ودعوا الى "إصدار قرار سريع يصحح الخطأ الفادح الذي تم ارتكابه بحق الحمد وإطلاق سراحه بلا قيد أو شرط ورد اعتباره بعد حملات التحريض والتشويه التي استهدفته وتكريمه التكريم اللائق بعلم بارز من أعلام الفكر
دعا عدد من النشطاء المؤيدين للمفكر السعودي، الدكتور تركي الحمد، محبيه والمتعاطفين معه إلى التوقيع على خطاب موجه إلى ولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز يناشده الإفراج عنه ومنحه حريته. وقال النشطاء في خطابهم، الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "إن الإيقاف الجائر الذي نال من المفكر تركي الحمد أمر لا يليق به ولا يليق بالمملكة العربية السعودية، لذلك هو مدان ومستهجن ومستنكر ومعيب ومشين ومرفوض".
وأضافوا "إن ما جرى مع تركي الحمد هو الظلم بعينه، فالقضية بدأت من إساءة الظن وانتهت بإساءة التصرف مرورا بالاحتيال على الكلمات والمعاني والأنظمة والقوانين والأعراف في انتهاك سافر للميثاق العالمي لحقوق الإنسان واعتداء صريح على حق الفرد في التعبير عن رأيه". وأوضحوا أنهم لن يتحدثوا عن قيمة ومكانة الحمد، مشيرين إلى أن "سموه (ولي العهد) أول من يعلمها إضافة إلى المعرفة الشخصية به، لأن قيم الحق والعدل تفرض المساواة بين جميع المواطنين".
وقال النشطاء أنهم اختاروا شخص الأمير سلمان "كونه صديقاً للصحافيين والمثقفين من منطق أن (الصديق وقت الضيق)"، ودعوه الى "إصدار قرار سريع يصحح الخطأ الفادح الذي تم ارتكابه بحق الحمد وإطلاق سراحه بلا قيد أو شرط ورد اعتباره بعد حملات التحريض والتشويه التي استهدفته وتكريمه التكريم اللائق بعلم بارز من أعلام الفكر والثقافة في المملكة العربية السعودية والعالم العربي".
وقالت الناشطة منال الشريف، إن من بين الموقعين على الخطاب، السفير الدكتور عبدالعزيز الصويغ، والكاتبة زينب حفني، والكاتبة ايمان النفجان، والكاتب سعد آل سالم، والكاتب أحمد الملا، والكاتبة الكويتية رانيا السعد، وغيرهم من الشخصيات العامة والنشطاء الحقوقيين.
وكان الحمد دوّن سلسلة تغريدات على صفحته في تويتر، اعتبر فيها أن "كل الأديان تدعوا إلى الحب.. فمن وجد في قلبه ذرة من كره فهو ليس على شيء.. وإن صام وصلى، فالممارسات والشعائر لا تعني ما يعتمل في القلب". وقال في تغريدة أخرى، "جاء رسولنا الكريم ليصحح عقيدة إبراهيم الخليل، وجاء زمن نحتاج فيه إلى من يصحح عقيدة محمد بن عبدالله". وعلى ما يبدو، وفقاُ لتصريحات أحد المقربين من الدكتور الحمد، أن الرجل لا يقصد أن الخلل هو في العقيدة نفسها، بل في عملية التطبيق وعند المسلمين وطريقة فهمهم للدين. وقال الحمد أيضًا "خدعونا فقالوا شرع الله، وما هو في النهاية إلا بنات أفكارهم.. الحب هو رسالة كل الأديان.. متى ما توفر هذا الشرط، فالكل يعودون إلى مشكاة واحدة.. المشكلة سيدي الكريم في المؤسسات الدينية".
ويعد الحمد أحد أبرز الوجوه الثقافية الخليجية والسعودية، وله مجموعة من الكتب بينها "دراسات أيديولوجية في الحالة العربية" و"الثقافة العربية أمام تحديات التغيير" و"السياسة بين الحلال والحرام" كما اشتهر برواياته بينها ثلاثية "أطياف الأزقة المهجورة" و"العدامة" و"شرق الوادي" و"ريح الجنة."
وأدى توقيف الحمد إلى نقاش واسع عبر روابط على موقع تويتر. قضية الحمد تأتي بعد مواقف صادرة عن مجمع الفقه الإسلامي وإمام الحرم المكي تحذر من انتشار ما وصفته بـ(مظاهر الإلحاد) في الدول الإسلامية.