العواصم الغربية محجة ومقصد لسوريين قاتلوا خلال الفترة الماضية ويقاتلون حالياً في صفوف جماعات مسلحة ضد الدولة السورية
العواصم الغربية محجة ومقصد لسوريين قاتلوا خلال الفترة الماضية ويقاتلون حالياً في صفوف جماعات مسلحة ضد الدولة السورية، بعضهم يقول أنه ينتمي للجيش الحر وهو غالبية الحاجين الى الغرب من كل فج سوري عميق، والبعض الآخر ينتمي للجماعات المسلحة التكفيرية ولا يخفي توجهه هذا رغم انه ينسب نفسه للجيش الحر عملا بمبدأ التقية الحربية المستخدم هذه الأيام بشكل كبير في فقه الجماعات التكفيرية المسلحة.
هؤلاء الشباب يتكلمون تقريبا عن كل شيء وبتفاصيل التفاصيل، أحاديثهم في المقاهي والمطاعم وأماكن لقاء السوريين والعرب ليس فيها تحفظ، يتحدثون عن الحرب، عن ضحاياها، عن خسائرهم، وعن الخسائر التي كبدوها للسوري في الطرف الآخر الذي يسمونه (العدو). يتكلمون عن الدور الأمريكي بكل ارتياح وأريحية، وعن الدور الفرنسي بدور المتبني لهم، هنا انقلبت الأمومة الحنونة من المارونية السياسية في لبنان الى التيارات السلفية وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ويتحدثون عن ان الدور القطري كنز ينزل عليهم من السماء ولا يريدون له ان يتوقف رغم الاتهامات المتبادلة حول من الذي أخذ اكثر من المال القطري ومن الذي أرسل جزءا منه الى سوريا ومن الذي احتفظ به لنفسه ولا يرسل إلا (من الجمل إدنو) حسب قولهم.
أحد الحجاج الى باريس يقدم نفسه ناشطا سياسيا بينما احتشاد الجمع حوله وكلامهم عنه يؤكد انه ضابط مقاتل في المعارضة أصيب في هجوم على قاعدة للدفاع الجوي وأتى الى فرنسا للعلاج ، ويكفي الاستماع إليه لتتأكد من صحة كلام الجمع بعيدا عن (التقية) التي يمارسها الرجل والتي اكتشفها حديثا في كتب الأحاديث ومن محكم الآيات.
يقول الضابط المصاب عن المعارك الدائرة في مختلف المناطق السورية، وبالتحديد عن معركة المطارات أن خطة الهجوم على المطارات هي بالأساس خطة فرنسية، وقد أثبتت هذه الخطة صعوبة تنفيذها في بداية الحرب بعد فشل الهجوم على المطارات، وعلى أثر الفشل وضع الأمريكيون خطة أخرى تتمثل في الهجوم على قواعد الدفاع الجوي الأقل تحصينا من الناحية العسكرية، ولكن تدميرها وسقوطها سوف يجعل المطارات بحالة فقدان البصر والعمى العسكري، ويضيف الضابط ان الأمريكيين استلموا معركة مواقع الدفاع الجوي مباشرة واداروها بكل التفاصيل.
ويروي الضابط حرفيا كيف أدار العسكر الأمريكي المعارك بالقول:
استلم الأمريكي المعركة وإدارتها وكان مقاتلون من المعارضة يدخلون الى تركيا في الشمال والى الأردن في الجنوب حيث يستلمهم ضباط امريكييون ويقومون بتدريبهم على كيفية الهجوم على قواعد الدفاع الجوي. وتكفّل الجانب الأمريكي بكل متطلبات المعارك حيث كان يضع خطة الهجوم وعدد المسلحين الواجب مشاركتهم بالهجوم وكان يقدم صورا تفصيلية عن المواقع فيها (عدد المدافع، الدبابات، السيارات العسكرية، عدد الضباط ورتبهم، عدد الجنود، طرق الإمداد، محزون الطعام، الوقود، الذخيرة) والمداخل الأكثر تحصينا التي يجب تجنب الدخول منها الى الموقع.
كان الأمريكيون يوزعون عناصر الهجوم كل في موقعه وكانوا يعطوننا كمية الأسلحة والذخيرة التي يحتاجها الهجوم على الموقع.
حول معركة دمشق يقول الضابط في المعارضة السورية المسلحة أن هناك خوفا لدى الجماعات المسلحة من معركة دمشق بسبب انكشاف ظهرها لمنطقة درعا حيث يتواجد نصف الجيش العربي السوري حسب قوله، ويشرح أهمية منطقة درعا بالنسبة لمعركة دمشق بالقول ان هذه المنطقة تعتبر الخاصرة الرخوة لدمشق لذلك لم يقبل النظام بسقوط أي حجاز له فيها ، قبل الحرب كان هناك 30 حاجز اليوم لدى الجيش اكثر من ثلاثمائة حاجز ، وهناك حواجز هاجمها المسلحون أكثر من مرة وكان الجيش يعود ليقيم الحاجز متجاهلا الخسائر ، ويضيف طالما بقيت درعا ومنطقتها تحت سيطرة النظام ليس هناك امل في معركة دمشق.
ثلاث عمليات تبادل خلال أسبوعين:
في الحديث عن عملية التبادل التي رافقت اطلاق سراح الحجاج الإيرانيين يقول الرجل أن الرهائن الإيرانيين كانوا في مدينة دوما، وأن عملية التبادل هذه ليست الوحيدة التي حصلت مؤخرا، فقد حصل تبادل اول في مدينة حمص في دير بعلية بالتحديد وذلك قبل دخول الجيش العربي السوري اليها، وحصلت عملية تبادل ثانية في داريا صبيحة يوم الخميس 3 من الشهر الجاري ومن ثم حصلت عملية التبادل الكبرى والتي أطلق بموجبها سراح الإيرانيين وبشكل خاص مقابل 4 ضباط أتراك كما يعترف الضابط في الجماعات السورية المسلحة.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه