فيما يواصل الكيان الإسرائيلي استيطانه بالقدس في اطار مخططه التهويدي يسعى جاهداً لتهويد كل مكونات تلك المدينة العربية والاسلامية حتى وصل الامر لتهويد اسماء شوارعها وطرقاتها وازقتها
فيما يواصل الكيان الإسرائيلي استيطانه بالقدس في اطار مخططه التهويدي يسعى جاهداً لتهويد كل مكونات تلك المدينة العربية والاسلامية حتى وصل الامر لتهويد اسماء شوارعها وطرقاتها وازقتها. وتسعى سلطات الاحتلال الى استبدال الاسماء العربية لتلك الشوارع والطرقات بالقدس باسماء اسرائيلية، مثل شلومو وشامير وبنيامين وغيرها من الاسماء التي تأتي في اطار السعي الاسرائيلي لتهويد حتى تاريخ تلك المدينة التي تزخر بالتراث العربي الاسلامي والتي تعيش حاليا حملة اسرائيلية شاملة لتهويدها وطمس معالمها الاسلامية والعربية.
وفي ذلك الاتجاه تستعد لجنة اطلاق الأسماء في بلدية الاحتلال بمدينة القدس المحتلة لاطلاق 43 اسما جديدا يهوديا على شوارع في أحياء يقطنها الفلسطينيون بالمدينة. وكانت بلدية الاحتلال قد أطلقت في وقت سابق من العام الجاري أسماء جديدة على 141 من شوارع القدس الشرقية. ورجّحت مصادر فلسطينية لـ'القدس العربي' الجمعة أن الهدف من هذه الخطوة هو طمس الأسماء العربية الاسلامية واستبدالها بأسماء عبرية وتلمودية في اطار سياسة تهويد المدينة المقدسة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الجهات الفلسطينية الرسمية والشعبية بالقدس التنديد بالسياسة التهويدية التي تسير على اكثر من صعيد، سواء من خلال بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية الجديد بالمدينة او من خلال التضييق على المواطنين لاجبارهم على الهجرة والرحيل او من خلال تهويد الاسماء العربية، تؤكد تلك الجهات على أن اسرائيل باتت في الخطوات النهائية من مخطط القدس الكبرى، وما هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة المتعاقبة والتهويد المتواصل الا المعالم النهائية للقدس الكبرى، واقامة الهيكل المزعوم على انقاض الاقصى المبارك، وتحويل القدس الى العاصمة الابدية لاسرائيل واليهود.
وفي اطار السعي الاسرائيلي لاطلاق اسماء يهودية على شوارع القدس العربية في اطار تهويدها ذكرت مصادر اسرائيلية مؤخرا بأن البلدية الاسرائيلية في القدس المحتلة تستعد لتكريم رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق شامير من خلال إطلاق اسمه على 'طريق 9'، احد الطرق السريعة في القدس. وكان شامير رئيس وزراء إسرائيل السابع وتوفي في حزيران (يونيو) الماضي عن عمر يناهز 96 عاما، كما انه احتل العديد من المناصب القيادية كرئيس للموساد ثم رئيس للكنيست بالإضافة إلى عمله وزيرا .
وفي سياق متصل حذرت الهيئة الاسلامية المسيحية من اعتزام سلطات الاحتلال المصادقة على تغيير 43 اسما عربياً تطلق على شوارع وأحياء عربية مقدسية، واستبدالها بأسماء يهودية، معتبرة ذلك تهويد علني، وتغيير فاضح لكل ما هو عربي بالمدينة المقدسة، مؤكدة على المخطط الكبير بتهويد القدس وجعل كل ما فيها ينطق باليهودية وحدها دون غيرها، وقصرها على اليهود فقط.
وكان الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى اكد ان مدينة القدس المحتلة تتعرض اليوم لهجمة استيطانية كبيرة، وعمليات حفر وتهويد، وهدم للبيوت وعزل متواصل للمدينة والبلدة القديمة، مؤكدأً على ان هذه الاجراءات ليس مجرد إجراءات عادية وإنما تندرج ضمن مرحلة خطيرة من مراحل تهويد المدينة المقدسة، وبالتالي سيكون لها انعكاس كبير واثر واضح على مستقبل مدينة القدس، داعياً الى التدخل السريع والفوري من قبل المجتمع الدولي وكل من يعني بشؤون القدس والتاريخ والحضارات، حيث حضارة عريقة وتاريخ كبير في مهب التهويد والتغيير المتواصل في ظل صمت عربي واسلامي وعالمي.