تقول مصادر قيادية في حركة «حماس» لـ«السفير» إن معركة غزة الثانية ومن بعدها الاعتراف بدولة فلسطينية غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة، يفترض أن يشكلا حافزا من أجل إنجاز عدد من الأمور الملحة في الواقعي
«حماس» تستثمر إنجاز غزة فلسطينياً وعربياً:
إشادة بدور بري.. وتواصل مستمر مع «حزب الله»
قاسم قصير
تقول مصادر قيادية في حركة «حماس» لـ«السفير» إن معركة غزة الثانية ومن بعدها الاعتراف بدولة فلسطينية غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة، يفترض أن يشكلا حافزا من أجل إنجاز عدد من الأمور الملحة في الواقعين العربي والفلسطيني، وأولها إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ذلك أنه لم يعد من المفيد التمسك بأية ذرائع تحول دون إعادة اللحمة إلى البيت الفلسطيني.
تضيف المصادر أن معركة غزة كان يجب أن تشكل أيضا فرصة لإنهاء الأزمة السورية «عبر العودة إلى الحوار الذي يؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري ووقف العنف وبقاء سوريا قلعة للمقاومة»، مشيرة إلى أنه لو حدث ذلك، لتكرر ما حصل في أثناء معركة غزة الأولى (2008 ـ 2009) عندما أقدمت حركة «الإخوان المسلمين» في سوريا على إطلاق مبادرة سياسية تمهيدا لحوار وطني حقيقي.
وقالت المصادر إن «حماس» لن تكون جزءا من أي معسكر يمكن أن يؤدي إلى المس بالمقاومة، بدليل أن وفداً قياديا مركزيا من الحركة يزور العاصمة الإيرانية حاليا من أجل التشاور مع القيادة الإيرانية في عدد من الملفات الفلسطينية والإسلامية، وبينها بطبيعة الحال، الملف السوري.
وتابعت المصادر أن الحركة «لم تدر ظهرها للنظام السوري، بل قررت مواجهة الضغوط التي تعرضت لها من داخل البيت «الإخواني» في الشهور الأولى للأزمة السورية، وأطلقت أكثر من مبادرة، وآخرها تلك التي استوجبت أن يتوجه خالد مشعل إلى بيروت، وأن يلتقي السيد حسن نصرالله ويطلقا مبادرة مشتركة، أساسها الحوار بين السوريين، وبعد ذلك توجه السيد نصرالله إلى سوريا واجتمع بالقيادة السورية، لكن المبادرة لم تبصر النور».
وأشادت المصادر بالدور الذي يلعبه «حزب الله» وأمينه العام على الصعيد الإسلامي والعربي، بما في ذلك الحرص على الخصوصية الفلسطينية، وأشادت في الوقت نفسه بالدور الذي قام به رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على صعيد متابعة معركة غزة عبر اتصالاته المكثفة مع العديد من القيادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية لدعم الشعب الفلسطيني سياسيا وإعلاميا وميدانيا.
وأوضحت المصادر أن قوى المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها قادرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي وبدليل أنها حققت نتائج هامة في هذه المعركة، «وإذا قرر الجيش الإسرائيلي لاحقا القيام بعملية برية أو جوية، فسيكون مضطرا لإجراء حسابات دقيقة جدا بفعل المفاجآت التي واجهت حربه الأخيرة على غزة».
وكشفت المصادر أن حركة «حماس»، ومنذ انتهاء عدوان العام 2009، عملت على إعادة ترميم بنيتها العسكرية والتحتية واستفادت من عملية التهدئة من أجل ترتيب أوضاعها العسكرية والاستعداد لمواجهة جديدة. «وقد نجحت في السنوات الثلاث الماضية في بناء قوة صاروخية وقتالية كبيرة قادرة على مواجهة أي اعتداء جديد وهذا ما برز في الأسابيع الماضية حيث حققت قوى المقاومة نتائج هامة من خلال إطلاق الصواريخ والرد على العدوان بعكس ما كان يتوقع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي كان يأمل أن يوجه ضربة قاسية لـ«حماس» من دون حصول ردة فعل قوية، بحيث تؤدي هذه العملية الى دعم دوره السياسي (في الانتخابات المقبلة) وتكون هذه العملية بديلا من الهجوم على ايران و«حزب الله» كما كان يخطط سابقا».
وأضافت ان ما جرى أثبت أن الحركة لم تغادر مربع المقاومة، وانه اذا برزت خلافات مع بعض القوى بشأن الملف السوري «فهذا لا يعني التخلي عن خيار المقاومة، والحركة اليوم تنسق مع كل قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، سواء على المستوى السياسي أو الميداني وهناك استعداد دائم لكل الاحتمالات».
وأشادت المصادر بالدور المصري الذي وقف الى جانب قوى المقاومة بالتنسيق مع الاتراك والقطريين والدول العربية الاخرى، وخصوصا لبنان، وقالت: «ما يجري على أرض فلسطين اليوم ستكون له تداعيات استراتيجية على صعيد كل المنطقة»، وجددت القول «ان ما بعد اغتيال القائد أحمد الجعبري لن يكون كما قبله».
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه