28-11-2024 01:37 AM بتوقيت القدس المحتلة

العداء لإيران مكان العداء لإسرائيل سياسة بلا منطق ولا أساس

العداء لإيران مكان العداء لإسرائيل سياسة بلا منطق ولا أساس

لا شك أن الكثير من الصحف والفضائيات والاعلام بشكل عام روج وما زال يروج لفكرة ايران عدو العرب والمسلمين الى حد الآن

لا شك أن الكثير من الصحف والفضائيات والاعلام بشكل عام روج وما زال يروج لفكرة ايران عدو العرب والمسلمين الى حد الآن، بل وشارك العديد ممن يسمون علماء الأمة في تحريض الناس واقناعهم بأدلة لا أساس لها تشير الى أن ايران هي العدو الاول والرئيسي ضد الأمة الاسلامية.

ولا غبار ايضا على أن هذه السياسة أصبحت ظاهرة بشكل واضح في الآونة الاخيرة بعدما كان الترويج لها غير ظاهر للعامة منذ نجاح الثورة الاسلامية في ايران والتي أطاحت بالديكتاتورية الخاضعة والخانعة للغرب واسرائيل، وعوضتها بنظام اسلامي ينهج النهج الاسلامي ويسعى لتحقيق حرية الشعوب الاسلامية والخروج من ظل دول الاستعمار على كافة الأصعدة والمجالات.

فالحرب التي شنها صدام حسين على ايران بعد اشهر من انتصار الثورة الايرانية لهي أفضل دليل على نهج تلك السياسة التي تعد من سياسات الغرب لزرع العداوة بين المسلمين وتحويل اسرائيل الى صديقة مكان كونها عدوة أبدية للاسلام منذ بروزه.

وخلال السنوات الأخيرة سخر الغرب مجموعة من الأدوات الفعالة والتي من شأنها أن تمكنه من تغيير العداوة لاسرائيل في أذهان العرب الى العداوة لإيران.

ومن بين ما استعمل لتغيير فكر العداء العربي لاسرائيل بالعداء لإيران نجد الاعلام المرئي والمكتوب خاصة التابع لدول خليجية بحد ذاتها والتي تنفذ اوامر الامريكان والصهاينة للأسف.

نجد ايضا استغلال نقطة الدين وذلك من طرف علماء وشيوخ الفتنة والذين نسوا أن مهمتهم في المجتمع هي حذف الفوارق بين المذاهب الاسلامية وتوحيد المسلمين وتوجيههم بضرورة الاتحاد جميعا ودون استثناء لمواجهة المشروع الامريكي الصهيوني الغربي، الرامي لتقسيم الأمة الى فتات كي يسهل القضاء عليها. وعوض ذلك سخروا أنفسهم لاصدار فتاوى لا أساس لها تكفر الاخوة المسلمين في ايران وتعتبر الجمهورية الاسلامية العدو الأول للمسلمين.

والحقيقة ايضا أن شيوخ الفتنة والاعلام الفتان نجحا وللأسف الشديد في وضع ايران مكان اسرائيل الموجودة في خانة عدو الاسلام والمسلمين بفكر الكثير من المسلمين. وأصبحنا على هذا الأساس نقابل أناسا كثيرين يؤمنون بالفكرة الصهيونية بل يروجون لها أيضا. فكم قابلت منهم من أردت أن أقنعهم بأن ايران دولة لا تكن العداء للمسلمين ولكن يبدو لي أن الفكرة أصبحت من المقدسات لديهم بل أيضا من البديهيات التي لا يمكن تغييرها.

وهذا أبسط دليل على نجاح الاعلام من فضائيات وصحف وجرائد واذاعات ومحاضرات ومواقع أنترنيت تنشر العداء ضد ايران وتصورها على أنها عدوة أبدية وجب حشد العدة والقوة لمحاربتها وازالتها من الوجود.

وسعيا منا لتوحيد الامة واحياء ضميرها من جديد واظهار الحق لها وان كان الحق ظاهرا أسألهم أسئلة مهمة لعل الاجابة عنها تدفعهم نحو الوعي بخطورة الامر:

هل ايران دولة مشركة ؟ هل اجتاحت بلادا من بلاد العرب والمسلمين ؟ الا تقدم المعونة للمسلمين في فلسطين ؟ ألم تعرض على دول الخليج تبادل الخبرات والتحالف شرط الانقلاب على الامريكيين والصهاينة ؟ من الذي يدعم المقاومات العربية للاستمرار في مشروع تحرير فلسطين والعراق وأفغانستان أليست ايران من يفعل ذلك علنا وسرا ؟ والاجابات واضحة لا تحتاج للكثير من الكلام والتفسير ولا تقبل الخلاف أيضا.

فالواقع يدل على أن ايران دولة اسلامية تؤمن قيادتها بالدين الاسلامي وشعبها ايضا وتسعى لاعلاء راية الاسلام والمسلمين في كل بقاع العالم الاسلامي، فهي تعمل على دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والأفغانية لإخراج الاحتلال الاسرائيلي الامريكي ويتم دعمهم بالسلاح والمال والمساعدات الاستخباراتية أيضا، ولم يعد هذا الامر خفياً على أحد لأن ايران تفعل ذلك علنا وسرا وكل هذا دون شروط أو املاءات لأنها تحترم الخيارات السياسية للمقاومين.

اضافة الى ذلك دعت ايران أكثر من مرة دول الخليج للقضاء على الخلافات ونبذ الطائفية وبدء حوار ديني بين مختلف الطوائف لعلاج جرح الطائفية التي تعد نقطة ضعف خطيرة في جسم الأمة الاسلامية وسعت نحو شراكة اقليمية متوازنة بل تفادت ايضا الوقوع في حروب طائفية تعرف تماما ان الغرب يخطط لها، وتدرك جيدا ان الحرب بين المسلمين هي ضلال وبهتان وخسارة للمسلمين جميعا.

أما اسرائيل فما عملته ضد المسلمين لا يعد ولا يحصى ولا محل له من الوصف والكلام والامر نفسه ينطبق على امريكا نفسها.

والنتيجة التي يفرضها الواقع على العالم اجمع هي ان ايران دولة من الدول الاسلامية تساعد وتساند المسلمين لاعلاء راية الاسلام ولا تكن للدول العربية اي عداء، بالرغم من سعي العديد منها لوضعها مكان اسرائيل في الفكر العربي الاسلامي فقط لأنها ساندت وما زالت تساند الشعوب المقاومة في حربها ضد الطغيان والاستعمار فبأي منطق يتكلم هؤلاء العرب ؟


آفاق نيوز