ظهر تطبيق «فايبر» الإسرائيلي على الهواتف الذكيّة في لبنان، منذ سنة ونصف تقريباً. ومنذ ذلك الحين، يدور جدل كبير حوله، إن لناحية التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، أو لناحية استخدامه لأغراض التجسسيّة
ظهر تطبيق «فايبر» الإسرائيلي على الهواتف الذكيّة في لبنان، منذ سنة ونصف تقريباً. ومنذ ذلك الحين، يدور جدل كبير حوله، إن لناحية التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، أو لناحية استخدامه لأغراض التجسسيّة.
ويوفّر البرنامج مكالمات هاتفية مجانيّة، ويسمح لمستخدميه بإرسال رسائل نصيّة وصور ومقاطع فيديو مجاناً، بات له أكثر من مئة مليون مستخدم في العالم..
كتبت سجى مرتضى في السفير :
وأشار موقع «غوغل ترندز» إلى أنّ أول سبع دول تستخدم «فايبر» هي دول في الشرق الأوسط. أمّا موسوعة «وكيبيديا»، فتشير إلى أنّ مؤسس شركة «فايبر» يدعى تالمون ماركو، وقد خدم لمدّة أربع سنوات في الجيش الإسرائيلي، وشغل منصب المدير التنفيذي المسؤول عن المعلومات في القيادة المركزية، وهو متخّرج من جامعة تل أبيب بدرجة امتياز في اختصاصات العلوم والإدارة. مقرّ «فايبر» الرئيسي، يقع في قبرص.. والغريب، أن الشركة لا توفر أي وسيلة للاتصال بها، باستثناء عنوان لصندوق بريد، وبريد الكتروني، بالإضافة إلى أنّه لا يوجد أيّ معلومة عن العاملين فيها، عبر موقعها الرسمي.
بعد تجدّد الحديث عن استخدام «فايبر» لأهداف تجسسيّة في الآونة الأخيرة، سألنا وزارة الاتصالات، لمعرفة المعلومات التي بحوزتها حول الموضوع. فجاءنا الردّ من المسؤول الإعلامي في الوزارة طلال عساف: «لا يمكن لأحد من الوزارة المساعدة في هذا الملف». من جهة أخرى، علمت «السفير» أنّ قيادة «حزب الله» مثلاً، عمَّمت على كل المنضمين والتابعين لصفوفها عدم استخدام التطبيق الإسرائيلي.
من جهته، يؤكّد مهندس الاتصالات حسام شعيب، على أنّ كل المعلومات المرتبطة بالأهداف الاستخباراتيّة لـ«فايبر»، تبقى مجرّد فرضيات لا أكثر، لأنه «لا يمكن لأحد أن يثبت بالدليل القاطع أنّ الشركة تتجسس على مستخدميها، رغم ذلك تبقى الشكوك حولها كبيرة». ويتساءل شعيب: «كيف يمكن لشركة مثل «فايبر» أن توفّر كل خدماتها مجاناً، على مدار الساعة، ولأكثر من مئة مليون مستخدم في العالم، من دون أن يكون لديها أي مورد إعلاني ممّول، أو حتى استثمارات. وتضيف: «كل التطبيقات الأخرى، تكون مجانية في السنة الأولى من استخدامها، ومن ثمّ تبدأ الشركة بتلقي الأموال مقابل الاشتراك في الخدمة، أو استخدام الإعلانان لتغطية نفقاتها، رغم مرور سنتين على انطلاقتها». ومن هنا يتحدث شعيب على أنه من الطبيعي أن يكون للشركة تمويل خاص، يرجح أن يكون إسرائيليا، لأن «الخدمات التي يقدمها «فايبر» تتطلب ميزانيّة كبيرة».
يوضح شعيب، أن البرنامج باستطاعته إن كان تجسسياً فعلاً، أن يراقب تحركات المشترك بشكل كامل، وتسجيل كلّ اتصالات وسجلات الهاتف لديه، بالإضافة إلى تحديد مكانه. مشيراً إلى أنّ أسهل طريقة لتجنيد العملاء اليوم هو عبر برامج كهذه، لأنها «تسمح بالتعرف على شخصية الفرد وميوله ودوافعه». وفي هذا السياق، يشرح شعيب أنّ استخدام «فايبر» ليس معياراً على تعرّض المستخدم، إذ أنّ العكس قد يكون صحيحاً أيضاً.
«إن كان هناك اسم مطلوب عند الإسرائيليين، وهناك 50 اسما مشابها للاسم المطلوب، تزداد الشكوك حول الأسماء غير المستخدمة لـ«فايبر» على الأسماء التي تستخدمه ليتمّ ملاحقتها». ويؤكد شعيب أنّه لا يمكن محاسبة الشركة أو اتهامها لأن «الإنترنت سوق حرة والدول غير قادرة على التحكّم بها»، مضيفاً أنّ «المسؤوليّة لا تقع على الشركة لأنّها تقدّم خدمة مجانية، بل على المستخدم الذي عليه أن يرشّد خياراته في التطبيقات، إن كان يشعر بقلق من أنّ استخدام التطبيق قد لا يتناسب مع أولويّاته». في هذا الإطار، قد يفضّل كثيرون مقاطعة «فايبر» كموقف رافض للتطبيع مع إسرائيل، قبل أن يكون تحاشياً للتجسّس.