27-11-2024 04:28 PM بتوقيت القدس المحتلة

سعيد غفوروف لموقع المنار: سورية الجبهة الأولى للدفاع عن روسيا

سعيد غفوروف لموقع المنار: سورية الجبهة الأولى للدفاع عن روسيا

يصف كثيرون الموقف الروسي من الأحداث الجارية في سورية أنه حجر العثرة أمام الخناق الدولي و"المؤامرة الكبرى" على سورية. وتتهم قوى في المعارضة السورية موسكو بأنها دعامة بقاء الرئيس السوري

يصف كثيرون الموقف الروسي من الأحداث الجارية في سورية أنه حجر العثرة أمام الخناق الدولي و"المؤامرة الكبرى" على سورية. وتتهم قوى في المعارضة السورية موسكو بأنها دعامة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم، فيما تحترم الدولة السورية موقف روسيا وترفض أي حديث عن ضغوط تمارس على نظامها من قبل الأخيرة.

سعيد غفوروف في مقابلة مع موقع المناروفي تصريح خاص لموقع المنار اثناء زيارته لبيروت، يقول سعيد غفوروف، رئيس تحرير مجلة "في في بي" الروسية، إن هناك اتجاهاً سياسياً في بلاده يرى في سورية جبهة أولى للدفاع عن روسيا، وعن مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، بل عن الأمن القومي الروسي.

ويشير إلى أنه مقتنع بهذا الاتجاه، وبالتالي فهو يرى بأن أي تقدم عسكري لصالح المقاتلين العرب والأجانب في سورية يشكل خطراً يستدعي من روسيا اتخاذ إجراءات تضمن استقرار سورية وعدم انزلاقها نحو تقاتل أهلي، أو تقسيمها إلى دويلات.

ويؤكد غفوروف أن الأزمة في سورية رغم ارتداداتها الخطيرة على المنطقة، الا أن الروس "يتعاملون معها على أنها أزمة داخلية أو على أنها يجب أن تكون كذلك".. لافتاً إلى أن الأسطول الروسي الموجود على مقربة من اليونان وغيره مهمته محصورة بحماية مصالح بلاده في تلك المنطقة.

السفير القطري في روسيا يموّل التحريف الاعلامي لتصريحات المسؤولين الروس

ويصف الصحافي غفوروف الموقف الروسي، بأنه موقف مسؤول ويتطلع إلى المستقبل، وأن السياسة الخارجية تراعي كل الاحتمالات، حتى تلك المطروحة في حال عدم استمرار النظام الحالي.

"روسيا تدرك أن استقرار سورية ووحدتها، هي ضمان عدم احتراق المنطقة، التي اهتزت بالكامل جراء الأحداث"، ويبرر غفوروف بذلك ثبات الموقف الروسي وعدم انجراره لمجاراة المواقف الدولية والاقليمية الأخرى المعادية للنظام، والمتورطة بحسب رأيه في الدم السوري لدى طرفي السلطة والمعارضة.

ويقول: "العلاقات الروسية – السورية هي محط استهداف دائم خاصة من قبل وسائل الإعلام، هناك هجوم دائم من قبل وسائل الإعلام على المواقف الروسية، كما أن هناك تحريفا لبعض التصريحات الرسمية".

ويكشف غفوروف في حديثه لموقع المنار، أن دولة قطر هي من أكبر المتورطين في هذه العملية، وأن السفير القطري المعتمد لدى دولته يغدق الأموال على وكالات أنباء إخبارية معروفة تشارك في الهجوم المنسق على المواقف الروسية، لافتاً بذلك إلى المعلومات التي تم تدوالها عن تورط السفير القطري في روسيا بإشاعة وتأويل تصريحات مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط  ميخائيل بوغدانوف الأخيرة.

ويوضح الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط ما جاء على لسان بوغدانوف مشيراً إلى أن كلام الأخير جاء رداً على سؤال وُجه إليه يقول: "هل لديكم الضمانات بأن الرئيس السوري ممكن  أن ينتصر؟ فجاء الرد بأن كل الاحتمالات مفتوحة.. وهذه حقيقة موقف روسيا التي ليست هي المعنية بحسم ما يجري في سورية، ولا تملك ضمانات لأن سير الأحداث مرتبط برغبة النظام والجهات الداعمة للمسلحين السوريين والأجانب".

"بوغدانوف قال بالتحديد: لا يوجد ضمانات بأن المعارضة لن تسيطر على مساحات أكبر من سورية، مصير المعركة على الأرض قابل للتغيير، لكنه أضاف بأنه في هذه الحالة سنتخذ إجراءات مناسبة لا داعي للكشف عنها الآن.. وفي هذا تطمينات بأن روسيا لن تسمح بأن تشتعل الشرارة لتحرق سورية بأكملها"، يقول غفوروف.

مقتنعون بأن غالبية الشعب يقف مع الأسد

الرئيس الأسد في تظاهرة شعبيةوفيما يجزم سعيد غفوروف بأن فضائيات عربية وعالمية معروفة باتت تلعب دور تشويه ما يجري في سورية والتجييش ضد النظام، يقول بأن الرأي العام الروسي مقتنع بأن الشعب السوري يقف بغالبيته إلى جانب رئيسه.

ويضيف: "حتى من خرج في بداية الأزمة ليطالب بالإصلاحات، إنكفأ لاحقاً ليقف خلف النظام" بعدما أدركوا أن سير الأحداث يتسارع وأن الهدف منه إغراق سورية بالتقاتل الداخلي والتقسيم. فالشعب "يخشى سقوط النظام خشية الفتنة، وخشية ما ينتظره حال سيطرت المجموعات المسلحة التي ترتكب المجازر الفظيعة على مرأى ومسمع العالم أجمع".

"نحن مقتنعون أن أي انتخابات ديمقراطية ونزيهة في سورية، قد تتم تحت رقابة دولية، سيحصد فيها الرئيس الأسد تأييداً بنسبة 60%".

"لقد زرت دمشق وعدداً من المحافظات في الانتخابات التي جرت مؤخراً، لا أنكر أني لمست وجود بعض المشاكل، لكن الأهم أني رأيت إندفاع الشعب لأن يعبر عن خياره بحرية وبعيداً عن أي ضغوط سياسية، حتى ان جهات في المعارضة الداخلية أشرفت على عمليات فرز الأصوات، ولم يخرج بعد ذلك من شكك بالعملية" يقول غفوروف.

ويختم حديثه لموقع المنار مؤكداً أن "الحرص الروسي يُترجم في الدعوة إلى وقف دعم المسلحين والتقاتل الداخلي، ومن خلال الحث على إطلاق الحوار الوطني، مؤكداً أن النظام السوري جاد بدعوته إلى الحوار، وأن الرئيس الأسد جاهز لخوض أي انتخابات إلا أن العراقيل تأتي من قبل المعارضة".