28-11-2024 03:41 AM بتوقيت القدس المحتلة

مخطط استبدال "اسرائيل" بإيران: بداياته وغاياته ومصيره؟

مخطط استبدال

منذ اللحظة الاولى لانتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، عكفت دوائر الغرب بجناحيه الاميركي والاوروبي مستعينة بدول عربية و(خليجية بشكل خاص) على وضع مخططات لاستهداف النهج الايراني الجديد


حسين ملاح

منذ اللحظة الاولى لانتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، عكفت دوائر الغرب بجناحيه الاميركي والاوروبي مستعينة بدول عربية وخليجية بشكل خاص على وضع مخططات لاستهداف النهج الايراني الجديد ، خاصة مع رفع الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني (قده) شعار دعم حركات المقاومة في لبنان وفلسطين لاستعادة الحقوق العربية والاسلامية ، وهو ما أربك المشاريع الاميركية المعدة للمنطقة خاصة مع توقيع اتفاقية كامب ديفيد واخراج مصر السادات من معادلة الصراع مع العدو الصهيوني ، ومنذ تلك اللحظة بدأت الغرف السوداء بإعداد العدة لضرب الثورة معتمدين على وسائل شتى من الحرب العسكرية والاستخباراتية وصولاً الى التحريض القومي والمذهبي …


بداية مخطط ضرب ايران تحت ستار "منع تصدير الثورة الاسلامية"!!!!

لم تكد تمضي اشهر بل ايام قليلة على انتصار الثورة الاسلامية (عام 1979) حتى بدأت موجة اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة في الثورة (الشهيد بهشتي ، الشهيد مطهري وغيرهم) وذلك عبر سلسلة عمليات هدفت الى زرع الفوضى في البلاد مستعينة بعناصر داخلية جُندت من قبل اجهزة مخابرات أجنبية.
ولم تكد تنتهي الثورة من اجتياز حاجز الاغتيالات والفوضى حتى أعلن صدام حسين الحرب على ايران في ظل دعم غربي ومالي وفرته دول خليجية متخفية تحت عباءة "حماية العالم العربي" من بوابته الشرقية، ورغم الخسائر الكبيرة في الارواح والاموال استطاعت الجمهورية الاسلامية افشال تلك الحرب ، فلجأت واشنطن وحلفاؤها الى المعارك السياسية لعزل طهران ، بعد مد القيادة الايرانية جسور تواصل مع حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
وتمثلت هذه المعارك بمحاولة اختزال القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي لأراضٍ عربية عبر توقيع اتفاقيات "سلام" (اوسلو، وادي عربة) ، وترافق ذلك مع لجوء الكيان الصهيوني الى الزج بترسانته العسكرية للقضاء على المقاومة في فلسطين وتصعيد الاغتيالات بحق قادة المقاومة واجتياح المدن الفلسطينية ، كذلك عمد العدو الى شن حربين على لبنان صيف (1993) وربيع (1996) .

وبعد الفشل في تحقيق اهدافهم عمد الصهاينة الى الانسحاب من جنوب لبنان (2000) وبعده قطاع غزة وهو ما دفع "اسرائيل" وامريكا ومعهم حلف ما يسمى "الاعتدال العربي" الى التصويب على ايران بصفتها رأس "محور الممانعة" ، فبدأ التبشير بخطورة ما أسموه "الهلال الشيعي" وانتشر في الفضائيات والصحف المدعومة من قبل دول خليجية العزف على الوتر المذهبي في محاولة لتأليب الرأي العام العربي والاسلامي ضد ايران بهدف عزلها على الساحة الاسلامية والعربية وابعادها عن قضايا العرب الاساسية وفي مقدمتها احتلال فلسطين.

غزو العراق ومرحلة جديدة من التحريض المذهبي

أمام نجاح ايران في استيعاب الحملات ضدها وصمود المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بدعم وغطاء سوري بوجه الاحتلال الصهيوني ، سعت الادارة الاميركية الى التدخل عسكرياً في المنطقة متذرعة بالحرب على "الارهاب" بعد احداث ايلول / سبمتبر فإحتلت افغانستان والعراق. وبعد فشلها في هذين البلدين انطلقت حملة تحريض مذهبية ضد ايران ساعدت فيها اطراف عربية واقليمية عملت على تغذية الشعور المذهبي خاصة في العراق الذي دخل بدوامة عنف حصدت مئات الالالف من الابرياء.
ورغم ذلك استطاع العراقيون تحقيق نجاح جزئي في منع انتشار الفتنة في بلدهم ودفعوا الاميركيين الى الخروج منه وهو ما وصف بضربة قوية لمحور "الاعتدال العربي" (لخوفه من غياب الخاضنة الاميركية) ، وبدلاً من الانفتاح على ايران وانشاء تعاون معها رفع محور "الاعتدال العربي" من سقف تمويله لحملات التحريض ضد ايران وبدأوا بتصويرها على انها عدو العالم العربي الجديد.


انقلاب الموازين …..ايران بدل "اسرائيل" عدوا للعرب!!

حملة التحريض ضد ايران وصلت الى مستوى غير مسبوق في السنتين الاخيرتين خاصة مع سقوط ابرز حلفاء واشنطن في المنطقة حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس ، وشعر معه الغرب ودول "الاعتدال" العربي بانهم اصيبوا بضربة قوية ، فوجدوا في الازمة السورية التي اندلعت لاحقاً فرصة للنيل من ايران لقربها من سورية ولما تمثل هذه الاخيرة من اهمية بالنسبة الى دعم المقاومة في لبنان وفلسطين. 
هنا وجدت امريكا وحلفاؤها العرب في الازمة السورية فرصة ذهبية لتسعير الفتنة والتحريض ضد ايران وايقاع الشرخ في صفوف حركات المقاومة ، وتحميل ايران مسؤولية نزيف الدم السوري عبر القول ان الحرب في سورية هي بين اقلية علوية تحتكر السلطة ضد اغلبية سنية ، فسُخرت وسائل الاعلام على اختلاف انواعها لتحقيق هذا الهدف وزُج بالفتاوى الدينية واستقدم الاف المقاتلين من شتى البلدان الى سورية تحت عناوين "الجهاد" ، وسط هذا كله بدأت محاولات للايحاء بان "اسرائيل" هي كيان طبيعي يمكن التعايش معه وان ايران هي دخيلة على المنطقة وتسعى الى بسط نفوذها.
اما القيادة الايرانية فكانت اول من رحب بالثورات في تونس ومصر ووصفتها بالصحوة الاسلامية ونادت بضرورة الاصلاح في سورية واعتماد الانتخابات والخيار الشعبي للوصول الى عملية تحول ديمقراطي في هذا البلد داعية الى ابعاد عناصر التدخل الاجنبي وحصر الحل بالسوريين لتسوية خلافاتهم ، ورغم ذلك اصرت اطراف سورية بتحريض اميركي على رفض اية حلول رافعين شعار اسقاط النظام ولو بالقوة المسلحة.

وفي هذا الاطار يرى الكاتب والمحلل السياسي مخائيل عوض في اتصال مع موقع المنار ان محاولات ضرب ايران وتشويه صورتها (خاصة مع اندلاع الاحداث السورية) اتت بعد سلسلة الانتصارات التي حققها المقاومون في لبنان وفلسطين والذين وضعوا حداً لتفوق الكيان الصهيوني وهو ما لم يحتمله داعمو هذا الكيان على رأسهم الادارة الاميركية ، التي جندت حلفاءها من العرب والمنطقة وسعت جاهدة لعزل طهران ومحاصرتها وفي تفكيرهم ان ضرب الرأس يتداعى بعده الجسد.

كيفية التصدي لمخطط استهداف ايران؟

وبحسب عوض فإن مشروع استهداف ايران سيظل قائما طالما بقيت القضية الفلسطينية حية مؤكدا ان افضل وسيلة لمنع اصحاب مشاريع الفتنة في بلاد الغرب والعرب هو الاستمرار في احياء هذه القضية ومواصلة نهج المقاومة في لبنان وفلسطين والعمل على شد الاهتمام العربي والاسلامي اليها (فلسطين) وجعلها بوصلة الصراع لتمييز العدو من الصديق، ولعل صواريخ المقاومة الفلسطينية الاخيرة التي وصلت للمرة الاولى الى تل ابيب تُثبت بالدليل القاطع ان الجمهورية الاسلامية هي خير داعم للقضية الفلسطينية وليس من رفع شعار "السلام" كخيار لاسترجاع الحقوق المسلوبة...