أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 10-01-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 10-01-2013
وورلد تريبيون: صواريخ "فاتح-110" الإيرانية قد تغير معادلة القوة في النزاع السوري
رأت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية أن استخدام النظام السوري صواريخ إيرانية متطورة على غرار "فاتح-110" قد يغير معادلة القوة في النزاع السوري. وأوردت الصحيفة في سياق تقرير أوردته في موقعها الإلكتروني الأربعاء تصريح مصادر استخباراتية غربية، بأن الجيش النظامي السوري أطلق عدداً من صورايخ "أرض-أرض" على معاقل الثوار السنيين وسط وشمال البلاد، مؤكدين أن هذه الصواريخ، بخلاف الترسانة السورية الضخمة، متطورة وأكثر دقة وتحديدا في إصابة الأهداف، ومن بينها صاروخ "فاتح-110" الذي يصل مداه 200 كم. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان استخدام نظام الأسد صواريخ "سكود-بى" الباليستية ضد معاقل الثوار في الشمال بالقرب من الحدود التركية، لكنها فشلت في إجبار الثوار على التقهقر عن مكاسبهم بسبب عدم دقة تلك الصواريخ. واختتمت الصحيفة بقول المصادر الاستخباراتية أن قوات الحرس الثوري الإيراني المتواجدة في سوريا والبالغ عددها 10 آلاف، هي من يتولى مهمة تسلم الصواريخ وتوزيعها وصيانتها.
غلوبال بوست: قطر تدرك أن أي نفوذ لها في مصر سيعنى نفوذا في الشرق الأوسط كله
قالت الصحيفة إن قيمة الجنيه استمرت في الانخفاض، على الرغم من تقديم قطر مساعدات لمصر بقيمة 2.5 مليار دولار لمساعدة الاقتصاد المتهالك. وأشارت الصحيفة إلى أن المليارات التي تقدمها قطر كمساعدات تأتى في سياق الدور الأكبر الذي تلعبه الإمارة الخليجية في منطقة الشرق الأوسط، بعد الربيع العربي، حيث كانت أحد الأطرف التي لعبت دورا كبيرا في ليبيا وبعدها سوريا. وقالت مراسلة الصحيفة في القاهرة، إن قطر ترى مصر باعتبارها رصيدا إستراتيجيا وحليفا في هدفها الخاص بالظهور كأحد القوى الإقليمية الرئيسية في عدد من الجبهات، فمصر أكبر دول العالم العربي من حيث السكان، ولها علاقات مع الولايات المتحدة منذ زمن بعيد ولها تاريخ محترم كمركز ثقافي وسياسي في المنطقة، وأي نفوذ فيها سيعنى بلا شك نفوذا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. واعتبرت الصحيفة، أن قطر تملأ الآن مكان السعودية التي طالما ساندت الرئيس السابق حسنى مبارك، لكنها الآن تشعر بعدم الارتياح وربما العداء في بعض الأحيان إزاء الإخوان المسلمين الذين يحكمون مصر الآن. وتابعت قائلة بينما نرى أحيانا السعودية وقطر في صف واحد في بعض القضايا مثل سوريا، إلا أن هناك خصومة تاريخية هي التي تحفز كل من الرياض والدوحة في كثير من الأحيان، فقطر أقل انزعاجا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإخوان المسلمين، وتختلف عن السعودية في هذا الصدد.
نيويورك تايمز: بيريز: إنكار مرسى خطاب "الصديق العزيز" لم يدهشنى.. أدهشني إرساله
أشار الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، إلى أنه لم يفاجأ بإنكار الرئيس محمد مرسى للخطاب، الذي وصفه فيه بـ"الصديق العزيز"، لكنه اندهش من إرسال الخطاب بالأساس. وقال بيريز في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، إن الأمر كله يظهر أن مرسى، حاله حال أى قائد يتولى هذا المنصب، فإنه يواجه معضلات صعبة إذ أنه من السهل جدا أن تلعب دور المسلم المحافظ عندما لا تكون في السلطة، لكن الأمور تتعقد حينما تتولى المسؤولية. وأضاف على سبيل المثال "إذا لم يسمح الإسلاميون للسياح بقضاء عطلاتهم في مصر بالأسلوب الذي يريدونه، فإنهم لن يأتوا، وبالتالي فلا بكيني ولا سياحة". وبشأن كيفية تعامل إسرائيل مع الربيع العربي قال بيريز، إنه ليس من المهم كيف نتعامل مع هذا إنما معرفة ما يحدث بالضبط وسببه، فأجيال الشباب في العالم العربي يواجهون قمع وبطالة، وهذا هو سبب الثورة واقتلاع الديكتاتوريات. وأضاف أن العاصفة التي ضربت الشرق الأوسط تلزم كل دولة على اختيار دخول عصر العلم أو لا، لكن عدم الدخول يعنى عدم النمو. وفى الشأن السوري أشار الرئيس الإسرائيلي إلى أن استخدام الرئيس بشار الأسد أسلحته الكيميائية ضد المعارضة يعنى عملا انتحاريا منه، لأنه هذا سيوجه اعتداء عناصر خارجية ضده، وأضاف "أيام الأسد معدودة". وعلى الجانب الأخر، يقول بيريز، إنه إذا ما تجرأ السوريون على الاقتراب من أسلحتهم الكيميائية وتوجيهها صوب إسرائيل أو المدنيين الأبرياء، فلا شك أن العالم وبالطبع معه إسرائيل سيتخذون إجراءات حاسمة وفورية. وأكد أنه إذا ما قام الأسد بنقل هذه الأسلحة الكيميائية لحزب الله الشيعي في لبنان وهو ما سيكون تجاوزا للخط الأحمر، فإن إسرائيل ستنهض لمنه هذا وستتخذ إجراءات عسكرية حازمة. وعلى صعيد التوترات بين إسرائيل وحركة حماس، المسيطرة على قطاع غزة، أشار بيريز إلى أنه إذا ما قبلت حماس المطالب الدولية ونبذت الإرهاب وتوقفت عن إطلاق صواريخها على إسرائيل واعترفت بها كدولة، فيمكن فتح مفاوضات مع الحركة الإسلامية. وعلق بيريز ساخرا على التصريحات العدائية التي أدلى بها خالد مشعل القائد السياسي في حماس، في كانون الأول الماضي خلال الاحتفال بالذكرى الـ25 لتأسيس الحركة، وقال: "من أين أتى خالد مشعل هذا بتصريحاته الخارجة من العصور الوسطى الآن؟، بينما العالم كله تعب من الحروب والعنف، ويخرج من ظلام الليل بهذه الرغبات السادية في الضرب والقتل؟ وهل يظن حقا أنهم قادرون على تدمير دولة إسرائيل بكل ما لديها من جيش وأجهزة استخباراتية؟ هل نحن مجموعة من الديوك الرومي التي تسير نحو وليمة لعيد الشكر؟". ويصر الرئيس الإسرائيلي على أن المستوطنين لا يعرقلون فرصة إقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن المستوطنات لا تمثل أكثر من 2% من الأراضي كلها، ولفت إلى أن الفلسطينيين قبلوا فكرة كلينتون بترك ثلاث كتل استيطانية لليهود وتبادل أراضى أخرى. وقال "إنه بحسن النية يمكن التغلب على كل المشكلات"، وأضاف أن هذا ينطبق على قضية المياه، فقريبا سيكون لدى إسرائيل فائض مياه بفضل تحلية مياه البحر، وبذلك سيكون الإسرائيليون قادرون على تعويض نقص الفلسطينيين من المياه الصالحة للشرب.
الغارديان البريطانية: برلمانيون أفغان يحذرون من انسحاب أميركي
أعرب سياسيون أفغان عن قلقهم بشأن إعلان البيت الأبيض أنه يدرس سحباً كاملاً للقوات الأميركية من أفغانستان بعد عام 2014، وحذروا من أن كارثة ستحل وحربا أهلية ستندلع في البلاد إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ ذلك. وقد ظلت إدارة الرئيس باراك أوباما تقول إنها تعكف على ما يُطلق عليه "الخيار صفر" الذي يقضي بانسحاب كامل، على الرغم من أن كبار القادة العسكريين في أفغانستان سبق أن أوصوا بضرورة الإبقاء على بعض الجنود هناك لتقديم يد العون لحكومة كابل. ورجحت صحيفة ذي غارديان البريطانية -في عددها اليوم الخميس- أن يسيطر موضوع "الخيار صفر" والرد الغاضب من المسؤولين في كابل على المحادثات التي ستجري غدا الجمعة بين الرئيس أوباما ونظيره الأفغاني حامد كرزاي. وتوقعت الصحيفة أن يسود التوتر تلك المحادثات، نظرا لما يعتري علاقات البلدين من شد وجذب بسبب الحرب الدائرة. وقال نعيم لالاي -وهو عضو في البرلمان من ولاية قندهار المضطربة ومنشأ حركة طالبان- إن الأميركيين إذا ما سحبوا كل قواتهم دون خطة فإن الحرب التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن المنصرم ستعيد نفسها. وأضاف -في تصريح لوكالة رويترز- أن الانسحاب الكامل "سيمهد الطريق أمام طالبان للسيطرة على زمام الأمور بالوسائل العسكرية". وأعادت صحيفة ذي غارديان إلى الأذهان ما حدث عام 1989 عندما رحل السوفييت عن أفغانستان بعد حرب دامت زهاء عقد من الزمان، فنضبت المساعدات المالية وانهارت بعدها الحكومة الشيوعية الأفغانية آنذاك، الأمر الذي أشعل اقتتالا داخليا بين أمراء الحرب قاد إلى حرب أهلية كانت نتيجتها أن اعتلت طالبان سدة الحكم. وتحتفظ الولايات المتحدة بقوات قوامها نحو 68 ألف جندي في أفغانستان، ومن المتوقع أن يتقلص هذا العدد بشدة قبل 31 كانون الأول 2014، وهو الموعد المحدد لانتهاء المهمة القتالية التي تضطلع بها القوات الأجنبية بقيادة حلف الناتو في تلك الدولة الواقعة في آسيا الوسطى. ويسعى حلف الناتو وشركاؤه إلى تدريب زهاء 350 ألفا من قوات الأمن الأفغانية، لكن ثمة أسئلة تطرح نفسها حول مدى فعاليتها في التصدي لمن تصفهم الصحيفة بالمتمردين. وقال عضو البرلمان الأفغاني ميرويس ياسيني "إذا غادرت القوات الأميركية أفغانستان قبل تدريب قوات الأمن الأفغانية وتزويدها بالعتاد اللازم، فإن ذلك سيكون وبالا على البلاد". واعتبرت شكرية باريكزاي -وهي الأخرى عضو في البرلمان- أن انسحاب الأميركيين الكامل بعد 2014 مرادف لإقرار الولايات المتحدة بالهزيمة.
الإندبندنت البريطانية: أميركا تحث بريطانيا للبقاء بالاتحاد الأوروبي
حثت الإدارة الأميركية بريطانيا على البقاء في الاتحاد الأوروبي. وقال فيليب إتش غوردون، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية إن بريطانيا تجازف بالإضرار بعلاقاتها مع أميركا وتهميشها في المجتمع الدولي إذا تركت الاتحاد الأوروبي. وأضاف غوردون "نحن نقدر الصوت القوي للمملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. ولدينا علاقة متنامية مع الاتحاد الأوروبي كمؤسسة لها صوت مسموع في العالم ونريد رؤية صوت بريطاني قوي فيه. وهذا يصب في مصلحة أميركا. ونحن نرحب باتحاد أوروبي منفتح بريطانيا جزء منه". واستطرد بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يعزز "العلاقة الخاصة" بأي شكل من الأشكال. وأميركا ستستمر في إقامة روابط أقوى مع دول الاتحاد الذي ترى أنه يمثل "صوتا متناميا في العالم وشريكا حاسما في القضايا العالمية". وقالت صحيفة إندبندنت إن التصريحات العلنية لغوردون، وهو عضو بارز محترم في الإدارة الأميركية، تبين مستوى القلق في واشنطن بشأن استفتاء قيد البحث حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. من جانبه قال رئيس الوزراء ديفد كاميرون لمجلس العموم البريطاني إنه رغم عدم تفضيله الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لكنه يرى في القيام بذلك أمرا "ممكنا". ومن المتوقع أن يقول كاميرون في خطاب مرتقب قريبا في أوروبا إن استفتاء سيجري في عام 2018، بعد الانتخابات القادمة. لكن المتشككين في أوروبا طالبوا بإجرائه عاجلا، وانضم بوريس جونسون -الذي يراه البعض منافسا لقيادة المحافظين- إليهم في توجيه هذا النداء. كما أكد بعض هؤلاء أن الوقوع في شرك الاتحاد الأوروبي خلق توترات سياسية ودبلوماسية مع أميركا وترك الاتحاد سيساعد في إصلاح ودعم هذه الروابط التاريخية. بدوره أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أن بريطانيا لا تستطيع اختيار ماهية القوانين التي تفضلها من قائمة الاتحاد الأوروبي، وينبغي أن تدرك أن العضوية مدى الحياة. لكن غوردون أصر على أن الولايات المتحدة ستتضرر إذا انسحبت بريطانيا. وقال "هناك الكثير من القضايا الفنية والتفصيلية التي حتما لا بد من تسويتها لكل عضو في الاتحاد الأوروبي وهو يتحرك إلى الأمام، لكن في مجمل الأمر نحن نقدر صوتا قويا للمملكة المتحدة في اتحاد أوروبي قوي".
الإندبندنت البريطانية: تخوف غربي من الترسانة الكيميائية السورية
احتمال سقوط ترسانة سوريا الكيميائية في أيدي الإسلاميين "المتطرفين" من بين الثوار الذين يقاتلون في الحرب الأهلية التي تجتاح البلاد، يشكل قلقا متزايدا لدى الغرب. فقد عبر الجنرال ديفد ريتشاردز، رئيس أركان الدفاع البريطاني، عن مخاوفه في الحكومة البريطانية خلال الأسابيع الأخيرة، وكان هناك سلسلة من الاجتماعات حول القضية بين المسؤولين الأوروبيين والأميركيين والحكومات في المنطقة. وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن احتمال إطلاق الرئيس بشار الأسد لهذه الأسلحة كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت حلف شمال الأطلسي (ناتو) هذا الأسبوع لنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية. وقالت إنه رغم الاعتقاد القائم لحكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا بأن النظام المحاصر والمتداعي قد يستخدم أسلحة الدمار الشامل، هناك أيضا خطر واضح من استحواذ المقاتلين "الجهاديين" على مخزونات الأسلحة. وقد وصفت إدارة أوباما "جبهة النصرة"، وهي إحدى أقوى المجموعات الثورية والتي تعلن تبعيتها لتنظيم القاعدة، بأنه "تنظيم إرهابي". ويُعتقد أن فريقا من القوة الجوية الخاصة البريطانية قد حضر بصفة مراقب للمناورة التي قامت بها القوات الخاصة الأميركية والأردنية استعدادا لأي عملية قد تُضطر لاتخاذها لتأمين مخزونات الأسلحة. وقد صرحت مصادر الدفاع في لندن بأنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لنشر الجنود البريطانيين لمثل هذه المهمة. وهناك توجه للشك عموما في مزاعم النظام السوري وأسلحة الدمار الشامل بعد كشف تقارير زائفة مماثلة عن ترسانة صدام حسين التي استغلتها إدارتا الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لتبرير غزو العراق. ومع ذلك يصر المسؤولون الغربيون على أن هناك أدلة كثيرة بأن نظام دمشق لديه الوسائل لتنفيذ الحرب الكيميائية وأدلة أيضا، ذات طبيعة محدودة، على أن لديه برنامج حرب بيولوجية. وأحد أسباب التوجس هو أن مركز القيادة والسيطرة للنظام المتعلق بأسلحة الدمار الشامل قد تضرر بشدة بسبب الخسائر في الأرواح والانشقاقات. وذكرت الصحيفة أن سلسلة من الاجتماعات قد جرت شملت عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول في المنطقة وإسرائيل التي التقى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بحسب تقارير إعلامية في القدس، بالملك عبد الله الثاني في عمّان لمناقشة المسالة. وكان أحد المخاوف الإسرائيلية هو أن جماعة حزب الله، التي وقف مقاتلوها إلى جانب نظام الأسد، قد تتمكن من تهريب الأسلحة الكيميائية إلى لبنان. وأشارت الصحيفة إلى زعم الجنرال عدنان سيلو، الرئيس السابق لبرنامج الأسلحة الكيميائية السورية الذي انشق مؤخرا، بأن النظام استخدم بالفعل غاز السارين في هجوم الشهر الماضي على حي البياضة بمدينة حمص. ويؤكد الجيش السوري الحر المعارض أن النظام استخدم الأسلحة الكيميائية في 18 مناسبة منفصلة. ومع ذلك يؤكد المسؤولون الغربيون أن الصور وشهادات الشهود التي تلقوها لا تدعم هذا الاتهام. وقالت الدكتورة سالي لايفيسلي، وهي محللة كيميائية وبيولوجية مستقلة ومتدربة كمستشارة علمية لوزارة الداخلية البريطانية، إن "تقارير برنامج الحرب البيولوجية السوري تعود لمنتصف التسعينيات، وكان هناك تقرير للكونغرس الأميركي عام 2004 وتقارير للناتو. والمادة التي تدور حولها كل هذه التقارير المثيرة للاهتمام لأنها وضعت مع بعضها قبل فترة طويلة من الأحداث الحالية، ومن ثم لا يمكن القول بأنها وضعت معا لتلائم أجندة بعينها". وأضافت أن المشاكل المتعلقة بالعوامل البيولوجية قد تبدأ بطريق الصدفة وليس عمدا من أي طرف سواء كان النظام أو الثوار. وقالت إن "مسببات الأمراض مثل الجمرة الخبيثة والطاعون وحمى الأرانب والبوتيولينيوم والجدري والكوليرا والريسين يمكن أن تصير مكشوفة بسبب الناس الذين يتعثرون فيها في القواعد غير الآمنة. وإذا حدث هذا فستكون أمامنا احتمالات حقيقية لأوبئة تصعب جدا السيطرة عليها".
واشنطن بوست: ترشيحات أوباما فرصة لتقييم إستراتيجيته
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن جلسات الاستماع بمجلس الشيوخ حول ترشيحات الرئيس باراك أوباما لأعضاء فريق الأمن القومي الثلاثة -جون كيري للخارجية وتشك هاغل للدفاع وجون برينان للاستخبارات المركزية- توفر فرصة للمجلس لتقييم إستراتيجية أوباما. وأوضحت أن الأمر الذي يجب أن يحظى بالأولوية في نقاشات مجلس الشيوخ هو ما إذا كانت إستراتيجية أوباما لفترته الثانية في الرئاسة واقعية. وأوضحت بأنه من المغري التفكير في أن بإمكان الولايات المتحدة سحب جميع قواتها من أفغانستان باستثناء بضعة آلاف، وأن تقف على الهامش في الصراع السوري، وتحتوي إيران بالعقوبات التي توافق عليها الأمم المتحدة، وتعمل على تركيز مواردها بآسيا وتقضي على أي خطر إرهابي متوقع باستخدام الطائرات دون طيار، "لكن الأهم هو تقييم واقعية هذه السياسات". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إن ترشيحات الرؤساء لأعضاء إداراتهم تستحق الموافقة عليها إذا كان المرشحون مؤهلين. وأكدت أن الشخصيات الثلاثة المرشحة لم يظهر حتى الآن ما يطعن بجدية في مؤهلاتها. وذكرت أن مرشحي أوباما الثلاثة سيساعدونه في تعزيز بعض السياسات التي طورها خلال فترة رئاسته الأولى، وسيثيرون أسئلة مهمة حول البعض الآخر بما في ذلك تصميمه المعلن على منع إيران بالقوة العسكرية في حالة الضرورة من الحصول على السلاح النووي. ودعت الصحيفة مجلس الشيوخ إلى الابتعاد عما يشتت التركيز حول سياسة الأمن القومي، مشيرة إلى أن من بين ما يشتت الاهتمام هو ما إذا كان تشك هاغل معاديا لإسرائيل أم لا أو حتى معاديا للسامية؟ وقالت لا يوجد دليل جدي يسند كلا الادعاءين. وأضافت بأن آراء هاغل حول الشرق الأوسط خرجت في بعض الأحيان عن التيار السائد، باستثناء ما يتعلق بالحرب على العراق حيث شجب تعزيز القوات الأميركية هناك عام 2007 ووصفها بالخطأ الأكبر في السياسة الخارجية منذ حرب فيتنام، رغم موافقته في البداية على غزو العراق. وقالت أيضا إن القضايا الرئيسية التي يثيرها ترشيح هاغل هي تأييده السابق للانسحاب بأسرع ما يمكن من أفغانستان ومعارضته للتدخلات الخارجية عموما. وأوضحت أن هذه الآراء يحملها جون كيري أيضا وتتفق مع خطط أوباما لفترته الثانية، لذلك يجب على مجلس الشيوخ البحث في المكاسب والخسائر المحتملة وراءها. وركزت الصحيفة على ما وصفته بالتحدي الإيراني وأشارت إلى أن هاغل، بالمقارنة مع أوباما، يرى أن الاحتواء هو السياسة المقبولة، وعارض كلا من العمل العسكري ضدها والعقوبات الأميركية المنفردة. وقالت إن ترشيح هاغل ربما يؤخذ في طهران على أنه دليل على أن إدارة أوباما لن تفعل شيئا إذا رفضت إيران وقف سعيها نحو القنبلة النووية. وتساءلت عما إذا كان هاغل سيدعم خيارا عسكريا للرئيس إذا فشلت المحادثات مع إيران؟ ووصفت سؤالها بأنه بعيد كل البعد عن الطابع الأكاديمي. وأشارت إلى أن إسرائيل تعتقد أن سعي إيران لامتلاك القدرة النووية سيصل إلى نقطة لا رجوع عنها قبل نهاية منتصف العام الجاري، وأنها -أي إسرائيل- ربما تنفذ عملا عسكريا بمفردها إذا تيقنت من أن التدخل الأميركي لا يمكن الاعتماد عليه. وأوضحت واشنطن بوست أيضا أنها سبق أن قالت إن هاغل لا يمثل الخيار الأفضل لوزارة الدفاع بسبب آرائه حول الميزانية وإيران وبسبب أن هناك من هو أفضل منه. ولفتت أيضا إلى أنها سبق أن قالت إن إستراتيجية الإدارة الأميركية الخاصة بالهجمات ضد القاعدة في باكستان واليمن والصومال بالطائرات دون طيار ليست مستدامة. وقالت إن مهندس هذه السياسة هو برينان الذي وافق شخصيا على قوائم القتل بتلك الطائرات وأشرف عليها. ونوهت واشنطن بوست إلى أن ترشيح برينان يمنح فرصة لإعادة التفكير في برنامج الطائرات دون طيار، وأن السؤال المركزي هو ما إذا كانت هذه الضربات والأعمال شبه النظامية الأخرى يجب أن تستمر تحت مسؤولية الـ"سي آي أي"؟ وقالت إن هذه الأعمال وباعتبارها أعمالا حربية يكون من الأفضل إذا نُفذت بواسطة الجيش وأخضعت للمراجعة والكشف وحُددت أهدافها علنا واُخضعت لموافقة الكونغرس.
