22-11-2024 11:51 AM بتوقيت القدس المحتلة

قنديل: ثورة أميركية في سوريا وغرفة التحكم بين بيروت و"بارك أوتيل شتورة"

قنديل: ثورة أميركية في سوريا وغرفة التحكم بين بيروت و

سقطت الأقنعة وبان المستور، فانكشف المتآمرون وانفضحت مخططاتهم على حدود العاصمة السورية،ومن أراد النيل من المقاومة في لبنان وفلسطين ومن إيران ها هو ينقل الى جبهة سوريا المقاومة والممانعة.

سقطت الأقنعة وبان المستور، فانكشف المتآمرون وانفضحت مخططاتهم على حدود العاصمة السورية. ومن أراد النيل من المقاومة في لبنان وفلسطين ومن الجمهورية الإسلامية في إيران من خلال حصار اقتصادي من هنا وحرب دامية من هناك، ها هو ينقل معركته الخاسرة إلى داخل سوريا التي تعتبر حلقة وصل لجبهة الممانعة والمقاومة في المنطقة، ظناً منه بأنه سيجد طريقاً معبداً لمخططه هناك، ليكون إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد سبيلاً للشرق الأوسط الجديد الذي كان أول من طرحه رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز في العام 1994، وأحيته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس إبان عدوان تموز 2006 على لبنان.

 ينقل اليوم منظروا الشرق الأوسط الجديد، الذي يراد منه سيطرة إسرائيلية كاملة على المنطقة، مخططهم هذا إلى جولة جديدة دخلت حيز التنفيذ في الداخل السوري، بعد كانت المقاومة قد أنهت جولاته القديمة بانتصار ساحق على أعتاب جبل عامل وغزّة.

وكما هي الحال في كل جولة، فقد استُنفرت جميع الأدوات للمضي بهذا المشروع قدماً في أكثر المراحل حساسية التي يمر بها عالمنا العربي. أدوات من مختلف الجنسيات والديانات والمذاهب والعرقيات والقوميات أعطيت الضوء الأخضر للبدء في عملية تفتيت سوريا ومحاصرة المقاومة ومن خلفهما إيران. أدوات تدفعنا لطرح تساؤلات جمّة وإن كان أهمها هو: إلى متى ستبقى العمالة في عالمنا العربي مجرّد وجهة نظر؟..

النائب السابق ناصر قنديل كان من السباقين في كشف خيوط هذه المؤامرة وبعض المتآمرين اللبنانيين، من خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع المنصرم أدلى خلاله بمعلومات أمنية تثير الريبة والحفيظة، إلا أنه وكما يقال إن لم تستحِ فافعل ما شئت، فكيف لو كنت لا تزال تمسك بمقاليد الحكم في لبنان؟

تهريب السوريين من طائرة سعد الحريري إلى موكبه

يشير قنديل في حديثه إلى موقع قناة المنار أنه "عندما يقدم أي شخص يتعاطى الشأن العام على عقد مؤتمر صحفي، فهذا يعني أن لديه شيئاً خاصاً يريد أن يقدّمه للرأي العام ويرقى بالنسبة إليه إلى درجة عالية من الأهمية والخطورة، وللأسف الشديد رغم كل الوقائع التي أدليت بها في المؤتمر الصحفي، لم ألقَ ردوداً إلا الشتائم والإتهامات بأن ما قلته هو تلفيقات وأن هذا سيناريو مخترع ولكن لم يتجرأ أحد أن يقدّم جواباً واحداً على الأسئلة التي طرحتها.

أنا سألت (رئيس فرع المعلومات المحسوب على حزب المستقبل) وسام الحسن: لماذا لم تقدم تقريراً عن محضر اجتماعك مع نائب مدير المخابرات المصرية في تاريخ 8 آذار 2011؟ وكيف تقوم بالسفر في طائرة خاصة دون أمر مهمة ودون معرفة وزير الداخلية ودون أي ترتيب يتصل بمسؤوليتك الأمنية؟ كما توجهت إلى (رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم حزب المستقبل) سعد الحريري قائلاً: أنت قمت بزيارة قطر وتركيا بصفتك رئيساً لحكومة تصريف أعمال، تفضل وتقدم بمحضر الإجتماعين إلى رئيس الجمهورية لأنك لم تذهب بصفتك الشخصية، ولم أسمع جواباً على هذا. حتى عندما تحدثت عن الشخصيات السورية المنتمية إلى المواقع المعادية للنظام السوري وعن كيفية إدخالها إلى مطار بيروت دون ختم جوازاتها، جاء الجواب من هذه الشخصيات بأن جوازاتها ليست مختومة! أنا قلت هذا وهم لم يخترعوا البارود عندما قالوا أنهم لم يختموا جوازاتهم، فالمعلومات التي وصلتني تؤكد أنه جرى تهريبهم بواسطة طائرة سعد الحريري مباشرة إلى سيارات المواكب التابعة له".

ماذا يفعل وسام الحسن في فندق "بارك أوتيل شتورة"؟

ويتابع قنديل "من خلال منبركم أقدم معلومة جديدة، وهي أنه خلال الأيام العشرة الماضية  كان وسام الحسن يتواجد بصورة مثابرة في فندق "بارك أوتيل شتورة" ويتخذ منه مقراً لغرفة عمليات مهمتها شراء قطع الـ"بونب أكشن" من تجار السلاح في البقاع وتأمين إرسالها إلى الداخل السوري عبر طرق المهربين في منطقة "سرغايا" وفي مناطق حدودية أخرى. أتحداهم أن ينكروا هذه المعلومات وأسماء تجار السلاح موجودة وباتت في عهدة الأجهزة المعنية، وكيف اتصل بهم فلان وفلان".


من قتل عناصر وضباط الجيش في بانياس ووزّع المشاعل في درعا؟

ويضيف قنديل "بات ثابتاً أننا نقف أمام مشروع مدبر في الخارج، هذا المشروع يريد استهداف صمود وثبات سوريا مستنداً إلى شكاوى شعبية يحاول استغلالها، وإلى مطلب مشروع إصلاح يحاول استثماره لكن الإدارة السياسية ليست الناس البسطاء الذين يخرجون إلى الشارع، والذي يتحدث عن حركة عفوية إحتجاجية فليفسر لنا ظهور السلاح، ومن الذي نصب الكمين لقافلة الجيش في منطقة "بانياس" وأدت إلى سقوط تسعة شهداء وأكثر من ثلاثين جريحاً؟ والذي يتحدث عن عفوية المظاهرة المسائية التي خرجت في "درعا" بعد خطاب الرئيس الأسد أمام مجلس الوزراء السوري الجديد، أسأله: من الذي حدد مكان وساعة التجمع؟ من الذي اشترى المشاعل ونظمها وأشعلها ووزعها؟ نحن نتحدث إذن عن جهة منظَمة وما أقصده بالخطة هي هذه الجهة المنظَمة".

شحنات بشرية من شمال العراق بتمويل خليجي صديق

 ويتابع قنديل "جاء رئيس مجلس الأعيان الأردني إلى سوريا حاملاً رسالة من الملك عبدالله الثاني تقول بأنه هناك ضباط مخابرات أردنيون تورطوا بالعمل ضد سوريا ونظموا شبكات وقاموا بتقديم دعم لوجستي سواء على صعيد شبكات المعلومات أو على مستوى الإمداد بالسلاح، نافياً وجود قرار سياسي ومؤكداً أن النظام في الأردن سيتعاون بكل ما أوتي من إمكانات للحؤول دون تكرار هذا، إذاً غرف عمليات تنتشر هنا وهناك، حتى عندما جاء وزير الخارجية التركي "داود أوغلو" إلى سوريا، نقل رسالة تقول بأن الأتراك أخطؤوا حين سمحوا للأخوان المسلمين بأن يتخذوا من أنقرة منصة لهم لمواقف معادية لسوريا لا علاقة لها بدعم بلاده لمشروع الإصلاح، وأسر "أوغلو" بأن مثل هذا الأمر قد يشجع حزب العمال الكردستاني على اتخاذ سوريا قاعدة له للنيل من تركيا ولا تستطيع سوريا في هذه الحالة منعه طالما أن تركيا لا تتجرأ على منع الأخوان المسلمين.

