بات المراقبون للوضع السوري أكثر قناعة من أي وقت مضى بأن وراء كل ما يجري في سورية أيادٍ خفية، تموّل وتقرر وتدير كل التحركات. قناعة ترسخت اليوم بعد خروج تصريحات على لسان وكيلة وزير الدفاع الأميركي.
بات المراقبون للوضع السوري اليوم أكثر قناعة من أي وقت مضى بأن وراء كل ما يجري في سورية أيادٍ خفية، تموّل وتقرر وتدير كل التحركات. هي قناعة ترسخت اليوم بعد خروج تصريحات على لسان وكيلة وزير الحرب الأميركي ميشيل فلورنوي قالت فيها: "إن الحل للازمة في سورية يتم من خلال فك ارتباط هذا البلد مع ايران وحزب الله وحماس، والانخراط في الركب الاستراتيجي لدول الخليج وتسهيل انطلاق عملية السلام مع اسرائيل . عندها ستهدأ الازمة والعنف في سورية."
ولم تقف الأمور عند هذا الحد؛ إذ نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء عن مسؤولين سوريين قولهم: "منذ بدء الاضطرابات في سورية، تبلغت القيادة في دمشق في النصف الثاني من آذار/مارس أكثر من رسالة حملها موفد سعودي أبدت استعداد المملكة لدعم النظام، شرط تخليه عن التحالف مع إيران ودعم حركة حماس وحزب الله."
أتت هذه التصريحات بمثابة إشهار بأن الولايات المتحدة الأميركية تخوض حرباً غير معلنة تستهدف النظام السوري، لتؤكد بذلك ادعاءات السوريين بأن ما يجري على الأراضي السورية يدار من غرف عمليات مغلقة خارج الأراضي السورية، بعدما تم استنفاذ كل وسائل الضغط التي مورست على النظام السوري طيلة الأعوام السابقة دونما جدوى.
وفي حديث أجراه موقع المنار الالكتروني مع الوزير اللبناني السابق والقيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصوه حول هذا الموضوع، إعتبر الأخير أن ما خرج على لسان فلونوي "يذكّرنا بمجموعة الشروط التي حملها وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول في زيارة له إلى سورية عام 2005،" مضيفاً أن "الشروط تضمنت يومها تخلي سورية عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين وفك إرتباطها مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية لوقف الحملة عليها بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واليوم تؤكد الإدارة الأميركية أن سياستها تجاه قضايا المنطقة لم تتغير عما كانت عليه في عهد جورج بوش الإبن."
وإستطرد قانصوه قائلاً إن "المسألة ليست مسألة مناداة بإصلاحات، لأن الرئيس الأسد ذاهب حتى النهاية في هذا الموضوع لكننا بتنا اليوم مقتنعين بأن سورية تتعرض لمؤامرة تستهدف أمنها، وأن هذه المؤامرة تحظى بغطاء أميركي، نظراً للدور القومي الذي تلعبه سورية في المنطقة، وكونها العقبة الأساسية بوجه مخططات الأميركيين في المنطقة."
وفي سؤال حول مدى إرتياح الأميركيين لإستبدال نظام الأسد بنظام "الإخوان المسلمون"، رد قانصوه: "سبق لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن أجابت على هذا الكلام عندما صرحت أنه "لا مانع لدينا (الإدارة الأميركية) من تولي الإخوان الحكم في مصر." وأضاف الوزير السابق: "لا يهتم الأميركيون بمن يستلم السلطة بقدر اهتمامهم بطواعية النظام لسياساتهم وتحقيق مصالحهم التي تتلخص بأمرين: وضع اليد على النفط ومقدرات المنطقة في المقام الأول، وضمان أمن الكيان الإسرائيلي في المقام الثاني."
وعن الأدوار المشبوهة لبعض الأنظمة العربية في ما يدور من أحداث في سورية، علّق قانصوه: "العرب المصنفين ضمن دائرة الاعتدال يتبعون بشكل مطلق للإدارة الأميركية. لقد عودونا في السنوات العشرين الأخيرة أنهم لا يملكون حرية القرار بل يلتزمون بما تمليه عليهم الإدارة الأميركية... واليوم جاء القرار الأميركي بأن يذهب هؤلاء حتى النهاية في معركتهم للضغط على سورية وهز إستقرارها."
وختم قانصوه حديثه لموقع المنار بأنه على ثقة بأن القيادة السورية ستتمكن من تجاوز هذه المرحلة، "حتى ولو إجتمع العالم كله ضد هذا البلد الممانع والمقاوم."