انتهت الجولة الأولى من المحادثات في جينيف. يومان من الضجيج الديبلوماسي، ومن المحاولات المكثفة للمضي قدماً بحل وسط يرضي الإيرانيين ومعهم الدول الكبرى، تحديداً الولايات المتحدة الأميريكية.
انتهت الجولة الأولى من المحادثات في جينيف. يومان من الضجيج الديبلوماسي، ومن المحاولات المكثفة للمضي قدماً بحل وسط يرضي الإيرانيين ومعهم الدول الكبرى، تحديداً الولايات المتحدة الأميريكية. حلّ وسط يبدو بعيداً عن خانة الممكن، خصوصاً بعد عملية اغتيال العالم النووي مجيد شهرياري إضافة إلى حقبة حافلة باللاثقة اتجاه الغربيين الذين يرفضون الإعتراف حتى الآن بأحقية طهران باستكمال مشروعها النووي، مختارين الدخول من البوابة الدولية لفرض المزيد من العقوبات.
الجولة الأولى اتّسمت بنوع من الضبابية السلبية سيما لجهة غياب جدول أعمال وعدم تحديد مكان وزمان انعقاد الجولات المقبلة وأحاديث عن عجز مجموعة 5+1 بالتواصل ايجابياً مع طهران وتبرير عملية الإغتيال التي استهدفت عالمها النووي.
لم تخرج الجولة الأولى بشيء. كثرت الأحاديث عن معوقات ومشاكل قد تؤدي بالمحادثات إلى طريق مسدود. فقد أشارت التقارير إلى أن جميع ممثلي الدول الأعضاء في مجموعة 5+1 قد تمَ تغييرهم باستثناء ممثلي أميريكا وروسيا، "ما يشير إلى أن هؤلاء الممثلين الجدد غير قادرين على مناقشة محتوى المواضيع الشائكة بشكل دقيق. وفي هذا السياق،أشار بعض الخبراء إلى أن رئيسة المجموعة ومسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في موقف حرج إزاء ممثل الجمهورية الإسلامية في المفاوضات وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي الذي كان قد بعث برسالة إلى آشتون حدد فيها شروط بلاده ورزمة من المقترحات كأساس لاستئناف المحادثات، مؤكداً على ضرورة تعامل المجموعة بناء على أسس التعاون والإبتعاد عن "سياسة العداء"، وإعلان موقف واضح إزاء الترسانة النووية التي يمتلكها كيان العدو. كما رأى البعض أن هذه المحادثات قد تتحول إلى محاكمة لمجموعة 5+1 فيما يخص اغتيال شهرياري.
من جهته، اختار جليلي بدء المحادثات بنبرة عالية، مؤكداً على أن النتائج مقرونة بأداء الطرف الآخر وأن بلاده، " لا تناقش حقوقها المشروعة في محادثات جينيف". ما عبّر عنه جليلي لم يكن مجرد موقف، بل خرج إلى سياق الفعل بعد انتاج إيران أول دفعة من الكعكة الصفراء بعد استخراجها من منجم غجين في بندر عباس ونقلها إلى مجمع يو سي أف في أصفهان. الخطوة الفعالة، عكست كما كتبت صحيفة الفيغارو الفرنسية، إرادة ايران الإستمرار ببرنامجها النووي دون الإستعانة بالآخرين.
تقترب طهران من مرحلة إثبات الذات أو بتعبير أدق تحقيق اكتفاء من النوع النووي دون مساندة من أحد. لكنها في الوقت عينه تحرص على التأكيد على سلمية ما تقوم به، وعلى عدم إغلاق النوافذ الديبلوماسية التي قد تخرج بحل يجنبها الدخول في صراع قوامه الحديد والنار.