للسنة الخامسة على التوالي، تنظم جمعية "المركز الإسـلامي للتوجيه وللتعليم العالي" معرضاً توجيهياً للطلاب الثانويين يؤدي دورا فاعلاً في إرشادهم إلى اتخاذ قرارهم المستقبلي الصائب حول الاختصاص والمهنة.
للسنة الخامسة على التوالي، تنظم جمعية "المركز الإسـلامي للتوجيه وللتعليم العالي" معرضاً توجيهياً للطلاب الثانويين يلعب دورا فاعلاً في إرشادهم إلى اتخاذ قرارهم المستقبلي الصائب حول الاختصاص والمهنة. وهو يعد بحق من المعارض الرائدة في لبنان التي تقدم هذا الجهد التربوي والعملي المميز كل عام.
ويضمّ هذا المعرض، الذي يحتضنه قصر الأونيسكو أيام الخميس، الجمعة والسبت الواقع فيه 13/14/15 كانون الأول 2012 من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة عصراً، أجنحةً لأربعٍ وعشرين جامعة، قاعة للمحاضرات وورش العمل التوجيهي، ركناً للاختبارات الذكائية والمهنية التي يجريها الطلاب في دقائق ويحصلون على نتيجتها مباشرة، قطاعات للاختصاصات تحوي خريجين وأصحاب مهن يعرضون للطالب تجاربهم ويطلعونه على ما سيواجه في سوق العمل، وتجارب علمية تحاكي الاختصاصات.
دياب : تآسيا بالمعرض الوزارة ستنشأ هيئة إرشاد علمي
أفتتح المعرض، صباح اليوم، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب، الذي قال "إن المتتبع لسوق العمل غالبا ما يجد الاختصاصات الجامعية لا تستجيب وسوق العمل، وذلك لأن هناك فرصا غير مستغلة تساهم في تدني مستوى التوظيف المهني. ومن أهم أسباب البطالة هي مسألة الافتقار إلى التوجيه والإرشاد المهني، وهذا الجانب توليه الدول المتقدمة والمنظمات العالمية اهتماما عاليا كونه يؤدي دورا رئيسيا في تحسين سوق العمل ودعم التوظيف المهني ويقوم بترفيع التنمية الاقتصادية في البلاد". وشدد الوزير على أهمية دور الدولة الرسمي في هذا الإطار وما يمكن أن يوفره من دعم للقطاع الخاص، الذي هو من يقوم حاليا بتأدية هذا الواجب نيابة عن الدولة. ونوه في هذا السياق بالدور الرائد الذي يؤديه المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي، ولفت إلى أن وزارة التربية تعدّ مشروعاً إنشاء هيئة مستقلة تعنى بالتوجيه العلمي، بناء على التجربة الرائدة للمركز.
أكد مدير التوجيه في المركز الإسلامي، الأستاذ كمال لزيق، والذي ألقى كلمة المركز، أن معرض "مهنة بالاتجاه الصحيح" هي ظاهرة تربوية "نحشد لها طوال العام لتكون عونا توجيهيا لطلابنا الأعزاء، حيث نضعهم وجها لوجه مع المتخصصين لاكتشاف ميولهم ونفتح لهم أفاق التجربة والبحث في جو من الألفة والمحبة". وقدم لزيق تعدادا لأهم إنجازات المركز، ومنها : إعداد الكتاب المدرسي التوجيهي ونشره، تقديم خدمة الإرشاد لعشرة الاف طالب داخل المدارس، إقامة المؤتمر التربوي للسنة الثالثة على التوالي تشارك فيه نخبة من الأساتذة، تقديم المنح والحسومات والقروض للطلاب بلغت قيمتها هذا العام 2300.000 دولار، وأخيرا تفعيل الإعلام التوجيهي في وسائل الإعلام اللبنانية.
الجامعات المشاركة: المعرض أساسي ودور رائد
وفي سياق مواكبة موقع المنار لهذا المعرض، أجرينا مقابلات سريعة مع بعض الجامعات التي تشارك في المعرض كل عام، والجميع أكد على أهمية المشاركة بالنسبة لهم والمردود العملي والعلمي الذي ينعكس عليه جراء هذه المشاركة. بدوره محمد صادق الحسني رئيس دائرة الإعلام في الجامعة الإسلامية، لفت إلى أنها المشاركة الخامسة للجامعة في المعرض.."الهدف الأساسي من هذه المعارض توجيه الطالب للمسار الأكاديمي الصحيح، إضافة إلى التعرف على الاختصاصات الجامعية المتوفرة في الجامعة، والتوجه إلى الجامعة المناسبة له...وفي هذا المقام نشكر المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي الذي يساعدنا على هذا اللقاء مع الطلاب، فدوره فاعل في هذا الموضوع وكانت مسألة لقاءنا مع الطلاب لتوجيههم نحو الاختصاصات وإرشادهم إلى كافة الشؤون الأكاديمية المتعلقة بالجامعة"... وأكد على الاستفادة الكبرى التي تحققها الجامعة من مشاركتها في هذا المعرض،"اعتقد ان المعرض يقدم إهم أعلام وإعلان عن الجامعة.. والذين زارو الاستناد الخاص بنا في السنة الماضية نحو 4000 الاف طالب ".
لزيق: استفادة 40 % من الطلاب هي نتيجة متقدمة جداً
بدوره المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي يراهن بشكل كبير على نجاح المعرض مثل كل عام، وعلى تزايد الاقبال الكبير عليه. الأستاذ كمال لزيق، مدير التوجيه في المركز، يؤكد: "هذا المعرض الخامس لنا، يشهد حضورا مميزا بناء على التجارب القديمة، ويوفر فرصة للطلاب أن يلتقوا بشكل مباشر مع الجامعات ليتعرفوا على كل المعلومات الحقيقة التي يحتاجونها .. لدينا بحدود 25 جامعة مشاركة في المعرض هذا العام إضافة إلى وجود استنادات وأجنحة بالمعرض لأصحاب الاختصاصات لكل المجالات العلمية كي يستفهم الطالب عن هذا الاختصاص أو ذاك ويستطيع من خلال هذه المعرفة أن يحدد خياراته العملية في المستقبل. إذ يسألون مباشرة أصحاب الاختصاصات وأصحاب الخبرة فيها.. ويتعرف فيها إلى الدراسات العليا ومجالات سوق العمل".
وهناك أجنحة يستطيع الطالب أن يقوم فيها باختبارات علمية مباشرة، كي يتمكن من اكتشاف شخصيته المهنية والعلمية، وبالتالي يتمكن من تحديد اختياره السليم. ويتابع الاستاذ لزيق "لدينا أيضا تقديم الاختصاص في شكل تجريدي حسي، هناك مختبر على مدار 3 أيام يجري فيه اختبارات لمعظم الاختصاصات ويعرف من خلالها طبيعة المهنة والاختصاص..إضافة إلى وجود ركن خاص للاستشارات يوجد أناس متخصصين في المجال النفسي والاجتماعي والعلمي بشكل حر مع حفظ الخصوصيات للطلاب بالإضافة إلى عشرات المنشورات وإصدرات تتعلق بالجامعات والاختصاصات إضافة إلى برامج الكترونية عن كل اختصاص .. وهذا نتيجة تراكم تجربة اربعة سنوات متتالية ".
وعن الاستفادة الحقيقة من المعرض، أشار الاستاذ لزيق أن :"السنة الماضية أجرينا احصاء على الطلاب الذين خضعوا لعملية التوجية والارشاد واتضح أن النسب المئوية عالية، إذ حصلوا استفادة مباشرة بنسبة 40 % وهذه نتيجة جدا متقدمة عن السنوات الماضية..".