08-11-2024 05:38 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 19-12-2012: سورية.. معاناة اليرموك تتواصل ومحاور القتال تتوسع

الصحافة اليوم 19-12-2012: سورية.. معاناة اليرموك تتواصل ومحاور القتال تتوسع

اولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها تطور الأحداث في سورية


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها تطور الأحداث في سورية وخاصة لجهة سيطرة المجموعات المسلحة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والمعاناة الناتجة عن ذلك وكذلك توسع محاور القتال الى حماه..


السفير
معاناة اليرموك تتواصل والجيش يحشد قواته
محاور القتال تتسع... إلى حماه

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "فتح مسلحو المعارضة جبهة جديدة ضد القوات السورية، حيث استطاعوا السيطرة على عدة مراكز وحواجز في ريف حماه الشمالي أمس، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على غالبية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، مقتربين إلى مسافة كيلومترات قليلة من دمشق. وجاءت هذه التطورات الميدانية، بينما واصل الجيش السوري تقدمه في داريا في محاولة للسيطرة على المنطقة كلها للقضاء على معقل مهم للمسلحين ينطلقون منه في هجماتهم باتجاه العاصمة السورية.

في هذا الوقت، كان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يبحث مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو نتائج اجتماعاته مع مسؤولين أميركيين وروس وأوروبيين.

وقال مصدر في الجامعة العربية ان الإبراهيمي والعربي بحثا، في القاهرة، «الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا، في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الإبراهيمي مع مختلف أطراف الأزمة، ونتائج محادثاته الأخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي». كما بحث الإبراهيمي مع عمرو «آخر التطورات على الساحة السورية، والجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف إراقة الدماء في سوريا بأسرع ما يمكن».

وتعرض اللاجئون الفلسطينيون في سوريا لـ«نكبة» جديدة، حيث يتواصل فرار أهالي مخيم اليرموك في دمشق، الذي يؤوي حوالي 150 ألف شخص، بعد أيام من سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة منه. ونفت مصادر رسمية سورية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن يكون الطيران الحربي قد تحرك حتى مساء

أمس، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لم تبدأ بعد، وأن التواجد العسكري على مداخل المخيم يهدف إلى منع «تمدد الإرهابيين إلى خارج المخيم نحو مناطق أخرى في المدينة».

لكن ملامح عملية عسكرية كبرى بدأت التشكل، وذلك بعد يومين من الاستعدادات التي اتسمت بتواجد آليات عسكرية ثقيلة، بينها مدرعات وناقلات جند، على مداخل المخــيم، ولا سيمــا في الدوار المؤدي إلى شارعي المخيم الرئيسيين، ولكن من دون أن تتلقى أية تعليمات بالدخول، وفقا لما نقلته مصادر ميدانية واسعة الاطلاع لـ«السفير». واستنادا لهذا، تبقى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة هي الفصيل الأساسي المقاتل داخل المخيم.

وقال شهود عيان ان غالبية سكان مخيم اليرموك قد نزحت في الساعات الأخيرة، باتجاه مناطق محيطة به. وقامت وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) بتعليق النشاطات الدراسية لاستقبال اللاجئين المتدفقين، مع حمولتهم الخفيفة من أغراض شخصية.

في هذا الوقت، استمرت الاشتباكات بين المسلحين والقوات السورية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها كلها للقضاء على معقل مهم للمسلحين ينطلقون منه في هجماتهم في اتجاه دمشق. كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وكفرزيتا في ريف حماه الشمالي وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة».

وأشار إلى «سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل أن تنسحب منه القوات النظامية، وقتل واسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالإضافة إلى الاستيلاء على آليات عسكرية». وكان أفاد عن «انسحاب القوات النظامية من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في ريف حماه». وذكر «قتل 82 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا».

روسيا وتركيا وإيران
وأعلن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أنه «لا يرى إمكان إحلال السلام في سوريا إلا من خلال المحادثات بين الحكومة والمعارضة، وأنه لا يرى إمكان أن يسمح المحيطون بالرئيس بشار الأسد له بأن يترك منصبه».

وقال باتروشيف، لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، ان «تحقيق السلام من دون مشاركة السلطة الحالية أمر مستحيل. وحتى إذا استطعنا أن نتخيل أن يترك الأسد منصبه فلن يسمح المحيطون به بأن يفعل هذا. ونرى مصلحة لنا في وقف إراقة الدماء في البلاد وتطبيع الوضع. ومن الضروري أن تجري محادثات بين القيادة العاملة للبلاد والمعارضة. أما ما يجري هناك الآن فيشبه ما جرى في ليبيا التي لا تزال تفتقر إلى الأمن وما زال احتمال تقسيم البلاد كبيرا. ويمكن أن تواجه سوريا أيضا نفس الاحتمال».

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على إيران أن تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية». وأضاف «حان الوقت لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري. اليوم إذا كان هناك عنصر في المنطقة يهدد السلام، فهو سياسات النظام السوري العدوانية».

وردا على تحذير رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز ابادي من أن «كل صاروخ باتريوت هو علامة سوداء على خريطة العالم، وقد يكون سبباً في حرب عالمية»، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان فيروز ابادي «معروف بهذا النوع من الملاحظات غير المتجانسة». وأضاف «حين نسأل السلطات (الإيرانية) عن هذا الأمر، تجيب بأن هذه التصريحات تلزمه فقط».

ووافقت ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة على تأمين بطاريات صواريخ «باتريوت» التي ستنشر تحت قيادة حلف شمال الأطلسي. ووصل نحو 40 جنديا ألمانيا لاستطلاع مواقع ممكنة في جنوب شرق تركيا لنشر «الباتريوت».

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في موسكو، ان طهران لا تعتقد أن الرئيس بشار الأسد وحكومته سيسقطان قريبا، موضحا «لدينا شكوك قوية في هذا. الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة». وأضاف «خلال محادثاتنا مع نظرائنا الروس تبين لنا أنه ليس هناك تغير في الموقف الروسي تجاه سوريا».

وقال عبد اللهيان «إذا توقفت بعض الأطراف الخارجية عن تقديم الدعم للإرهابيين وبعض الميليشيات المسلحة غير المسؤولة في سوريا، فسنرى بسرعة عودة للهدوء، وعندها سيتم إيجاد الأرضية المناسبة لاستكمال إصلاحات الرئيس الأسد وتشكيل حكومة للوفاق الوطني ودعم طرق الحوار». وأضاف «نحن من جهتنا قدمنا مبادرتنا ذات البنود الستة، ونرجو العمل عليها كطريق لحل الأزمة في سوريا، وكذلك ندعم خطة الإبراهيمي».


النهار
غارات سورية جديدة على مخيم اليرموك
موسكو تُرسل سفناً لاحتمال إجلاء رعاياها

وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول  "للمرة الثانية هذا الاسبوع شنت مقاتلات للنظام السوري غارات جوية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق بعدما سيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء كبيرة من هذا المخيم في الايام الاخيرة وسط عملية نزوح كثيفة لسكانه داخل سوريا وخارجها. وانذر الجيش النظامي السكان بالخروج من المخيم بعد المكتسبات التي حققتها المعارضة ومقاتلون فلسطينيون موالون لها في مواجهة مقاتلين من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" الموالية للرئيس السوري بشار الاسد.   

ومع التقدم الذي تحرزه المعارضة في مناطق اخرى من ارياف دمشق وحماه وحلب وادلب ودير الزور، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ارسال اسطول جديد الى السواحل السورية من اجل اجلاء محتمل للرعايا الروس عن سوريا، فيما اجرى الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي محادثات في القاهرة مع كل من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.  

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة عن مصدر بحري إن موسكو أرسلت سفنا حربية الى البحر المتوسط تحسباً لاحتمال اضطرارها الى إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الاهلية في سوريا.

وقال إن مجموعة من خمس سفن  بينها سفينتا إنزال مسلحتان وسفينة صهريج أبحرت من ميناء في بحر البلطيق الإثنين وقد تبقى في المتوسط فترة غير محددة. واضاف: "إنها تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس... جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية" وأوضح أن أي شخص يجلى عن سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.

ولم تشأ وزارة الدفاع الروسية التعليق على الامر، لكنها أحالت الصحافيين على بيان في موقعها الإلكتروني جاء فيه إن ثلاث سفن ابحرت في طريقها الى المنطقة من ميناء سفرومورسك على بحر بارنتس وإنها "ستقوم بمهمات لحماية الملاحة المدنية". ولم يتضح  ما إذا كانت هذه جزءاً من مجموعة السفن التي يشير إليها  الناطق البحري أم أنها مجموعة أخرى أرسلت لتوفير الحماية لأي عملية تشمل سوريا.

ونقلت "انترفاكس" عن قائد قوات الدفاع الروسية المحمولة جوا  الكولونيل جنرال فلاديمير شامانوف وهو يعرض مساعدة قواته في أي اجلاء: "أعلن بمسؤولية كاملة أننا جاهزون". وقال: "قوات الدفاع المحمولة جوا لديها خبرة في هذا النوع من العمليات وعلى سبيل المثال إجلاء موظفي السفارة في كابول (خلال التدخل السوفياتي في أفغانستان)... نستطيع تنفيذ ذلك إذا تلقينا الأمر من وزير الدفاع أو الرئيس".

وأكد نائب رئيس مجلس الإتحاد الروسي الياس أوماخانوف لدى لقائه نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان في موسكو،  التزام بلاده موقفها القائل بأن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري وحده، وأن أي تدخّل خارجي سيؤدي الى تصعيد الوضع.       

واستبعد أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف  إمكان تحقيق السلام في سوريا من دون مشاركة السلطة الحالية. كما استبعد إمكان أن يسمح المحيطون بالرئيس السوري بشار الأسد بأن يترك الاخير منصبه.

وأعلن المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيخوف أن الجانبين سيبحثان في الأزمة السورية خلال  قمتهما المقررة في بروكسيل في 21  كانون الاول الجاري.

وأفاد مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما  يتوقع أن يقوم بزيارة عمل لروسيا في النصف الأول من السنة المقبلة. 

الابرهيمي
في القاهرة، بحث الامين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة مع الابرهيمي، في مستجدات الوضع في هذا البلد. وقال مصدر في الجامعة ان الابرهيمي والعربي بحثا في "الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الابرهيمي مع مختلف اطراف الازمة، ونتائج محادثاته الاخيرة مع مسؤولي وزارتي الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج محادثاته مع عدد من وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي".

كذلك قال مصدر في وزارة الخارجية المصرية ان الوزير محمد كامل عمرو استقبل الابرهيمي و"بحثا في آخر التطورات على الساحة السورية... والجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف اراقة الدماء في سوريا في اسرع ما يمكن". ولم يدل الابرهيمي اثر اللقاءين بأي تصريح.

وكان نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي اشار في تصريحات الاثنين الى افكار متداولة مما  سماه (جنيف 2) تتعلق بمرحلة انتقالية في سوريا. وأوضح ان "هناك الان فكرة مطروحة حول +جنيف 2+ بمعنى ان هناك بياناً صدر في 30  حزيران الماضي عن اجتماع جنيف يحتوي على عدد من العناصر الاساسية التي يمكن ان تكون مرجعية لاي تحرك سياسي... وهناك مشاورات حاليا بين الولايات المتحدة  وروسيا وبحضور اما الممثل الاممي العربي المشترك في سوريا الاخضر الابرهيمي وأما مساعديه، وفي حال التوصل الى صياغة متفق عليها سيطلق عليها (جنيف2) ومن ثم تعرض على مجلس الامن باعتبارها خطة للحل، ولا تزال الافكار تتداول والمناقشات متواصلة".
 
فرنسا
في باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو بأن حكومته تعتقد أن تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الاخيرة بمثابة "علامة أخرى" على أن نظام دمشق يفقد نفوذه وتأثيره. وقال: "هناك دلائل على أن عدداً من المسؤولين بدأوا يدركون خطورة الوضع، لكن هذا لا يمنع النظام من مواصلة العنف والانتهاكات". وسئل عما تتوقعه فرنسا من زيارة الإبرهيمي لسوريا، فأجاب لاليو أن باريس تدعم بشكل دائم مهمة الإبرهيمي كما تواصل الاتصالات معه.


الأخبار
نازحون من اليرموك: «تركنا كل إشي وهربنا»

صحيفة الأخبار تناولت الأحداث الأخيرة في مخيم اليرموك في دمشق وحركة النزوح وكتبت تقول "كأنّ قدر الفلسطيني أن «يترك كل إشي» ويهرب. أن يهرب من القتل والغدر، مرّة من أرضه فلسطين، ومرّات في النبطية وتل الزعتر وصبرا، واليوم في اليرموك. يحمل صرّته ومفتاح بيته، ويتأبط زوجته وأطفاله، ويهرب من الموت. قضيتهم كانت دوماً قميص عثمان، كل من أراد أن يدّعي الحق أمسك بها. وعند اقتتال الإخوة، نالوا نصيبهم من القتل. اليوم يهجرون من اليرموك من جديد، يروون حكايات عن مخيم بات «مدينة أشباح» بعد نزوح أهله، وعن قصف مجنون لطائرات وصواريخ، وعن حسرة وألم مما يجري في سوريا، ومما ينتظرهم من تهجير. معاناتهم لا تنتهي مع دخولهم الى لبنان، فهنا أيضاً دولة قررت «النأي بنفسها» حتى عن المساعدة الإنسانية.

لم تنم الحاجة أم محمود ملء جفنيها مذ غادرت أرض قريتها، الصفصاف، في الجليل الفلسطيني قبل 6 عقود من الزمن. زمن، لم تذق فيه أم محمود س. (74 عاماً) الا طعم حمل «صرّة» ثياب النزوح من فلسطين، الذي ورثته أباً عن جد، وأورثته مرّ التعب الى أولاد وأحفاد يجولون اليوم في أصقاع الأرض بحثاً عن مذاق طيب لا صواريخ طائرات فيه، ولا سكاكين «مالحة» تُمعن قتلاً في مخيمات أم محمود من النبطية الى تل الزعتر وصبرا وصولاً الى اليرموك في دمشق.

في حافلة الهروب من «مقتلة» اليرموك، روت أم محمود قصة «فلسطينها» في طبعتها الجديدة. غادرت المخيم قهراً وقسراً ووجعاً. صبت جام غضبها على «أمة العرب» من المحيط الى الخليج: «شو بدي خبرك يما... تركنا كل إشي وهربنا». منذ 3 أيام وأم محمود خارج «يرموكها». نامت على قارعة طريق قرب ساحة السبع بحرات في دمشق، قبل أن تصعد حافلة مع جيرانها الى حدود لبنان، فمخيم عين الحلوة في صيدا: «راح انزل عند بنتي بالمخيم». خرجت مع جارتها منى سيراً على الأقدام تحت وابل من القصف المدفعي «قصفوا المخيم بالطائرات... وقالوا لنا أن نغادر. وأنا ما عندي الا بنتي هون بعين الحلوة. وين بدي روح بالشام؟».

أكثر من ألف فلسطيني من مخيم اليرموك في دمشق، وصلوا أمس، الى الحدود اللبنانية، في محلة المصنع. منهم من استقل حافلات وسيارات أجرة ومنهم من وصل سيراً على الأقدام. يروون حكايات وحكايات عن المخيم، وعن القتل والقصف والرصاص وصراعات الإخوة وحروب الشوارع والأزقة. يعتب الحاج أبو علي ج. (69 عاماً) على كل من استهدف المخيم من داخله وخارجه «ما عرفنا كيف طلعنا». ويتابع «آخر إشي كنت افكر فيه أنو ارجع على عين الحلوة بعد هالعمر». ويردف «أصيب منزلي بقذيفة هاون، والله نجانا».

أبو علي، الذي وصل الى المصنع اللبناني ظهر أمس، مع أحفاده السبعة وأمهاتهم الثلاث، يقص علينا، وعلى من تجمهر من سوريين هاربين، قصة اليرموك «يمكن ما يظل مخيم. لأنو كل الناس طلبوا منها تفل». ويقول إن الجيش السوري الحر سيطر بالكامل على المخيم «وانضم اليه عناصر من القيادة العامة والجبهة الديموقراطية والجبهة الشعبية». ويتابع أنه «غادر المخيم قبل يومين الى حي المزة، الى أن وصل (أمس) الى المصنع، فمخيم الجليل في بعلبك».

من بقي اذاً في مخيم اليرموك في دمشق؟ يقول الشاب طه إن نحو 70 في المئة من السكان غادروا الى وسط دمشق، والأغلبية منهم ينوون التوجه الى لبنان، مشيراً الى أنّ المخيم تعرض صباح أمس لقصف عنيف من راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة. وأضاف أن الدمار «لا يوصف، وهناك جثث في الشوارع لمقاتلين ومدنيين»، موضحاً أن «الجيش النظامي السوري يتمركز عند مداخل المخيم»، وأن اللجان الشعبيه فيه تلقت أوامر بإبلاغ السكان بمغادرة منازلهم ما بين الخامسة والتاسعة صباحاً (أمس وأول من أمس).

وليد هـ. (45 عاماً)، الذي غادر مخيم اليرموك مع زوجته وأولادهما الأربعة، يقول إن المياه والكهرباء مقطوعة عن المخيم منذ 4 أيام، لافتاً الى أن أغلبية السكان الفلسطينيين غادروا المخيم أو نزحوا الى أحياء أكثر أمناً في داخله. ويوضح وليد، الناشط في تنظيم فلسطيني داخل اليرموك، أن الجيش السوري النظامي أرسل اليهم قراراً بوجوب الابتعاد عن مسرح العمليات العسكرية أو الخروج من المخيم تمهيداً لـ«طرد المسلحين الغرباء منه».

وعند دخولهم الى نقطة المصنع الحدودية عانى النازحون إشكاليات إدارية منعتهم من الدخول الى لبنان، واضطر بعضهم الى المبيت أمام كافيتيريا الأمن العام اللبناني، الى أن أتت موافقة المدير العام للأمن بدخولهم، قبل أن يتوزعوا عند أقاربهم في المخيمات الفلسطينية في الجليل في بعلبك، وفي برج البراجنة في بيروت، وعين الحلوة في صيدا.

«رحلة التيه للعائلات الفلسطينية لم تتوقف عند مخيم اليرموك في دمشق. منذ 40 عاماً، تنقلت هذه العائلات في عمليات تهجير قسرية من مخيمي البرج في بيروت، وتل الزعتر. واليوم تعود الى ذاكرة الفلسطينيين، معاناة التهجير يشهد عليها جيل جديد ما كان بحسبانه أن يوماً سيأتي ويتهجرون منه من دمشق، الى لبنان»، يقول أنور الذي قضى ليلته برفقة عائلته المؤلفة من طفلتين وصبيين، إضافة الى زوجته، أمام مبنى كافيتيريا الأمن العام.

ويقول أنور إن السبب كان يتعلق في كون أوراق أطفاله الثبوتية ناقصة، «مع أنني حصلت على اذن موافقة مغادرة لي ولزوجتي من ادارة الهجرة والجوازات السورية، وعلى أساسه سمحوا لي بالخروج من سوريا»، فكان خياره المبيت في البرد القارس عوضاً أن يعود أدراجه خوفاً من الموت المتنقل في جميع المناطق السورية. يتابع وهو يوضب أغراضه في احدى السيارات المتجهة الى برج البراجنة «انتظرنا من الساعة السابعة مساءً حتى العاشرة صباحاً والحمد لله أتت الموافقة».

لم تنقطع دمعة ربى، ابنة العشرين ربيعاً، وهي تتحدث عن الخوف الذي يسيطر على المواطنين، تقول «الوضع أسوأ من اللي بتشوفوه بالتلفزيون، الخوف ملاحقنا من زاوية لزاوية». تروي كيف بدا المشهد الأخير للمخيم، بعدما تلقت، كما غيرها، عبر رسائل نصية على الهواتف الجوالة، وجوب ترك المخيم أول من أمس. من الساعة الخامسة فجراً حتى التاسعة صباحاً «أصبح المخيم متل مدينة أشباح. دمار وغبار، وصوت مدافع ورصاص». وتسرد حكايتها كيف انتقلت مع باقي أفراد أسرتها من المخيم الى منطقة السبع بحرات، ليتمكنوا من الحصول على موافقة مغادرة الى لبنان، باعتبار أن لديها أقارب لوالدتها في «الجنوب ولاد خالتي بمخيم عين الحلوة».

ومع تدفق النازحين الفلسطينيين برزت مشاكل متعددة لم تكن في حسبان الوافدين في مثل هذه الظروف الامنية والإنسانية السيئة، حيث إن السلطات اللبنانية لم تتخذ قرارات استثنائية لإزالة العراقيل أمام إدخال هذه العائلات في ظل واقع انساني يفرض نفسه يوماً بعد يوم.

لم يكن بحسبان جهاد وزوجته وأطفالهما الثلاثة، الآتين الى أقارب لهم في مخيم الجليل، أن تكون إحدى العراقيل ثمن دخوله الى لبنان، بحيث تقدر التأشيرة بـ25 ألف ليرة عن كل شخص، فكل ما يملكه من أموال، دفعها لسيارات الأجرة التي نقلته من مكان الى مكان داخل سوريا، الى أن نجح في الوصول الى كاراج السومرية، ما اضطره للانتظار ريثما يأتي قريبه من صيدا الى المصنع كي يدفع له 50 ألف ليرة ثمن تأشيرتين له ولزوجته. يقول «هين الانتظار ثلاث ساعات جنب اللي شفناه من الساعة الخامسة فجراً حتى الثالثة عصراً» ساعة وصوله الى نقطة المصنع الحدودية. حال أم طالب السبعينية، ليس أفضل، فهي تنتظر إنجاز معاملة دخولها مع أبنائها الى لبنان، الى مخيم عين الحلوة في صيدا، عند درج مبنى الأمن العام، تقول باكيةً «الله كاتب علينا النزوح، وان نُبقي مفاتيح ديارنا كي تذكرنا بالأيام الصعبة، الله يهدي البال ويرجع كل الناس على ديارهم».

اما أحمد العلي الذي عاد أدراجه هو وزوجته وأولادهما الأربعة، لأنه لم يتسن له الحصول على اذن مغادرة من ادارة الهجرة والجوازات في منطقة السبع بحرات، فيقول «رحت السبع بحرات، ومبنى الهجرة والجوازات مزدحم بالناس، يعني اذا وصل دوري انا وحظي يمكن يعطوني اذن ويمكن لأ، فما اتوقعت أن الأمن العام اللبناني يرجعنا في مثل هذا الظرف الاستثنائي».

كما برزت مشكلة أخرى تتعلق بالنازحين الذين يحملون جواز سفر فلسطينياً صادراً عن السلطة الفلسطينية، ويؤكد محسن أنه كان قد حصل على إذن مغادرة قبل اسبوع لكن «الأمن رجعنا لأننا نحمل جواز السلطة الفلسطينية، ومعي اذن مغادرة من سوريا، ايش السبب ما بعرف».

وفيما توزع بعض النازحين على أقارب لهم في لبنان، ملأ البعض الآخر ساحات البلدات في مجدل عنجر وبرالياس وتعلبايا وسعدنايل على أمل ايجاد مكان يؤويهم، بعدما أصبح إيجاد شقة أو سكن من سابع المستحيلات في تلك القرى.


اللواء
غارات سورية على مخيم اليرموك
الحرّ يتقدم في حماه.. وموسكو لإجلاء الرعايا

من جهتها تناولت صحيفة اللواء الأحداث في سورية وكتبت تقول "بقي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب العاصمة السورية، ولليوم الثالث على التوالي، مسرحاً لقتال عنيف وغارات جوية متلاحقة نفذها الطيران الحربي السوري بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على المخيم الذي شهد حركة نزوح كثيفة.

وفي ريف حماة تهاوت حواجز النظام امام هجمات الجيش السوري الحرالذي وسع سيطرته على احياء جنوب العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عصرا ان «القوات النظامية نفذت عدة غارات جوية على مخيم اليرموك رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة». وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا مدفعيا وبالهاون استهدف ايضا المخيم. واشار المرصد الى تزامن القصف الجوي مع تعرض احياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف واشتباكات عنيفة في حي التضامن.

وكان مسلحو المعارضة السورية مدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام احرزوا في وقت سابق تقدما واضحا على الارض داخل المخيم. وكتبت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة من جهتها ان «الجيش يتهيأ لعملية عسكرية بمخيم اليرموك» وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا استعدادا لعملية عسكرية. وتحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في بيان عن «موجات كبيرة من النزوح» من مخيم اليرموك منذ ايام. في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها.

من جهة ثانية انسحبت القوات النظامية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي. وقال المرصد «انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة». كما سيطر مسلحو المعارضة «على حاجز سوق الهال في بلدة كفرزيتا». وقالت لجان التنسيق المحلية ان الجيش الحر سيطر على حي الحجر الأسود في دمشق وعلى حاجز دوار غسان عبود في دير الزور. وافاد المركز الإعلامي ان الجيش الحر سيطر على الطريق الدولي بين حماة والرستن. وافادت مصادر الثوار انهم باتوا على مشارف حماة وانهم ينوون اقتحام المدينة لاحقاً.

في غضون ذلك ذكرت وزارة الدفاع ان روسيا ارسلت اسطولا جديدا من السفن الحربية الى المتوسط باتجاه السواحل السورية. ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن الوزارة قولها ان سفينة ياروسلاف مودري الدورية وسفينتي الانزال كاليننغراد والكسندر شابالين وسفينة اس بي-921 القاطرة وسفينة التموين لينا ابحرت من بحر البلطيق الى المتوسط. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن مصدر في قاعدة البلطيق البحرية قوله ان الاسطول ارسل الى المتوسط «لمشاركة محتملة في اجلاء مواطنين روس» من سوريا.

سياسياً حث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو طهران على استخدام نفوذها «وتوجيه رسالة واضحة» الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه. وصرح داود اوغلو للصحافيين في انقرة «بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية».

وفي القاهرة بحث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع المبعوث العربي والدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي، مستجدات الوضع في هذا البلد، بحسب ما افاد مصدر في الجامعة. واوضح المصدر ان الابراهيمي والعربي بحثا «الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الابراهيمي مع مختلف اطراف الازمة، ونتائج محادثاته الاخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي».

من جهة اخرى بحث وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مع الابراهيمي آخر التطورات على الساحة السورية (.. ) والجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف اراقة الدماء في سوريا باسرع ما يمكن». وكان احمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية اشار في تصريحات الى افكار متداولة بشان ما اسماه «جنيف2» تتعلق بمرحلة انتقالية في سوريا.

وفي موازاة التدهور الامني شهدت سوريا تدهوراً قتصادياً مروعاً انعكس في الموازة الجديدة. فقد اقر مجلس الشعب السوري امس موازنة ازمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهورا كبيرا في الايرادات وعجزا مضاعفا.

وفي قانون مالية 2013، ستزداد النفقات بنسبة 4،3 بالمئة، لكنها ستتدنى وفق الارقام الحقيقية بنسبة 36 بالمئة بسبب التضخم وتدني سعر صرف العملة السورية مقابل الدولار.

وفي السياق نفسه اكدت متحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي ان هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة تلقى صعوبات متزايدة لمساعدة السوريين بسبب «تصعيد العنف» و»نقص الشركاء» الانسانيين على الارض.

ويأتي نداء برنامج الاغذية في وقت صرحت فيه مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس انها طلبت من الحكومة السورية السماح لعشر منظمات غير حكومية اضافية بالعمل في سوريا بهدف مساعدة السكان.


المستقبل
نظام دمشق يقرّ موازنة متدهورة وروسيا ترسل سفناً تحسباً لإجلاء مواطنيها
غارات جوية على مخيم اليرموك ونزوح مكثف للفلسطينيين

وكتبت صحيفة المستقبل تقول "صعّد نظام دمشق غاراته الجوية ضد مخيم اليرموك الذي يبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن وسط العاصمة، بعد سقوطه بيد الجيش الحر اثر انقلاب عدد من المقاتلين ضد أحمد جبريل وشبيحته الذين انضموا إلى قوات الأسد التي تحاصر المخيم الفلسطيني الذي يشهد حالة نزوح كثيفة.

وفي جبهة حماة سجل الجيش الحر تقدماً في عدد من المناطق بعد انسحاب قوات النظام من مراكز وحواجز في الريف الشمالي للمدينة بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة.

وفي دلالة على الوضع الاقتصادي السيّئ الذي تشهده البلاد، أقر مجلس الشعب السوري أمس موازنة ازمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهوراً كبيراً في الايرادات وعجزاً مضاعفاً مع بلوغ الدولار الأميركي 94 ليرة سورية في السوق الموازية.

دولياً لفت أمس إعلان روسيا أنها أرسلت سفناً حربية إلى شرق البحر المتوسط تحسباً لاحتمال إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الأهلية في سوريا، في ما يظهر قلق حليفة الأسد الرئيسية من تقدم قوات المعارضة التي باتت الآن تهدد العاصمة.

ميدانياً، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر أمس، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على اجزاء كبيرة من المخيم الواقع في جنوب دمشق. وترافق ذلك مع تواصل حركة نزوح كثيفة من المخيم الى احياء اخرى في دمشق وخارجها وإلى لبنان.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عصر أمس، ان "القوات النظامية نفذت عدة غارات جوية على مخيم اليرموك بمدينة دمشق (جنوب) رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة". وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا مدفعيا وبالهاون استهدف ايضا المخيم. واشار المرصد الى تزامن القصف الجوي مع تعرض احياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف من القوات النظامية واشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي التضامن.

وكان مسلحو المعارضة السورية مدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري احرزوا في وقت سابق تقدما واضحا على الارض داخل مخيم اليرموك، حسبما ذكر المرصد وسكان من المخيم. وقال احد السكان لوكالة "فرانس برس" ان "مئات من عناصر الجيش السوري الحر منتشرون" داخل المخيم.

وكتبت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطة من جهتها ان "الجيش يتهيأ لعملية عسكرية بمخيم اليرموك" وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا الاثنين استعدادا لعملية عسكرية.

وتحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في بيان عن "موجات كبيرة من النزوح" من مخيم اليرموك منذ ايام "في وقت يقوم سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الامان". وذكرت الأونروا انها تقوم "حاليا بايواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذاً في الازدياد بتسارع". واضافت ان لاجئين فلسطينيين آخرين "يفرون بعيدا خارج دمشق"، وان "بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من الفين".

وشهد معبر المصنع الحدودي على الحدود اللبنانية أمس عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف. وارتفع عدد الفلسطينيين النازحين من سوريا الى لبنان خلال 21 شهرا من النزاع الى 12 الفا، بحسب الاونروا. وهم يعيشون في اوضاع مزرية. ويبلغ عدد سكان مخيم اليرموك 150 الفا غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريون ايضا. وتقدر الاونروا ان خمسين في المئة من سكان المخيم خرجوا منه بسبب الاحداث. وتعرض المخيم الاحد للمرة الاولى لقصف جوي الاحد، ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص.

في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها كلها للقضاء على معقل مهم للمجموعات المعارضة تنطلق منه في هجماتها في اتجاه دمشق، كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران.

واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 98 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء هم 23 مدنيا و41 مقاتلا معارضا و34 جنديا نظاميا، ويقول المرصد انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.

في محافظة حماة (وسط)، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي أمس، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة، بحسب المرصد. وكان المرصد افاد الاثنين عن انسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز في المنطقة نفسها.

اقتصادياً، اقر مجلس الشعب (البرلمان) السوري أمس موازنة ازمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهورا كبيرا في الايرادات وعجزا مضاعفا، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وفي قانون مالية 2013، ستزداد النفقات بنسبة 4,3 بالمئة، لكنها ستتدنى وفق الارقام الحقيقية بنسبة 36 بالمئة بسبب التضخم وتدني سعر صرف العملة السورية مقابل الدولار. وباتت الموازنة بحاجة لموافقة الرئيس السوري الذي يواجه منذ اذار 2011 حركة احتجاج شعبية تحولت الى نزاع مسلح اوقع اكثر من 43 الف قتيل.

وستبلغ النفقات 1383 مليار ليرة سورية مقابل 1326 مليارا في 2012. وبالدولار، ستصل نفقات الموازنة الى 23,05 مليار دولار مع معدل صرف مرجعي من 60 ليرة سورية للدولار الواحد مقابل 24,29 مليار دولار في 2012 وانما مع معدل صرف من 54,59 ليرة سورية للدولار الواحد.

وفي الواقع، يجري التداول اليوم بسعر صرف الدولار بما يوازي 74 ليرة سورية و94 ليرة سورية في السوق الموازية. وستشهد الايرادات تدهورا تفوق نسبته 35 بالمئة من 991 مليار ليرة سورية الى 638 مليارا. ويعود هذا التدهور الى تراجع جباية الضرائب لان اجزاء واسعة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة السلطات، والى تدهور الصادرات والرسوم الجمركية.

دولياً لفت أمس إعلان روسيا أنها أرسلت سفناً حربية إلى شرق البحر المتوسط تحسباً لاحتمال إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الأهلية في سوريا. وتبين مغادرة السفن القلق المتزايد في موسكو وهي الحليف الأقوى للرئيس السوري، من تقدم مقاتلي المعارضة تجاه العاصمة السورية، وتشير إلى أن روسيا تمضي قدماً بسرعة في الاستعداد لعملية إجلاء رعاياها التي أعلنها ديبلوماسي الأسبوع الماضي. وقال مصدر بحري لوكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتا إنزال مسلحتان وسفينة صهريج غادرت ميناء في بحر البلطيق أول من أمس وقد تبقى في البحر المتوسط لفترة غير محددة. وأضافت الوكالة عن المصدر إن "السفن تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس.. جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية"، وأضاف المصدر أن أي شخص سيتم إجلاؤه من سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.

ورفضت وزارة الدفاع التعليق لكنها أحالت الصحافيين إلى بيان نشر على موقعها الإلكتروني قال إن ثلاث سفن غادرت في طريقها للمنطقة من ميناء سفرومورسك على بحر بارينتس وإنها "ستقوم بمهام لحماية الملاحة المدنية". ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه جزءاً من مجموعة السفن التي يشير إليها المتحدث البحري، أم أنها مجموعة أخرى أرسلت لتوفير الحماية لأي عملية تشمل سوريا. ونقلت "انترفاكس" عن الكولونيل جنرال فلاديمير شامانوف قائد قوات الدفاع الروسية المحمولة جوا قوله وهو يعرض مساعدة قواته في أي اجلاء "أعلن بمسؤولية كاملة أننا جاهزون". وأضافت الوكالة قوله "قوات الدفاع المحمولة جوا لديها خبرة في هذا النوع من العمليات وعلى سبيل المثال إجلاء موظفي السفارة في كابول (أثناء التدخل السوفيتي في أفغانستان).. نستطيع تنفيذ ذلك إذا تلقينا الأمر من وزير الدفاع أو الرئيس".

وفي انقرة، حث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ايران على استخدام نفوذها "وتوجيه رسالة واضحة" الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه. وقال اوغلو للصحافيين "بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية".