أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 26-12-2012
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 26-12-2012
وورلد تريبيون: أوباما يقف إلى جانب إيران في قضية "التعويضات على ضحايا تفجير '83 الذي أودى بحياة 241 جنديا من مشاة البحرية 26- 12- 2012
في سعي منه للتصالح مع نظام طهران، منع الرئيس باراك أوباما قرارا يحمّل إيران مسؤولية تفجير حزب الله الذي أودى بحياة 241 جنديا من مشاة البحرية الأمريكية عام 1983. وقد أكدت مجموعة من الناجين أن الإدارة تضغط على الديمقراطيين في الكونغرس لعدم دعم مشروع قانون من شأنه أن يفرض أحكاما كبيرة على إيران من قبل عائلات جنود مشاة البحرية. في عام 2007، حمّ!لت محكمة أميركية فيدرالية إيران مسؤولية تفجير بيروت وأمرت طهران بدفع 2.65 مليار دولار كتعويض. وقالت لين سميث ديربيشاير، التي تضغط من اجل تمرير القرار "هذه الإدارة تتحدث كثيرا عن العقوبات، ولكننا نعرف أن إيران تراقب هذه القضية عن كثب، وبشكل مثير للدهشة، تقف إدارة أوباما إلى جانب إيران". كما تضغط المجموعة على الكونغرس لتعزيز القانون الأمريكي الذي يمنع إيران من غسل الأموال في الولايات المتحدة لتمويل حزب الله وآخرين...
الاندبندنت البريطانية: التدخل العسكري في سوريا 26- 12- 2012
نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للصحفي جون كامبفنر حول سوريا يقول فيه إن الغرب يبدو حاليا أقرب أكثر من أي مرحلة أخرى للقيام بعمل عسكري في سوريا. ويشير إلى أنه بعد 21 شهرا من القتال، وصلت قوات المعارضة إلى العاصمة السورية دمشق واستطاعت السيطرة على عدد من المدن الإستراتيجية. ويقول إنه كلما زاد يأس الرئيس السوري بشار الأسد، كثرت الهجمات التي تستهدف المدنيين. وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن حصيلة القتلى وصلت إلى أكثر من 40,000 قتيلا، مشيرة إلى أعمال وحشية ارتكبها كلا الجانبين. ويتساءل كامبفنر إن كان يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العمل من أجل التعجيل بسقوط الأسد، وسط مطالبات بتحرك ينهي الأزمة في سوريا. ويرى أنه إذا اعترف الأمريكيون والأوروبيون بتحالف المعارضة كحكومة شرعية في سورية، يمكنهم قانونا تقديم مساعدة عسكرية لها دون الحاجة لقرار من الأمم المتحدة. وستقوم، حينئذ، تركيا وقطر بالمساعدة في فرض منطقة حظر جوي أو أي تحرك عسكري محدد.
الغارديان البريطانية: لدينا حتى حزيران 2013 لإنهاء أزمة إيران النووية 26- 12- 2012
تناولت صحيفة غارديان الملف النووي الإيراني في مقال تحت عنوان "لدينا حتى حزيران 2013 لإنهاء أزمة إيران النووية" جاء فيه أن الأزمات الدولية لا تستمر عادة سوى لأيام معدودة أو أسابيع، كما حصل في أزمة الصواريخ الكوبية، ولكن الأزمة النووية الإيرانية مستمرة منذ عقد، بعد كشف وجود البرنامج عام 2002. وأضاف الكاتب: "نافذة الدبلوماسية مفتوحة مع إيران منذ إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولكن هامش التفاوض سيتراجع مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران المقبل، ما يعني أن الفرصة الوحيدة المتوفرة تتمثل في الأشهر الخمسة الأولى من العام المقبل." وختم الكاتب بالقول: "إذا أخذنا بعين الاعتبار أن كل دولة نووية موجودة في العالم اليوم احتاجت إلى عقد من الزمن قبل إنتاج قنبلتها الأولى فهذا يعني أننا أمام مؤشر خطير وجدير بالانتباه، فانتظار إيران ليس إستراتيجية جيدة، كما أن العقوبات، رغم دورها الكبير خلال السنوات الماضية، لا يمكنها القيام بالمهمة كلها."
سي آن آن: مسح: الأمريكيون يعارضون تورط واشنطن عسكريا بسوريا 26- 12- 2012
رغم إبداء معظم الأمريكيين قلقهم إزاء الأزمة الدموية في سوريا، إلا أن مسحاً أجرته CNN مؤخراً كشف بأن غالبية الشارع الأمريكي تعارض تورط واشنطن المباشر في القتال الدائر هناك منذ ما يقارب العامين. ووجد الاستطلاع، الذي أجرته الشبكة بالتعاون من "او سي آر" الدولية، إن 34 في المائة من المستطلعين قلقون للغاية حيال الوضع في سوريا، مقابل 46 في المائة أعربوا نوعا ما عن قلقهم بشأن الأحداث هناك، أما 18 في المائة فلم يروا في النزاع، الذي راح ضحيته حتى اللحظة ما يقدر بأكثر من 40 ألف قتيل، ما يستدعي القلق. وبهامش تراوح ما بين 43 إلى 52 في المائة أبدى المستطلعون معارضتهم لأي عمل عسكري تقوم به أمريكا أو أي دول أخرى لمحاولة إقامة منطقة آمنة في سوريا. وعارض 55 في المائة منهم مبدأ إمداد واشنطن، أو أي دول أخرى، لمقاتلي المعارضة بالأسلحة، وبهامش اثنين إلى واحد، رفض الأمريكيون إرسال بلادهم، أو أي دولة أخرى، قوات برية لمحاولة إقامة منطقة آمنة لمقاتلي المعارضة. وأظهر مقترح إمكانية إرسال أمريكا لمقاتلات حربية أو صواريخ للمشاركة في النزاع السوري القائم منذ ما يقارب العامين، انقساما حزبي وعلى صعيد الجنس كذلك، فقد انقسم الديمقراطيون في هذا الشأن، فيما أنحاز الجمهوريون له قليلا، ورفضه المستقلون وهو ذات الموقف الذي أبدته النساء من شاركن في الاستطلاع، أما الرجال فقد انقسموا حياله. وأجرت الشبكة الاستطلاع، الذي اجري عبر الهاتف، خلال الفترة من 17 إلى 18 كانون الأول الجاري، وشارك فيه 620 أمريكاً، بهامش خطأ أربعة نقاط في المائة زيادة أو نقصاناً.
واشنطن بوست: هل تتستر الحكومة اليمنية على الغارات الأميركية؟ 25- 12- 2012
أثارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية موضوع استمرار إخفاء الحكومة اليمنية حقيقة الغارات الأميركية التي تشن من وقت لآخر على أهداف منتقاة في اليمن، ومنها غارة قتلت في السيارة التي استهدفتها أما وطفلتها البالغة من العمر سبع سنوات وطفلا آخر يبلغ من العمر 12 عاما فقط. قالت الحكومة اليمنية في بادئ الأمر إن القتلى هم من تنظيم القاعدة وإن طائراتها الحربية -السوفياتية الصنع- هي التي نفذت الغارة على السيارة التي كانت تقلهم. إلا أن قادة قبليين وعسكريين كشفوا النقاب عن أن الغارة نفذتها الطائرات الأميركية، وأن جميع الضحايا هم من المدنيين القاطنين قرب موقع الغارة. وقعت الغارة في 2 أيلول الماضي، واعترفت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ولأول مرة بأن قواتها هي التي نفذتها. ويصف سلطان أحمد محمد المواطن اليمني البالغ 27 عاما وأحد الناجين من ركاب السيارة وقت الغارة فيقول "كانت الجثث تحترق. كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لم يكن أي منا على صلة أو عضوا في القاعدة!". ورأت الصحيفة أن هذه الأحداث والطريقة التي يتم التعامل معها على المستوى الحكومي، تنسف مصداقية الحكومة اليمنية بين أبناء اليمن، ومن جهة أخرى تدعم موقف وشعبية تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وقد أخذ قادة قبليون يمنيون الجثث إلى موقع رئاسي قريب ليلزموا الرئاسة والحكومة اليمنية الحجة بأن القتلى لم يكونوا من تنظيم القاعدة. وقد أفاد قادة يمنيون رسميون وغير رسميين بأن الهدف كان أحد قادة القاعدة وهو عبد اللطيف ذهب والذي كان يعتقد بأنه موجود في سيارة كانت تسلك نفس الطريق وقت الغارة. وبيّنت الصحيفة أن الغارات الأميركية على أهداف منتقاة قد حدثت في بلدان عدة مثل باكستان وأفغانستان وغيرها، ولطالما تحدثت الحكومات في تلك البلدان بصوت عال عن تلك الغارات التي غالبا ما يسقط فيها مدنيون، إلا أن الوضع مختلف في اليمن، حيث تحاول الحكومة السابقة والحالية التستر على تلك الغارات. أما إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي اتبعت تكتيك الغارات لاستهداف المطلوبين من قبلها، فقد دأبت على التزام الصمت بشأن تلك الغارات المثيرة للجدل، فلا تؤكد أو تنفي. وقالت الصحيفة إن مسؤولا أميركيا في واشنطن اشترط عدم الإفصاح عن هويته أكد أن الغارة على السيارة كانت من تنفيذ طائرة أميركية، إلا أن وزارة الدفاع والمسؤولون الأميركيون في اليمن امتنعوا عن التعليق على الاعتراف. وقالت الصحيفة إن مراسلها التقى بأقارب ضحايا الغارة الذين تحدثوا للمرة الأولى منذ الغارة وأكدوا أن جميع سكان بلدتهم يشعرون بالحنق والغضب على الحكومة والأميركيين وأنهم مستعدون للتعاون مع أي كان للانتقام حتى لو كانت القاعدة. وقال محمد "بلدتنا غاضبة بالكامل على الحكومة والأميركيين. إذا كانت الحكومة الأميركية مذنبة، عندها لن يكون لي خيار سوى التعاطف مع القاعدة لأنها تقاتل الأميركيين".
الاندبندنت البريطانية: سوريون يعودون من الأردن للقتال ببلادهم 25- 12- 2012
أوردت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن بضعة آلاف من اللاجئين السوريين المنفيين في الأردن غادروها في الأسابيع الأخيرة للالتحاق بالثوار في وطنهم الأصلي. وطبقا لنشطاء سوريين ومسؤولين أردنيين، فإن مغادرة هؤلاء اللاجئين أفرغت مئات المنازل والشقق والخيام في المفرق ومدن في شمالي الأردن من قاطنيها. وذكر مسؤولون أمنيون أردنيون -رفضوا الكشف عن هوياتهم- أن نحو ثمانية آلاف سوري من جملة 250 ألف لاجئ سوري في الأردن، عبروا الحدود عائدين إلى سوريا خلال الأيام العشرة الأخيرة وحدها. وبحسب ناشطين في سوريا والأردن، فإن العودة المفاجئة لهؤلاء تجيء استجابة لنداء وجهه المجلس العسكري للثوار مطلع كانون الأول الجاري لتعزيز قواته بمزيد من المقاتلين. وقال هؤلاء النشطاء إن استجابة اللاجئين في الأردن كانت أكبر لأن المليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد في لبنان منعت أعدادا مماثلة من العودة، غير أن العديد من السوريين في تركيا قد انخرطوا بالفعل في القتال الدائر في وطنهم. وقال ثوار سوريون إن النداء من أجل مزيد من القوات يأتي في وقت تدخل فيه المعارضة مرحلة حاسمة في الصراع الممتد لأشهر مع اقتراب مقاتليها من قلب دمشق حيث تمكنوا من السيطرة على العديد من القواعد العسكرية وصد هجمات مضادة على معاقلهم في حلب ومدينة درعا الجنوبية وريف دمشق. وأكد أبو هاني درعاوي -أحد منسقي الجيش السوري الحر والتي استقبلت كتائبه في درعا معظم العائدين من الأردن- أن المملكة الهاشمية باتت اليوم "مصدرنا الأول للقوى البشرية". وذكر نشطاء أن من بين العائدين من الأردن مئات من الأطباء والممرضات والمحامين والمهندسين الذين يتوقون لإعادة بناء ما دمرته الحرب في وطنهم.
لوس أنجلوس تايمز: الأسد قد يرحل ولكن أزمات سوريا باقية 25- 12- 2012
قالت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية إنه في الوقت الذي تترسخ فكرة قرب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أكثر فأكثر، يقول دبلوماسيون مقيمون في المنطقة إن الأوضاع التي آلت إليها المدن السورية تنبئ بمستقبل صعب حتى بعد رحيل الرئيس. ويرجع الدبلوماسيون هذه الأفكار إلى اتخاذ المعارك حول المدن الرئيسية مثل دمشق وحمص وحلب طابعا فئويا، وهو ما جاء في تقرير المحققين التابعين لأمم المتحدة مؤخرا. وقالت الصحيفة إن وحدات المعارضة المسلحة من المتدينين قد بدأت تحقق مكاسب على الأرض، وبالتالي ترسيخ مكانتها بين هيكل حكومة الظل التي من المتوقع أن تتسلم مقاليد الحكم في حال إزاحة الأسد إما بقتله أو بنفيه. وتعاني سوريا اليوم أزمة حقيقية وبلغ عدد الذين تركوا ديارهم هربا من الحرب قرابة مليوني شخص، معظمهم اضطروا إلى الانتقال إلى مدن سورية أخرى أكثر أمنا، بينما لجأ مئات الآلاف إلى الخارج ويعيشون في مخيمات تفتقر إلى مقومات الحياة المريحة. من جهة أخرى، فقد شمل الدمار المؤسسات الطبية في المدن التي تشهد مواجهات مسلحة، ودمرت المشافي والمراكز الصحية، الأمر الذي أدى إلى ترك حوالي 150 ألف جريح بدون رعاية طبية مناسبة. ورأت الصحيفة أنه في حال توقف القتال، فستبرز مشكلة هوية المتحكم في تدفق المساعدات وتوزيعها على الأقليات وأولئك الذين فقدوا دورهم وأحباءهم في الحرب، الأمر الذي سينتج عنه عداءات ومواجهات جديدة. ولعل أكثر المؤشرات الباعثة على القلق هو يأس القوات التابعة لنظام الأسد في ضوء تعرضها لخسائر متتالية وفقدانها لكثير من المناطق المتنازع عليها، والأدهى فإن النظام قد بدأ يتعرض لهزات وانتكاسات حتى في المناطق التي كان ينظر إليها على أنها معاقل تقليدية للنظام ومؤيديه. واعتبرت الصحيفة أن من مؤشرات حالة اليأس التي يعاني منها النظام هي استخدامه صواريخ سكود أرض أرض لدك مواقع حول حلب وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. الأمر الثاني هو إعادة نشر الترسانة الكيمياوية للنظام، الأمر الذي قد يعني واحدا من أمرين أو كلاهما: إعادة تذكير العالم بنقاط قوة النظام، أو الاستعداد لاستخدام الورقة الأخيرة في معركة الحسم. وعلى الصعيد السياسي، فإن مهمة المبعوث الأممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لا تبشر بالخير، وقد وصف الوضع في سوريا بأنه "مقلق"، ولا يبدو أن هناك أي مؤشرات لحل سياسي خاصة في ظل استمرار الإعلام السوري ترديد تعهدات الأسد بشأن ما يصفه "حماية سيادة واستقلال الوطن" ودفاعه عن وضعه كرئيس للبلاد بعد 21 شهرا من المعارك مع المعارضة المسلحة. وتساءلت الصحيفة عن رد فعل نظام الأسد إذا ما اقتربت المعركة من معقله في العاصمة أو المناطق العلوية في الساحل السوري على البحر المتوسط. ونقلت الصحيفة بهذا الخصوص عن جيفري وايت من وكالة الاستخبارات الدفاعية والذي وصفته الصحيفة بأنه خبير بالشأن السوري قوله "تمثل الترسانة الكيمياوية السورية عامل تغيير محتمل. قبل أسابيع قليلة، بدا النظام وكأنه يستعد لزج هذا السلاح في المعركة حول دمشق. وحتى لو تراجع النظام عن هذا التكتيك، سيبقى المجتمع الدولي قلقا من احتمال استخدام النظام لتلك الترسانة إما لترهيب السكان في مناطق معينة، أو لكسر حلقة الوصل بين الناس والمعارضة المسلحة أو لتغيير وضع المعركة على الأرض". ورجح وايت رحيل الأسد خلال أسابيع أو أشهر على أبعد تقدير، خاصة بعد فقدان القوات النظامية المسلحة القدرة على شن هجمات مؤثرة وتكبدها قتلى بمعدل ألف يوميا.
معهد واشنطن: هل اقتربت النهاية في دمشق؟ 22- 12- 2012
"في 20 كانون الأول 2012، خاطب جيفري وايت وأندرو جيه. تابلر منتدى سياسي في معهد واشنطن. والسيد وايت هو ضابط كبير سابق لشؤون الاستخبارات الدفاعية وزميل للشؤون الدفاعية في المعهد. والسيد تابلر هو زميل أقدم في برنامج السياسة العربية في المعهد. وفيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهما."
جيفري وايت على مدى الأشهر القليلة الماضية، أصبح موقف بشار الأسد العسكري محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد. فقد تضاءلت قدرات النظام الدفاعية -- حيث يواجه صعوبات حتى في الحفاظ على المواقع الأكثر ميزة، كما أن جميع جهوده الرامية إلى دحر قوى المعارضة المسلحة (باستخدامه مدفعية الميدان والقوة الجوية، وفي الآونة الأخيرة صواريخ سكود) قد باءت بالفشل. وتظهر أشرطة فيديو يوتيوب قوات النظام وهي تبدو وكأنها جيش مهزوم وتتصرف كذلك. وقد ساهمت عدة اتجاهات في هذا التدهور. أولاً، منذ الشتاء الماضي طوّر الثوار قدراتهم القتالية بشكل كبير مما جعلهم يقلصون من تواجد النظام في جميع أنحاء البلاد ويستولون على نقاط تفتيش وحواجز ومراكز للشرطة. وفي سعيهم هذا حصلوا على كمية أكبر من الأسلحة والذخيرة والخبرة القتالية بالتزامن مع عملهم على تقويض قدرة الأسد في السيطرة على الشعب. وحالياً، تسيطر قوات الثوار على خطوط الاتصالات في إدلب وحلب والرقة، وكثيراً ما تقوم بعزل ومضايقة المطارات التابعة للنظام. وقد هزمت عدة وحدات تابعة للنظام وساهمت بذلك في زيادة هيمنتها النفسية. والأكثر أهمية هو أن الثوار الآن مكتفون ذاتياً: فهم يستولون بصورة منتظمة على أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ تطلق من الكتف وقذائف صاروخية وأسلحة أخرى من قوات النظام، ويظهر أنهم يستبدلون الأفراد الذين يخسروهم بسهولة نسبية. ولا يحتاجون إلى الكثير من التسلح من الخارج، بل على العكس من ذلك؛ ويبدو أن الأحداث قد تجاوزت الجدل الدائر في الولايات المتحدة حول جدوى إمدادهم بالسلاح. ومع ذلك، فهم بحاجة إلى مساعدات عسكرية من بينها أعمال تدريب واستخبارات. ثانياً، أن قدرات النظام العسكرية آخذة في التدهور. وكان قد قام بآخر مناورة له واسعة النطاق خلال الصيف، عندما حاول استعادة مدينة حلب، وأخفق بذلك -- وربما كانت تلك نقطة التحول في الحرب. واليوم ينفذ الجيش عمليات محلية فقط، ويقوم الثوار برد الكثير منها على أعقابها. ويجري استنزاف قوات النظام بشكل سريع، وتقدر خسائره خلال الخمسة أو الستة أشهر الماضية بحوالي 1,000 قتيل و 4,000 جريح شهرياً. وعلى النقيض من ذلك، فقد المتمردون حوالي 850 رجلاً في الشهر، ويبدو أنهم أكثر قدرة على استبدالهم. وتظهر معنويات قوات النظام ضعيفة إلى حد بعيد من جراء الخسائر المتكررة للمواقع التي كانت تسيطر عليها لمدة طويلة، كما تفتقر هذه القوات إلى العزيمة في خوض عمليات قتالية هجومية. ثالثاً، أن الثوار قد أغلقوا تقريباً "الفجوة العملياتية" التي تمتع بها النظام منذ اندلاع الحرب، وخاصة من ناحية القوات المدرعة والمدرعات الآلية والتعبئة والحشد عبر البلاد. وبالمثل تضيق "الفجوة أرض- جو" بسبب تطوير الثوار لقدراتهم الدفاعية الجوية. إلا أن "الفجوة المدفعية" لم تتقلص بعد، ولكن الثوار يكتسبون هذه القدرة بخطى سريعة. من الناحية العسكرية، يواجه النظام خمس احتمالات للعبة النهائية في سوريا: تفكك المحافظات، مع وقوع السيطرة على المحافظات في يد الثوار - محافظة تلو الأخرى. وهذه العملية سارية بالفعل بدرجة معينة، على الرغم من أن النظام يخفي حقيقة وجودها بإبقائه على الأقل تواجد إسمي له، في كل محافظة. انهيار فوضوي، بتفكك الجيش السوري داخلياً. إن الموقف يسير نحو هذا الاتجاه. التقوقع المنظم، بتراجع النظام إما إلى دمشق أو إلى معقل العلويين في مناورة مدروسة. وحالياً، يفتقر النظام إلى القدرة على وضع خطة لهذا القرار وتنفيذه. الاندفاع نحو الساحل، بفرار النظام بقواته بصورة غير منسقة. وهناك مؤشرات طفيفة بحدوث هذا الأمر. السيطرة على زمام الأمور، وهو السيناريو الأقل ترجيحاً، عندما يعكس الأسد مسار الحرب رأساً على عقب. وليس هناك ما يشير إلى أن النظام قادراً على القيام بذلك. إن إحدى المغيِّرات المحتملة لمسار اللعبة هو مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية. فقبل أسابيع قليلة، بدا النظام وكأنه يعد لاستخدام هذه الأسلحة وسط قيام عمليات قتالية بالقرب من دمشق. وعلى الرغم من أن الأسد قد تراجع منذ ذلك الحين عن مثل هذه العملية، إلا أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يكون مستعداً إذا ما لجأ النظام السوري إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، سواء لترويع السكان في منطقة معينة، أو قطع الصلة بين المدنيين والمعارضة المسلحة، أو تغيير الوضع العسكري من الناحية التكتيكية. وفي جميع الأحوال، يبدو أنه لم يبق سوى أسابيع قليلة قبل انهيار نظام الأسد. ومع اقتراب النهاية، قد يقدم حلفاء النظام التماسات يائسة لوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، إلا أن الثوار لا يرون على الإطلاق أي ميزة من هذا المنحى، ومن المؤكد أنهم سينتهكون أي هدنة من هذا القبيل. ومن جانبها، فإن روسيا التي هي حليفة النظام منذ فترة طويلة قد تتخلى عن الأسد وتعمل على إجلاء مواطنيها. وفي الوقت نفسه سوف تتزايد أعداد قوات النظام التي تنشق عن الأسد وتنظم إلى الثوار، أو ترفض إطاعة الأوامر، أو تتشتت، بينما قد ينشق بعض المسؤولين في النظام أو يلوذوا بالفرار من دمشق كجزء من هروب علوي إلى الساحل. ومع ذلك، فإن أصدق الدلائل على النهاية سوف تكون حرق المسؤولين الإيرانيين للملفات في سفارتهم بدمشق.
