"سمية جعفر" قادمة من الهرمل البعيدة إلى قلب بيروت، إلى قصر الأونيسكو لتتعرف على إمكانياتها وقدراتها العلمية ولتكشف أي من الاختصاصات الجامعية يناسبها.. لعل هذا السبب الأبرز لللاقبال الكثيف على المعرض
الطالبة "سمية جعفر" قادمة من الهرمل البعيدة إلى قلب بيروت، إلى قصر الأونيسكو لتتعرف على إمكانياتها وقدراتها العلمية ولتكشف أي من الاختصاصات الجامعية يمكن أن يتوافق وقدراتها، لتتفادى بذلك الفشل ويؤمن لها النجاح في المستقبل.. لعل هذا هو السبب الأبرز للاقبال الكبير والكثيف على "المعرض التوجيهي الخامس" الذي يقيمه المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي في لبنان.
المعرض حاجة تربوية ملحة:
تقول سمية أن ما يقدمه لها المعرض في هذا الاختبار للذكاء والقدارات يوفر عليها تقريباً نصف الطريق، وتضمن أن ما يقدمه لها هي معلومات مؤكدة وجدية. وتبيّن أن فعاليات المعرض تقدم للطلاب الأجوبة حول كل أسئلتهم المحلة عن الجامعات والاختصاصات العملية وطبيعتها، وهي تتمنى لو أن هناك معرضا أخر شبيه لهذا المعرض في لبنان "إنه المعرض الوحيد في لبنان الذي يقدم لنا هذه الفرصة النادرة، ونحن شاكرين لأدارة المركز على هذه الخدمات التربوية التي لا تقدر بثمن".
يتضمن عشرة اقسام، تغطي كل الاختصاصات الجامعية في لبنان، وكل قسم يتضمن عدة فروع متجانسة مع بعضها البعض، مثل قطاع الهندسة الذي يضم هندسة الميكانيك والكهرباء والالكترونيك والمدنية، ويجري فيها تجارب عملية مع الطلاب والتلاميذ، من ناحية سوق العمل ومتطلباته وغيرها. ويوجد قسم الاختبارات يتعرف من خلالها الطالب على ميوله ورغباته العلمية وتساعده في اختيار الاختصاص الجامعي الذي يضمن له النجاح وفاق إمكانياته الخاصة، وتوصله إلى المهنة المناسبة له في المستقبل.
قسم الأنشطة التجريبية هو عبارة عن ميدان عملي، تمكن الطالب فعلا من اختبار المهنة بشكل ميداني حي يراه أمامه مباشرة في المعرض. في هذه الأقسام لدينا متخصصون في كل ميدان يرشدون الطالب ويوجهونه ويجرون تجارب حية امام الطلاب، وهكذا يكون الطالب على تماس مباشر مع المهنة والاختصاص.
أيام ثلاث واختبارات تغطي معظم الاختصاصات :
على مدار الأيام الثلاثة، وهي مدة المعرض، هناك ثلاث مراحل، تغطي غالبية الاختصاصات الموجودة في الجامعات.. اليوم الجمعة كان التركيز على اختصاصات المهن الفنية والعلمية. وعن طبيعة هذه الاختبارات تحدثنا المسؤولة عن قسم الاختبارات بالاضاءة على قسم الاختبارات الذكائية والمهنية في المعرض مع المسؤولة عنه حوراء غازي، التي أوضحت أنّ هذا القسم هو أحد الاركان الاساسية التي يتضمنها المعرض وهو يعنى باختبارات الذكاءات المتعددة بحسب نظرية "غاردنر" واختبار الشخصية المهنية بحسب نظرية هولاند.
وأشارت غازي الى ان "اختبارات الذكاءات المتعددة تشمل 8 ذكاءات وهي اختبار المنطق التفاعلي، المنطق الرياضي، اللغوي، الطبيعي، الذاتي، الحركي، الموسيقي، البصري المكاني، اما الشخصيات فهي الواقعية، الفنية، الاجتماعية، المغامرة، التقليدية"، ولفتت إلى أنّ "المرشدين في المركز يستقبلون الطلال ويقومون بحوار فردي مع كل تلميذ وعبر هذا الحوار يتعرف المرشد على اسم الطالب وما هو مستواه العلمي".
وشددت على أن "الاختبارات طويلة ولكي نقدم الخدمة الى عدد كبير من التلاميذ قسمنا الذكاءات ونقدم جزءا منها في المعرض ليعرف التلميذ كم هو معدل الذكاء لديه فيما الجزء الاخر يكون في المركز بعد انتهاء المعرض فيأتي التلميذ ليجري الاختبارات مجاناً وبعدها تكون النتيجة وعلى ضوئها يتحدث المرشد مع التلميذ وينصحه بالاختصاصات الجامعية المناسبة له".
واعتبرت غازي ان "الهدف الاساسي من قسم الاختبارات الذكائية والمهنية هي تعريف التلميذ باهمية وجود الاختبارات ليعرف كيف يتخذ القرارات".
التطبيق الميداني يشد الطلاب :
جال "موقع المنار" في أرجاء المعرض، لنكتشف بدورنا كيف يتم التطبيق، فالتقينا بمراسل المنار الزميل حمزة الحاج حسن، من مديرية الأخبار، والذي انتدبته القناة ليمثل دورها في الجانب التطبيقي في هذا الميدان. الحاج حسن أخبرنا أن "قناة المنار" تشارك للمرة الخامسة في المعرض، "ودورنا إبراز تجربتنا في الإعلام من الناحية التطبيقية لنقدم صورة عملية للطلاب الذين لا يملكون فكرة عن طبيعة العمل الإعلامي، أكثر سبب تسمعينه حول سبب اهتمامهم بالإعلام أنهم يحبون الشهرة، فبدورنا نجرب أن نوصل لهم من خلال التجربة الميدانية الصورة الحقيقة إضافة إلى العمل التطبيقي.. ".
وعن تجاوب الطلاب معهم في هذا الجناح يؤكد الحاج حسن :" صحيح العدد كبير، ولطلاب يكونون يتفرجون ويجربون أدائهم أمام الكاميرا .. نعلمهم كيف يتعاطون مع الكاميرا وكيف يتصرفون أمامها وكيف يديرون حوارا، وأي لغة من المفترض أن يعتمدوا امام الكاميرا، وأيضا لغة الجسد والتواصل لإيصال أفضل صورة قدر الإمكان. طبعا بطريقة مختصرة وأن يتمكن من توصيل الفكرة الأساسية .." ويركز الحاج حسن فكرة اساسية لدى الطلاب المهتمين بهذه المهنة أنه ليس الظهور أمام الكاميرا هو المهم بل هناك ثلاث أشياء يجب أن تراهم الناس في الذي يظهر أمام الكاميرا، اول ثقافة الذي يطل عليهم، مقدما أو مذيعا أو محوارا، إضافة إلى تراكم تجربته وخبرته في العمل الإعلامي التي تميزه عن الأخرين. والعنصر الثالث وهو أساسي أيضا أنه جزء من فريق يتكون من مصورين وعملية إعداد وانتاج وإرسال وغيرها ..
الطالب معتصم عزيز، من جامعة ALU ، يدرس الإعلام، وهي المرة الأولى له في زيارة المعرض، يرى أن التجربة التي تقدمها قناة المنار في المعرض هي تجربة حية وفيها الكثير من الواقعية والجدية التي يحتاج الطلاب إلى معرفتها لتدلهم بشكل حقيقي على الطبيعة الفعلية للعمل الإعلامي. ويرى الطلاب كيف يتم العمل في الكواليس وأمام الكاميرا في آن واحد، "فالحمدلله هناك اقبال كبير من الطلاب على هذا الجناح التطبيقي للاعلام".
تصوير: وهب زين الدين- زينب الطحان