22-11-2024 09:47 PM بتوقيت القدس المحتلة

وقائع من كواليس اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الأخير في بروكسل

وقائع من كواليس اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الأخير في بروكسل

في اجتماعهم المغلق بتاريخ 4 كانون أول/ديسمبر الحالي في بروكسيل والذي خصص لمناقشة الوضع السوري، خصوصا ما أثير حول أسلحة الدمار الشامل السورية


في اجتماعهم المغلق بتاريخ 4 كانون أول/ديسمبر الحالي في بروكسيل والذي خصص لمناقشة الوضع السوري، خصوصا ما أثير حول أسلحة الدمار الشامل السورية، كان شبح التلاعب بالمعلومات الذي قامت به إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لتبرير حربها على العراق عن 2003 حاضرا في الاجتماع، خصوصا لدى المانيا وهولندا وبولونيا التي تباينت مواقفها مع الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا، حسب مصادر صحفية فرنسية.

الاجتماع كان صاخبا وانقسم المجتمعون الى فريقين، الفريق الأول يضم كل من (الولايات المتحدة، بريطانيا، تركيا) فضلا عن أمين عام حلف الأطلسي أندرس فوغ راسمونس الذي يعتبر من التيار المتطرف والداعي للتدخل العسكري من جهة، والفريق الثاني المتخوف من تدخل عسكري مبني على معلومات كاذبة على الطريقة العراقية ويضم كلاً من (ألمانيا، هولندا، بولونيا)، وبمستوى أقل فرنسا التي وإن ارادت التدخل العسكري في سوريا لكنها تراعي المواقف الأوروبية وخصوصا ألمانيا في هذه الاجتماعات.

عند بداية الاجتماع استمع الوزراء وبعضهم كان مدهوشا الى مداخلة لأمين عام حلف شمال الأطلسي الذي طرح أن يبدأ الحلف بالعمل على وضع خطة عمل جدية للتدخل العسكري في سوريا من اجل تأمين الأسلحة الكيمائية السورية مدعوما من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي أشارت الى خطورة السلاح الكيمائي، ومن ثم تدخل في نفس التوجه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي قال "واي نوت" لماذا لا؟. ومن ثم تدخل وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو الذي كان متحمسا للاقتراح وقدم مداخلة حول تحضيرات سورية لأسلحتها الكيمائية.

غير أن ردة فعل وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله وزميله الهولندي فرانس تيمرمانز كانت قوية، حسب المصادر الصحفية الفرنسية ويبدو أنهما فكرا بمؤامرة، وأفهموا الباقين أنهما في الوقت الذي يحاولان فيه إقناع برلماني بلديهم بإرسال صواريخ باتريوت الى تركيا، تبدو دراسة الأطلسي احتمال التدخل العسكري في سوريا كمن يسعى عبر نشر هذه الصواريخ لخوض الحرب في سوريا وليس للدفاع فقط كما يحاول حلف الأطلسي إظهاره.

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اتخذ موقفا حذراً، فهو لا يريد ازعاج شركائه الأوروبيين وفي نفس الوقت أراد الحفاظ على تصلبه المعهود في سوريا، وهو كان قد أعلن في أيلول/سبتمبر الماضي أن أي استخدام للأسلحة الكيمائية سوف يؤدي الى رد قوي وكاسح، غير أنه أشار مؤخرا امام الصحافيين الى عدم صدق الادعاءات الأمريكية عندما قال أن هذه الأخبار غير مدقق فيها .

مسؤول أوروبي شاركت بلاده في حرب العراق، قال للصحافة طالبا عدم ذكر اسمه "لقد خضنا حربا بناء على قواعد كاذبة ولن نعود لخوض حربا ثانية بناء على نفس القواعد"، مضيفا "علينا أن نرى الأدلة الجدية لأن الجميع ما زال يحمل في ذاكرته كولن باول في مجلس الأمن يعرض صور عربات قال انها مستودعات كيمائية في محاولة لتبرير التدخل العسكري في العراق.

في نهاية الاجتماع ألغى أمين عام حلف شمال الأطلسي كل الاعتراضات عندما قال "لقد استمعت لكل ما ذكرتم ولكن لا تكونوا متفاجئين إذا رأيتم برنامج التدخل موضوعا على الطاولة".

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه