أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تسعى سوى الى تجنب حرب أهلية طويلة في سورية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تسعى سوى الى تجنب حرب أهلية طويلة في سورية. وقال بوتين، في أول مؤتمر صحافي له منذ توليه الرئاسة، "ما هو موقفنا؟ موقفنا ليس هو أن نترك نظام الأسد في السلطة بأي ثمن، ولكن اولاً أن ندع السوريين يتفقون بين بعضهم البعض حول كيف يجب أن يعيشوا في المرحلة المقبلة". وأضاف بوتين "عندئذ فقط نستطيع أن نبدأ في البحث عن طرق لتغيير الوضع الحالي". وقال الرئيس الروسي إن دعوة بلاده للحوار في سورية تهدف الى تجنب "حرب أهلية دون نهاية" بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية، التي لا تزال تسيطر على معظم أنحاء العاصمة دمشق، مؤكداً على أن موسكو تريد "تجنب انهيار سورية".
لا نظام استبدادي في روسيا.. فالديمقراطية لا تعني الفوضى
من جهة ثانية، صرّح بوتين أنه ليس هناك "نظام استبدادي" في روسيا. وقال بوتين إن "وصف نظامنا بالإستبدادي أمرٌ لا أستطيع القيام به، لا أستطيع أن اتفق مع هذه الفكرة، أفضل دليل على ذلك هو قراري مغادرة منصبي بعد ولايتين". وأضاف بوتين "لو رأيت أنه من الأفضل اختيار الإستبداد لغيرت الدستور وهذا أمرٌ يسهل القيام به". هذا وأوضح بوتين تفسيره للديموقراطية، قائلاً "لدينا هذه الفكرة وهي أن الديموقراطية هي التروتسكية والفوضوية، ولكنها ليست كذلك الديموقراطية اولاً وقبل كل شيء هي الإنصياع للقوانين".
كما قدّم الرئيس الروسي دعمه لقرار مجلس النواب (الدوما) أمس منع تبني أطفال روس من قبل اميركيين. وقد اقرّ الدوما أمس في قراءة ثانية اقتراح قانون يحظر على الأميركيين تبني أطفال روس، وذلك رداً على إقرار الكونغرس الأميركي قانون "لائحة مانييتسكي" الذي فرض عقوبات على مسؤولين روس يشتبه بانتهاكهم حقوق الإنسان. وبحسب "قانون مانييتسكي"، فإن الأفراد المتورطين في وفاة رجل القانون سيرغي مانييتسكي في السجن عام 2009، إضافة الى كل شخص مسؤول عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في روسيا، كل هؤلاء لن يحصلوا على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة. وقد تجمّد ارصدتهم فيها.
وفي السياق، انتقد بوتين مجددا قانون مانييتسكي، معتبراً اياه "عملاً غير ودي" من جانب الولايات المتحدة، قبل أن ينتقد "الكثير من المشاكل" المتعلقة بحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الروسي إن الأميركيين "يحتجزون اشخاصاً في السجن منذ سنوات بدون توجيه الإتهامات اليهم، إنه أمرٌ لا يعقل، يتمّ تكبيلكم مثلما كان يحصل في القرون الوسطى وقاموا بتشريع استخدام التعذيب، هل تتصورون ماذا سيحدث لو قمنا نحن بمثل هذه الأمور في بلادنا؟ وكم من الوقت مرّ منذ الوعد بإغلاق غوانتانامو؟".
وبدأ الرئيس بوتين مؤتمره الصحافي بالتعبير عن ارتياحه للوضع الإقتصادي في البلاد، قائلاً إن "النتائج جيدة، وخصوصاً مقارنة مع الانكماش في منطقة اليورو والبطء الإقتصادي في الولايات المتحدة، الوضع أفضل بكثير لدينا". وبخصوص الشائعات التي سرت في الأشهر الماضية حول مشاكل بوتين الصحية، نفى الرئيس الروسي هذه الادعاءات قائلاً "حول هذا الموضوع ردي هو يمكنكم الإنتظار طويلاً".