29-11-2024 02:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

كتاب "استفزازي" يؤكد أن ألمانيا ما زالت بلدا معاديا للسامية سرا

كتاب

يؤكد توفيا تينينبوم، مدير المسرح اليهودي فى نيويورك، المعروف بتحركاته الاستفزازية، فى كتاب نشرته إحدى أهم الدور فى ألمانيا، أن هذا البلد ما زال معاديا للسامية سرا.

شعار نازي يرفع في المانيا في السنوات الأخيرةيؤكد توفيا تينينبوم، مدير المسرح اليهودي فى نيويورك، المعروف بتحركاته الاستفزازية، فى كتاب نشرته إحدى أهم الدور فى ألمانيا، أن هذا البلد ما زال معاديا للسامية سرا. ونشرت دار سوركامب، هذا الشهر، الكتاب الذى يحمل عنوان "وحيد بين الألمان" (الاين اونتر دويتشن) ويدافع عن فكرة أن الألمان يحتقرون اليهود، على الرغم من مرور سبعين عاما من التكفير عن ما يسمه "الهولوكوست"

الكتاب استفز وسائل الإعلام الألمانية :
ويرى البعض أن الكاتب يشبه وودى ألن أو مايكل مور، وخصوصا ساشا بارون كوهين وشخصية بورات الساخرة، فى قدرته على إثارة ردود فعل عنيفة لدى أشخاص متحضرين ظاهريا. وتينينبوم المولود فى تل أبيب فى 1957 سافر لعدة أسابيع إلى ألمانيا فى صيف 2010، والتقى مشاهير ومدراء محلات تجارية وأساتذة وطلابا وناشطين يساريين متطرفين أو من النازيين الجدد.


وأوضح لصحافيين فى برلين أن "ثمانية من كل عشرة" ألمان يعبرون "بعفوية أو بدون وعى" عن قناعات معادية لليهود. وتتحدث دراسة أجريت برعاية البرلمان ونشرت هذه السنة أن هذا المعدل هو اثنان من كل عشرة ألمان.
ويعتبر تينينبوم، أن تعريف معاداة السامية هو الاعتقاد بأن اليهود يملكون سلطة مفرطة أو مهووسون بالمال أو أن إسرائيل وحدها أو على الأقل بشكل رئيسى، مسئولة عن الصراع مع الفلسطينيين. ويؤكد أنه لم يكن بحاجة إلى فترة طويلة "لإسقاط الأقنعة".
وقال "إذا سألت أى سيدة، ما هو رأيك باليهود؟ فستقول إنهم لطيفون.. إنهم أشخاص جيدون".


وأضاف "إذا تحدثت إلى أناس يشربون البيرة والنبيذ أو غيرها فسيخرج شىء آخر، سيقولون هؤلاء اليهود الرهيبون الذين يسيطرون على البلاد". ويرى تينينبوم، يكتب فى صحف ألمانية وإيطالية وإسرائيلية، أن ألمانيا ليست بالتأكيد البلد الوحيد الذى لديه مشكلة مع اليهود، لكنها تاريخيا تشكل حالة استثنائية. وقال "قبل سبعين عاما، كانت ألمانيا البلد الذى ذهب إلى أبعد ما يمكن فى معاداة اليهود".
وأضاف "فى 1945 تحول هذا البلد دمارا، لم يعد فيه أى شىء وبنيت ألمانيا جديدة حتى القمة، اليوم إنه أقوى وأغنى بلد فى أوروبا".
وتابع "آمل أن تعيد ألمانيا بناء نفسها حول قضية معاداة السامية أيضا وأن يأتى منها النور للأمم".


يهود المان في الحرب العالمية الثانيةورأى تينينبوم، أن مبدأ "الصحيح سياسيا" لم يسمح لهم بإخفاء مشاعرهم فحسب بل أتاح لهم تعميقها. وأضاف أنه "سيكون من الأسهل بكثير صنع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو بين العرب واليهود، من إزالة كراهية الألمان لليهود". وأثار الكتاب ردود فعل متفاوتة فى حدتها فى ألمانيا.


وكتبت مجلة دير شبيغل، فى مقال طويل، أن الكتاب "عرض غريب ومسل لكائنات ألمانية غريبة"، معتبرة أن "تينينبوم يريد أن يعتبر كتابه تحذيرا جديا جدا ومحضر اتهام". من جهتها، كتبت صحيفة سود دويتشه تسايتونغ (يسار الوسط) أن تينينبوم قدم صورا "لكل ما يمكن أن تحويه ألمانيا من غرائب". أما صحيفة ابيندبلات فى هامبورغ، فقالت إنه "من الممتع الاستماع إلى أجنبى يقول لك ما تعرفه أصلا" ومبالغات تينينبوم "وسيلة للوصول إلى عمق الأشياء". وأخيرا قالت الصحيفة الألمانية "يوديش الغماينه" اليهودية أن هذا الكتاب يحوى زبدة الحقيقة المرة".