يشهد تاريخ وحاضر ايران ان القضايا العربية المحقة والاسلامية كانت نقطة الخلاف الاساسية بين الجمهورية الاسلامية والغرب منذ ما بعد الشاه حتى اليوم.
يشهد تاريخ وحاضر ايران ان القضايا العربية والاسلامية المحقة كانت نقطة الخلاف الاساسية بين الجمهورية الاسلامية والغرب منذ ما بعد الشاه حتى اليوم.
نهج ايران الحالي والسابق حيال هذه القضايا هو ما يجلب الضغوط الحالية وهو ما استجلب حربا عالمية عليها دامت ثماني سنوات سقط الملايين فيها شهداء. ولا تزال ايران صامدة بوجه عقوبات غربية قاسية مفروضة عليها لم تكن لو ان ايران سائرة في الركب الاميركي الاسرائيلي..
كانت تصرفات الحكومات الايرانية المتعاقبة ومواقف الساسة والقيادة الايرانية والامام الخميني والامام الخامنئي دوما مع العرب في قضاياهم وتطلعات شعوبهم وفي مقاوماتهم وتحريرهم، ثم ياتي من يقول ان ايران عدو العرب بل ان "اسرائيل" لم تعد عدوة ويمكن اقامة علاقات دبلوماسية وتجارية واقتصادية معها اما ايران فلا ، كما تفعل دول عربية ومنها دول خليجية اليوم.
لقد كانت ايران الداعم الاول للقضية الفلسطينية واعلن الامام الخميني يوم القدس العالمي ليبقي هذه القضية العربية والاسلامية حية. دعمت المقاومة الفلسطينية ولا تزال ومن يقول ان غزة كانت لتنتصر دون المدد الايراني فهو واهم، وقد اعترفت الفصائل الفلسطينية بالفضل الايراني، كما ان من يعتقد ان لبنان كان لينتصر على العدو في الحروب المتعاقبة دون المدد الايراني هو واهم. من ينظر بعين الموضوعية والحق يشهد ان ايران كانت دعامة اساسية لخير الشعوب العربية فكيف تكون عدوا؟. لقد وقفت وراء المقاومات ماديا ومعنويا ودعمت لبنان في مشاريع تنموية وفي اعادة اعماره ودعمت سوريا في الاقتصاد ووصل التعاون الاقتصادي حتى دول المغرب العربي. ومدت اليد الى مختلف الدول العربية رغم الخلافات السياسية من اجل تعاون بنّاء.
قائد الثورة الاسلامية اعتبر مؤخرا ان اثارة اسم الجمهورية الاسلامية الايرانية التي احيت القضية الفلسطينية ووصفها بالخطر على العالم الاسلامي واختيار الصمت ازاء المجازر التي يرتكبها الصهاينة خيانة. وأكد ان قضية القدس هي القضية الاساس في العالم الاسلامي.
وأكد في مواقف اخرى أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة الإسلامية وقال إن خسارة "إسرائيل" العسكرية والسياسية المذلة في عدوانها على لبنان عام 2006 والعدوان الغاشم على غزة هي دليل على نمو وقوة واقتدار المقاومة...
"الشعبوية" والعداوة ضد العرب المتهمة بها ايران من قبل "عرب الاعتلال" وتجنيد الساسة والابواق الاعلامية والفضائيات من اجل هذا التضليل، الرد الاول والاخير عليه تصرفات ايران والايرانيين نفسها. لكن دوما هناك من يريد تحريك نعرات بوجه ايران تارة بحجة انها تريد السيطرة والنفوذ على المنطقة والخليج او "احتلال" بعض الجزر او تأجيج "عنف" النظام السوري وتارة اخرى بحجج مختلفة.
لقد تساءل بعض الخبراء كيف تكون ايران متآمرة على الامارات مثلا والإمارات من أكثر الدول العربية التي تستفيد من إيران اقتصاديا؟ فقد قال السفير الإيراني في أبو ظبي محمد رضا فياض إن قيمة الصفقات التجارية بين إيران والإمارات ناهزت 25 مليار دولار في 2011.
وقفت طهران الى جانب الثورات العربية من مبدأ حق الشعوب في التحرر من الديكتاتوريات مما يؤكد انها تدعم تطلعات هذه الشعوب.
لقد رحبت ايران بحراك الشعوب العربية في الثورات. كيف لا وهي قامت وتأسست بعد ثورة مجيدة حتى رأى بعض المحللين الاستراتيجيين ان الثورات العربية استلهمت من هذه الثورة الاسلامية لناحية حراك الشعب ضد الحاكم المستكبر او المرهون والتابع.