أندرو جيه. تابلر تأوي حالياً الدول المجاورة لسوريا ما يقدر بـ 450,000 لاجئ مسجل إضافة إلى مئات الآلاف من غير المسجلين. ويواجه 1.5 مليون نازح داخلي في سوريا حالة مأساوية وخيمة. وخلال زيارتي الأخيرة إلى معسكر أطمة للاجئين على جانبي الحدود بين تركيا وسوريا لم أرى سوى القليل من الخيام والقليل من الطعام، ولا توجد هناك مراحيض لـ 12,000 من ساكني هذا المعسكر. ويموت الأطفال من المرض والعراء -- فاحتياجاتهم تفوق معظم الجهود الخيرية الأجنبية بما في ذلك المساعدات المقدمة من "مؤسسة مرام"، وهي منظمة سورية أمريكية سُميت على اسم إحدى الفتيات التي أُصيبت بشلل بسبب شظية أثناء الحرب. ومن هذا المنطلق، فإن المعركة الخارجية لكسب أصحاب القلوب والعقول قائمة بالفعل -- وفي حين اضمحلت قدرة واشنطن على إرسال مساعدات، تقوم تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية بتعزيز نفوذها. وتأمل هذه الدول الثلاث ذات الأغلبية السنية بتجسيد النتيجة ما بعد مرحلة الأسد من خلال إعادة توجيه سوريا بعيداً عن إيران -- التي هي المنافسة السياسية والطائفية لهذه الدول. وفي الوقت نفسه، وفي ضوء تقاعس الولايات المتحدة، نجد أن الثوار يتجهون نحو الحركة الإسلامية والمشاعر المعادية للغرب. أما الجماعات المسلحة التي كانت منفتحة العقول في السابق فيزداد تشككها من الصحفيين الغربيين، كما أن الجماعات المتطرفة مثل "جبهة النُصرة" قد أصبحت أكثر شهرة. إن واقع تصنيف "النُصرة" مؤخراً كجماعة إرهابية، وجاء ذلك قبل اعتراف الولايات المتحدة الرسمي بـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، لم يؤد سوى إلى تفاقم الانطباع السيئ القائم بالفعل تجاه واشنطن، وإلى قيام احتجاجات ضد تقاعس الولايات المتحدة. لقد تم تأسيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في الدوحة في تشرين الثاني برئاسة الإمام المحبوب من الجماهير معاذ الخطيب. ويتكون هذا "الائتلاف" من خمسة وستين عضواً منتخباً ويضم أربعة عشر عضواً من مجالس محلية سورية. ومنذ ذلك الحين، تم تشجيعه على تشكيل لجان لمعالجة الأمن والخدمات الإنسانية في المناطق المحررة. وقد عُقد في الدوحة أيضاً اجتماع لقادة المجلس العسكري، أسفر عن اختيار "المجلس العسكري الأعلى" في 7 كانون الأول. ويضم هذا "المجلس" ثلاثين عضواً برئاسة العميد سليم إدريس رئيس أركان الجيش السابق. وحيث يتميز "المجلس العسكري الأعلى" عن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ولكن ذو صلة إليه -- فقد كان "المجلس" يهدف إلى تنسيق توجيه الأسلحة لأكثر الجماعات المسلحة اعتدالاً في البلاد. ومع ذلك، فنظراً لاستيلاء المعارضة المتزايد على أسلحة النظام، فإن دور هذا "المجلس" أقل وضوحاً الآن، وهو الأمر بالنسبة لقدرته على تجميع الجماعات من خلال توفير الأسلحة. إن تأسيس كل من "المجلس العسكري الأعلى" و "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" هي خطوة في المسار الصحيح، لكن على الرغم من الاستعداد الأولي لهذين الهيئتين إلى التعاون، إلا أن ثمة دليل ضئيل حتى الآن على أنهما سيكونان قادرين على التغلب على الانقسامات في صفوف المعارضة. ويرى بعض المحللين أن سياسة إدارة أوباما حول سوريا كانت ناجحة -- حيث إن نظام الأسد هو على شفى الانهيار دون مشاركة أمريكية مباشرة في حدوثه. ومع ذلك، فالصراع للسيطرة على سوريا سوف لن ينتهي لبعض الوقت. ونظراً لوجود شكوك في مدى النفوذ السياسي لـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في الوقت الذي يلمع فيه نجم المعارضة المسلحة، فإن أولئك الذين يواجهون الأسد عسكرياً هم الذين ستكون لهم الكلمة العليا عندما يغيب الرئيس السوري عن المشهد. إذ بعد الإطاحة بالأسد مباشرة قد تبدو سوريا كما كانت عليه عام 1923، من خلال هيمنة طوائف مختلفة على مناطق متفرقة من البلاد، تحدث بعدها حالة كبيرة من الفوضى. وبسبب تحفظ واشنطن من تأدية دور ما فإنها ربما قد فقدت فرصة للتأثير على ما سوف تؤول إليه الأمور. لذا، فإن أحد الأسباب القوية لتقديم المساعدة العسكرية إلى الثوار هو الانخراط معهم، وكسب المعرفة عن فصائلهم وتعزيز الموقف معهم حيث سيكونون هم الجهات الفاعلة الرئيسية في تشكيل سوريا ما بعد مرحلة الأسد. ومن المؤكد أن رغبة الإدارة الأمريكية في إرسال دبلوماسيين ومسؤولي تنمية في مثل هذه الحالة تبدو بعيدة المنال، وذلك في ضوء الآثار الناجمة عن حادث الوفاة المأساوي للسفير كريس ستيفنز في ليبيا. ومع ذلك، يتعين على واشنطن التعاطي بشكل مباشر مع هذه الجماعات المسلحة من أجل تعزيز المصالح الأمريكية في سوريا. وفي هذا الإطار تمثل زيارة قادة الثوار للمناطق الحدودية فرصاً ثمينة للتعرف على الفصائل التي يمكن أن تتلاءم مع تلك المصالح دون المغامرة بالتوغل في مناطق أكثر خطورة. ينبغي على واشنطن أيضاً أن تعمل بشكل مباشر مع الجماعات المعتدلة، المدنية والمسلحة على حد سواء، لفتح قناة للمساعدات الإنسانية والعسكرية وزيادة النفوذ الأمريكي. والأكثر أهمية هو أن أي اتصال يجب أن يتم علانية لا في الخفاء، لكي تتمكن للولايات المتحدة من الحصول على الكثير من الثناء المستحق لها بفضل تدخلها الإيجابي في سوريا.
عناوين الصحف
سي بي اس الأميركية
• البابا يدعو إلى وقف إراقة الدماء في سورية.
وول ستريت جورنال
• الناخبون المصريون يوافقون على الدستور.
• الثوار السوريون يستولون على بلدة قرب تركيا.
واشنطن بوست
• يأس متعمق في حلب التي مزقتها الحرب.
الغارديان البريطانية
• إسرائيل توافق على بناء 1200 وحدة استيطانية جديدة.
• فيروس يضرب المرافق الصناعية الإيرانية.
جيروزاليم بوست
• مسؤول رفيع في حماس يدعو إلى انتفاضة ثالثة.
نيويورك تايمز
• إيران تشير إلى أن الهجمات على أنظمة الكمبيوتر مصدرها الولايات المتحدة وإسرائيل.