30-11-2024 06:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

فلسطين في الجزائر.. تجربة إعلامية لافتة

فلسطين في الجزائر.. تجربة إعلامية لافتة

شهدت المساحات الإعلامية الجزائرية بمختلف مستوياتها، حضوراً لافتاً للشأن الفلسطيني وتطور ملفاته، كتفاصيل العدوان على غزة وتداعياته، ومسيرة الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.


على سمودى

شهدت المساحات الإعلامية الجزائرية بمختلف مستوياتها، حضوراً لافتاً للشأن الفلسطيني وتطور ملفاته، كتفاصيل العدوان على غزة وتداعياته، ومسيرة الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة. وأشار الأخ "خالد صالح" (عز الدين خالد) لتفاعل الإعلام الجزائري مع القضايا الفلسطينية قائلاً : " نجحنا في اللجنة الإعلامية لحركة فتح فى الجزائر بابتداع صيغة تعاون واتفاق مع عدد من الصحف الجزائرية، لإفراد مساحات ثابتة وكذلك ملاحق دورية تختص بالملفات الفلسطينية، وحققنا نسبة متابعة عالية ووصلنا بمفردات قضايانا لكل أسرة جزائرية".

يذكر أن صحفاً حكومية "كالشعب"؛ وصحفاً حزبية كصحيفة "صوت الأحرار"؛ لسان حال حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري؛ وصحفا مستقلة كصحيفة "الجزائر نيوز"، وصحيفة الجزائر واكبت إخباريا وتحليليا مختلف القضايا الفلسطينية.

في هذا السياق أفردت صحيفة الأحرار في عددها 4485 الصادر بتاريخ 11 نوفمبر 2012 مساحة واسعة بمناسبة احياء ذكرى رحيل القائد ياسر عرفات؛ كتب فيها العديد من الكتاب من مختلف الجنسيات، كتب الاستاذ/ يوسف الاستاذ مقالاً تحت عنوان: سنوات عجاف؛ تمحور المقال حول أن رحيل عرفات ترك في نفوس الفلسطينين الكثير من المرارة والألم؛ وتراكمت من بعده الويلات؛ فالشعب الفلسطيني ما زال يعاني الانقسام والترهل الذي أصاب الحالة الفلسطينية؛ وغياب الرؤية الوطنية والنضالية. وكتب الدكتور/ سليم محمد الزعنون مقالاً تحت عنوان: عرفات في عيون العالم مفجر ثورة .. ومؤسس دولة؛ تناول فيها رؤية  زعماء وقادة ومفكرين وكتاب عالمين لعرفات بوصفه شخصية فريدة؛ وأحد زعماء القرن العشرين، وصاحب مسيرة نضالية طويلة؛ ناضل من أجل الحرية والسيادة الوطنية والتمسك بالثواب، وعمل بجد لإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا.

في ذات السياق خصصت صحيفة الجزائر نيوز ملف خاص من 12 صفحة لإحياء ذكرى عرفات تحت عنوان: أبو عمار 8 سنوات على الرحيل؛ كتب فيه د/ سليم محمد الزعنون مقالاً تحت عنوان : عرفات ليس مجرد ثائر؛ تمحور المقال حول كيفية ادراك العرفاتية؛ موضحاً أن ادراكها يتوقف على المنظور الذي يستخدم في قرائتها؛ ويمكن تحديد منظورين في فهم العرفاتية؛ الأول يرى العرفاتية نهجاً سياسياً ونظرية ثورية ملهمه لشعوب العالم، والآخر يقوم على قراءة العرفاتية من الزاوية الإنسانية، كما كتب الدكتور/ مازن صافي؛ مقالاً تحت عنوان: الشهيد القائد الإنسان، تناول فيه الجوانب الانسانية في حياة عرفات، وكتب الاستاذ علي سمودي مقالاً بعنوان فلسطين تجدد البيعة للرئيس عرفات. 

وركز صوت الأسير ملحق جريدة الشعب في عدده 15959 الصادر 22 نوفمبر 2012 على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في إطار حملة لكشف الجرائم الإسرائيلية: كتب فية الدكتور/ علي شكشك مقالاً بعنوان: موشي ديان 65، وضح فيه أن هدف الحروب الإسرائيلية منذ النكبة وحتى الأن يتمثل في الهيمنة والإبادة، وإن كان بوسائل مختلفة بين القوة الناعمة والقوة الصلبة. كما كتب الاستاذ / سري القدوة مقالاً بعنوان: فلسطين الحب والحياة، تناول فيه العدوان الأخير على غزة، موضحاً انه برغم المعاناة وآلة البطش الاسرائيلية انتصرت غزة على الاحتلال.

وواكبت صحيفة صوت الاحرار في عددها 4506 الصادر بتاريخ 5 ديسمبر 2012 التحرك الفلسطيني للأمم المتحدة والحصول على دولة غير عضو بصفة مراقب؛ وأفردت مساحة كبيرة من صفحاتها لتغطية الحدث وتوضيح آثاره وتداعياته الايجابية على الجانب الفلسطيني، في هذا الإطار كتب الدكتور/ سليم محمد الزعنون مقالاً بعنوان: الأبعاد السياسية والقانونية المترتبة على الاعتراف بدولة فلسطين. أظهر المقال ما يحمله الاعتراف من استحقاقات هامّة وكبيرة. وكتب الدكتور على شكشك مقالاً بعنوان: باقة وطن؛ موضحاً أن الاعتراف بفلسطين يدشن مرحلة جديدة تمس كل مفردات الحالة الفلسطينينة النفسية والاجتماعية والسياسية والقانونية على جميع المستويات.

في ذات السياق واكب صوت الأسير ملحق صحيفة الشعب في عدده 15971 الصادر بتاريخ 5 ديسمبر 2012 التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة؛ وتفاصيل الاعتراف بالدولة الفلسطينينة، في هذا الأطار تم نشر نص الخطاب الذي القاه الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ وكتب الأستاذ سري القدوة مقالاً تحت عنوان: استحقاق اعلان الدولة .. إنهاء الانقسام، مؤكداً على ضرورة تكريس وتعزيز الوحدة الفلسطينينة كمطلب ضروري وملح في هذه المرحلة لمواجة التحديات صفاً موحداً، وتضمن العدد تقريراً خاصا بعنوان : ماذا يعني أن تكون فلسطين دولة، ووضح المقال الآثار السياسية والقانونية المترتبة على الاعتراف. 

لقد أبدى الكثيرون من مختلف الأطياف إعجاباً بالنقلة النوعية في تغطية الحدث الفلسطيني بصيغ إقليمية ودولية، وقد عزى الصحفي "خالد صالح"  النجاحات إلى حرص وكفاءة فريق العمل الذي يضم نخبة من صحفيين جزائريين وفلسطينيين، اضافة إلى ما قدمته المؤسسات الإعلامية الجزائرية من إمكانات مادية وفنية، ليصل النص ومعه الصورة بتفاصيلهما الواضحة. ويبدو من خلال تصفح ما ورد على صفحات الصحف الجزائرية، أن لفيف الكتاب شمل جزائريين وفلسطينيين وعرب، ومنهم من يكتب خصيصا في الملفات الفلسطينية التي تنشر في الجزائر.

وفي تعقيب له ذكر الكاتب الفلسطيني علي شكشك، بعض مميزات التجربة الاعلامية الفلسطينية في الجزائر، كحفاظ الخبر الفلسطيني على موقعه ثابتا عبر ملاحق دورية، وليس كحدث موسمي يحضر ويغيب، مدللا على ذلك بتناول قضايا الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، من خلال ملحق أسبوعي يوزع مع صحيفة الشعب الجزائرية.

وحول التجربة، دعى المسؤول التنفيدى عن ملحق صوت الأسير الذى تصدرة صحيفة الشعب الجزائرية بالتنسيق والتعاون مع سفارة فلسطين فى الجزائر الأخ "خالد صالح" إلى ضرورة تعميم التجربة على باقي السفارات والممثليات الفلسطينية المنتشرة عبر العالم، كي تبدأ بعقد اتفاقات وتأمين صيغ تعاون مع وسائل الإعلام في الدول المختلفة، كي يأخذ الخبر الفلسطيني حقه شرحاً وتحليلاً، حتى ينتج فعلاً شعبياً ورسمياً داعماً لفلسطين في كافة المجالات. في هذا السياق أكد "صالح" أن كثيراً من الاعلاميين في العالم يدعمون فلسطين، وتفعيلهم لا يتطلب سوى تواصل وخطط عمل لاستثمار التعاطف وصولاً إلى مخرجات اعلامية تضيف للحضور الفلسطيني في الضمير العالمي، وهذا ما حدث في الجزائر وما  يمكن أن يبنى عليه في مناطق أخرى.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه