في زيارة لي في الأمس لأحد الأصدقاء المفرج عنهم من سجون الاحتلال تحدث عن حالة هيجان وشحذ مشاعر خاصة بعد خطاب السيد خالد مشعل والذي تحدث فيه عن وعد بإطلاق سراح الأسرى
علاء الريماوي
في زيارة لي في الأمس لأحد الأصدقاء المفرج عنهم من سجون الاحتلال تحدث عن حالة هيجان وشحذ مشاعر خاصة بعد خطاب السيد خالد مشعل والذي تحدث فيه عن وعد بإطلاق سراح الأسرى وما تلا ذلك من حديث غير مسبوق من تأكيد على هذا المعنى في اجتماعاته داخل القطاع ، يضاف إلى ذلك ما بعث به الأسير عبد الله البرغوثي من رسالة إلى والده قال فيها إن هناك مفاجأة يحملها رئيس المكتب السياسي للحركة في هذا الموضوع .
في نقاشي مع أستاذي علي حنون حول ما يتناوله الأسرى في سجنهم اللذين عايشهم قال : فريق يخمن بأن رون أراد ما زال حيا، وآخرون يذكرون أن الإذاعة العبرية يوما تحدثت عن فقدان جندي إحتياط في أحد الدول الأوروبية ، وغلية الظن لدى الأسرى أن حماس نجحت في الوصل إلى جنود سقطت طائرتهم .
هذه التخمينات لمن جرب حياة الاعتقال تتحول حديث وهم يومي لا يمكن للأسرى العيش من غيره خاصة من يقضي منهم حكم المؤبد .
في متابعتي لحديث السيد خالد مشعل وجدت أن هناك تأكيد يتجاوز العبارات المعتادة عن المساندة والنصرة إلى شعور باليقين أن الأسرى سيفرج عنهم ، هذا اليقين المقروء سبب للمتابع حالة من الحيرة وصلت إلى أمنية من أن حماس في جعبتها خبر عاجل يتجاوز حالة المواساة إلى حالة القدرة على الإفراج من خلال عملية تبادل جديدة .
هذا الحال انعكس على أهالي الأسرى الذين بدءوا محاولة الاتصال بالشيخ صالح العاروري ، وغزة للأستفسار عن حقيقة التحليلات التي تخرج من أولادهم على شبكة الزيارة والتي كلها تعطي أملا غير مسبوق خاصة بعد انتهاء صفقة تبادل (وفاء الأحرار ) .
في متابعتي للشأن الإسرائيلي لم أجد مؤشرا حقيقيا واحدا يدل على أن إسرائيل فقدت جنديا إسرائيليا ، أو أن هناك ضجة إعلامية على حديث قيادة حماس حول هذا الملف .
ونضيف في ذات السياق أن حديث الأسرى عن ملف رون أردا في ظني شبه اليقيني أنه لم يعد حاضرا كورقة يمكن التعويل عليها، لانتهائها لأسباب أهمها أن أراد قتل وبليت جثته ولم يعد أحد يدري أين هي بعد هذا الزمن الطويل .
لذلك تظل الفرضية القائمة أن في مجريات حرب غزة تم أسر جندي أو طيار فهذا الحديث يجانبه الصواب خاصة أن حماس ذاتها لا يمكن لها إخفاء هذا الخبر في قطاع غزة لتقارب الناس ومتابعتهم كل شاردة وواردة ، والأهم أن الحكومة الإسرائيلية ذاتها لا تستطيع إخفاء خبر بهذا الحجم عن جمهورها وإعلامها لمدة طويلة .
القناعة لدي أن حديث السيد خالد مشعل يأتي في سياق العهد المتكرر لدى حماس من أن ملف الأسرى أمانة في عنق المقاومة ، وان ثقة حماس في جناحها العسكري تصل إلى حد اليقين من أنها قادرة على تحقيق هذا الهدف حتى لو بعد حين .
لكن يظل حديت السيد مشعل لأم المجاهد حسن سلامة أعمق وأبعد من اليقين بقدرة المقاومة بحسب تحليل الناس ، هذا التحليل ما أحدث الدربكة وأدخل النقاش إلى صفوف الأسرى الذين لم يعودوا يحتملون ضبابية التصريحات ، لذلك على قيادة حماس أن تعيد تناول هذا الموضوع بوضوح أكثر حتى يرتاح الناس من عناء التحليل والتفكير خاصة الأسرى وذويهم .
هذا الطلب ليس مرتبطا فقط برأي كاتب المقال وإنما هو رجاء ننقله من ذوي الأسرى ، و الأسرى أنفسهم ، بأن لا تتركونا نحفر في كلمات قيادة المقاومة لنستخرج منها تصورات قد تكون واهمة متسرعة ، لذلك نتمنى على قيادة صدقت في وعدها أن توضح ما أشكل على الناس فهمه.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه