29-11-2024 12:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

المرأة العاملة في السعودية تعاني لأن عملها "ما زال مستنكراً"

المرأة العاملة في السعودية تعاني لأن عملها

وكان نحو 200 شخص ممن يطلق عليهم «محتسبون» قابلوا وزير العمل السعودي عادل الفقيه في مكتبه قبل أيام، وطالبوا بإلغاء قرار «تأنيث المحال النسائية»، مهددين بأنهم سيدعون عليه بأن يصاب بمرض السرطان

يعرف المجتمع السعودي بأنه ما زال الأكثر تخلفا بين المجمتعات العربية ما زال بعض السعوديين غير مقتنعين بنزول السعوديات الى ساحة العمل، إذ أكدت عدد من السعوديات البائعات في محال تجارية أنهن يجدن اعتراضات وتعديات من أشخاص لا ينتمون إلى أية جهة، يطلبون منهن إما ترك العمل أو تغيير لباسهن. وكان نحو 200 شخص ممن يطلق عليهم «محتسبون» قابلوا وزير العمل السعودي عادل الفقيه في مكتبه قبل أيام، وطالبوا بإلغاء قرار «تأنيث المحال النسائية»، مهددين بأنهم سيدعون عليه بأن يصاب بمرض السرطان إن لم يستجب لمطالبهم.


وذكرت أميرة الرزقي (27 عاماً) التي تعمل في محل متخصص في بيع الملابس النسائية، أنها كثيراً ما ترى أشخاصاً يترصدون لبعض البائعات ويطالبونهن بلبس العباءة بشكل معيّن وغيرها من المطالب. وقالت الرزقي: «جميع الموظفات في هذه المحال يشعرن بالرضا عن عملهن، ويحظين بموافقة أولياء أمورهن، ولهذا استغرب التدخل في شؤون الآخرين، وإذا كانت هناك ضرورة للنصح فيفترض تقديم النصيحة والانصراف، وأن يدركوا أن الفتاة الموظفة لها مستلزماتها التي تتطلّب العمل، إضافة إلى أن بعض الموظفات يساعدن أهاليهن مادياً، فالأولى أن ينظروا إلى الجانب الإيجابي».


أما الموظفة سلطانة الداود فاستغربت التدقيق على عمل المرأة في المحال النسائية على رغم ضرورته، في الوقت الذي توجد فيه المرأة داخل الأسواق والمستشفيات وغيرها بصورة طبيعية. وأشارت إلى أن المرأة قد تتعرض للتحرّش في مختلف الأماكن، فالأمر لا يقتصر على وجودها كموظفة في محال المستلزمات النسائية، بل على العكس فإن وجودها في هذه المحال يعكس حرصها على العمل، إضافة إلى إمكان مساعدة أسرتها في بعض المصروفات وغيرها، مشيرة إلى أن تعرّض البائعات في المحل إلى بعض المضايقات دفع إدارة المحل إلى نقل تدريب البائعات الجدد إلى أحد الفنادق.


عمل المرأة في السعودية ما زال مستنكرا من قبل معظم الرجال وقالت الموظفة سارة الرزقي (24 عاماً): «سبق أن طالبني بعض الأشخاص الذين لا ينتمون لجهة معروفة بترك العمل، بحجة أنه غير لائق وأنه قد يعرّضني للتحرّش، لكن هذه الحجج غير مقبولة بالنسبة إليّ، خصوصاً أن الأسواق التي تعمل فيها السعوديات معزّزة بحراسات أمنية، إضافة إلى أن بعض المحال للعائلات فقط، وللأسف فإن تعامل بعض هؤلاء يعتبر سلبياً، فهذا العمل هو حريّة لا أجدها تتسبّب بضرر لأحد».


وطالبت سيدة الأعمال غادة غزاوي من يعترض على عمل السعوديات في محال بيع المستلزمات النسائية، بإيجاد بدائل وظيفية لهن، أو صرف رواتب لهن وهن في بيوتهن.


وقالت غزاوي: «إذا كانت هناك محاولات للمنع، فالمفترض توفير البديل المناسب، فهذه الأعمال كانت فرصة للسعوديات، خصوصاً اللاتي لم يجدن فرص عمل مناسبة لهن، كما أن قرار الدولة بتأنيث محال بيع المستلزمات النسائية جاء بعد درس لوضع المرأة، وتم إقراره بعد وضع شروط وضوابط محددة له، ويتضح لمن يتجوّل في هذه المحال مدى التزام الموظفات وحرصهن على العمل الشريف».