الامام السيد علي الخامنئي حيا في العديد من المناسبات الثورات العربية ودعا شعوب المنطقة الى توخي اليقظة وعدم السماح بمصادرة ثوراتها.
اشاد الامام الخامنئي بالتقدم الذي أحرزه الشعب المصري في مجال الحريات والثورة التي أطاحت بنظام مبارك، مشيرا إلى أن "الحكام العملاء والفاسدين" أذلوا الشعب المصري. وقال إننا متفائلون بمستقبل المنطقة ونحن على استعداد لتقديم كل المساعدات لمصر "الحبيبة" لتسير في طريقها الصحيح نحو نهضة اقتصادية كبرى.
وقد دعمت ايران مقاومة لبنان منذ عشرات السنين وكانت سندا للبنان بوجه الازمات ودعمت الحوار اللبناني ابان الازمة السياسية وحثت على حل الازمة بروح الانفتاح. وقال الامام الخامنئي مؤخرا اثناء استقباله الرئيس اللبناني ان "القادة والشخصيات اللبنانية تمكنوا من إبراز تجربة جيدة، وأن يحلوا الكثير من المشاكل في ظل الصمود أمام الخلافات الدينية والطائفية المثارة ودعم المقاومة". وتابع السيد خامنئي"بعض الأجانب يحاولون جرّ بعض مشاكل دول المنطقة إلى لبنان، إلاّ أن بإمكان الأطياف والطوائف اللبنانية إحباط هذه التحركات عبر الإعتماد على المقاومة".
يتمنى بعض العرب لو تزال ايران عن خارطة المنطقة بسبب ابحارهم في المركب الغربي. بالمقابل نرى الرئيس احمدي نجاد دائما يبشر بزوال "اسرائيل" عن الخارطة وهو ما يستفز الاميركيين والاسرائيليين بشكل لا سابق له ولم يتجرأ احد من "القادة" العرب على مثل هذه المواقف.. اذاً بوصلة كثير من الدول العربية ضد ايران وبوصلة ايران دائما ضد "اسرائيل"، وهذه هي المفارقة.
وفيما نرى ان بعض العرب يدعم المجموعات المسلحة في سوريا بالمال والسلاح مما يؤدي بالنتيجة الى دمار في هذا البلد واضعافه وهذا ما تريده واشنطن وتل ابيب بالضبط، بالمقابل يقول الرئيس الايراني مثلاً على هامش قمة منظمة التعاون الاسلامي بجدة ان من الضروري ان تبقى سوريا دولة قوية واسلامية.
ومن مواقف احمدي نجاد : القضية الفلسطينية هي أهم قضية للبشرية وليست قضية أرض فقط أو تخص المسلمين وانما تخص البشرية.. ايران والجزائر يتبنيان مواقف مشتركة حيال غالبية القضايا ... ايران تجدد موقفها الداعم للسودان ... العراق بامكانه لعب دور مؤثر وفاعل في المنطقة..
وأبدي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد استعداد بلاده لوضع كل الخبرات والقدرات الايرانية تحت تصرف مصر، وقال "ان مصر غالية ونأتي للاستثمار فيها بكل ثقلنا، وهذه مسؤوليتنا وشعورنا تجاه الشعب المصري".
لقد قدمت وتقدم ايران الكثير للدول العربية وقدمت العروض لمساعدات ضخمة مجانية. نذكر من هذه المساعدات والعروض:
-مساعدة الجار العراق قبل وبعد الانسحاب الاميركي ماديا واقتصاديا، والمساعدات وصلت الى اصغر الدول مثل جزر القمر
-عرض 30 سنة من النفط المجاني للاردن
-عرض امداد مجاني للكهرباء الى لبنان يضاف الى المشاريع الضخمة المنفذة في هذا البلد بلا مقابل..
هذه المواقف وهذا الاداء وهذا الدعم نماذج فقط وليس سوى جزء من كل.. فهل تلك نماذج من الاداء التاريخي والحالي والمواقف المتخذة من دولة عدوة للعرب وقضاياهم ام من دولة حريصة على عدم اضعاف الدول العربية امام الغرب وعلى دعم مقدراتها وشعوبها والقضية العربية والاسلامية الاولى وهي القضية الفلسطينية؟؟ على العاقل ان يحكم!