المفاعل النووي السوري عام 2007.
الغارديان البريطانية: كيف يواجه الغرب انتزاع مرسي للسلطة؟
كتب سايمون تيسدال في مستهل تعليقه بصحيفة الغارديان بأنه إذا لم تدن أميركا وحلفاؤها إجراءات الرئيس مرسي فإنها تجازف مرة ثانية بإقرار الدكتاتورية في مصر. وقال الكاتب إن الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا اعترفت بأنها أخفقت في رؤية الثورة المصرية وهي قادمة. لكن هل هي بصدد تكرار نفس الخطأ مرة ثانية؟ ففي أقل من عامين بعد إسقاط حسني مبارك ها هو الرئيس محمد مرسي يتترس وراء دبابات الجيش بالقصر الرئاسي في وقت يدينه المتظاهرون الغاضبون واصفينه بـ"الفرعون الجديد". والاضطرابات التي بدأت في 22 تشرين الثاني لا تشير إلى أي تراجع. ومع زيادة أعداد المصابين قد تصل الاحتجاجات اليوم الجمعة إلى مستويات جديدة. وأشار الكاتب إلى أنه رغم الغضب من الانتزاع الملاحظ للسلطة إلا أن سقوط مرسي لا يبدو محتملا على المدى القريب. فجماعة الإخوان المسلمون ، أكبر قوة سياسية في مصر، تقف وراءه مباشرة. والجيش، الذي عانى من تجربته خلال الفترة الفاصلة بعد مبارك، يلزم ثكناته. وشباب الثورة الذي يقولون إنهم ألهموا وقادوا انتفاضة 2011 يشكلون أقلية. والمعسكر المناهض لمرسي منقسم. وأورد تيسدال ما قاله شادي حامد، مدير قسم الأبحاث بمركز بروكينغز، بمجلة فورين بوليسي، بأن "المعارضة تشكيلة غير متجانسة من الليبراليين والاشتراكيين والموالين للنظام القديم والمصريين العاديين الغاضبين، كل له شكواه واعتراضاته. والليبراليون واليساريون بالمعادلة، التي تقودها شخصيات مثل محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى، لديهم القليل من القواسم المشتركة بينهم، بالإضافة إلى الخوف من أن بلدهم التي استولى عليها الإسلاميون". ويقول الكاتب إنه على افتراض أن مرسي صمد في وجه العاصفة لكن سلطته وهيبته تضررت بشدة. وشهر العسل الذي أعقب انتخابات حزيران الماضي قد انتهى بالتأكيد. وقد انفجرت الفقاعة. وقد يضعف الموقف الشعبي للرئيس كلما طال أمد الصدامات وزاد التهاب الشجار السياسي بسبب قراراته التعسفية والدستور الجديد. ومشهد الضعف السياسي المتطور والمزمن في مصر يشكل أنباء سيئة للغرب وللمنطقة. وقد وقفت أميركا وبريطانيا والدول العربية الموالية للغرب موقف المذعور من الصعود الجديد للإخوان المسلمين. لكن هذا الذعر استسلم للراحة بعدما قدم مرسي نفسه كشخصية موحدة وبنى إدارة شاملة وتجنب أسوأ أنواع الانتقام ضد النظام القديم. وإسرائيل فقط هي التي ظلت متشككة بالكامل طوال الوقت. ويرى الكاتب أن قيمة مرسي كزعيم لمصر الناهضة التي تعيد تقلد دورها القيادي العربي التقليدي، وكثقل مقابل لإيران ونفوذها التوسعي بالمنطقة وكصديق وحليف لتركيا العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) وكمؤيد لمعاهدة السلام مع إسرائيل وكقناة للنفوذ السياسي الغربي وقطاع الأعمال زادت بمرور الشهور. لكن عدم الاستقرار السياسي المتزايد يعرض كل هذه المكاسب الآن للخطر. ومن وجهة نظر غربية فإن التطورات الأخيرة تعيد إيقاظ المخاوف الأولية، التي لم تتبدد أبدا في إسرائيل، بأن مرسي أكثر قليلا من رئيس صوري لمؤامرة إخوانية شريرة وبطيئة الاحتراق عازمة على فرض نظام إسلامي في مصر وتصديره إلى أنحاء المنطقة. وبهذا التحليل يرى الكاتب أن هذه ثورة مصرية ثانية وأنها قد تكون ثورة مضادة طائفية ومناهضة للديمقراطية. وختم تيسدال تعليقه بما يقوله بعض المحللين بأنه إذا لم تهب أميركا وحلفاؤها لإدانة انتزاع مرسي للسلطة فإنهم يخاطرون بتكرار خطأهم القديم بتأييد الدكتاتورية بشكل فعال. وهذه المرة يمكن أن يكون مأزقهم أسوأ. فقد كان مبارك دكتاتور أميركا ومرسي خرج عن السيطرة.
معهد واشنطن: كيف سيستخدم الأسد الأسلحة الكيميائية؟ 4- 12- 2012
كشفت المخابرات الأمريكية وجود نشاط متزايد في مخازن الأسلحة الكيميائية السورية، مما يثير المخاوف من احتمال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المعارضة. وبالرغم من أن هذا الإجراء لن يُتخذ على ما يبدو إلا في الحالات القصوى، إلا أن بشار الأسد وزمرته يقتربون من ذلك الوضع بالغ الخطورة. ونظراً لقلة اكتراث النظام بما ألحقه بالفعل من خسائر وللأهمية التي يوليها على بقائه قبل أي شيء آخر، يتعين على الولايات المتحدة الاستعداد للاحتمال المتزايد باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
لماذا الآن؟ بعد مرور عشرين شهراً على الحرب الداخلية يمر النظام السوري بموقف عسكري صعب على نحو متزايد. ففي تشرين الثاني تكبد النظام انشقاقات موجعة وعانى كثيراً من نتائج عكسية، حيث خسر أراضي ومواقع وقوات ومعدات بل وحتى طائرات مقاتلة. ويبدو أن قدرة قواته القتالية آخذة في التناقص، كما أن كفاءة تكتيكاته القياسية من حيث قصف وضرب مناطق المعارضة - والمدنية منها في المقام الأول - أصبحت أقل فعالية بل أكثر تكلفة بسبب النيران المضادة للطائرات التي يستخدمها الثوار إلى جانب تكتيكات أخرى. ونتيجة لذلك، كان لزاماً أن يزداد الضغط داخل النظام من أجل اتخاذ إجراءات مختلفة وأكثر فاعلية - وهوالنمط الذي اتبعته دمشق منذ ظهور المعارضة المسلحة في صيف 2011.
ترسانة النظام الكيميائية يُعرف عن سوريا بأنها تمتلك قدرة لا يُستهان بها من الأسلحة الكيميائية. وقد تردد أن مخزونها الكبير يتضمن غاز الأعصاب ("السارين") وربما غاز "في اكس"؛ هذا إلى جانب غاز "الخردل" الذي هو مادة منفطة [أي تتسبب في ظهور بثرات أو فقاقيع]. وتشمل وسائل حمل هذه الأسلحة قنابل الإسقاط الجوي والصواريخ (على سبيل المثال، صواريخ سكود)، وكذلك القذائف والصواريخ المدفعية. والجيش السوري مدرب على استخدام هذه الأسلحة ويمتلك العقيدة القتالية والقوات والذخائر التي تمكنه من شن مثل هذه الهجمات. ويمكن لهذه القوات أن تصل إلى أي مكان في البلاد، وليس لدى "الجيش السوري الحر" المعارض سوى أقل القليل ليفعله للتصدي لها. ودون وجود تحذيرات استخباراتية من مصادر خارجية فسوف يزداد الضرر الواقع على المقاتلين الثوار والمدنيين من الهجمات الكيميائية المفاجئة، مما يزيد من احتمالات وقوع إصابات كبيرة.
سيناريوهات الأسلحة الكيميائية بإمكان النظام استخدام الأسلحة الكيميائية بطرق شتى، بدءاً من شن هجمات محدودة أو استعراضية وانتهاءاً باستخدام هجومي أو دفاعي واسع النطاق لقلب الوضع العسكري رأساً على عقب. وتفيد التقارير الواردة في الوقت الراهن بأن النظام يقوم بالتسلح بكميات قليلة نسبياً من المواد مما يشير بوقوع الاحتمال الأول. وفي هذا الصدد، بإمكان السيطرة بشكل أفضل على الاستخدام المحدود للأسلحة الكيميائية من حيث الآثار والوضوح. وقد يستسهل النظام تبرير الهجمات ضيقة النطاق باعتبارها تعامل مع "الإرهابيين" أو أنها رداً له ما يبرره بسبب الوضع العسكري والتهديد المحدق بالبلاد.
وقد يكون إحدى أشكال الهجمات المحدودة هو توجيه ضربة ضد هدف عسكري محدد بهدف التأثير على أحد الأوضاع المحلية التكتيكية بل المهمة. ومثل هذا الهجوم سوف يُظهِر أيضاً أن النظام كان مستعداً لتنفيذ مثل هذه الأعمال وراغباً وقادراً على القيام بها. وبإمكان النظام أيضاً شن هجمات ضيقة النطاق على أهداف مدنية لترويع السكان أو معاقبتهم على ما يقدموه من دعم للثوار. وسوف يكون ذلك تصعيداً عن الخط الثابت الذي دأب عليه النظام والذي تمثل باستخدام المتفجرات والأسلحة الحارقة ضد المدنيين ويمكن أن يؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة جداً من الضحايا. ولا غرو أنه سيكون لذلك وقع نفسي عميق على شعب لا حول له ولا قوة. أما بالنسبة لاستخدام الأسلحة الكيميائية بشكل أوسع، فبإمكان النظام توظيف مثل هذه الأسلحة لدعم الهجمات البرية في المناطق الرئيسية التي قصرت أيدي قواته عن تحقيق النجاح فيها باستخدام التكتيكات التقليدية (على سبيل المثال، حول معرة النعمان في محافظة إدلب، وفي مدينة حلب وحولها، وفي محافظة دير الزور، وربما قرب البوكمال أو الميادين). ويمكنه أن يستخدمها كذلك في دعم العمليات الدفاعية في الأماكن التي تقف فيها قوات الثوار على خط الهجوم (على سبيل المثال، محافظة الرقة البعيدة نسبياً) أو عند محاصرة القوات النظامية (كما حدث في قاعدة الفوج 46 بالقرب من الأتارب في محافظة حلب وقاعدة نيران المدفعية في الميادين؛ وفي كلتا الحالتين سقطت المواقع في يد الثوار بعد حصار مطول وهجوم نهائي). إن استخدام النظام للأسلحة الكيميائية على مقربة من قواته سوف يشكل خطراً، ولكن لدى الجيش بعض المعدات الخاصة بالدفاع الكيميائي وحصل على التدريبات المتعلقة بذلك، وقد يكون قادراً على توفير قدر من الحماية. بإمكان النظام أيضاً استخدام أسلحة كيميائية ذات تأثير دائم لحرمان الوصول إلى بعض المناطق من خلال ضرب خطوط الاتصال والملاجئ ومخازن الغذاء والدواء، لمنع الثوار والمدنيين من استخدامها. وأخيراً، قد يقرر القادة العسكريون المحليون الذين يقاتلون بشكل مستقل عن الحكومة استخدام الأسلحة الكيميائية وفق تقديراتهم الخاصة بدافع أخذ الثأر أو الإحباط أو الخوف وما إلى ذلك. وبالطبع يعتمد هذا على إمكانية الوصول إلى مستودعات الذخائر ووسائل حمل الأسلحة، إلا أن هذا الاستخدام وارد في الأحوال التي تكون فيها الوحدات معزولة أو التي تكون فيها حلقة التسلسل القيادي مقطوعة.
القيود التي يواجهها النظام لسوء الحظ، ربما يكون الأسد قد استوعب درساً سيئاً من سجل المجتمع الدولي حتى هذا الوقت فيما يتعلق بالتبعات المحتملة لاستخدام الأسلحة الكيميائية. فقد أفلت النظام إلى حد كبير من التصعيد الكبير لأعمال العنف التي قام بها طوال فترة الحرب - بما في ذلك استخدام المدفعية الميدانية ضد المدنيين وقصف جوي للمراكز السكانية واستخدام ممنهج للقنابل العنقودية - فاستنتجت دمشق على ما يبدو أنه كلما زادت المخاطر فلن تواجه سوى تداعيات حقيقية قليلة. وبالتالي فقد تعتقد أنه يمكنها الإفلات من استخدام محدود للأسلحة الكيميائية. ومن الناحية النظرية، هناك العديد من القيود السياسية التي قد تحول دون سلوك النظام مثل هذا المسار، ومنها احتمال حدوث شرخ لا يمكن إصلاحه بينه وبين جميع السكان السنة في البلاد، وتمزق محتمل في العلاقات مع الصين وروسيا، وحرج كبير لحليفيه إيران و «حزب الله». والأهم من ذلك، إن استخدام الأسلحة الكيميائية قد يحشد الغرب والدول العربية السنية إلى التدخل المباشر في هذه الصراع الأمر الذي يختم مصير النظام. بالإضافة إلى ذلك، إن جميع المتورطين في إصدار أمر القيام بالهجمات الكيميائية وتنفيذها سيقعون تحت خطر عقوبة قضائية دولية - وهو احتمال قد يستحث بعض أفراد النظام إلى القيام بانقلاب عسكري. وفي النهاية، يتعين على النظام أن يتعامل مع الكارثة الشاملة التي ستحل في علاقاته العامة بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية. وهناك أيضاً قيوداً عسكرية. فالأسلحة الكيميائية ليست كغيرها من الأجهزة التي تُخرج من المخزن ثم تُطلق - لأنه يتعين على قوات النظام مراعاة المسائل المتعلقة بالدقة والموثوقية والعوامل الجوية (الرياح والرطوبة ودرجة الحرارة) واختيار المواد (المستديمة مقابل غير المستديمة) والمسائل المتعلقة بإدارة التبعات (معالجة المصابين وحماية القوات وإزالة التلوث).
الآثار المترتبة على استخدام الأسلحة الكيميائية إذا ما قرر النظام استخدام الأسلحة الكيميائية، فقد يكون لذلك أثر بالغ على الوضع العسكري. فليس بيد الثوار أية وسيلة للحماية من الأسلحة الكيميائية ولم يتلقوا أي تدريب للتعامل مع هذه الأسلحة؛ فبالكاد لديهم خبرة في مواجهة الآثار الناجمة عن مواد مكافحة الشغب والدخان. فلن يكونوا محصصين وسيلحق بهم الضرر إلى حد كبير، وقد يحقق النظام مكاسب تكتيكية أو أخرى أكثر اتساعاً. أما من الناحية السياسية، فقد يؤدي استخدام الأسلحة الكيميائية إلى إضعاف المعارضة وتقويض كافة الروابط الهامة القائمة بين السكان المدنيين والثوار المسلحين. وسوف تتوقف خطورة هذا التدهور على مرونة الشعب الذي أثبت حتى الآن صموده في وجه جميع هجمات النظام. وسوف تكون هناك أيضاً تبعات إنسانية بما في ذلك تدفقات محتملة من اللاجئين من المناطق المتضررة والحاجة لمعالجة المصابين ومتطلبات إزالة التلوث. وسيتم اختبار قدرة المنظمات غير الحكومية والجماعات الإنسانية على الاستمرار في عملياتها في ظل هذه الأوضاع.
الخاتمة في الثالث من كانون الأول، كرر الرئيس أوباما القول بأن الولايات المتحدة لن تقبل استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، وستكون هناك تبعات لاستخدام كهذا. وعلى الرغم من إصدار واشنطن تحذيرات مماثلة في الماضي، إلا أن الوضع قد تغير، حيث يتعين على الإدارة الاستعداد لاختبار [صدقية] تصريحاتها. إن استخدام الأسلحة الكيميائية ليس خياراً مؤكداً على الإطلاق، إلا أن احتمال حدوثه قد ارتفع بشكل كبير وسوف يزداد كلما دنت ساعة سقوط النظام. يتطلب التمسك بتصريحات الولايات المتحدة قيام استعداد من قبلها لإرسال قوات مسلحة للقضاء على القدرة الكيميائية السورية ومعاقبة النظام وقواته لاستخدامهم هذه الأسلحة. وهذا يعني تخصيص مواقع عسكرية أو إعدادها للقيام بإجراءات سريعة وبقوة ساحقة والتعامل مع طبيعة البيئة بعد الهجوم. وهذا لا يعني الاعتماد على الدبلوماسية لكونها الرد الوحيد أو الرئيسي على هذا الحدث. إن عدم الرد بالقوة على أي استخدام للأسلحة الكيميائية سوف يكون وبالاً، حيث سيرى النظام ذلك كضوء أخضر لشن المزيد من الهجمات، بينما ستجده المعارضة تخلياً تاماً عنها.
عناوين الصحف
التايم الأميركية
• هل تدخل الحرب الأهلية في سوريا فصلها الأخير، أم تستعد لمرحلة جديدة؟
سي بي اس الأميركية
• الولايات المتحدة "قلقة للغاية" بشأن الاستعدادات السورية.
• لا خطة ملموسة بشأن سوريا بعد لقاء الولايات المتحدة وروسيا.
وول ستريت جورنال
• مرسي يحاول تهدئة المعارضة.
• صفقة الصواريخ التركية تمضي قدما.
واشنطن بوست
• مبعوث الأمم المتحدة: روسيا والولايات المتحدة يسعيان لإيجاد حل 'خلاق' بشأن سوريا.
الديلي تلغراف
• 'ساعة الصفر': الثوار السوريون يستعدون لتصعيد الهجوم على دمشق.
• شيمون بيريز يشيد بمحمود عباس.
• بريطانيا تعرض تقديم المزيد من "الدعم العملي" للثوار السوريين.
جيروزاليم بوست
• غزة: فتح تنضم إلى احتفالات حماس بالذكرى الخامسة والعشرين.
• الاتحاد الأوروبي: لا نية لمقاطعة منتجات المستوطنات.
• استطلاع: أغلبية الإسرائيليين أيدوا الحرب على غزة.
نيويورك تايمز
• تخوف من المزيد من الفوضى فيما يشتبك الثوار السوريون مع الأكراد.
• مبعوث الأمم المتحدة يسعى للتوصل إلى صفقة للإطاحة بالأسد.