30-11-2024 02:54 AM بتوقيت القدس المحتلة

«ليكوديـون» يدعـون إلـى طــرد فلسـطينيي الضـفــة

«ليكوديـون» يدعـون إلـى طــرد فلسـطينيي الضـفــة

يتعاظم التوتر في صفوف تحالف «الليكود بيتنا» جراء استمرار تدهور مكانة القائمة في صفوف الناخبين، حيث خسرت خمسة مقاعد خلال شهر واحد. وزاد الطين بلة مسارعة عدد من القياديين البارزين في الليكود

حلمي موسى

الليكوديتعاظم التوتر في صفوف تحالف «الليكود بيتنا» جراء استمرار تدهور مكانة القائمة في صفوف الناخبين، حيث خسرت خمسة مقاعد خلال شهر واحد. وزاد الطين بلة مسارعة عدد من القياديين البارزين في الليكود لمجاراة الانزلاق اليميني المتطرف بالإعلان عن مواقف بالغة التطرف من بينها الدعوة إلى ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وطرد الفلسطينيين منها. وتأتي هذه التطورات في ظل انتقادات متزايدة لأداء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وطاقمه الانتخابي.

وأشار آخر استطلاع نشرته «هآرتس»، أمس، إلى استمرار خسارة «الليكود بيتنا» لأصوات ناخبيه، حيث أن القائمة خسرت خلال شهر خمسة مقاعد، وباتت تقف اليوم عند حدود 34 مقعداً في الكنيست المقبلة. وتأتي هذه الخسارة في ظل تزايد قوة حزب «البيت اليهودي» الذي يشكل ائتلافاً لقوى مفرطة في تطرفها ليس فقط ضد العرب، وإنما ضد الديموقراطية الإسرائيلية. وقد نُشرت يوم أمس مقاطع من برنامج زعيم «البيت اليهودي» نفتالي بينت تفيد بأنه يسعى لتقييد المحكمة العليا، والصحافة، ومنع المهاجرين غير الشرعيين من العمل في إسرائيل. ولاحظ الاستطلاع الأخير أنه خلافاً للمرحلة السابقة بدأ حزب العمل أيضاً يخسر من قوته، الأمر الذي يهدد فرصته في أن يكون الحزب الثاني بعد الليكود. ويُبين الاستطلاع أن حزب العمل سينال 16 مقعداً، و«البيت اليهودي» 14 مقعداً.

ومن الواضح أن التغييرات التي تظهر في الاستطلاعات لا تغير في الواقع ميزان القوى المحسوم بين معسكري اليمين والوسط في إسرائيل. فكل هذه التغييرات لا تقدم شيئاً لمعسكر الوسط، وتبقي حركة الأصوات والتغييرات داخل المعسكر اليميني ذاته. وهكذا نرى أن ما يكسبه «البيت اليهودي» هو ما يخسره «الليكود بيتنا»، أو حتى حركة «شاس» التي تخوض صراعاً عميقاً ضد الليكود الذي صار يناطح كل قوى اليمين أملا في استعادة الأصوات المفقودة. ومعروف أن الحملة احتدمت بين «الليكود بيتنا» و«البيت اليهودي» حول الخدمة العسكرية، وبين «الليكود بيتنا» و«شاس» حول الشرقيين. واتهمت قيادة «شاس» تحالف «الليكود بيتنا» بأنه حزب «البيض والروس».

وفي كل حال يرى معلقون إسرائيليون أن شعور الجمهور الإسرائيلي بأنه لا منافس حقيقيا لنتنياهو لرئاسة الحكومة، دفعهم نحو الميل إلى تأييد الأحزاب اليمينية الأصغر. وجاءت إخفاقات الليكود في إدارة الحملة الانتخابية سواء إثر الصراع مع أحزاب اليمين أو الأخطاء في إطلاق الحملة لتزيد وضعه الانتخابي سوءاً. وأثار هذا الأمر انتقادات حول حسن إدارة نتنياهو نفسه للمعركة خصوصاً جدوى ارتباطه بحزب «إسرائيل بيتنا» وزعيمه وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان. وينظر الليكوديون العلمانيون بقلق أساساً إلى حقيقة أن أكثر من نصف ائتلاف نتنياهو المقبل سيكون من معتمري القبعات الدينية، وهو أمر يحدث للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية.

وربما في ظل هذا الواقع كان أكثر من طبيعي أن تنطلق أصوات التطرف العنصري في صفوف الليكود نفسه. وبحسب «يديعوت» فإن الليكود حاول إخفاء موشي فايغلين الذي نجح في إدخال عدد من أنصاره إلى قائمة الليكود بعدما نال ربع أصوات الليكوديين في الانتخابات التي خاضها لزعامة الليكود ضد نتنياهو. وبرغم الحظر الذي فرضه طاقم الانتخابات في الليكود على موشي فايغلين إلا أنه أعلن تأييده لطرد العرب. وفي نظره بدل تبذير الأموال على إنشاء منظومة القبة الحديدية كان أجدى بإسرائيل إغراء الفلسطينيين على ترك وطنهم.

وقد عمد فايغلين إلى استفزاز الفلسطينيين بصعوده للصلاة اليهودية في الحرم القدسي الشريف، تأكيداً لزعمه بأن الحرم هو موضع الهيكل اليهودي. وبعد ذلك شارك في مؤتمر «نساء بالأخضر» تحت عنوان «فرض السيادة اليهودية في يهودا والسامرة». وقد شارك في المؤتمر إلى جانبه شخصيات مهمة في الليكود من بينها وزير الإعلام والشتات يولي أدلشتاين، ورئيس الائتلاف النيابي زئيف ألكين، وعضو الكنيست ياريف لفين، ورؤساء بلديات ليكوديون. وبحث المؤتمرون في سبل فرض السيادة اليهودية على الضفة الغربية.

وقال فايغلين إن كارثة حل الدولتين جلبها على إسرائيل كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وأحد مهندسي اتفاق أوسلو يوسي بيلين، مضيفاً أن إسرائيل تخسر لهذا السبب سنوياً عشرة في المئة من انتاجها الوطني. وأوضح أن الدولة العبرية ستضطر بعد حين إلى وضع منظومة القبة الحديدية قرب كل مدرسة ومقهى، ولكن بهذه الميزانية يمكن تشجيع العرب على الهجرة إلى أماكن أفضل مستقبلا لهم. ودعا إلى دفع نصف مليون دولار لكل عائلة عربية لتشجيعها على الهجرة من فلسطين.
وأيد الوزير أدلشتاين ما أسماه الفرض «المتدرج» للسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، موضحاً أن «عدم فرض السيادة معناه استمرار الوضع الراهن الذي يعزز قول الأسرة الدولية المطالبة بالعودة إلى خطوط العام 1967».

أما عضو الكنيست ياريف لفين فقال إنه بالرغم من ضعف فرص ذلك، إلا أن على إسرائيل أن تعمل على فرض سيادتها على كل المستوطنات والكتل الاستيطانية خلف الخط الأخضر. وقال رئيس الائتلاف زئيف ألكين إنه على إسرائيل أن «تعمل على ضم يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تدريجياً، أولاً المناطق المأهولة باليهود وبعد ذلك باقي المناطق».

وحملت قوى معارضة على مثل هذه التصريحات. وقالت وزيرة الخارجية السابقة وزعيـمة حــزب «الحركة» تسيبي ليفني إن هذه المواقف «نزعـــت الأقنعة عن وجه الليكود». لكن قياديين في الليكود اعتبروا أن مثل هذه التصريحات جيدة من الناحية الانتخابية، فمن شأنها التأثير على صوت الناخب اليميني.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه