ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية اليوم الجمعة 18/1/2012
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت آخر التطورات على الساحة في مالي وما آلت اليه التطورات الميدانية بعد عملية تحرير الرهائن وما رافقها من اعمال عنف وقتل من جانب المجموعات المسلحة.
كما افردت الصحف اللبنانية مساحة للحديث عن ملف قانون الانتخاب.
الاخبار
جنود سمير جعجع المجهولون: ضباط حديديون
يتميز سمير جعجع عن غيره من قادة الأحزاب (المسيحية خاصة) بطريقة عمله. رغم كل محاولاته منذ عام 2005 (تاريخ خروجه من السجن) في إظهار نفسه رجلاً سياسياً، ما زالت شخصيته العسكرية ـ الأمنية تطغى عليه، إن كان بالطريقة التي يدير بها أعماله، أو من خلال مظهره. يحاول دائما إحاطة نفسه بهالة، مبعداً جميع عناصره السياسيين والأمنيين عن الإعلام، حفاظاً على سرية عملهم. فيما يأتي جزء من جنود جعجع المجهولين
ليا القزي
هنا معراب... حصن القوات اللبنانية. داخل هذه القلعة تتمركز خلية نحل تعمل ليل نهار. يتسم عملها بالسرية. أما أوامرها، فلا تستقيها إلا من رئيس الحزب سمير جعجع. لطالما كان فريق عمل جعجع محور اهتمام الناس: من نصحه بتصعيد الخطاب في ما خص حزب الله؟ من أقنعه بأن قصة «الزهرة والاغتيال» سيصدقها الناس؟ من أوقعه في بعض الهفوات أحياناً؟ ومن نظم الحزب ليتحول من ميليشيا إلى حزب، له هيكليته، يناقش بديموقراطية (مع التحفظ على كلمة ديموقراطية)، وينافس خصومه سياسياً؟ لا يحلمنّ أحد بمجرد السؤال عن اسم مسؤول قواتي. سيُجابَه طلبه بالرفض السريع. الأول سيرفض الحديث، الثاني سيحولك إلى الناطق الرسمي. هذا الأخير سيصدك، معتبراً أن «هذا الأمر مرتبط بأمن الحكيم المهدد أصلاً. الإضاءة على هذه الأسماء لا تفيد أحداً».
تعوّد جعجع منذ بداية حياته العامة (عسكرياً ثم سياسياً) أن يعمل بطريقة استخبارية. تنظيمه حديدي قائم على متفرغين. يرفض الحكيم أن يوزع موظفوه وقتهم بين عملين، وذلك منعاً لتضارب المصالح. وهو في هذا الأمر يتقاطع إلى حدّ بعيد مع طريقة عمل حزب الله، لا بل قد يكونان الحزبين الوحيدين في لبنان اللذين يعملان وفقاً لهذه الطريقة. يحب جعجع الغرب، وكثيراً ما لجأ إليه في معظم مراحل حياته. لم يقتصر ذلك على الأمور السياسية والعسكرية. فقد دفعه هيامه بالولايات المتحدة إلى استيراد نظرية العمل التي تستخدم في مكاتب الإدارة الأميركية. تسمى تلك النظرية الـ«Dealing Desk System»، أي ما معناه بالعربية: «نظام العمل المكتبي». يقوم هذا التنظيم على القاعدة العريضة والرأس الواحد، أي وجود مكاتب عمل متعددة تهتم بمختلف الأمور. يرأس كلاً من هذه المكاتب أحد الأشخاص، يرتبط مباشرة برأس الهرم. جعجع يعتمد هذا النظام بدقة. أهميته أنه قادر على التدخل في عمل كل المكاتب، ومراقبتها... هذا هو مبدأ التفتيش.
لدى القوات عدة وحدات: الأمنية، الإعلامية، المالية، الديبلوماسية، العلاقة مع القوى السياسية، العلاقة مع الكنيسة. أولاً، مع الإعلام. يطلب من مسؤول الدائرة الإعلامية بتوجيهات من رئيس الحزب نفسه ملء استمارة خاصة بجميع الإعلاميين اللبنانيين تضمّ التفاصيل المهنية (إذا كان الشخص طبيعياً أو معنوياً). إضافة إلى التفاصيل الشخصية. يتبدل مسؤولو هذه الوحدة دائماً وبسرعة، في نوع من إعادة الهيكلة. فبعد نادي غصن، هاني صافي، وأنطوانيت جعجع، عُيّن ملحم رياشي. هذا الأخير، إضافة إلى إعادة تصويبه عمل الأجهزة الإعلامية القواتية، ومحاولاته لإلغاء الحقد الذي يميز مقالات الموقع الإلكتروني، يهتم بالبروباغاندا المستوحاة من الدعاية النازية المعروف عن رياشي إعجابه بها. تهتم مستشارة جعجع الإعلامية أنطوانيت بمواعيده مع الصحافيين وبالمحافظة على الروابط معهم. جعجع مقربة من النائبة ستريدا جعجع، هي نقطة ضعفها، وليس زوجها، فهي «رفيقة النضال».
هناك ملف حساس في معراب. لا يثق جعجع بأحد لتسلّمه. إنه الموضوع المالي الذي يربطه به شخصياً. ولكنه أعطى رتبة «ضابط اتصال» لواحد من أكثر الموثوقين منه: المدير العام في صحيفة الحياة رجا الراسي. الراسي هو أمين صندوق جعجع.
بدأت وحدة العلاقات الديبلوماسية في العمل مع المحامي جوزف نعمة. كان يساعده في مهماته إيلي خوري بصفته مستشار الشؤون الاجتماعية، بيد أنه فعلياً كان يراقب عمل نعمة. احتدم الصراع بين نعمة والقوات. يرجعه قسم إلى صراع نشب مع السيدة الأولى. قسم آخر يقول إن للإقصاء خلفية أمنية. الاستبدال كان سريعاً. استقدم ضابط المدرعات السابق بيار بو عاصي من فرنسا بعرض مالي مغرٍ ليحل محل نعمة، فيما بقي خوري في منصبه: يراقب. أما العلاقات الخارجية، فيتولاها رجال الأعمال الذين يقومون باجتماعات دورية لأصحاب الشركات بغية دعم مشاريع اقتصادية. كذلك فإنهم يؤمنون التنظيم في الاغتراب. العلاقة مع القوى السياسية موزعة على عدة أشخاص. النائب جورج عدوان يتواصل مع الكتائب، هو فتح العلاقات مع العماد ميشال عون، إضافة إلى تولي التنسيق الدائم مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. يُعَدّ أنطوان زهرا «رأس حربة القوات»، هو يتولى ملف العلاقة مع الرئيس نبيه بري. أما منسق قطاع بيروت ومشروع المرشح عماد واكيم، الذي كان مسؤول قطاع المهندسين وشغل مركز الأمين العام بعدها، فقد كان صلة الوصل بين القطاعات والمناطق، إضافة إلى إدارة شؤون الحزب التنظيمية. أما رئيس حزب الكتائب، أمين الجميل، فوضعه خاص. لا أحد يتواصل معه إلا جعجع شخصياً.
بعد استقالة الكاردينال نصرالله صفير، وانتخاب الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريركاً للموارنة، تراجع دور مسؤول العلاقات الكنسية، النائب إيلي كيروز ومعاونه إيلي أبي طايع. فبعدما أعاد الراعي تموضع بكركي، ونأى بها عن الصراعات الداخلية، ولم يقبل أن يرث من صفير منصب الأب الروحي لسمير جعجع، سجل الأخير انزعاجه، فلم يعد لكيروز وأبي طايع الحضور ذاته في الصرح. بعد انكفاء العلاقة بين الجارين الكسروانيين، انتقل جعجع إلى الرهبانيات، محاولاً تعزيز الرابط بينهما.
الأمن هاجس يسيطر على جعجع. هو دائماً مهدد، وقوات الجحيم تتربص به. لذلك يشرك نفسه في أصغر التفاصيل لضمان سلامته. يشتهر بأجندته الشخصية. يسجل جعجع جميع المعلومات التي تصل إليه. في الاجتماع الذي يعقده كل فترة يطلب إيرادها في الملف الخاص بها. غالباً ما يهتم بها طوني الشدياق وإيلي براغيد تحت غطاء مدير مكتبه. الشدياق كان مسؤولاً قبل عام 1994 عن «بيت قنوبين»، المركز المعني بكافة شؤون منطقة بشري. كان عمله سياسياً وثقافياً، إلى أن غادر بيروت مع توقيف جعجع. والرجل من الدائرة البشراوية التي يثق بها الحكيم ثقة عمياء.
وبراغيد أمني منذ زمن بعيد، فهو كان يشغل مركز ضابط أمن في ميليشيا الحرب. وعلى ذمة أمنيين رسميين لبنانيين، ثمة في معراب ما يشبه مركز التنصت الصغير، مرتبط بغرفة العمليات مباشرة، يشرف عليه مارون عيد (ضابط أمن وحماية). أما مسؤول التواصل مع قوى الجيش، فهو ضابط في قوى الأمن الداخلي يتولى قيادة «مجموعة معراب الأمنية» التي تضم أفراداً ورتباء من قوى الأمن الداخلي، أكثر من 90 في المئة منهم من منطقة بشري. يلاحظ وجود مجموعات أمنية في كل ضيعة، ولكنها «لا تشكل خطراً إلا إذا حصل انهيار كبير في البلد»، بحسب أحد الأمنيين الرسميين. اشتهر جورج عدوان بعلاقته مع الاستخبارات اللبنانية، فهو الذي نسق معها لمحاولة إطلاق سراح جعجع. يقول أحد القواتيين إن عدوان ما زال حتى اليوم صلة الوصل مع استخبارات الجيش.
حادثان أمنيان قلبا الوضع في معراب: «محاولة الاغتيال»، واغتيال اللواء وسام الحسن. لم يعد غريباً أن ترى سلاح «الكلاشنيكوف» منتشراً بشكل ظاهر. الكلاب البوليسية تفتش السيارات. توسعت الدائرة الأمنية بعد محاولة الاغتيال التي يصعب العثور على أمني رسمي يؤكد حصولها. زاد عدد الضباط. فُرِز لمعراب نقيبان عرف منهما زياد كامل، والرائد طلال أبو يونس من جهاز أمن الدولة. تتألف المجموعة الخاصة بحماية منزله من 63 عسكرياً، و120 قواتياً بينهم 30 إلى 40 شخصاً يتناوبون بنحو دائم بين حرس ودوريات. وكانت «الأخبار» قد حصلت من موقع ويكيليكس على برقيات صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت. وقد جاء في واحدة منها أن جعجع زار السفارة نهار 9 أيار 2008، وقد أبلغ السفير أنّه لديه بين سبعة آلاف وعشرة آلاف مقاتل مستعدين للتحرك، مضيفاً أنهم يحتاجون إلى التزود بالسلاح. مسؤول الحراسة الخاص به هو فرانسوا أبي راشد الذي لم يبدل منذ فترة، ربما «لأن العناصر الموثوق بهم لا يتغيرون». أما الشخص الذي يظهر خلف الحكيم في معظم الاحتفالات، فهو طوني عريضة، المسؤول الخاص عن مواكبته. توسعت حدود المراقبة حتى منطقة رعشين – اغبة (تبعد قرابة 8 كلم عن معراب). كذلك وُضِعت كاميرات مراقبة من مفرق رعشين حتى طريق غوسطا – معراب. يرتدي عناصر الأمن القواتيون ثياب عناصر الدرك ويسيّرون دوريات في المنطقة، حتى إنهم يطلبون أناساً إلى التحقيق إذا ما اشتبهوا بتحركات غريبة في المحيط.
سمير جعجع وزوجته خائفان. لا يتناولان إلا الطعام الذي يقدمه الطباخ شخصياً. لا يشرب الماء إلا من «القنينة المضغوطة»، التي يظل يعصرها إلى أن يتأكد من عدم وجود أي تسرب فيها. حتى وهو في قلعته التي أشرف على كل شاردة وواردة فيها، يرتعب من أي خرق ممكن أن يصيبه. يعيد البعض الأمر إلى الظروف التي مرّ بها في الماضي والتي لم يستطع بعد أن يتخطاها. البعض الآخر يقول «لأنه لا يثق بأجهزة الدولة».
هكذا إذاً تدار الأمور في معراب. يتابع جعجع أدق التفاصيل مع المسؤولين. يستفسر منهم عن أحوالهم، لأنه «لا يعرف طريقة عمل أخرى». هذا النظام الحديدي لا تعتريه إلا شائبة واحدة: نفوذ ستريدا الذي يسبب نوعاً من الازدواجية في عمل الوحدات.
قطر بعد السعودية توصد بابها في وجه جنبلاط
رغم مواقفه العالية اللهجة من النظام السوري، لا تزال أبواب السعودية موصدة في وجه وليد جنبلاط. والجديد انضمام الدوحة الى الرياض في موقفها هذا من زعيم المختارة الذي يتوجس خيفة على مصيره بعدما نُقل أن موسكو ابلغته بعدم قدرتها على إبقاء غطاء حمايتها له طويلاً، فسارع اليها في زيارة لم يكن موعدها محدداً الآن
ناصر شرارة
السبت الماضي، استضاف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في قصره في المختارة، سفراء الدول العربية لتبادل الآراء معهم في تطورات لبنان والمنطقة. لقاء السفراء عادة محبّبة لدى الزعيم الاشتراكي، وهو إرث من إبقاء الصلات مفتوحة مع دول العالم، ولا سيما الكبرى، تحافظ عليه المختارة منذ أيام القناصل.
لكن اللقاء الأخير، جرى وفق حسابات جنبلاطية خاصة تتعدى المحافظة على الإرث. إذ أراد بيك المختارة انتهاز دعوته السفراء العرب لطرق باب السفارة السعودية بحجة انها مشمولة بالدعوة.
لم تنجح «الحيلة» الجنبلاطية بعدما قاطع السفير السعودي اللقاء. وكانت المفاجأة الأبعد أثراً عندما تخلّف السفير القطري في لبنان سعد علي هلال المهندي عن الحضور أيضاً. وبدل أن يكون اللقاء فرصة لفتح كوّة في الباب السعودي الموصد في وجه جنبلاط الذي يكابد في معالجة مزلاجه، منذ زيارته الاخيرة الفاشلة إلى المملكة، تحول خيبة امل تقارب اليأس من مواصلة هذه المحاولات. أكثر من ذلك، تضمّنت مقاطعة السفير علي عواض العسيري رسالة سعودية إضافية، مفادها ان الباب القطري، ايضاً، أصبح موصداً في وجهه.
لاحظ السفراء الحضور، بعد اكتمال عددهم، نظرات جنبلاط الزائغة وهي تتأمل مقعد العسيري الخاوي. لكنه فضل الاعتصام بالصمت. ولدى وداعه السفراء على باب القصر، استغل فرصة تقدم الوزير وائل ابو فاعور الى جانبه ليستأذنه بالذهاب الى القاهرة لحضور مؤتمر وزراء الخارجية العرب من اجل النازحين السوريين، فقال له على مسمع السفراء: «لا شك انك ستلتقي بوزير خارجية مصر هناك. سلم عليه»، ثم أردف قائلا مع ابتسامة صفراء: «واذا رأيت وزير الخارجية السعودي بلّغه سلامي».
أحد السفراء العرب رصد خلال اللقاء وقائع ما وصفه بـ«حفلة التهامس» التي سادت بين زملائه خلال اللقاء، تعليقاً على غياب السفير السعودي ومفاجأة المقاطعة القطرية. ونقل عن أحد السفراء أن السعودية تخطئ في المبالغة بمقاطعة جنبلاط، علما بأنه يبدي صبراً كبيراً في انتظار عودتها عن موقفها هذا. وبحسب معلومات السفير، فإن جنبلاط كان يتوقع من باب التحليل ان يرن هاتفه خلال الأسابيع الاخيرة الماضية حاملا خبر دعوته الى السعودية. لكن ذلك لم يحصل، ما دفعه الى تقريب موعد زيارته لموسكو التي كانت حتى قبل ايام مجرد دعوة مفتوحة له من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وضمن هذا السياق، قرّر جنبلاط، بحسب السفير العربي، التوجه الى روسيا لترميم علاقته بها، بعدما تأكد ان محاولاته مع الرياض لاعادة انفتاحه عليها محكومة بالفشل حتى أمد طويل. وكشف السفير ان جنبلاط كان قد شكا لنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام أواسط الصيف الماضي خلال مكالمة هاتفية ما يعانيه من صلف السعودية معه، فرد خدام طالباً منه الصبر، ونقل اليه كلاماً منسوباً إلى الأمير بندر بن سلطان مفاده أن «الاسد شارف على النهاية». وهنا رد جنبلاط منفعلاً: «حينما اسمعك واسمع السعوديين، أشعر بأن الاسد سيسقط غدا، وعندما اقوم بتقدير الموقف أشعر بأننا جميعاً سنسقط قبله». أضاف: «انني في وضع خطر. الرياض تقفل أبوابها بوجهي والسفير الروسي في بيروت أخبرني ان موسكو لا يمكنها الاستمرار في تأمين غطاء الحماية لي فيما لو استمريت في مواقف عالية اللهجة ضد النظام السوري». حاول خدام تهدئته وإبلاغه ان الازمة مع السعودية لن تطول، مكررا على مسمعه عبارة «أيام الاسد معدودة، أؤكد لك ذلك».
يخلص السفير العربي إلى القول «أغلب الظن ان جنبلاط يقصد روسيا في هذا الوقت لاستعادة غطاء حمايتها له». ويدلل على وجاهة تقديره هذا بالقول: «خلال احد لقاءاتي الأخيرة به، ابلغني ان حياته مهددة وكذلك الحال بالنسبة إلى الرئيس نبيه بري». وبعد صمت وجيز علّق مبتسماً: «رغم ذلك الحياة والسياسة تستمران».
وقائع لقاء المختارة
السؤال المركزي الذي حاول السفراء العرب الحصول من جنبلاط على اجابة عنه أثناء اللقاء، هو: كيف يقدّر أن يتصرف حزب الله في حال انهار النظام السوري؟. أول من بادر الى طرح هذا السؤال كان السفير المغربي في لبنان. لكن جنبلاط تجاهل الاجابة عنه بحنكة مكشوفة، وقال إن الكلام على مشاركة حزب الله في القتال في سوريا، يقتصر ربما على الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق. وبعد إلحاح من غير سفير للإجابة عن السؤال الاساس، أجاب: «لا يوجد توقّع لدي. الحقيقة ان الاجابة غير متوفرة عن هذا السؤال». وكرر: «لا احد يعرف كيف سيتصرف حزب الله في حال سقط الاسد».
اما عن سوريا فقال جنبلاط: «معلوماتي ان بشار الاسد يحضّر لمعركة دمشق الكبرى. فهو بدأ يسحب جنوده بشكل كثيف من الشمال لمصلحة حشد كل قوته في دمشق لحسم المعركة فيها وتأمين محيطها». أضاف: «يشير تصرفه هذا الى انه سيخسر الشمال. ومن وجهة نظري فانه في النهاية سيخسر كل شيء». ثم استدرك قائلاً: «في كل الأحوال فان الرابح الاكبر مما يجري هو اسرائيل».
الجزائر تسوّي أزمة الرهائن بالقوّة
جبهة عين أميناس تُغلق بغطاء غربي: عشرات القتلى من الخاطفين والمختطفين
اختارت الدول الكبرى أن تضحي بمواطنيها الرهائن في الجزائر بغرض اغلاق الملف بالدم، فاعطت الضوء الأخضر للجيش الجزائري كي يتدخل بالقوة العسكرية، مكتفية بتحضير رأيها العام لتلقي الأنباء المأساوية المرتقبة
في ساعات المساء، أعلنت الجزائر، أمس، انتهاء العملية العسكرية التي بدأتها فجراً لتحرير الرهائن الأجانب. إعلان يمكن القول إنه نهاية للرهائن والخاطفين معاً بغطاء مبطّن من الدول التي ينتمون اليها؛ فالعملية، وفق الحصيلة الأولية، انتهت بفرار وقتل العشرات من الرهائن، وتحرير عدد قليل منهم.
الجزائر والدول الكبرى أرادت إغلاق الملف بالدم لأنها لا تحتمل فتح أي جبهة جديدة مع الاسلاميين في الجزائر، في ظل الحرب التي تتمرّغ فيها فرنسا حالياً مالي.
حصيلة العملية بقيت غامضة حتى مساء أمس، مع إعلان مصدر أمني جزائري مقتل 30 من الرهائن، بينهم سبعة أجانب. إلا أن أنباء سابقة كانت تحدثت عن مقتل 34 من الرهائن الأجانب الـ41، الذين كانوا بأيدي الخاطفين. اما حصيلة القتلى الإسلاميين فهي، بحسب مسؤول أمني جزائري، 10 مقاتلين، بينهم 3 مصريين وجزائريان وليبيان وتونسيان وفرنسي.
وبعد أقل من 24 ساعة على احتجاز الـ41 رهينة من قبل اسلاميين ينتمون لجماعة تطلق على نفسها اسم كتيبة «الموقعون بالدم»، شنت القوات الجزائرية هجوماً على محطة الغاز في عين أميناس بجنوب شرق البلاد لتحريرهم ما ادى إلى مقتل 6 منهم في وقت تمكن 25 رهينة من الفرار، فيما تمكن زهاء 600 عامل جزائري في الموقع من الفرار.
وفي وقت سابق، قال وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد إن العملية سمحت «بتحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين والاجانب، والقضاء على عدد كبير من الارهابيين الذين حاولوا الفرار»، معربا عن الأسف لسقوط «بعض القتلى». واضاف «ليس لدينا الحصيلة النهائية والعملية متواصلة لتحرير باقي الرهائن». واكد أن «القوات البرية قامت بمحاصرة الموقع وا