أعلن النائب عقاب صقر في كانون الأول الماضي أن خاطفي الزوّار اللبنانيين الـ11 يعرضون صفقة تبادل للإفراج عنهم مقابل الإفراج عن «معتقلين في السجون اللبنانية والسورية».
رضوان مرتضى - الأخبار
أعلن النائب عقاب صقر في كانون الأول الماضي أن خاطفي الزوّار اللبنانيين الـ11 يعرضون صفقة تبادل للإفراج عنهم مقابل الإفراج عن «معتقلين في السجون اللبنانية والسورية». ومن بين الذين سمّاهم صقر أحد أبرز الناشطين في صفوف «القاعدة»
قبل سبعة أشهر، سقط أحد «موفدي القاعدة»، الأردني عبد الملك ع.، في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية. تمكن الأمن العام من النيل منه استناداً إلى معلومة استخبارية أميركية، فضبطه أثناء محاولته الخروج عبر مطار بيروت. كان القبض على «الموفد» خيطاً أوصل الجهاز الأمني إلى توقيف آخرين، من بينهم اللبناني شادي م. والقطري عبد العزيز ع. وقد أدّت التحقيقات إلى كشف تفاصيل عن آلية عمله ونشاطه في تنظيم «القاعدة». يومها، اضطرت الضغوط السياسية والشعبية الأمن العام إلى إطلاق سراح اللبناني شادي م.، وضغوط قطرية كبيرة إلى ترحيل الموقوف عبد العزيز ع. إلى بلاده، حيث تشير المعلومات المتوافرة إلى أنه لا يزال موقوفاً في السجون القطرية. فيما لا يزال عبد الملك ع. نزيل سجن رومية المركزي منذ شهر أيار الماضي.
ويُعرف الموقوف الأردني، المولود في العراق، بألقاب عدة، منها: «عمر» و«نور» و«الذئب» و«الطيار»، وهو اعترف أثناء التحقيق معه بأنه يتنقل تحت غطاء العمل في التجارة الحرة كبيع السيارات والعقارات. وكشفت معلومات أمنية أنّ عبد الملك دخل إلى لبنان في شهر نيسان الماضي، وأقام لمدة أربعة أيام في أحد فنادق بيروت حيث التقى أشخاصاً لبنانيين للتنسيق معهم في تأمين شراء السلاح وإدخاله إلى سوريا لمقاتلي «القاعدة». وأوضحت المعلومات أنّ عبد الملك غادر إلى إيران، لكنه عاد بعد خمسة أيام قادماً من سوريا حيث تعذر دخوله إلى تركيا، فقدم إلى لبنان للذهاب إلى قطر عبر مطار بيروت الدولي في «مهمة نقل أموال والوقوف على حاجات المقاتلين في صفوف تنظيم القاعدة». وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من توقيفه في حينها بناءً على إشارة القضاء.
وخلال التحقيقات، اعترف الموقوف الأردني بأنه يتولّى جمع الأموال لتنظيم «القاعدة» من شخصيات موجودة في السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية. وأوضح أن جمع هذه «التبرّعات» يجري بواسطة مجموعات متخصصة تعمل عبر شبكة الإنترنت، لافتاً إلى أن ذلك يجري من دون أن تتواصل هذه الشخصيات في ما بينها، علماً أنها ترتبط جميعها بشخص واحد في كل دولة، يقوم بدوره بتحويل الأموال، يعاونه في ذلك أشخاص من عدد من البلدان العربية، منها لبنان وسوريا وقطر والسعودية والأردن والكويت.
وكشفت اعترافات الموقوف الأردني أنّه التحق بتنظيم «القاعدة» عام 2008، وخضع لدورات عسكرية تدريبية قبل أن يُشارك في القتال في أفغانستان. وأقر بأنه قصد إيران، ثم انتقل إلى المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، حيث خضع لدورة تدريب بدائية على أصول الرماية بالمسدس والبندقية. وأفاد بأنّه أمضى «فترة اختبار الثقة والقدرة على التحمّل» لمدة أربعة أشهر تقريباً، ثم توجّه منتصف أيار 2011، برفقة عناصر من «القاعدة»، إلى ولاية زابل في أفغانستان حيث مكثوا لنحو عشرة أيام وشاركوا في تنفيذ عملية عسكرية ضد دوريات للجيش الأميركي.
ومن زابل، انتقل عبد الملك إلى معسكر برابشة في أفغانستان لمتابعة التدريب. وهناك، تعرض لإصابة أدت إلى بتر أصابع يده اليمنى، فكانت تلك الحادثة نقطة تغيير جذري في «دوره الجهادي» وفي مهماته ضمن التنظيم، إذ تحوّل إلى النشاط اللوجستي الذي يتضمّن «جمع الأموال ونقلها إلى أفراد التنظيم»، و«تجنيد أشخاص للقاعدة»، بحسب ما أفاد الموقوف الأردني، كاشفاً أنه نقل أموالاً للتنظيم إلى دول عدة في شبه الجزيرة العربية. وأوضح أنه نقل 50 ألف يورو عبر إيران خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول من عام 2011. و11 ألف يورو خلال شهر آذار 2012، إضافة إلى 180 ألف يورو و200 ألف ريال قطري وأربعة مناظير (ليلية نهارية) ومعدات ووسائل اتصال وأسلحة وذخائر سُلِّمت لأفراد في أنطاكيا، تمهيداً لنقلها إلى الداخل السوري.