واشنطن بوست: فرص هاغل للفوز بالبنتاغون
قالت الكاتبة جولييت لابيدوس إنه ورغم الانتقادات الشديدة ليس من المحتمل أن يرفض مجلس الشيوخ الأميركي ترشيح شاك هاغل لتولي وزارة الدفاع، وإنه عندما يتعلق الأمر بالمرشحين لتولي مناصب وزارية من المستبعد جدا رفض أي منهم. ورصدت الكاتبة في مقال لها نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم حملات الانتقادات لترشيح هاغل، وذكرت أن جمعية "كريستيان يونايتد فور إسرائيل" التي تصف نفسها بأنها أكبر منظمة بأميركا مساندة لإسرائيل أصدرت بيانا تعارض فيه الترشيح، وكذلك جمعية "كونسيرند وومن أوف أميركا". وقالت إن المنظمتين لفتتا الانتباه إلى سجل السيناتور السابق "الداعم لإيران وحزب الله". وأوردت أيضا أن جمعية "لوغ كابين ريببليكان" اشترت صفحة كاملة بصحيفة واشنطن بوست لانتقاد موقف هاغل من حقوق الشواذ جنسيا. وأضافت أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين جون ماكين وجون كورنين وليندسي غراهام وتيد كروز وروجر ويكر عبروا فورا عن عدم ارتياحهم لترشيح هاغل، فيما امتنع العديد من أعضاء المجلس الديمقراطيين عن الإدلاء بتعليقاتهم. وذكرت لابيدوس أن مجلس الشيوخ وافق في تاريخه على أكثر من 500 ترشيح لوزراء ورفض تسعة فقط. وقالت إن آخر مرة يرفض فيها المجلس ترشيحا لوزير حدث قبل 24 سنة عندما صوت المجلس الذي كان يهيمن عليه الديمقراطيون ضد مرشح جورج بوش الأب الرئيس الأميركي الأسبق جون تاور لمنصب وزير الدفاع بسبب أن المرشح كان مولعا بشرب الخمر وبأنه زير نساء. كذلك ذكرت الكاتبة أنه من غير المعتاد أن يسحب المرشح موافقته على الترشيح خشية أن يرفض، رغم أن ذلك ازداد نسبيا في الآونة الأخيرة. وأشارت إلى أن توم داشيل سحب موافقته على ترشيح باراك أوباما له، كما أن بيرنارد كيرك وليندا شافيز سحبا موافقتهما على ترشيح جورج دبليو بوش لهما، وهيرشل غوبر، وأنطوني ليك وزو بيرد إبان فترة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، "لكن زو بيرد وحدها بين جميع من ذكروا كانت مرشحة لأحد المناصب الوزارية الأعلى مثل شاك هاغل".
