أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم في أبوظبي أن 750 عسكرياً فرنسياً متواجدون على الأرض في مالي، مشيراً الى تنفيذ ضربات جديدة خلال الليل "حققت هدفها"
أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الثلاثاء من دبي أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي كان "الحل الوحيد"، مشيراً إلى أن لا نية لبلاده في البقاء في مالي.
وزعم الرئيس الفرنسي، في مؤتمر صحفي، ان التدخل العسكري في مالي له ثلاثة أهداف وهي: "وقف الإعتداء الارهابي" و""تأمين باماكو حيث لدينا الالاف من رعايانا والسماح لمالي باستعادة وحدة اراضيها".
وأضاف فرنسوا هولاند: "أنا افكر (بالرهائن) في كل لحظة إلا أنني إرتأيت بان التدخل كان الحل الوحيد"، مضيفاً "سنقوم بكل ما يمكن فعله لكي يتم الافراج عنهم. يتعين على الذين اختطفوهم أن يفكروا ملياً، ما زال الوقت سانحاً لاعادتهم إلى عائلتهم".
وفي حديث صُحفي سابق ألقاه اليوم في أبوظبي، قال هولاند إن 750 عسكرياً فرنسياً متواجدون على الأرض في مالي، مشيراً الى تنفيذ ضربات جديدة خلال الليل "حققت هدفها". وقال هولاند للصحافيين، خلال زيارة للقاعدة البحرية الفرنسية "معسكر السلام" في ابوظبي، "حالياً لدينا 750 رجلاً وعددهم سيزيد، الى أن يتسنى بأسرع وقت ممكن إفساح المجال للقوات الأفريقية". وأضاف الرئيس الفرنسي أن بلاده "ستستمر بنشر قواتها على الأرض وفي الجو"، مشيراً الى أن نشر القوات الأفريقية "سيتطلب اسبوعاً على الأقل".
هذا وتعتزم فرنسا أن تنشر "تدريجياً" 2500 جندي في مالي في مواجهة المجموعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال البلاد، وذلك حسبما صرّحت مصادر من أوساط وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان اليوم لوكالة فرانس برس. وتتابع فرنسا تدخلها العسكري في مالي ضد الإسلاميين الذين يسيطرون على شمال البلاد. وقد اخلى الجهاديون أمس المدن الكبيرة التي كانوا يسيطرون عليها في الشمال في أعقاب الضربات الفرنسية، إلا أنهم سيطروا على مدينة ديابالي التي تبعد حوالي 400 كلم شمال العاصمة باماكو.
وكان هولاند قد وصل صباح اليوم الى الإمارات في زيارة ستخصص بشكل واسع للعملية التي اطلقتها فرنسا قبل خمسة أيام في مالي، لصدّ تقدم المجموعات الإسلامية من شمال البلاد نحو العاصمة. وعلى متن الطائرة الرئاسية التي اقلعت مساء أمس من باريس، أكد مقربون من الرئيس الفرنسي أن جزءاً من العسكريين ال700 الذين تنشرهم فرنسا في الإمارات وُضعوا في حالة تأهب إضافةً الى ستة مقاتلات رافال، للمشاركة في العملية العسكرية "سرفال" في مالي عند الحاجة. وقال أحد المسؤولين في القاعدة إن "مالي ليست ضمن مجال عملنا حتى الآن، واذا وصلتنا أوامر سننفذها".
في نيويورك، عبّرت الدول الأعضاء ال15 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع عن "تفهمها ودعمها" للتدخل العسكري في مالي، كما أعلن سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار ارو للصحافيين في وقت متأخر من مساء أمس. وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا بسبب القتال.
هذا وعرضت بريطانيا وكندا إرسال ناقلات جند للجيش الفرنسي، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم "دعماً لوجستياً" ومساعدة في مجال الإستخبارات لفرنسا خلال تدخلها العسكري. كما تستعد بلجيكا اليوم لإرسال طائرتي سي-130، ومروحية تحمل معدات طبية لدعم التدخل العسكري الفرنسي في مالي. وأعلنت الجزائر أنها أغلقت حدودها الصحراوية مع شمال مالي لمنع عبور الإسلاميين الى البلاد. من جانب آخر، عبرت باريس عن أسفها "للتعبئة بالحد الأدنى" التي يقوم بها الإتحاد الأوروبي لدعم التدخل في مالي.
أما حركة طالبان الأفغانية، فقد نددت اليوم بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي معتبرةً اياه "كارثياً"، وأعربت عن أسفها لأن فرنسا تخلت عن موقعها "المناهض للحرب" الذي دفعها الى سحب قواتها المقاتلة من افغانستان، ولأنها لم تستخلص العبر من هذا النزاع. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت أمس أن حكومته "مدركةٌ للمخاطر" التي تخلفها العمليات العسكرية في مالي على الرهائن الفرنسيين في منطقة الساحل، لكن "عدم القيام بأي شيء" لا يساهم في تحريرهم، بحسب ايرولت.