وتهدف الشبكة القطريّةإلى إطلاق قناة جديدة، هي «الجزيرة أميركا» ستواجه صعوبات في تلميع صورتها في نظر المتلقّي الأميركي، الذي يعدّها "أداة بروباغندا مناصرة للحركات الإسلاميّة المتطرفة" بحسب الصحيفة
انطلقت «الجزيرة إنكليزيّة» في العام 2006، وتحوّلت إلى توأم لـ «الجزيرة» الأمّ، متوجهة للمشاهد الغربي. لكنّ التجربة الناطقة بالإنكليّزيّة، لم تنجح حتى الساعة بجذب شريحة واسعة من الجمهور. إذ أوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» انه باستثناء بعض موزعي خدمة تلفزيونات الكايبل والتلفزيونات الفضائية (في مدينة نيويورك وواشنطن)، فإن غالبية الموزعين الأميركيين، ظلوا يرفضون بث برامج قناة «الجزيرة الإنكليزية» ضمن باقاتهم منذ إنشائها في العام 2006.
ونقلت الصحيفة عن مؤلف كتاب «تأثير الجزيرة» فيليب سيب القول إنه «مع ذلك فإن هناك أناسا لن يشاهدوا قناة (الجزيرة) بحجة انها شبكة إرهابية». جاء تقرير الصحيفة الأميركيّة، في سياق شرح الصفقة التي تمّت بالأمس، إثر الإعلان عن شراء «الجزيرة» لقناة «كارنت تي في»، بمبلغ نصف مليار دولار، بحسب تقرير لـ «فوكس نيوز». وتهدف الشبكة القطريّة من خلال هذه الصفقة، إلى إطلاق قناة جديدة، هي «الجزيرة أميركا» خلال العام 2013، سيكون مقرّها نيويورك. ستتوجّه القناة إلى 60 مليون متفرّج عن طريق خدمات الكايبل والأقمار الصناعيّة، كما ذكرت تقارير صحافيّة أميركيّة بالأمس.
وتعود ملكيّة «كارنت تي في» لنائب الرئيس الأميركي السابق آل غور، وشركائه. التلفزيون الذي تصفه «ويكيبيديا» بـ «التقدّمي»، عانى بعد سبع سنوات على انطلاقته في العام 2005، من نسب مشاهدة منخفضة، ما دفع بمالكيه للإعلان عن نيّتهم بيعه في تشرين الأوّل الماضي. اللافت بحسب «فوكس نيوز»، أنّ أكبر موزّع للكايبل في الولايات المتحدة، «تايم وارنر»، تخلّى عن تلفزيون «كارنت» بعد الإعلان عن الصفقة مباشرةً، في إشارة إلى أنّ «الجزيرة» قد تواجه صعوبات في تلميع صورتها في نظر المتلقّي الأميركي، الذي يعدّها أداة بروباغندا مناصرة للحركات الإسلاميّة المتطرفة، دائماً بحسب «فوكس».
وفي بيان مشترك أصدره آل غور، المسؤول عن مقر «كارنت» في سان فرانسيسكو، مع رئيس مجلس إدارة القناة جويل هيات، قال: «إننا نشعر بالفخر والسعادة، لأنّ «الجزيرة»، الشبكة الإخبارية الدولية المرموقة، اشترت «كارنت تي في»»، وأضاف، إنّ «أهداف «كارنت تي في» تتمثل في «منح أولئك الذين لا يُسمع صوتهم بانتظام صوتاً، وأن تقول الحقيقة للسلطة، وأن تعرض وجهات نظر مستقلة ومتنوعة، وأن تنقل الأخبار التي لا تنقلها وسيلة أخرى». وأضاف البيان ان «الجزيرة» ــ مثل «كارنت» ــ تستشرف الأهداف نفسها، وتؤمن بأن نقل الوقائع وقول الحقيقة يُفضيان إلى فهم أفضل للعالم من حولنا». وبحسب بيان صادر عن «الجزيرة»، نقله موقعها الالكتروني، فإنّ بثّها الأميركي سينطلق خلال العام 2013، وانّها ستتوجّه للمتلقي الأميركي بأخبار محليّة وعالميّة. وبحسب تقارير صحافية، فإن الشبكة ستقوم بتوظيف 300 عامل في المحطّة الناشئة، إضافةً إلى افتتاح 10 مكاتب جديدة في مدن أميركيّة عديدة، لتضيفها إلى مكاتبها في نيويورك وواشنطن ولوس انجليس وميامي وشيكاغو.
وشرح بيان «الجزيرة» أنّ توجهها صوب السوق الأميركيّة، نابع من أنّ نحو «أربعين في المئة من المشاهدين الذين يتابعون أخبار الجزيرة بالانكليزية على الانترنت من الولايات المتحدة». وبحسب مصادر صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركيّة، فإن شبكة الجزيرة ستستوعب قسماً من القوة العاملة في «كارنت تي في»، وسيتم إنتاج حوالى 60 في المئة من برامج القناة في الولايات المتحدة، اما الباقي فسيكون من البرمجة التي تنتجها أصلاً الجزيرة عبر قناتها الانكليزية.
وقال المدير العام لشبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني في بيان: «كنا ندرك طوال سنوات عديدة أن بمقدورنا الإسهام إيجابياً في خدمة عرض الأخبار والمعلومات المتوفرة عن الولايات المتحدة، وإن ما نعلنه اليوم سيساعدنا في بلوغ هذه الغاية». وأضاف: «باستحواذها على قناة «كارنت»، ستعمل «الجزيرة «على توسيع نطاق عمل شبكتها الحالية في الولايات المتحدة بشكل كبير، علاوة على زيادة قدرتها على جمع الأخبار وإعداد التقارير في أميركا».