معهد واشنطن: الفجوة المستمرة بين مصر وإيران
قد يبدو الرئيس المصري محمد مرسي محاصراً على الساحة الداخلية، لكن من خلال وساطته في وقف إطلاق النار بين إسرائيل و «حماس» في تشرين الثاني المنصرم، فقد عزز بقوة من وضعه الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وفي الواقع، مع انتهاء عام 2012، تم استعادة مركزية مصر في الدبلوماسية الإقليمية. والسؤال الهام لعام 2013 هو ما إذا كان مرسي سيتابع إنجازه في غزة من خلال التعامل مع تحدي دبلوماسي كبير آخر، ألا وهو: إعادة بناء العلاقات مع إيران بعد أكثر من ثلاثة عقود من العداء. في البداية، جاء صعود جماعة «الإخوان» إلى السلطة في أعقاب الاحتجاجات الشعبية الضخمة التي أطاحت بسلف مرسي، حسني مبارك، ليبث الأمل في تجدد العلاقات الدبلوماسية مع إيران. لكن على الرغم من المبادئ الأيديولوجية المشتركة، لا تزال هناك عقبات سياسية هائلة تعيق التعاون الثنائي. لقد انهارت العلاقات بين مصر وإيران في عام 1980، عقب صعود آية الله روح الله خامنئي إلى السلطة في الثورة الاسلامية في إيران وقطعه العلاقات مع مصر رداً على اعترافها الرسمي بإسرائيل في العام الذي سبق. وقد قام الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، بمنح شاه إيران المنفي تصريحاً بالعيش في مصر إلى جانب دعم العراق في حرب الثمان سنوات مع الجمهورية الإسلامية. وفي النهاية دُفن الشاه في مسجد في القاهرة. وبعد الإطاحة بمبارك في عام 2011، رحب المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي باحتمالات ظهور حكم إسلامي في مصر، وتبادلت وفود من كلا البلدين الزيارات. وبالنسبة لخامنئي، كان "الربيع العربي" في الواقع "صحوة إسلامية". هناك علاقة أيديولوجية قوية تربط بين الإسلاميين في إيران ومصر. فهم يتشاركون في المشاعر المناهضة لإسرائيل، ويدعمون «حماس» ضد حركة «فتح» العلمانية القومية في الصراع الفلسطيني الطاحن. ويعتبرون أن الثقافة الغربية تشكل تهديداً عليهم في ظل التزامهم بحكم الشريعة. وقد بذلت إيران بعض الجهود لإقامة علاقات اقتصادية أكثر قوة مع الحكومة الإسلامية في مصر، ومن خلال ذلك تعزيز جبهة قوية مناهضة لإسرائيل في المنطقة. إن محاولة إيران إبرام اتفاق تبيع بموجبه النفط المصري الخام من شأنه أن يساعد أيضاً الحكومة الإيرانية على التكيف مع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لكن على الرغم من تصريح وزير النفط الإيراني رستم القاسمي في تشرين الأول بأن هناك مفاوضات جارية بين البلدين، إلا أن وزير البترول والثروة المعدنية المصرية أسامة كمال سارع إلى التبرؤ من السعي لإبرام أي اتفاق من هذا القبيل.
وبعيداً عن الاقتصاد، فإن خامنئي لديه ارتباط عاطفي بمصر. فكونه طالب يدرس الأسلوب المصري في تلاوة القرآن، فإنه يجمع مُنشدي القرآن من مصر، ومن دول إسلامية أخرى، في بيته كل رمضان. والأهم من ذلك أن رؤيته تأثرت بقوة بكتابات المنظر المصري لـ «الإخوان المسلمين» سيد قطب. وقد ترجم خامنئي ثلاثة من كتب قطب إلى الفارسية قبل الثورة. ورغم هذه التقاربات الأيديولوجية، إلا أن الاختلافات السياسية تجعل من التقارب أمراً غير محتمل. وتعتبر جماعة «الإخوان المسلمين» نفسها حصناً للإسلام السياسي العصري، وتؤمن بأنه ينبغي عليها أن تتبوأ دوراً قيادياً بين كافة الجماعات والدول الإسلامية. ومن جانبه، يصف خامنئي نفسه بأنه "زعيم العالم الإسلامي"، ويدعو إيران "المدينة الأم" (أم القرى). وعلاوة على ذلك، يمكن أن تشكل الفجوة بين السنة والشيعة تحدياً كبيراً للعلاقات بين مصر وإيران. وتعمل «الجماعة» على تعزيز الروابط مع حلفائها السنة، مثل المملكة العربية السعودية وقطر وحتى تركيا، وليس مع النظام الشيعي في إيران الذي يهدد الأنظمة السنية من خلال تصدير الثورة وإثارة أبناء الأقليات الشيعية ضد حكوماتهم. وفي الواقع، منذ الإطاحة بمبارك، كسبت الدعاية المناهضة للشيعة زخماً في الميدان العام المصري، حيث هناك كتب تملأ رفوف مكتبات القاهرة تزعم فساد الشيعة في تفسير المعنى الحقيقي للإسلام. لكن هذه الحملة تعكس إلى حد كبير النفوذ المتنامي لحلفاء مصر السنة - وخاصة دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية - وليس تهديداً حقيقياً من المجتمع الشيعي الصغير والراضخ في مصر. وفي دول الخليج، قاد الشيعة الحركات الداعمة للديمقراطية، متحدين الحكومات السنية التي حرمتهم من حقوقهم. لكن هذه الحكومات تعزي تلك الاحتجاجات إلى التحريض الإيراني، وليس إلى مظالم داخلية مشروعة. وبالنسبة إليها، إن الصراع بين العرب والإيرانيين هو صراع بين السنة والشيعة بصفة أساسية.