والذي جرى هو نفسه في مناطق شمال العراق، وهنا أتساءل: لماذا بادرت القيادة الكردية إلى إرسال موفدين لتؤكد بأن مشاركة عدد من ضباط "البشمرغة" في تقديم السلاح وتنظيم الخلايا التخريبية للعبث بأمن سوريا تم بدون معرفة أو موافقة القيادة السياسية التي تتعهد بأنها لن تسمح بتكرار هذا؟ ومن هم الذين جرى اعتقالهم من قبل المخابرات العراقية ولدى التحقيق معهم اعترفوا بأنهم مشحونون إلى سوريا للقيام بعمليات أمنية وأن من موّلهم ودرّبهم وجهزهم هي دولة عربية خليجية غير السعودية وكانت صديقة لسوريا؟ وأبلغ الوفد الكردي السلطات المعنية في سوريا بأن هذه الإعترافات باتت جاهزة بعهدة الخارجية العراقية لإرسالها بصورة ديبلوماسية رسمية إلى وزارة الخارجية السورية".

غرفة العمليات المركزية في بيروت

يمكننا التطرق لأمور متزامنة ومتلاصقة في مخطط إسقاط سوريا، الأول بحسب قنديل هو "ان الحراك في سوريا تأثر بالحراك العام الذي شهدته المنطقة، حراك شبابي شعبي نابع من شكاوى، يعبّر عن تطلع مشروع نحو الإصلاح، ويستدعي التفهم والإصغاء والتعامل المرن والبارد والإيجابي، وهذا ما كتبته منذ الأيام الأولى للحراك في مقال على الصفحة الأولى من جريدة تشرين فيما الآخرون لا يجرؤون على قول أقل من هذا.

لكن الأمر الثاني الملاصق له هو أننا أمام قرار أميركي كبير عنوانه أن إسقاط سوريا الممانعة وليس سوريا منع الحريات، إسقاط سوريا المقاومة وليس سوريا التي يشكوا أهلها من بعض مواقع الفساد والأخطاء. فإسقاط هذه السوريا، حلقة الوصل بين قوى المقاومة وإيران، هذه السوريا الحاضنة لهزيمة إسرائيل الكبرى عام 2006 وفشلها وعجزها عام 2008 في غزة يمكن أن يغيّر وجه المنطقة، لأن هذا الإسقاط وحده يمكن أن يضمن أمناً إستراتيجياً لإسرائيل، وأن يحول دون تقدّم الثورة المصرية نحو فتح ملف العلاقة مع إسرائيل واستعادة مصر لدورها في الصراع مع إسرائيل، ويمكن لهذا الإسقاط أيضاً أن يرد إيران لتكون مجرّد دولة منكفئة خلف حدودها، عاجزة عن التعامل مع القضايا الكبرى على مساحة المنطقة، ويكسر ظهر المقاومات في كل من لبنان وفلسطين بإفقادها شريان ورئة التنفس".

بندر بن سلطان يشرف على غرفة عمليات مشتركة لقناتي الجزيرة والعربية

ويشير قنديل إلى أن "هذا المشروع الأميركي جندت له كل الطاقات والإمكانات، فإستعملت العلاقة مع تركيا للضغط عليها والعلاقة مع قطر لتغيير موقفها ونظمت غرفة عمليات مشتركة لقناتي "العربية" و"الجزيرة" يشرف عليها بندر بن سلطان شخصياً وجرى إبعاد كل رموز "الجزيرة" المتعاطفين مع المقاومة عن أي مهمة وعن أي دور في هذه المرحلة التي جندت فيها شخصيات وأقلام كانت لها مصداقية في الموقف من المقاومة وإذ بها فجأة تغض العين عن دخول قوات سعودية وقطرية إلى البحرين وتفتح عشرة عيون على تكبير كل حدث ممكن أن يجري في سوريا".

غرفة العمليات المركزية كانت في بيروت

ويضيف "إذاً الأردن كان ساحة، العراق كان ساحة، تركيا كانت ساحة، ولكن غرفة العمليات المركزية كانت في بيروت لأن هذا الفريق الذي للأسف لا يزال يمسك بيده مقاليد السلطة بسبب تأخر الأكثرية الجديدة عن تشكيل حكومتها، يستخدم موقعه لجعل لبنان وكر التآمر الوحيد العلني! الأردن وتركيا والعراق يخجلون من أن البعض قد استعمل أراضيهم ومؤسساتهم للتخريب على سوريا، أما الوقاحة الكبرى فهي عند هذا الفريق اللبناني الذي يتحدث بكل عين وقحة أن لا علاقة له بما يجري فيما هو مسؤول عن كل ما يدبّر وكل ما يدار بما في ذلك المنصات الإعلامية، فمكتب "العربية" في بيروت هو غرفة العمليات التي تشرف على تنظيم أفلام الفيديو الآتية عن طريق اليوتيوب من سوريا و"حزب التحرير" هو ذراعه الإعلامي والسياسي الذي رخص له (وزير الداخلية السابق وعضو حزب المستقبل) أحمد فتفت لإطلاق حراك شعبي معاد لسوريا والتبرؤ من المسؤولية عنه، هذا الفريق ذهب إلى مكان اللارجعة وآن أوان محاسبته".

مناطحة الحريري لإيران كمشاركة البحرين في الحرب العالمية الثانية!

هذا ويرى النائب السابق ناصر قنديل أن ما يحصل "ليس تدخلاً لبنانياً في الشؤون السورية، بل هو تآمر وعمالة وتنفيذ لإرادة أميركية، يعني عندما كان (قائد جيش العملاء) سعد حداد ينظم جواسيس للتجسس على سوريا لم يكن هذا تدخلاً لبنانياً في الشؤون السورية بل كان استخداماً إسرائيلياً لعملاء لبنانيين، ونحن اليوم أمام استخدام أميركي - إسرائيلي لعملاء لبنانيين، فمن يريد تكبير هذه المجموعة وتوصيفها بأنها بحجم أن تثير خراباً في سوريا يريد أن يعطيها مجداً لا تستحقه، هذه مجرد أدوات عميلة مستنسخة يستعملها الأميركي من أجل أن تطأ أقدامه بعض مواقع التخريب في سوريا. إذاً لا يوجد تدخل لبناني في الشأن السوري، بل يوجد مجموعة عملاء لبنانيين جندتهم أميركا وإسرائيل للتخريب على كل القضايا العربية بدءاً من المقاومة في لبنان وصولاً إلى سوريا". ويضيف قنديل متسائلاً "من يفسر معنى أن يقف سعد الحريري فجأة ويفتح النار على إيران وأن يتحدث عن مشروع إيراني في لبنان؟ هذا تنفيذ لأمر عمليات أميركي! من هو سعد الحريري قياساً بإيران حتى نقول إنّ سعد الحريري يناطح إيران؟ كأننا نتحدث عن اليوم الذي أعلنت فيه البحرين مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، إنها مزحة سمجة! لكن سعد الحريري أداة أميركية وكأداة أميركية يجري توظيفه في هذه اللعبة ليكون واحد من اليافطات الإعلامية التي يمكن استخدامها في إيصال مجموعة من المواقف العدائية لإيران".

الجرّاح .. خادم في مكتب الخدام

ولدى سؤالنا قنديل عن المعلومات المتداولة بشأن تورط سياسيين لبنانيين بشكل مباشر في أعمال التخريب في سوريا قال: "لقد أدليت بالمعلومات المتوفرة لدي ولو كنت أعرف غيرها لقلتها، وهذا خير دليل على مصداقيتي، فأنا لا أريد أن أجمّع كيفما اتفق كلاماً يتناول هذا الفريق السياسي، وهذا ما يفسر أنني لم آت على ذكر نواب أو وزراء لأن ذلك ليس جزءاً من المعلومات التي وصلتني من مصادر ثقة يمكن الإستناد عليها. أما بعد الإتهام السوري الموثّق باعترافات حول دور للنائب المستقبلي جمال الجراح في ما يحدث في سوريا فأنا واثق بأنه متورط خصوصاً أنني أعلم تاريخ علاقته المبتذلة مع عبد الحليم خدام يوم كان مجرّد خادماً في مكتب الخدام".

ما بين البحرين وسوريا .. فروقات شاسعة وإعلام ساقط

أما بالنسبة لطريقة التعاطي الإعلامية مع ثورة البحرين وأحداث سوريا فيؤكد قنديل فهمه بأن "يكون هناك مثلاً موقف يقول إنّ الوقوف إلى جانب الثورات هو أمر مبدئي وأنّ حراك الشعوب هو أمر لا تحكمه المسايرة وبالتالي كما وقفت قناة "الجزيرة" إلى جانب حراك الشعب في تونس ومصر، وكما وقف عزمي بشارة وآخرون، فمن المنطقي أن يقفوا إلى جانب الحراك في سوريا، أنا أفهم هذا حتى ولو كان هناك فوارق كبيرة وهي موجودة فعلاً، وأفهم أن يعترضوا على خطاب الرئيس بشار الأسد وأن يقولوا أنه دون مستوى التطلعات، وأن يعترضوا على القمع ويقولوا إن هذا مؤذ ومسيء، وأفهم أن يتبنوا سقفاً أعلى للإصلاح وأتقبله وأقول هذه مواقف مبدئية، لكن كنت أنتظر منهم فقط بعض التحفظات، فنحن نتحدث هنا عن المطالبين بحقوق الإنسان والمجتمع المدني، ونتساءل ألم يلفت انتباههم أن جزءاً من هذه الإحتجاجات تحكمه قوى وشعارات تهدد المجتمع المدني؟ كنت أنتظر منهم إبداء ملاحظة فقط وألا يقفوا بوجه الإحتجاجات، أن يقولوا أيها المحتجون نلفت عنايتكم بأن الوحدة الوطنية في سوريا لا تنسجم مع هذه السلوكيات والخطابات ذات الطابع العدائي لفريق من السوريين سواء على أساس عقيدته أو مذهبه أو دينه، ألم يلفت نظرهم السلاح مثلاً؟ ووجود مجموعات مسلحة ومنظمة ليقولوا إن شعار "سلمية سلمية" لا ينسجم مع المجموعات المسلحة؟ ألم يلفت نظرهم أن إسرائيل كانت ضد الموقف الأميركي بصورة لا تقبل الشك من إسقاط زين العابدين بن علي وحسني مبارك لكنها تشجّع بإعلامها وسياسييها ومخابراتها على إسقاط النظام في سوريا؟ خصوصاً أننا نتحدث عن قناة "الجزيرة" وعزمي بشارة وآخرين يفترض أن قضيتهم المركزية كما عرفناها في السنوات العشر الماضية هي إسرائيل، فليلفتوا نظر من يعتبروهم رموز ثورة سوريا وشعب سوريا بأن لا يسمحوا بنصر إسرائيلي من وراء حراكهم، ألم يلفت نظرهم مثلاً أنّ النسبة بين المحتجين والمؤيدين للنظام السوري لا تزال مختلة بصورة فاضحة لصالح مؤيدي الرئيس الأسد مما يجعل استخدام مصطلح "الشعب السوري" عند الحديث عن المحتجين فيه الكثير من الظلم والجور؟ أنا كنت أتمنى أن أسمع هذه المآخذ".

الجزيرة تعتّم على ثورة تسعين بالمائة من الشعب البحريني

ويتابع قنديل "لكي أفهم ماذا يجري أقلب الصفحة لأصل إلى البحرين حيث قامت ثورة يشارك بها أكثر من تسعين بالمئة من الشعب البحريني وهي "سلمية سلمية" لا مجال للنقاش فيها وجامعة للأطياف الطائفية والمذهبية من السنة والشيعة، تعتّم عليها "الجزيرة" ويسكت عنها عزمي بشارة وتدخل السعودية وقطر بقواتها لتمارس مذبحة علنية فتسكت منظمات حقوق الإنسان ولا تتحرك أي جهة عالمية أو عربية، وتصمت منظمات حقوق الإنسان ونقابة المحامين في مصر، كل هذا يغيب في البحرين ويحضر في سوريا، فلماذا هنا صيف وهناك شتاء؟ إذاً أنتم تسايرون. أنا أقبل المسايرة ولكن ليس للإعلام أو لمن يسمي نفسه مفكراً! أنا رجل سياسي وأساير، بمعنى أنه إذا كان لدي حليف وعنده معاناة من مسألة معينة أحاول أن أقف إلى جانبه، فأنا أفسر موقفي إلى جانب سوريا في هذه اللحظة الصعبة وإلى جانب قيادتها بأنه مسايرة لمبادئي ولقناعاتي التي تقوم على العداء لإسرائيل أصلاً وخشيتي من إصابة موقع سوريا المعادي لإسرائيل، هذا هو معياري في المسايرة، ولكن ما هو معيارهم؟ بالتأكيد ليس آل خليفة وآل ثاني وآل سعود هم من يشكلون خطراً على إسرائيل، فإذن معيارهم آخر، معيارهم إما مراضاة أميركا وإما أوامر لا قدرة على ردها وفي كلا الحالتين مصيبة وإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم".

ثورة إسرائيلية فاشلة

قال الإسرائيليون كلاماً صريحاً مفاده إن الوضع في سوريا سيعود للإستقرار عندما تفك سوريا علاقتها بحزب الله وحركة حماس وإيران، وهذا يعني أحد احتمالين:

-إما أن إسرائيل تعلن مسؤوليتها عما يجري في سوريا وتقول إنّ القوى المديرة لهذا المشروع مربط خيلها عند إسرائيل،

- أو أن إسرائيل تلقت تعهدات مباشرة أو غير مباشرة، أنه إذا وصلت هذه القوى إلى الفوز بالسلطة فستفك علاقة سوريا بقوى المقاومة وبإيران.

 وفي كلتا الحالتين نحن أمام وضوح في الرؤية، وربما تكون هناك رسالة توجهها إسرائيل تقول فيها لسوريا قومي بالفك وهذا سينتهي.

وفي كل الأحوال يؤكد ناصر قنديل بأنه لم يعد قلقاً على سوريا من اللحظة التي خرجت فيها المظاهرات المليونية المؤيدة للرئيس الأسد ويعتقد أن "المواجهة الآن هي بين هذا الحراك الشعبي الذي شكّل رصيداً للرئيس الأسد ليتكئ عليه ليس ليقمع المجموعة التي قامت بالتحرك بل من أجل مواصلة مسيرة الإصلاح كي يبلغ اللحظة التي يستطيع أن يقول فيها: لقد قدمنا ما يجب تقديمه ومن يخرج من الآن وصاعداً بغير إذنٍ أو ترخيص وخارج سقف القانون فإنما يضع نفسه في دائرة أن الأمن والقانون سيتكفلان بالتعامل معه".

منذ أن خرج الـ 11 مليون سوري إلى الشارع لتأييد بشار الأسد حسمت سوريا مصيرها ومستقبلها وما نحن أمامه هو مجرّد الوقت اللازم لإدارة هذا الملف بنجاح بحيث لا يسقط الإصلاح بسبب المخربين ولا يسقط الضحايا قبل أن تتضح الصورة الكاملة للمغرر بهم وللمشوشين.