أكد العلامة الشيخ عفيف النابلسي، أن عيش المسلمين مع المسيحيين هو من صميم الروح الإسلامية، محذراً من أن مخطط تهجير المسيحيين من سوريا يشكل كارثة دينية واجتماعية وحضارية
أكد العلامة الشيخ عفيف النابلسي، أن عيش المسلمين مع المسيحيين هو من صميم الروح الإسلامية، محذراً من أن مخطط تهجير المسيحيين من سوريا يشكل كارثة دينية واجتماعية وحضارية ، مندداً بدعوات التكفير الشيطانية والعنصرية التي تثير الفتنة وتشجع على العنف.
والشيخ النابلسي وجه اليوم الاثنين التهنئة إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين بوجه خاص بحلول عيد ميلاد السيد المسيح (ع)، متمنياً أن يكون هذا العيد فرصة جديدة لترسيخ المحبة وتأكيد الوحدة بين جميع اللبنانيين.
وقال: إن مسألة عيش المسلمين الأخوي مع المسيحيين هي من صميم الروح الإسلامية والمبادئ الإسلامية التي تدعو إلى أن يكون الناس جميعاً ولو اختلفوا في العقائد الدينية أو التوجهات السياسية أخوة في الإنسانية. وأن من يحاول أن يثير الأحقاد الطائفية والتقسيمات الإنسانية إنما يعمل بعيداً عن منطق الإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين وليجمع ويوحد بين الجماعات والشعوب ولم يكن أبداً في وارد التصنيف والتمييز والإقصاء.
وأضاف الشيخ النابلسي: إن دعوات التكفير التي تصدر من رجال دين من هنا وهناك، هي دعوات شيطانية وعنصرية لأنها تثير الفتنة وتشجع علي العنف بمختلف مستوياته. وقد وجدنا أن العالم العربي والإسلامي يتخبط نتيجة فتاوي التكفير التي جعلت الأخ يقتل أخاه والجار يعتدي على جاره، وهكذا حتى تحولت المنطقة إلى أتون من الصراعات والنزاعات الدينية الرهيبة التي ابتعدت في توجهاتها وحركاتها عن القيم الانسانية والمعاني الدينية. وعليه فإننا ندعو إلى الكف عن فتاوي القتل والتحريض والعودة إلي الفتاوي التي تجمع القلوب وتوحد المشاعر الإنسانية من أجل بناء الأوطان وإعمارها علي الخير والتعاون والبر.
وختم الشيخ النابلسي معتبراً أن ما سمعناه من مخططات لتهجير المسيحيين من سوريا هي كارثة دينية واجتماعية وحضارية بكل ما للكلمة من معنى. مؤكداً أن هذا المخطط يخدم المشروع الإسرائيلي الذي يدعو إلى العنصرية وإلى الدول المقفلة والنقية علي المستوى الديني، بينما الإسلام يرحب بالحضارات المختلفة وبالتعدديات الاجتماعية والثقافية ويفتح صدره للجميع ليعيشوا في رحمته الواسعة وأفقه الواسع الكبير.