وهكذا، تصدر هذه البلدان خطابها المعادي للشيعة إلى بلدان، مثل مصر، التي ليس لديها بالضرورة تاريخ من الصراع السني الشيعي. والواقع أن العديد من المعالم الثقافية البارزة في القاهرة، على سبيل المثال، شيدت خلال الخلافة الفاطمية الشيعية. وقبل ثورة عام 2011، كانت مصر تعد واحدة من البلدان السنة الأكثر وداً للشيعة في العالم العربي. إلا أن جماعة «الإخوان» لا تزال تعتمد مالياً على المَلكيات الخليجية التي تستغل مصر كمنصة لأجندتها المناهضة للشيعة والمعادية لإيران. ومع هذا، فالنزاع الأكثر إلحاحاً بين إيران ومصر هو ذلك المرتبط بسوريا. وخلال سنواتها في المعارضة، كانت جماعة «الإخوان» ترى جمهورية إيران الإسلامية مثالاً يُحتذى به للكيفية التي قد تتولى فيها حكومة إسلامية عابرة للحدود الوطنية، السلطة. لكن في ظل انتفاضة شعبية في سوريا، دعمت إيران السياسات الوحشية والقمعية لنظام الرئيس بشار الأسد. ونتيجة لذلك بدأ الإسلاميون في مصر ينظرون إلى إيران على أنها قوة راهنة، وليس عاملاً دافعاً للتغيير الثوري. وعلاوة على ذلك، فإن تدفق الإمدادات العسكرية من إيران إلى جانب الدعم الميداني لنظام الأسد من وكيل إيران اللبناني، «حزب الله»، يعزز التصور بوجود صراع بين السنة والشيعة في سوريا. وفي هذا السياق يرجح أن يعمل انهيار نظام الأسد على تفاقم التوترات بين إيران ومصر، لا سيما بالنظر إلى احتمال لعب جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا - التي هي جماعة المعارضة الرئيسية - دوراً قوياً، بل مهيمناً في النظام السوري الجديد. وفي الوقت الراهن، تضع الحكومة المصرية المصالح القومية في الطليعة قبل الطموحات الإسلامية. وبدلاً من إثارة التصعيد في القتال بين إسرائيل و «حماس» في غزة، عملت مصر مع الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الإقليميين على التوسط لوقف إطلاق النار. وعلى النقيض من ذلك، تبجح قادة إيران العسكريين بدعمهم لـ «حماس»، ولم يقدموا أي مؤشرات على رغبتهم في إنهاء القتال. وبعد أقل من عامين على اندلاع الثورة المصرية، تسعى حكومة مرسي جاهدة من أجل مجابهة التحديات الداخلية، ومن بينها انتشار الجماعات المتطرفة المسلحة في سيناء. لكن مع استمرار تصاعد التوترات الإقليمية، يرجح أن تتدهور فرص حدوث وئام بين مصر وإيران.
معهد واشنطن: هل سيكون 2013 عاماً تعيساً لإسرائيل؟
من المرجح أن تؤدي المخاطر العديدة التي تكتنف الشرق الأوسط إلى إذكاء نار الصراع، وليس السلام. إن تصنيف عام 2013 كعام "حرج" بالنسبة لأمن إسرائيل كان من الركائز الثابتة لمحللي شوؤن الشرق الأوسط على مدى السنوات الـ 64 الماضية. وأحياناً كانت تلك التوقعات تصدق، بينما كانت لا تصدق في أحيان أخرى. وحيث تواجه إسرائيل عاصفة قوية من التوجهات الإقليمية التي يحتمل أن تكون كارثية، فإن 2013 سيكون قطعاً عاماً حرجاً بالنسبة لأمن إسرائيل. أولاً، تجد إسرائيل نفسها في موقع يتلاقى فيه التوجهان الكبيران في منطقة الشرق الأوسط وهما: تهديد طموحات الهيمنة الإيرانية وانتشار التطرف السني الراديكالي. ورغم أن هذين التوجهين يتصارعان مع بعضهما البعض في سوريا والبحرين وأماكن أخرى، إلا أن صراع غزة الأخير أبرز تقسيماً متقناً للعمل، وإن كان في بعض الأحيان تنافسياً، تمثل بقيام إيران بتزويد «حماس» بالصواريخ بينما عملت الدول السنية مثل قطر ومصر وتركيا على تزويد «حماس» بدعم سياسي جوهري. إن نجاح الجهاد ضد إسرائيل في توحيد الشيعة والسنة المتطرفين في المنطقة ليس مدعاة للإحتفال. ثانياً، تنظر إسرائيل إلى المنطقة من حولها، لأول مرة خلال جيل، تستطيع أن تتصور حصول انزلاق نحو الحرب. وغالباً ما ننسى أنه قد مرّت 40 سنة منذ تورط إسرائيل في نزاع مع دول أخرى. [ومنذ ذلك الحين] كانت السنوات تعج بالهجمات الإرهابية والانتفاضات وإطلاق صواريخ الكاتيوشا لدرجة أننا نعتبر عدم قيام أي دولة أخرى على حدود إسرائيل بشن حرب على الطراز القديم ضد الدولة اليهودية منذ عام 1973 أمراً مسلماً به. ولكن للأسف، مع ظهور مصر الإسلامية واحتمالية ظهور سوريا الإسلامية - الحليفتان في الحرب العربية الإسرائيلية الأخيرة - ربما يكون "السلام الذي دام أربعين عاماً" قد أوشك على الانتهاء. وهذا لا يعني أن الحرب سوف تندلع قريباً، فكل من المصريين والسوريين يواجهون مشاكل داخلية هائلة عليهم تسويتها أولاً. لكن التحول الأساسي، من القادة الذين كانوا ينظرون إلى السلام (أو في الحالة السورية، انعدام حالة الحرب) باعتباره أصلاً استراتيجياً إلى قادة جدد يعتبرون القتال ضد المشروع الصهيوني مهمة أيديولوجية، له تداعياته السلبية العميقة. ثالثاً، يرى معظم الخبراء أن عقارب الساعة قاربت نقطة النهاية فيما يتعلق بالدراما طويلة الأجل حول المواجهة النووية الإيرانية. وعلى الرغم من العقوبات الدولية القاسية، تتجه طهران نحو صنع قنبلة نووية، ويتوقع معظم الخبراء أن تتخطى عتبة كبرى بتجميعها المواد الانشطارية خلال عام 2013. ويرجح أن تعرض إدارة أوباما على إيران "صفقة كبرى" بشأن برنامجها النووي والعقوبات، إلا أن المرشد الأعلى قد يرفض عرضاً سخياً بشكل مفرط لأنه قد يكون القشة التي تقصم ظهر سيطرته على السلطة. وبالنسبة للرئيس أوباما الذي اعتنق مبدأ "الوقاية"، فإن ذلك يجعل الحل العسكري خياراً واقعياً. وفي الواقع أنه في أوائل كانون الأول/ديسمبر، قال دنيس روس وإليوت أبرامز -- اثنان من المطلعين على الشؤون السياسية اللذين كانا يديران الكثير من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على مدار ربع القرن الماضي -- علناً إنهما يؤمنان بأرجحية استخدام أمريكا أو إسرائيل للقوة العسكرية ضد إيران في عام 2013.
رابعاً، قد تحدث المواجهة مع إيران في نفس الوقت الذي يواجه فيه جيران إسرائيل الأكثر قرباً، وهم الفلسطينيون، انهياراً سياسياً - يأتي على ما تبقى من إطار [اتفاقية] أوسلو لتسوية الصراع والحكم الذاتي الفلسطيني الذي دام 20 عاماً. ولا تكمن المشكلة فقط في أن السنوات الأربع الماضية لم تشهد مفاوضات رسمية بين العرب وإسرائيل سوى لأسبوعين فقط - وهي أقل مدة منذ إدارة الرئيس الأمريكي جونسون. بل إن المشكلة الأساسية تتعلق بالتردد العميق للعديد من القادة الفلسطينيين في قبول مفهوم وطن قومي لليهود والتفاوض على إنشاء وطن قومي فلسطيني. وهي تتعلق بالجاذبية القوية لـ "المقاومة" العنيفة التي تمثلها «حماس». كما تتعلق بحالة اللامبالاة الصاعقة للدول العربية نحو تقديم الدعم المالي للفلسطينيين. ومن أجل التحلي بالإنصاف، فإن المشكلة ترتبط أيضاً بالانقسام العميق بين الإسرائيليين حول ما إذا كانوا راغبين في تحمل التكاليف السياسية والاجتماعية والمالية والعسكرية للتوصل إلى تسوية إقليمية حقيقية، والتي يكاد يكون من المؤكد أن تشمل إخراج عشرات الآلاف من المستوطنين اليهود من الضفة الغربية، لا سيما إذا لا تحصل إسرائيل سوى على سلام مشروط أو مؤقت مقابل ذلك. وبالنظر إلى هذه التوجهات معاً، [يمكن الاستنتاج] بأنها قد أدت إلى تقويض الثقة في فكرة السلام، وهو ما أدى بدوره إلى ضغوط هائلة على ما تبقى من أوسلو. إن السلطة الفلسطينية هي التي تواجه مخاطر جمة، حيث إن تفعيلها يحرر إسرائيل من مهام الحوكمة اليومية لأكثر من مليوني نسمة. إن نهاية السلطة الفلسطينية وانهيار التعاون الأمني الفلسطيني مع إسرائيل وظهور صراع ديني بين المسلمين واليهود بدلاً من الصراع القومي بين العرب وإسرائيل خلال عام 2013، هي جميعها احتمالات واقعية جداً ومضرة للغاية. وأخيراً، يحدث هذا كله في لحظة تنتاب فيها الشكوك كل من الحلفاء والأعداء في الشرق الأوسط بشأن القيادة الأمريكية. وهناك أزمات عديدة، بدءاً من سيطرة الإسلاميين على السلطة في مصر وإلى القمع الوحشي للثورة في سوريا وحتى الموت البطيء للسلطة الفلسطينية، وجميعها تمضي دون الكثير من الوضوح والتوجيه من قبل واشنطن. ومن المستحيل معرفة ما إذا كان التردد في المشاركة هو قرار استراتيجي أم إشارة على تبدل الأولويات أم انعكاساً للتردد الاستراتيجي، الأمر الذي يؤكد الفجوة بين الالتزام والتنفيذ. إن تداعيات هذا التردد واضحة للعيان في كافة القضايا التي هي على أجندة الشرق الأوسط. هذه هي المنطقة التي تواجهها إسرائيل في عام 2013، وعلى الأرجح، في المستقبل المنظور. ومع ذلك لا تزال البلاد تحل في المرتبة الرابعة عشرة في قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم. وكما تقول أغنية «عازف الكمان على السطح»، "كان ذلك معجزة، أيضاً!"
عناوين الصحف
سي بي اس الاميركية
• الولايات المتحدة وروسيا يجتمعان مرة أخرى لتباحث الشأن السوري.
وول ستريت جورنال
• الثوار السوريون يطلقون سراح الإيرانيين.
• العراقيون المحتجزين في سجن أبو غريب يحصلون على تعويض بقيمة 5 ملايين دولار.
واشنطن بوست
• استراليا توسع العقوبات ضد إيران وسط شكوك أن البلاد تطور أسلحة نووية.
جيروزاليم بوست
• بيريز: أوباما سيضرب إيران إذا فشلت الحلول الأخرى.
• الإبراهيمي: لا مكان للأسد في حكومة سورية جديد.
ديلي تلغراف
• الأخضر الإبراهيمي يوبخ الرئيس السوري بشار الأسد.
نيويورك تايمز
• عباس وزعيم حماس يجتمعان بناء على دعوة مصرية.
الغارديان البريطانية
• تأجيل المباحثات النووية مع إيران.
• اللاجئون السوريون يعانون من ظروف قاسية.
• سوريا وإيران يتبادلان الأسرى بعد شهور من المحادثات الدولية المعقدة.
• سجن بريطاني بتهمة الاتجار بالسلاح مع إيران.