قال علماء من اليابان إن للعام الثاني من حياة الإنسان أهمية خاصة في تطور مخه وتشكله
قال علماء من اليابان إن للعام الثاني من حياة الإنسان أهمية خاصة في تطور مخه وتشكله. وخلص العلماء تحت إشراف توموكو ساكاي، من جامعة كيوتو، إلى هذه النتيجة من خلال الفحوص والتحليلات التي أجروها على البشر، وقردة الشمبانزي، وقرد المكاك الهندي الصغير، ونشروا نتائجها في «بروسيدنجز»التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا. وقال هؤلاء إن مخ الإنسان يختلف كثيراً عنه لدى القردة، وإن حجمه أكبر بكثير من حجم المخ لدى القردة، ولكنه يختلف في بنائه وهيكله عن مخ القردة.
ويرى بعض الباحثين أن سبب ذلك هو أن مخ الإنسان ينضج عقب الولادة على مدى فترة زمنية طويلة، في حين تشير دراسات أخرى إلى أن مخ الإنسان يشهد دفعة نمو واضحة خلال طفولته. ولمعرفة ذلك، حلل العلماء اليابانيون تطور المخ لدى بشر بالغين وقردة شمبانزي، وقردة الريسوسي الهندي، باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي، وقارنوا الصور التي التقطت لهؤلاء خلال ثلاث مراحل من تطور المخ، وهي الطفولة والطفولة المتأخرة، والشباب.
ووضع العلماء علامات لبدء هذه المراحل، وهي بدء ظهور الأسنان اللبنية، ثم ظهور أول الأسنان الحقيقية، ثم النضج الجنسي، من خلال بدء الدورة لدى الأنثى، أو المني لدى الذكور، وبينما بلغ المخ لدى قرد المكاك الريسوسي حجمه الكامل تقريباً في الطفولة المبكرة، فإنه ينضج لدى قردة الشمبانزي والإنسان بشكل متأخر، ولكنه ينضج بسرعة في ما بعد مقابل ذلك، حيث كان نمو المخ لدى الإنسان والشمبانزي أقوى ثلاث مرات منه لدى المكاك.
ولكن العلماء عثروا أيضاً على اختلافات واضحة بين نمو مخ الإنسان ومخ الشمبانزي، إذ تبين لهم أن حجم مخ الإنسان ازداد بمقدار الضعف تقريباً عنه لدى الشمبانزي، خلال الطفولة المبكرة، وذلك بنسبة 16٪ مقارنة بـ 8٪ لدى الشمبانزي، في حين لم تتجاوز هذه الزيادة لدى المكاك 1.6٪، وتعادل هذه المرحلة لدى الإنسان سن 12 إلى 24 شهراً، حيث كان نمو المادة البيضاء بالمخ في هذه المرحلة سريعاً بشكل واضح، حيث ازدادت لدى الإنسان بنسبة 43٪ في هذه الفترة مقابل 17٪ لدى الشمبانزي. وتحتوي المادة البيضاء على الألياف العصبية أن امتدادات الخلايا العصبية المهمة بالنسبة لتوصيل المناطق المختلفة بالمخ بعضها بعضاً، من خلال نظام يشبه الشبكة.